أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني















المزيد.....



رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8429 - 2025 / 8 / 9 - 16:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


تمزيق الأقنعة التنكرية-4




إذا تمكنا ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ المنظور اﻟـﺬي تنبع ﻣـﻨـﻪ ﻫـﺬه اﻟﺘﺼﻮرات ﻟنبين أن ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻗﺪ اﺧﺘﻠﻖ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻛﺜﻴﺮا ﻣـﺎ ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺎﺿﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺒﻪ ،ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻓﻘﻂ يمكن ان ﻧﺤﺮر اﻟﺘﺎرﻳـﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﻧﺘﻘﺪم ﺑﺎﲡﺎه ﺧﻄﺎب ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺒﻨﺎءات وﺗﺼﻮرات ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ. وﻫﺬا ﺳﻴﺤﺮر أﻳﻀﺎ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﻼﺣﻘﺔ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ.(321)
-كيث وايتلام


نتجاوز الفصول الثالث والرابع والخامس ونعرض الفصل السادس ويناقش موضوعة "رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني" وهي مهمة شديدة الإلحاح. شروحات الفصل توضح الكثير من المفاهيم والعبارات الواردة في الفصول سالفة الذكر .

ﺧﻼل القرنين التاسع عشر والعشرين أﺻﺒﺢ اﻟﺘﺎرﻳـﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ أﺣﺪ اﻟﺘﻮارﻳﺦ اﻟﻜﺜﻴﺮة »المستبعدة « ﻣـﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ العام ﻣﻦ ﺟﺮاء اﻟﺘﺴﻠﻂ اﻟﺬي ﻣﺎرﺳﻪ على تاريخ فلسطين المتخصصون ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ والمؤرخون وﻋـﻠـﻤـﺎء اﻵﺛـﺎر وكذلك أساتذة الجامعات ؛ جرى تصوير الماضي طبقا للنموذج التوراتي؛ ازدادت أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ وأﺻﺒﺢ أﻛﺜﺮ ﻧﻔﻮذا ﻣﻊ ﺻﻌﻮد اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺼـﻬـﻴـﻮﻧـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻣﺸﺮوع أوروﺑﻲ،(307) وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، ﻓﺈن ﻣﺎ ﻧﺮاه هنا ﻫﻮ رواﻳﺔ أﺻﻞ narrative master ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ جوهرها ﺟﺰءا ﻣﻦ »اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ الحتمية « ﻟﻠـﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، وﻗﺪ ﻇﻠﺖ مهيمنة ﺣﺘﻰ ﺴﺒﻌﻴﻴﺎت القرن الماضي ، وذلك بتأثير الباحثين وليم فولبرايت وبرايت الأميركيين ونوث والباحثين الألمان، ونتيجة تكرارها على ألسنة الأكاديميين وطلبتهم وفي الكتابات التاريخية الشعبية.

يحافظ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ واﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ اﳉﺰء اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺘﺤﻜﻢ اﻟﻘﻮي ﻓﻲ الماﺿـﻲ اﻟﺬي حققته اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ، وذﻟﻚ بتصور ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﺘﺮة ﻧﺸﻮء إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ المنطقة ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ اﻟﻘﻮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ.(309)
أﺷﺎر إدوارد ﺳﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻪ الصادر عام 1992إﻟﻰ "المدى اﻟﺬي تستمد ﻓﻴﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻨﺬ إﻧﺸﺎﺋﻬﺎ ﻋﺎم ١٩٤٨ ﺑﺴﻴﻄﺮة مدهشة ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺒـﺤـﺚ اﻷﻛـﺎديمي ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺠﺎﻻت أﺧﺮى ﻛﺜﻴﺮة، بما لم ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ أي ﺑﺤﺚ مماثل ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﻠﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻷي ﻣﻦ اﻟﻔﺘﺮات اﻟﻼﺣﻘﺔ.(309 ) جرى بالانسجام مع النصوص التوراتية تصوير مهين للثقافات والتواريخ المحلية ؛ كما أخفقت الجهودالثقافية التي بذلهااالأكاديميون الفلسطينيون المحاضرون بجامعات الغرب في تخليص التاريخ الفلسطيني القديم من قبضة الغرب وإسرائيل. من هؤلاء الأكاديميين)إدوارد ﺳﻌﻴﺪ ٢٤٧ ـ :٢٦٨ (١٩٩٤، و جورج أﻧﻄﻮﻧﻴﻮس Antonius وﻣُﺼﻠـﺢ Muslihﻤ وﻃﻴﺒﺎوي Tibawi وﺧﺎﻟـﺪي Khalidiﻤ وأﺑﻮ ﻟﻐـﺪ Abu-Lughud ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ.(310). وﻗﺪ ﳋﺺ ذﻟﻚ )ﺑﻮورﺳتوك Bowerstock( ١٨٤ :١٩٨٨ )[سنة صدور الكتاب وصفحة او صفحات الكتاب] ﻓﻲ تقييمه اﻟﺬي ﻳﻔﻴﺪ أن اﻟﻔﺘﺮات اﻟﺮوﻣﺎﻧـﻴـﺔ واﻟـﺒـﻴـﺰﻧـﻄـﻴـﺔ ﻗـﺪ ﺷﻬﺪت اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻣﺘﺠﺪدا ﻓﻲ المنطقة، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﺎ اﺳﺘﻌﺎدة ﺟﺰء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ المستبعد(310).

أطلق اسم "العصر التوراتي" ، ضمن عمليةة التزييف والتضليل على الحقيقة التاريخية الممتدة حتى العهد الرومني، بما فيها الحقبة السابقة للوجود الإسرائيلي. عبر إدوارد سعيد عن استنكاره لشطب اتاريخ الفلسطيني وقال: " ﻫﻜﺬا، ﻓﺈن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻀﻮرﻫﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ اﻷﺑﺪي بالمكان ، وﻫﻲ ﺗﺪﻋﻢ ﻋﺎلميتها ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ اﻟﺘﺎم ﻷي ادﻋﺎءات ﺗﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ أو زﻣـﻨـﻴـﺔ مضادة ، وﻫـﻲ ﻓـﻲ ﻫـﺬه اﳊﺎﻟﺔ تعترض على اﻻدﻋﺎءات اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ مستعينة ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ."(310)
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺟﺰءا ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم المعقد واﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ اﻷﻛﺎديمية واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، اﻟﺘﻲ أﻧﻜﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين ﻣـﻜـﺎﻧـﺎ في العالم المعاﺻﺮ وﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ.(310) طبيعي ان روايات المؤرخين الغربيين ل تنطوي على تخيلات للماضي بتوجه معاصر .
رغم ذلك تزايدت الشكوك في مدونات التوراتييين، كما ورد في نقد دﻳـﻔـﻴـﺰ Davies المتزامن مع رواج ﺣﺮﻛﺔ ﻧـﺸـﺮ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ الجديدة المعدلة. فقد ﺗﺼﺪع اﻹﻃﺎر اﻟﺬي ﺑُﻨﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟـﺮواﻳـﺎت )ﺳـﺎﺳـﻮن Sasson (١٩٨١ﻤ وﻣﺎ راﻓﻘﻪ ﻣﻦ ﺗـﻐـﻴـﺮات أﺧـﺮى ﺣﺼﻠﺖ داﺧﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻷﻛﺎديمي ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺪى التلفيق في نتائج البحوث التوراتية. أشار عدد ﻻ ﻳﺤﺼﻰ ﻣﻦ اﻷﻛﺎديميين إﻟﻰ المنطقة ﻓﻲ اﻟﻔﺘـﺮة اﻟـﺒـﺮوﻧـﺰﻳـﺔ المتأﺧـﺮة وﻓـﺘـﺮة اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻓﻠﺴﻄين بما ﻓﻲ ذﻟﻚ »اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨـﻲ« و»المرﺗﻔﻌﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ« أو »اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ«.

تواصل نفوذ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗـﻴـﺔ وﳒـﺎﺣـﻬـﺎ ﻓـﻲ إﺧـﻔـﺎء الاعتراضات او إسكاتها بحيث أفشل اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺼﺤﻴﺤﻴﺔ الحديثة ﻓـﻲ الخروج ﻋـﻦ ﺗﺴﻠﻂ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ رؤﻳﺘﻬﺎ ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ. (311)
بات من الضروري ﺑﻨﺎء ﺧﻄﺎب ﺑﻼﻏﻲ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺧﺎص ﺑﻪ.




اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ

ﻳـﺮى )ﻃـﻮﻣـﺴـﻮن Thomson)1992:31(٢ ﺈﻧـﻪ »ﺷﻲء ﻣﻀﻠﻞ أن ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﺗﻌﺒﻴﺮ »إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ« ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق اﻷرﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻠﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي المبكر ﻓﻲ ﻓﻠﺴطين.« طعن فيؤقدس أقداس الخطاب التوراتي. ﻓﺎلمعلوﻣﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ حول ﻓﺘﺮة اﻻﻧﺘـﻘـﺎل ﺑـين اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأﺧﺮ وأواﺋﻞ اﻟﻌﺼـﺮ اﳊـﺪﻳـﺪي، تمدﻧـﺎ بمعارف قيّمة ﺣﻮل السكان (الديمغرافيا) والمستوطنات واﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ. وﻫﺬه المعلوﻣﺎت ﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺻﺮاﺣـﺔ وﺟـﻮد ﻛـﻴـﺎن ﻳُﺪﻋﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ،(312)[ تكشفت هذه ال حقيقة في العقد الأخير من القرن الماضي ولم تزل مجهولة لدى الفلسطينيين ، سياسيين ومثقفين،وبالطبع الجمهور] صح النوم!!!
أﻇـﻬـﺮت الحفريات أن اﻟـﺘـﺤـﻮل ﻓـﻲ اﻻﺳـﺘـﻴﻄـﺎن ﻓـﻲ ﻓـﺘــﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑين اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأخر وأواﺋﻞ اﻟﻌﺼﺮ الحديدي ﻛﺎن ﺟﺰءا ﻣن عملية ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ ﻳﺠﺐ أن ﺗُﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻷﺣﺪاث المعقدة واﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﺤﺮ المتوﺳﻂ ﺧﻼل ﻗﺮن ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن أو أﻛﺜﺮ. ﻓﻘﺪ ﻟﻔﺘﺖ وﻳﺒﺮت Wieppert) 19888:26)الأنظار إﻟﻰ أن المشكلات اﳊﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ تحديد ﺗﺎرﻳﺦ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ الحاد ﻟـﻠـﻌـﺼـﻮر اﻟـﺰﻣـﻨـﻴـﺔ المترتب ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻮّر اﻟﺘﻮراﺗﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺘﺮة. وإﺻﺮار وﻳﺒﺮت ﻋﻠﻰ أن ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄين ربما ﺷـﻬـﺪت ﻣـﻌـﺪﻻت ﻣـﺘـﻔـﺎوﺗـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻄـﻮر .
وأكدت دوﺛــﺎن Dothan) T.( ١٤ ـ 1 :1989) لدى إﻋﺎدة تقييمها ﻣﺆﺧﺮا ﺣـﻮل اﻟـﻈـﻬـﻮر اﻷوﱠﻟﻲ واﺳﺘﻴﻄﺎن الفلستيين وﺷﻌـﻮب ﺑﺤﺮﻳﺔ أﺧﺮى ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين. وﺗﻮﺣﻲ اﻛﺘﺸﺎﻓﺎت وﻳﺒﺮت Wieppert ﺑﺄن اﻻﻧﺘﻘﺎل من ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأﺧﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي اﻷول ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺎ وﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ وﻗﺖ واﺣﺪ ﻓﻲ المنطقة ﻛﻜﻞ، وﻟﻜﻨﻪ اﺗﺴﻢ ﺑﻄﺎﺑـﻊ ﻣـﻌقد بسبب تداخل اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت االمحلية والمصرية واﻟﻔِﻠﺴِﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ الحقب اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ.(313)
اﻟﺴﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﻜـﻮن اﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ ﻓـﻲ اﻟﺴﻤﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ـ البيئية واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺎت ﻓﻲ المنطقة ﻛـﻜـﻞ: فالحلول اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ المبتكرة والمهارات اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲡﻠﺖ ﻓﻲ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺧﺰاﻧﺎت المياه وﺗﺴﻮﻳﺔ اﻷرض المرﺗﻔﻌﺔأو ﺑﻨﺎء المباﻧﻲ ذات اﻷﻋﻤﺪة ﺗﺨﺎﻟﻒ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻲ أن ﺳﻜﺎن ﻫﺬه المواﻗﻊ ﻛـﺎﻧـﻮا ﺑـﺪوا رُﺣﻼ ﻓﻲ ﻃﺮﻳـﻘـﻬـﻢ إﻟـﻰ اﻻﺳـﺘـﻘـﺮار. (316
ولكن في أي عصر نشات المواصفات التالية لمواقع فلسطينية:

"وﻗﺪ ﻗﻮﻳﺖ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﳊﺎﻟﻲ(العشرين) ﻣﻊ نمو اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﺮ ويج اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻫﻲ ﻛﻴـﺎن ﻗـﺎﺋـﻢ ﺑـﺬاﺗـه، وﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ بيئته، وﻫﻲ اﻟﺘﻲ أدﺧﻠﺖ الحضارة واﻟﺘﻘﺪم إﻟﻰ المنطقة. وﻗـﺪ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﺎن اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴﻮن ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ". السردية تتحدث عن إسرائيل القديمة، لكنها صورة متخيلة عن الزمن الذي دونت فيه.
يواصل الباحث ،وايتلام نفس السردية: وإذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻫﺬا الخطاب ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻏﻴﺮ ﻏﺮﺑﻲ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣـﻦ المنظور اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، وﺟﺪﻧﺎإﻧﻪ أﻳﻀﺎ ﺧﻄﺎب اﻛﺘﺴﺐ ﺛﻘﻼ ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗـﻌـﻪ المرﻛﺰي ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﻼﻫﻮت وﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ،وتمتع ﺑﺴﻠﻄﺔ اﳉﺎﻣﻌﺎت في الفرب الامبريالي.(317)
يواصل وايتلام:
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻋﺎة ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮي واﻻﺳﺘﻘﺼﺎء عند ﺑﺤﺚ المراﺣﻞ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ الحدﻳﺪي ﺣﺘﻰ ﻧﺤﺮر دراﺳﺔ المنطقة ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮراﺗـﻲ. ﻳـﺠـﺐ أن ﻳُﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺸـﻜـﻞ ﺟـﺬري ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﻳُﻌﺮف ﺑﻔـﺘـﺮةالمملكة المتحدة. ﻟﻘﺪ أدى وﻫﻢ »إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود« وإﺳﻘﺎط دوﻟـﺔ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ الحديثة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪيدي إﻟﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺗﺎم ﻓﻲ ﻋﺮض ﺗﺎرﻳـﺦ المنطقة(317)
إﻻ أن ﺟﺰءا ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻔﻀﺢ ﺟﺰﺋﻴﺔ ﻫﺬه المعطيات وﲢﻴﺰﻫﺎواﻟﺪواﻓﻊ والمصاﻟﺢ اﻟـﺘـﻲ أﺿـﻔـﺖ ﻃـﺎﺑـﻌـﺎ ﺧـﺎﺻـﺎ ﻋـﻠـﻰ أﻋـﻤـﺎل اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـين وﻋـﻠـﻰ ﺗخطيطهم لاﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ وﻣﺎ ﻳﻠﻲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺮض وﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﻤﻌﻄﻴﺎت( 318).)
وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻋﺎة ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺮي واﻻﺳﺘﻘﺼﺎء ﻋﻨﺪ ﺑﺤﺚ المراﺣﻞ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي ﺣﺘﻰ ﻧﺤﺮر دراﺳﺔ المنطقة ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺘﻮراﺗـﻲ. ﻳـﺠـﺐ أن ﻳُﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺸـﻜـﻞ ﺟـﺬري ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﻳُﻌﺮف ﺑﻔـﺘـﺮةالمملكة المتحدة . ﻟﻘﺪ أدى وﻫﻢ »إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود« وإﺳﻘﺎط دوﻟـﺔ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪيدي إﻟﻰ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺗﺎم ﻓﻲ ﻋﺮض ﺗﺎرﻳـﺦ المنطقة.
إﻻ أن اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻫﻮ أﻧﻬﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ رؤﻳﺔ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟصـﺮﻳـﺤـﺔ والمتميزة والمتفقة ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻫﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟـﻘـﻠـﻴـﻞ مما ﺳـﻤـﺎه ﻫـﻮﺑـﺰﺑـﺎوم Hobsbaum ﺛﻘـﺎﻓـﺔ »أﺷﺒﺎه اﻷﻣﻴين" أو الحركات المترسبة ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺘﺎرﻳﺦ. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﺈن ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺆرخ ﻛﻤﺼﺪر ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت، وإنما ﺗﻜﻤـﻦ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺪم رؤﻳﺔ ﻹدراك اﻟﺸﺮﻳﺤﺔ المثقفة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وإدراﻛـﻬـﺎ ﻟـﺬاﺗـﻬـﺎ، وﺑﺎﻷﺧﺺ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮﻳﻦ اﻟﻔﺎرﺳﻲ واﻟﻬﻠّﻴﻨﺴﺘﻲ.

وﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﺮاث ﻻ يمدنا ﺑﺄي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ أو أنماط اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن أو اﲡﺎﻫﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد؛ وﻫﻲ أﻓﻀﻞ المؤﺷﺮات ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ لأنها تمدنا بمنظور أﻋﻢ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ رؤﻳﺔ اﻻﲡـﺎﻫـﺎت اﻟـﻘـﺼـﻴـﺮة المدى، واﻟـﺘـﻲ تمثل ﺑﺆرة اﻟﺘﺮﻛﻴﺰالحتمية ﻟﺘﺮاﺛﻨﺎ المكتوب. وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺴﺎء ﻓﻬﻢ ﻫﺬا اﻟﺮأي أو ﻳحرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إﻧﻜﺎر ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، ﻛﻤﺎ ﻳﺪل اﻟﻨﻘﺎش ﺣﺎﻣﻲ اﻟﻮﻃﻴﺲ ﺣﻮل ﻧﺼﺐ ﺗﻞ دان Dan Tel )ﺗﻞ اﻟﻘﺎﺿﻲ.( واﻟﺪراﺳﺔ الحاﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ إﻧﻜﺎرا لمملكتي إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻳﻬﻮدا: وانما ﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن ﺑﻌﺪأن تمﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ واﻟﻴﻬﻮدي ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ، ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم اﻷﺷﻤﻞ.(319)
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ اﻟﻬﻠّﻴﻨﺴﺘﻴﺔ المتأخرة؛ إذ ﳒﺪ، ﻣﺜﻼ، أن ادﻋﺎ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻳﻬﻮدا اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻗﺪ ﺳُﻤﺢ ﻟﻬ ﺑﺄن ﺗسكت جميع اﻻدﻋﺎءات االمنافسة اﻷﺧﺮى. )دﻳﻔﺰ Davies 1994: 58 وﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣـﺎﺳـﺔ إﻟـﻰ إﻋـﺎدة اﻟـﻨـﻈـﺮ ﺣـﺘـﻰ ﻧـﺤـﺮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻃﻐﻴﺎن ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ.(319). ومن ثم إلغاء تسمية حقبة ممتدة من التاريخ الفلسطيني بانها الحقبة التوراتية. أن ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ المبكر ﺳـﻮف ﻳُﻨﻘﻞ، ﻓﻲ أﻏﻠﺐ الظن، إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎرﺳـﻴـﺔ.(319) . وبذا تقثد حكاية مملكو داوود وسليمان المترامية ما بين الفرات والنيل قيمتها في التاريخ الفلسطيني.
ﺳﻮف ﻳﻮﻓﺮ ﺧﻄﺎب اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻬﻤﺎ أﻛﺜﺮ إﻳﺠﺎﺑﻴـﺔ ﻟـﻠـﻤـﻨـﺠـﺰات المادية والحضارية ﻟﺴﻜﺎن ﻫﺬه المنطقة ﻛﻜﻞ. ﻓﺎﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺮﺿﺖ ﺣﻠﻮل اﳊﻀﺎرة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺤﻞ اﳊﻀﺎرة اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻜﻴﺪة ﺗﺆدي إﻟﻰ اﳊﻂ ﻣﻦ ﻗﺪر المميزات الجمالية واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻸواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ والخزف المزخرف واﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺎت والحلي وﻏﻴﺮﻫﺎ، مما ا نراه ﻓﻲ آﺛﺎر ﻓﻠﺴﻄين .
أﻣﺎ اﻛﺘﺸﺎف اﻷﺷﻜﺎل واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ اﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﺨﺘﻠـﻔـﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻊ أﺛﺮﻳﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨـﻴـﺔ ﻓـﻴُﻘﺪم دوﻣﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﺘـﺸـﺎر ﻋـﺒـﺎدة الخصوبة cult .(٥)fertility والمعتى الضمني ﻟﻬﺬا ﻫﻮ أن ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﶈﻠﻴﺔ"المنحطة" وا"ﻟﻼأﺧﻼﻗﻴﺔ" ﻗﺪ اﺳﺘُﺒﺪﻟﺖ ﺑﻬﺎ دﻳﺎﻧﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ: ﺗﻠﻚ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳُﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﺒﻊ اﳊﻀﺎرة اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ.(320). ﻳﻌﻨﻲ أن اﳋﻄﺎب اﻟﻮﺣﻴﺪ المتوفر ﻫﻮ اﻟﺬي يتم- اﻷﺧﺬ ﺑﻪ: وﻫﺬا اﳋﻄـﺎب ﺻُﻤﻢ خصيصا ﻟﻠﺤﻂ ﻣﻦ أي إﳒـﺎز ﺛـﻘـﺎﻓـﻲ ﻳُﻌتقد أﻧﻪ ﻳﻌـﻮد إﻟـﻰ دﻳﺎﻧﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ.
رﻛﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺘﺮﺗين الحاسمتين moments defining two ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻷن ﻫﺎﺗين اﻟﻔﺘﺮﺗين ﻫهما اﻟﻠﺘﺎن ﺣﺪدﺗﺎ ﺳﻴﻄﺮة إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ الماضي . إن »اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﳊﻀﺎرة الحقة«، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل داروادﻛﺮ Dharwadker)١٧٥: ١٩٩٣ ) ﻟﻬﺎ ﻣﻐﺰى ﺣﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ أي ﺷﻌﺐ. ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺪوﻳﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻬﻲ اﻟﻠﺤﻈـﺔ الحاسمة اﻟـﺘـﻲ ﺣـين ﺗُﻔﻬﻢ ﺑﺮﻣﺘـﻬـﺎ، ﺗﻮﻓﺮ ﻗﺎﻋﺪة ﻓﻬﻢ ﻛﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻼﺣﻖ. ({320) وﻗﺪ ا احتلت ﻓﺘﺮات »ﻧﺸـﻮء« إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين وﺗﻄﻮر دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻫﺬه المكانة ﻓﻲ اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـﺔ. إن ﺑﻨـﺎء الماﺿـﻲ، إذن، ﻫـﻮ ﺻـﺮاع ﺣـﻮل ﺗـﻌـﺮﻳـﻒ اﻟـﻬـﻮﻳـﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.





تحديد موقع التاريخ الفلسطيني

ﻳﺜﻴﺮ إدوارد ﺳﻌﻴﺪ(1995:4) ﻧﻘﻄﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺗﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺠـﻤـﻬـﺮة ﻗـﺮاء ﻫﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ المعرفة، حيث يقول : »ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺟﻪ أي ﻣﻦ االمستشرﻗين اﻟﺬﻳﻦ أﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﻢ ـ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ـ ﺑﻜﺘﺎﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ إﻧﺴﺎن ﺷﺮﻗﻲ ﻛﻘﺎرئ؛ إن ﺧﻄﺎب اﻻﺳﺘﺸﺮاق، وﲡﺎﻧﺴﻪاﻟﺪاﺧﻠﻲ وإﺟﺮاءاﺗﻪ اﻟﺼﺎرﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻤﻤﺔ وﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟلـﻘـﺮاء والﻣﺴﺘﻬﻠﻜين ﻓﻲ ﻋﻮاﺻﻢ المدن اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ« ﻫـﺬه اﻷﻋـﻤـﺎل ﻻ ﺗـﺨـﺎﻃـﺐ اﳉـﻤـﻬـﻮر اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ أو ﻏﻴﺮ اﻟﻐﺮﺑﻲ أو ﻏﻴﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ.وﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺑﺮاﻛـﺎش Prakash(1990 :٣٨٤ "(ﻛﺎن اﻻﺳﺘﺸﺮاق ﻣﺸﺮوﻋﺎ أوروﺑﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺘﻪ اﻷوﻟﻰ." وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﳋﻄﺎب اﻻﺳﺘﺸﺮاﻗﻲ واﻣﺘـﺪادا ﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻧـﻮاح ﻋـﺪة.
امااﻟﺜﻘﺎﻓﺎت المحلية ﻟﻔﻠﺴﻄين ﻓﺘﺼﻮر ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ الموﺣﺪ أو ﻣﻔﺘﻘﺮةإﻟﻰ اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻮﻃﻨﻲ،(321) ﺑﻞ ﺗﻮﺻﻒ ﺻﺮاﺣﺔ ودون ﺧﺠﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻأﺧﻼﻗﻴﺔ. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﳒﺪ »اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴين ﺷﻌﺒﺎ ﺑﻼ اﺳﻢ، وﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻧﺎدرة ﻓﻘﺪ ﻳُﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﺳﻢ »ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن«ﻤ وﻫﻢ اﻟﻨﻘﻴﺾ اﻟﺘﺎم ﻟﻠﻐﺮﺑين رﻓﻴﻌﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻘﻼﻧﻴة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﺎلموضوعية واﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﻜﺮة واﺿﺤﺔ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. وﻗﺪ ﻗﻮﻳﺖ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﺧﻼل اﻟﻘﺮن الحالي (الغشرين) (321).
ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ: أﻳﻦ يمكن ﺗﻌيين ﻣﻮﻗﻊ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم، وﻣﻌﻪ ﺗﻮارﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻳﻬﻮدا ؟ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻟـﻪ ﻣـﻮﻗـﻊ ﺧـﺎص ﺑـﻪ يمكن أن ﻧﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ. إذن ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﺴﺮد اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺘـﺎرﻳـﺦ ﻫـﻮ ﺷﻲء ﺣﺎﺳﻢﺣﻴﺚ إﻧﻪ اﻋﺘﺮاف ﺑﺠﻮاز ﺳﺮد اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ. إذا ﻛﺎن ﺳﻴﺘﺴﻨﻰ للتاريخ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ أن ﻳﺘﺤﺮر ﻣﻦ قبضة ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻤﻦ اﻟﻮاﺟﺐ أن ﻳﺘﺤﺮر أوﻻ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ هيمنت على تارﻳﺦ المنطقة. ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻛﻤﻮﺿﻮع ﻗﺎﺋﻢ ﺑﺬاﺗﻪ؛ وﻛﺠﺰء ﻣﻦ دراﺳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﺧﻄﺎب »اﻟـﺪراﺳـﺎت الحضارﻳـﺔ« studies cultural إذا ﻛﺎن ﺳـﻴُﻌـﻄَـﻰ ﺻﻮﺗﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ يمكنه ﻣﻦ ﲢﺪي اﺧﺘﻼق ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋـﻴـﻞ اﻟـﻘـﺪيمة، وﻟـﻜـﻲ ﻳﻔﻨﺪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﺘﺮة اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأﺧﺮ وأوﺋﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﳊﺪﻳﺪي. ( 324)
اعطت ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﺤﺮر ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺻﻮﺗﺎ ﻟﻠﻔﺌﺎت اﻟمهمشة والمعدمة ﻓـﻲ اﻟﻤﺠـﺘـﻤـﻊ واﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ. وﻣـﻦ المفارﻗـﺎت اﻟـﺘـﻲ أدى إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻛــﺘــﺎب »اﻻﺳﺘﺸﺮاق« ﻹدوارد ﺳﻌﻴﺪ أﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﻣـﻮﺿـﻮع اﻟـﻜـﺘـﺎب ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳﻂ ، ﻓﺈن اﻟﻨﺠﺎح اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ باسترداد الماضي ﻗـﺪ تحقق ﻓـﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺄرﻳﺦ اﻟﻬﻨﺪي.
ما ﻳـﺰال اﻟﺼﺮاع ﺣﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻪ اﻷوﻟﻰ. وﺣﺘﻰ ﻳُﻜﺘﺐ ﻟﻪ اﻟﻨﺠﺎح ،يحتاج اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ أﻳﻀﺎ إﻟﻰ أن ﻳﺨﻠﻖ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻀﺎءًا ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﻧﺘﺎج رواﻳﺘﻪ اﳋﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺎضي، وﺑﻬﺬا ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﺳﺘـﻌـﺎدة ﺻـﻮت اﻟـﺴـﻜـﺎن اﻷﺻﻠﻴين اﻟﺬي تم إﺳﻜﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ اﺧﺘﻼق إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة.().
إن المشروع المعروف ﺑﺎﺳﻢ ﺳﺒﺎﻟﺘﺮن Subaltern )أي ا لمشروع المتفرع اﻟﺒﺪﻳﻞ لتاريخ اﻟﻬﻨﺪ ﻗﺪ ﳒﺢ ﻓﻲ ﲢﺪي اﻟﻨﻤﺎذج المهيمنة ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، واﻟـﺘـﻲ ﻛﺎﻧﺖ ـ ﺣﺘﻰ ذﻟﻚ الحين - ﻣﺸﺘﻘـﺔ ﻣـﻦ ﺗـﺎرﻳـﺨـﻪ اﻻﺳـﺘـﻌـﻤـﺎري. إذ يمكن ﻣـﻦ المطاﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎق اﻷﻛﺎديمي اﻟﺬي اﻧﻄﻠﻖ ﻣﻨﻪ واﻟﺬي ﻣﻜّﻨﻪ ﻣﻦ ﻫﺪم اﻟﺮواﻳﺎت "اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ"، وﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺒﺮ،وﻫﻮ: »دراﺳﺎت ﺳﺒﺎﻟﺘﺮن: كتابات حول تاريخ ومجتمع أسيا الجنوبية". ﻛﻲ ﻳﻘﺪم وﻳﻄﻮر اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺘﻪ واﺳﺘﻨﺘـﺎﺟـﺎﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ.
Subaltern Studies: Writings on South Asian Society and History
ﻛﻤﺎتم ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ ﻟﻸﻛﺎديميين المشتغلين ﻓﻲ ﻫﺬا المشروع ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ أﻗﺴﺎم اﻟﺘﺎرﻳﺦ باﳉﺎﻣﻌﺎت. وﻗﺪ ﺗﻨﺎﻓﺴﻮا ﻋـﻠـﻰ ﻓـﻀـﺎء اﻟﺘﺎرﻳﺦ القديم واﳊﺪﻳﺚ. ...إذا قدر للتاريخ الفلسطيني ان يتحرر ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، وﻫﺬا ﺷﻲء ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ، وﻟﻮ ﺷﺌﻨﺎ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ ﺻﻮت ﻣﺴﻤﻮع، ﻓﻼ ﺑﺪ ﻟﻪأن ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻀﺎءه اﳋﺎص ﺑﻪ أو اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣـﻊ المواﻗﻊ الموﺟﻮدة ﺣﺎﻟﻴﺎ. ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أﻳﻦ ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻣـﻮﻗـﻊ ﻫـﺬا اﻟـﻔـﻀـﺎء اﻟﺬي يسمح ﺑﺴﺮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠـﺴـﻄـين القديم. وﻻ ﺑـﺪ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺪاﻳـﺔ ﻣـﻦ أن ﻳﺤﺪث اﻟﻨﺰاع ﻓﻲ المواﻗﻊ اﻷﻛﺎديمية الموﺟﻮدة اﻵن، ﺿﻤﻦ أﻗﺴﺎم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ والموﺿﻮﻋﺎت اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ االمحل اﻷول أﻧﻪ ﺳﻴﺤﺪث داﺧﻞ أﻗﺴﺎم وﻛﻠﻴﺎت اﻟﻼﻫﻮت (325) إن ﺳﺒﺐ ﻫﺬا ﻫﻮ أن المهمة اﻷﻛـﺜـﺮ إﳊـﺎﺣـﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤين ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺎت إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻄﻮر اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق المشروع اﻻﺳﺘﻴﻄـﺎﻧـﻲ. والمهمةالمطلوبة ﻫﻲ إﻳﻀﺎح اﻟﺪواﻓـﻊ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺪراﺳـﺎت اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـﺔ وﺗـﺼـﻮرﻫـﺎ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ. وﺳﻮف ﻳﺤﺘﺎج ﻫﺬا أﻳﻀﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ المادة الموﺟﻮدة والمتواﻓﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻼت ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻴﺢ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻠﺪواﻓﻊ والمصالح اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺎر ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﺮع ﻣﻦ المعرﻓﺔ.

ﻣـﺴـﺄﻟـﺔ ﲢـﺪﻳـﺪ ﻣـﻮﻗـﻊ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻳﻈﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻷﻫﻤﻴﺔ. غير مسموح ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺄن ﻳﺴﺮد وﺟﻬﺔ ﻧـﻈـﺮه ﺿـﻤـﻦ أﻗـﺴـﺎم اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ الجامعات؛ وﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ التغلب على الحقبة وﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟـﻔـﻜـﺮة ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻣـﻦ اﶈﺘﻢالتحرر ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ وﻗﻴﻮد اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ المطاﻟﺒﺔ بموﻗﻊ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺿﻤﻦ اﳋﻄﺎب اﻷﻛﺎديمي ﻓـﻲ أﻗـﺴـﺎم اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ، ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻳﻈﻞ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺘﺮاث اﳊﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻨﻲ ﻟﻔﻠﺴﻄين القديمة، واﻟـﺬي ﻧـﺸـﻬـﺪه ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟـﻨـﺼـﻮص المكتوبة وأﺷﻜﺎل اﻟﺘﺮاث اﻷﺧﺮى)وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻮراة اﻟﻌﺒﺮﻳﺔواﻷواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔوالمصنوعات اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ واﻵﺛﺎر المادية؛ وﻫﺬه كلها تـﺸـﻬـﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺠﺰات ﺳﻜﺎن ﻓﻠﺴﻄين . وﻫﺬه ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﻜﺮة ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﺴﻌﻲ وراءﻫﺎ



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3
- بناء القوة لفلسطين ولنظام عالمي جديد
- تتمزق الأقنعة التنكرية-2
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
- ترامب يعاقب ألبانيز!!
- تقرير ألبانيز يتهم شركات عالمية بالمشاركة في الإبادة الجماعي ...
- مؤامرة العصر لاختطاف فلسطين
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-4
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3
- تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
- السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
- كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
- العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
- الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة ...
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...
- تنتهي الإبادة الجماعية ليبدأ القصاص
- جدل السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية
- السياسة والثقافة في التباسات المأساة الفلسطينية


المزيد.....




- في أمريكا.. اكتشاف مفاجئ لآثار ديناصورات بعد فيضانات مدمرة
- فازت بلقب أقبح كلب في العالم لهذا العام.. تعرف إلى -بتونيا- ...
- سموتريتش: لم أعد أثق بقدرة نتنياهو وإرادته على -حسم- الحرب ف ...
- تزايد ضحايا الجوع في قطاع غزة.. واجتماع طارئ لمجلس الأمن
- اللوفر: القصر الملكي الذي أصبح أكبر متحف في العالم
- تحقيق للغارديان عن -نمط إسرائيلي مستدام- بإطلاق النار على با ...
- -هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات؟-... محمد صلاح ينتقد بيان -ويف ...
- مقال في هآرتس: إسرائيل تخطط لاحتلال غزة لكنها لا تريد تحمّل ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يشق طريقا استيطانيا شمال ا ...
- ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والول ...


المزيد.....

- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني