أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - امبراطورية داود حقيقة أم أسطورة ؟















المزيد.....



امبراطورية داود حقيقة أم أسطورة ؟


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 14:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


عرض الفصل الرابع "إنشاء دولة إسرائيل" من كتاب "إختلاق إسرائيل القديمة شطب التاريخ الفلسطيني "للمؤرخ كيث وايتلام

هذه الإمبراطورية التي تحظى بأهمية مركزية في خطاب الدراسات التوراتية وفي سياسات دولةإسرائيل، وحملت كنيات " الدولة الأعظم في زمانها"، و"القوة العالمية العظمى"، ما زالت موضع انتقادات تتحدى صدقيتها، إذ تفتقد البينات الثبوتية في التنقيبات الأثرية، باستثناء ما ورد في نصوص التوراة. وكما اثبتت التنقيبات الأثرية فقدت بعض لحكايات مصداقيتها نتيجة معطيات التنقيب الأثاري، كما اتضح في الإبادة الجماعية بأريحا وعاي على يد شاووول.اختلاقات ومبالغات بينت ان مدوني أسفار التوراة تحدوهم في وقت الضعف ، التغني بأمجاد غابرة. وهي مدونات كتبت بعد انقضاء الف عام او يزيد على حدوثها المزعوم . رغم ا ن الأحداث تبني "امبراطورية عظيمة" لم تترك أثارا دالة كالقصور والمباني الخاصة بمؤسسات الإمبراطورية وكذلك الإنجازات المادية لامبراطورية استمر عصرها الذهبي مع الملكين داوود وسليمان قرابة العقود السبعة، كما تفيد الدراسات التوراتية.
من ناحية أخرى فإن مركز الإمبراطورية المزعوم هو مدينة القدس، والتنقيبات والحفريات التي جرت بالقدس، بما في ذلك ما تحت الأقصى، لم تسفر عن أية معالم أثرية لامبراطورية حملت صفات العظمة والقوة والإنجاز.
حكاية داوود وسليمان مثبتة بالقرآن الكريم، لكن بدون إشارة الى فلسطين. المستشرقين هم الذين شكلوا خطاب الدراسات التوراتية، وزيفوا ترجمات النصوص التوراتية حين ترجموها عن الآرامية واليونانية الى اللغات الحديثة، وأسقطوها على الفضاء الفلسطيني .
فقد اكتشف الباحث العراقي، فاضل الربيعي موقعا بالعراق تحققت في فضاءاته أحداث حروب داود وسليمان، حيث تطابقت الأسماء التوراتية لمواقع حروبه مع أسماء مواقع أوردها الرحالة الهمداني، الحسن بن أحد بن يعقوب، مفصلة أثناء رحلاته بمنطقة السراة غربي اليمن على ساحل البحر الأحمر.
أسماء المواقع وإحداثياتها، كما وردت بالتوراة لا تنطبق على الفضاء الفلسطيني؛ و قيام دولة إسرائيلية قديمة باليمن حقيقة مؤكدة، وإن كانت الدراسات الصهيونية الراهنة تتجاهلها. .لم تحدث هجرة جماعية من فلسطين الى اليمن؛ غير ان هجرات جرت من اليمن الى فلسطين وبلدان الجوار.
رغم شح البينات على امبراطورية داود، وكذلك الأسانيد المعززة لاستنتاجات خطاب الدراسات التوراتي، تتجلى المبالغة المفرطة "أﻧﺘﺞ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ أﻋﻤﺎﻻ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ بمقدور أي ﺣﻀﺎرة ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ اﻟﻘﺪيم اﻹﺗﻴﺎن بمثلها. ﺣﺘﻰ اﻹﻏﺮﻳﻖ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺜﻠﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ذروة ﺗﻘﺪﻣﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن الخامس، وﻟﻜﻨﻬﻢ اﻧﻬﺎروا ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ".
لا تنطوي ﺟﻬﻮد اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﺘﻮراﺗﻴين ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ممللكة داود على أهمية ﺗـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ وأﺛـﺮﻳـﺔ ﻓـﻘـﻂ ، وإنما هي النقطة المركزية والجوهرية في خطاب الدراسات الـتوراتية إذا ﻣـﺎ أﺧـﺬﻧـﺎ ﻓــﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أن دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة ﺗﺮﺟﻊ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ اﻟﻌﺼﺮ الحديدي.(177)

امبراطورية داوود الموهومة هي البديل للدولة الفلسطينية، وذكرها بالتاريخ طمس للتاريخ الفلسطيني. جاء خطاب الدراسات التوراتية حربا ثقافية ضد الشعب الفلسطيني، عبأت الغرب الامبريالي، شعوبا وحكومات، لمساندة الحروب الساخنة المتواترة عبر أزيد من قرن مضى.

في نهاية هذا الفصل، استعان الكاتب بدراسة اقتصادية -اجتماعية شملت الحقة من عم 1500 ميلادية،رصدت الدراسة دينامية ظهور القوى العظمى، ومنطوياتها من عناصر تشكل قوام القو ة العظمى. خرج وايتلام من الدراسة باستنتاج يتعلق بفلسطين يقول:
"المناطق اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ بمزيد من الموارﺪ ﻣﻦ اﻟﺰراﻋﺔ المحلية وﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺎج بميزة ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ. أﻣﺎ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ واﻟﺘﻔﻮق اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼـﺮ وﺑـﻼد ﻣـﺎ ﺑين اﻟـﻨـﻬـﺮﻳـﻦ. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈن المزاﻳﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ تمتعت ﺑـﻬـﺎ ﻫـﻀـﺒـﺔ اﻷﻧـﺎﺿـﻮل واﻟـﻬـﻀـﺒـﺔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ، وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أوروﺑﺎ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن وروﻣﺎ كاﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺴﻄين. ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ بمقدور ﻣﻨﻄﻘﺔ ذات ﺑﻨﻰ تحتية ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﻠﺴﻄين أن ﺗﻨﺎﻓﺲ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ المعاصرة ﻓﻲ وﻗـﺖ ﻇـﻞ ﻓـﻴـﻪ اﻹﻧـﺘـﺎج اﻟـﺰراﻋـﻲ واﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻣﻠين أﺳﺎﺳﻴين ﻓﻲ دﻳﻨﺎﻣﻴﻴﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎلمية . ﻳـﺠـﺐ أن ﻳﻔﻬﻢ الماضي المتخيل ﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود ﻓﻲ ﺿﻮء ﻫﺬه الحقيقة الجوﻫﺮﻳﺔ."

وحيث ان الباحقين التوراتيين أغفلوا اعتبارات وشروط القوة والهيمنة، فقد أجمعوا على المواصفات التالية لدولة داود:
" إن ﻧﻈﺎم داود اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﺎن أول ﻗﻮة ﻋﻈﻤﻰ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻷرض اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ؛ ﺿﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻌﻈـﻢ ﻓـﻠـﺴـﻄـين وﺳـﻮرﻳـﺎ ؛
ﻓﺘﻮﺣﺎت داود ﺣﻮﻟﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ تماما إﻟﻰ أﻛﺒﺮ ﻗﻮة ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين وﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﻞ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ الدولي ؛
وﻛـﺎﻧـﺖ ﻇﺎﻫﺮة ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎلمي؛
ﻛﺎﻧﺖ إﳒﺎز ﺷـﺨـﺺ واﺣـﺪ ذﻛـﻲ وعبقري بﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدي؛
دولة ابتلعت التاريخ الفلسطيني؛
المملكة اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻟﺬي ﺣﺪد ﻣـﻌـﺎﻟـﻢ ﻛـﻞ اﻟـﻔـﺘـﺮات اﻟـﻼﺣـﻘـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ المنطقة؛
ﺧـﻄـﺎب اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺗﺼﻮر دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحالية؛ وطبيعي ان الوارث يرث جينات الموروث!

دولة قومية وحدت القبائل في كيان موحد؛
مملكة داود ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺒﺢ اﻟﻌﺎﻣﻞ المهيمن ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ؛
وﻫﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ اﻟـﺪﻓـﺎﻋـﻴـﺔ ﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻫـﻮ ﻓﻜﺮة ﻣﺘﻐﻠﻐﻠﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ؛
ﻛﻮّن الباحثون في الخيال ﺻﻮرة ﻋﻦ عصر ذهبي (179)؛
ﺟﻠﺐ المستوطنون اﻟﻴﻬﻮد »ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﻘﺪم ﻟﻜﻞ اﻟﺴﻜﺎن ﻗﺒﻴﻞ إﻧﺸﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ؛"
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻫﻮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺘﺨﻴﻞ ﻟﻠﻘﻮة اﻟﻌﻈﻤﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ؛ (183



من وحي ضرورات الحاضر

أﺷﺎر إﻋﻼن اﻻﺳﺘﻘﻼل ﻟﺪوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة اﻟﺬي أﺻﺪره ﻣﺠـﻠـﺲ اﻷﻣﺔ المؤﻗﺖ ﻓﻲ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﻓﻲ ١٤ ﻣﺎﻳﻮ ١٩٤٨ إﻟﻰ »إﻋﺎدة إﻧﺸﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اليهودية". ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ المقاطع اﻻﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ إﻋﻼن اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ نجدها مستوحاة من بنك الدراسات التوراتية: "ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻣﺴﻘﻂ رأس اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي. ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻫﻮﻳﺘﻬﻢ اﻟﺮوﺣﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ. وﻫﻨﺎ ﺣﻘﻖ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻻﺳﺘﻘﻼل وأﻧﺸﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أﺛﺮ ﻗﻮﻣﻲ وعالمي... عاد اﻟﻴﻬﻮد ﺑﺄﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة؛ اﺳﺘﺼﻠﺤﻮا اﻟﻘﻔﺎر وأﻋﺎدوا إﺣﻴﺎء ﻟﻐﺘﻬﻢ ، ﺑﻨﻮا المدن واﻟﻘﺮى وأﺳـﺴـﻮا ﻣـﺠـﺘـﻤـﻌـﺎ ﻗـﻮﻳـﺎ داﺋـﻢ اﻟـﻨـﻤـﻮ، ﻟـﻪ ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔالخاصة؛ ﺳﻌﻮا إﻟﻰ اﻟﺴﻼم ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ اﺳﺘـﻌـﺪوا ﻟـﻠـﺪﻓـﺎع ﻋـﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﺟﻠﺒﻮا ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﻘﺪم لجميع ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪ وﺗﻄﻠﻌﻮا ﻟﻠﺘﺤﺮر واﻻﺳﺘﻘﻼل (178)
ومن قبل تم استيحاء الدراسات التوراتية في نص وعد بلفور بتأييد إنشاء "وطن قومي لليهود بفلسطين "؛قم ما أورده بلفور بعد سنتين في مذكرة وجهها الى رئيس الحكومة البريطانية،" إن اﻟﻘﻮى اﻷرﺑﻊ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ؛ وﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺧـﻄـﺄ أم ﻋـﻠـﻰ ﺻﻮاب أو ﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﺟﻴﺪا أو ﺳﻴﺌﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺘﺄﺻﻠﺔ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﺗﺮاث ﻣﻦ الماضي اﻟﺒﻌﻴﺪ وﻓﻲ ﺣﺎﺟﺎت الحاضر وآﻣﺎل المستقبل، وﻫﻲ أﻫﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ رﻏﺒﺎت وتحيزات اﻟـ ٧٠٠ أﻟﻒ ﻋﺮﺑﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻄﻨﻮن اﻵن ﺗﻠﻚ اﻷرض اﻟﻘديمة".

الدراسات التوراتية شريك متواطئ في الصراع الدائر حول فلسطين،كما اكد مؤلف الكتااب؛ ومهما اشتط الباحثون في ادعاء الموضوعية في البحث، " فﻣﻦ الممكن ﺗﻔﻨﻴﺪ أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـين اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴين ﻟﻠﺘﻨﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ أﺑﺤـﺎﺛـﻬـﻢ، وادﻋـﺎء اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم با لماضي ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ الحقاﺋﻖ واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ المعاﺻﺮة."(178)

بينات على اعتماد خطاب الدراسات التوراتية، مما يؤكد ان الخطاب بكليته حدد الإطار العام لنشاط دولة إسرائيل الحديثة واكتساب التأييد الدولي لكيانها؛ وكذلك تحديد بيانات ومواقف القادة الصهيونيين، حيث تعكس جوهر خطاب الدراسلت التوراتية، وأحيانا كثيرة تملأ فراغاته: عن دافيد بن غوريون:
ﺳﻮف ﻧﻘﺒﻞ ﺑﺤﺪود اﻟﺪوﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﺳﺘﺤﺪد اﻵن ؛ وﻟﻜﻦ ﺣﺪود اﻵﻣﺎل اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﺷﺄن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي وﺣﺪه، وﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أي ﻋﺎﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻲ الحد ﻣﻨﻬﺎ.(182)

و على إثر احتلال سيناء قي العدوان الثلاثي عام 1956، بتواطئ إسرائيلي -بريطاني- فرنسي ، أعلن ﺑـﻦ ﻏـﻮرﻳـﻮن إﻧـﺸـﺎء "مملكة إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺜﺎﻟﺜة". ان أي إعادة ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ، ﺨﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ المتأثرة ﺑﻔﺘﺮة المملكة وﺣﺪودﻫﺎ ، ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﺮأ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﺴﻴﺎق الحديث ؛ إذ إﻧﻬﺎ ﺗﺄﺛﺮت ﺑﺎﻻدﻋﺎءات واﻵﻣﺎل المعاضرة، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ. وﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، ﺳﻮاء اﻋﺘﺮف اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻟﺘﻮراﺗﻴﻮن ﺑﺬﻟـﻚ أو ﻟـﻢ ﻳـﻌـﺘـﺮﻓـﻮا ، ﻳـﻈـﻬـﺮ ﺟﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﻨﺎﺣﻴـﻢ ﺑـﻴـﻐـﻦ ﺑُﻌﻴﺪ صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين عام 1847 اﻟﺬي ﻗﺎل ﻓﻴﻪ:" تجزئةاﻟﻮﻃﻦ ﺷﻲء ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻟﻦ ﻧﻌﺘﺮف ﺑﻪ أﺑﺪا. وﺗﻮﻗﻴﻊ المؤسسات واﻷﻓـﺮاد ﻋـﻠـﻰ اﺗـﻔـﺎق اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺑﺎﻃﻞ وﻟﻦ ﻳﻘﻴﺪ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي. اﻟﻘﺪس ﻛﺎﻧﺖ وﺳﺘﻈﻞ ﻋﺎﺻﻤﺘﻨﺎ إﻟﻰ اﻷﺑﺪ. أرض إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺳﻮف ﺗﻌﻮد إﻟﻰ شعبها." كانت المخابرات البريطانية والأمريكية قد أبلغت حكوماتها ان الزعماء الصهاينة لن يلتزموا بقرار التقسيم ؛ وكانتالدول الامبريالية قدتواطات علىوأد الدولة الفلسطينية مباشرة بعد صدورالقرار الأممي.

والنتيجة الكارثية هي شطب تام للدولة الفلسطينية الحديثة وشطب تام آخر على التاريخ الفلسطيني ؛ لم يعد موجودا ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق:

أﻣﺎ المعنى اﻟﻀﻤﻨﻲ ﻣﻦ وراء ﻫﺬا اﻻدﻋﺎء ﻓﻬﻮ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة المعاﺻـﺮة ﺟﻠﺐ المستوطنون اﻟﻴﻬﻮد »ﻧﻌﻤﺔ اﻟﺘﻘﺪم ﻟﻜﻞ اﻟﺴﻜﺎن ﻗﺒﻴﻞ إﻧﺸﺎء اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ.(178) وﺗﺘﺴﺮب ﻧﻔﺲ ﺗﻠﻚ اﻻدﻋﺎءات اﻟﻀﻤﻨﻴﺔ واﻟﺼﺮﻳﺤﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﻮرات ﻫﺬا الماضي المتخيل ﺣﻮل ﻧﺸﻮء إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين . وﻳﻨﺘﺸﺮﻫﺬا اﻻدﻋﺎء اﻟﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻣﺘﻼك أو اﺳﺘﺮداد اﻷرض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ،ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ وﻗﺪ ﺳـﻴـﻄـﺮ ﻃـﻮﻳـﻼ ﻋـﻠـﻰ المفا ﻫﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺸﻌﺒﻴﺔ المتعلقة ﺑﺪوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة وﺣـﻘـﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻷرض.
.
وﻳﺪل ﺳﻴﺎق المطالبةوالمطالبةالمضا دة ﺑـﺤـﻖ اﻣـﺘـﻼك اﻷرض ﻋـﻠـﻰ أن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﺧﺘﻼﻗﻬﺎ ﻟﺪوﻟﺔ إﺳﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻗديمة ﻣـﺘـﻮرﻃـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺼﺮاع الحالي اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﻮل ﻫﺬه اﻷرض. (179). ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻷﻃﻤﺎع اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﻘﻖ إﻻ عام ١٩٤٨ ﻣﻊ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة ﻓﺈن اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻨﺬ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﻫـﺬا اﻟـﻘـﺮن (العشرين) ﺗﺮﻛﺖ آﺛﺎرا ﻻ تمحى ﻓﻲ ﻋﻘﻮل اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﺘﻮراﺗﻴين وﻓﻲ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﻢ )وﻫﺬا ﻫﻮ اﻷﻫﻢ . ﺮﻫﺬا اﻻدﻋﺎء اﻟﺼﺮﻳﺢ ﺑﺎﻣﺘﻼك أو اﺳﺘﺮداد اﻷرض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ للمنطقة).(181)
ترينا دراﺳﺔ ﺟﻮن ﺑﺮاﻳﺖ Bright John اﻟﺸﻬﻴﺮة(1972:179 ( ﺣﻮل ﻧﺸﻮء اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، و"المملكة الموحدة « ﻟﺪاود وﺳﻠﻴﻤﺎن، ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻴﻤﻨﺖ ﺑﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ الحديدي المبكر وأزاﻟـﺘـﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد. ﻳﻘﻮل ﺑﺮاﻳﺖ:
"اﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺠﻠﺖ ﺑﺰوال ﻋﺼﺒﺔ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴـﺔ ﺣـﺪﺛـﺖ ﻓـﻲ الجزءاﻷﺧـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺮن الحادي ﻋﺸﺮ. وﻗﺪ أدت إﻟﻰ ﺑﺪء ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث ﺣﻮﻟﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛﻠﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣـﻦ ﻗـﺮن ﻣـﻦ اﻟﺰﻣﺎن وﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﻋﺎلمها المعاﺻﺮ. ﻳﻨـﺒـﻐـﻲ ﻟـﻬـﺬه اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻟـﻘـﺼـﻴـﺮة أن ﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﻣﻄﻮﻻ، إذ إﻧﻬﺎ إﺣﺪى أﻫﻢ اﻟﻔﺘﺮات ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺮﻣﺘﻪ. ( ( 181 فيحقيقة ، وبناء على ما تحقق ويتحقق في الوقت الراهن، فإن جميع الممارسات العدوانية تتكئ على هذا التحول المزعوم.

ﻓﺎﻻدﻋﺎء اﻟﻘﺎﺋﻞ إن دوﻟﺔ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﻛﺎﻧﺖ »إﺣﺪى اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ االمعاصر ﻟﻬﺎ« ـ وتجدر اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ أن ﻫـﺬه اﻟـﻌـﺒـﺎرة يمكن ﺑـﺴـﻬـﻮﻟـﺔ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻮﺻﻒ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحدﻳﺜﺔ ، يتشكل ادعاءان ﻳـﺪلان ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺪى اﻷﻫـﻤـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻜﻴﺎن اﻟﻘﺪ يم. رغم وجود حوض النيل من طرف ، وﺑـﻼد ﻣـﺎ ﺑـين اﻟـﻨـﻬـﺮﻳـﻦ من الطرف الآخرفقد زعموا ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎلمية اﻟﻌـﻈـﻤـﻰ. (181).

ﺘﺄﻛﻴـﺪ ﺑـﺮاﻳـﺖ Bright) (1972:179 اﻟﻘﺎﺋﻞ إن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻓـﻲ ﻓـﺘـﺮة " المملكة» أﺻﺒﺤﺖ إﺣﺪى اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ ﻋﺎلمها المعا ﺻﺮ» وأن ﻫـﺬه« واﺣـﺪة ﻣـﻦ أﻫﻢ اﻟﻔﺘﺮات ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺮﻣﺘﻪ «...تؤثر ، ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻨﺸـﺎط اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ اﻟﺬي اﺳﺘﻬﺪف إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة؛ إن ﻫﺎﺗين العمليتين ﻣﺘﺮاﺑﻄﺘﺎن تماما ﻷن الخطاب اﻟﻌﻠﻤﻲ
اﻷﻛﺎد يمي ﻛﺎن ﻳﻌـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ الملأ ﻓـﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﺴﻌﻰ الحثيث ﻹﻧﺸﺎء دوﻟﺔ ﻳﻬﻮدﻳﺔ ﻓﻲ اﳉﺰء اﻷول ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺳﻴﻄﺮت ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن.

لكن، يفرض نفسه السؤال التالي: لماذا لم يحظ الحدث العظيم باهتمام مناطق الجوار؟
في زمن لاحق ﻳـﺮﺟـﻊ اﻟﺴﺘﺮوم ﻋﺪم ذﻛﺮ مملكتي ﺳﻠﻴﻤﺎن وداود ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺪ يمة للشرق الأدنى إﻟﻰ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ لمصر وآﺷﻮر مما يعني أﻧـﻬـﺎ ﻟـﻢ ﺗـﻜـوﻦا ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﻘﻮة المحلية ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين . ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻤﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﺼﻤﺖ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺴﺠﻞ اﻷﺛﺮي إذ إن دوﻟﺔ ﻛـﺒـﺮى إﻟﻰ ﻫﺬا الحد ،إن ﻟﻢ ﻧﻘﻞ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ، ﻻﺑﺪ أن تحدث ﺗﻐﻴﻴﺮات أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ بالمناطق المجاورة وﻫﻮ أﻣﺮﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﺮك ﺑﻌﺾ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ(225)

كان كتاب المؤرخ التوراتي، سوغن، ﺑـﻌـﻨـﻮان »ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ« Israel of History ﻣﻦ أواﺋﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﻲ ﻧﻈﺮت ﺑﺠﺪﻳﺔ إﻟﻰ اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت المتزايدة ﺣﻮل ﻗﺒﻮل ﻓﺮﺿﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ واﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ ﺗﺎرﻳﺨﺎ ﻳﻌﺘﺪ ﺑﻪ. (183) أن »ﻧﺸﻮء« إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ أن رأﻳﻨﺎ، ﻫﻮ اﻟﻠﺤﻈﺔ الموازية ، اﻟﻔـﺎﺻـﻠـﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين .

تجدر اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ أن ﺧـﻄـﺎب اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺼﻮر دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘﺪيمة إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌـﻴـﺪ وﻓـﻲ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻷوﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﺎل دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحالية. والمثير ﻫﻮ ﺗﻜﺮار ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت واﻟﺼﻮر واﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﺧـﻄـﺎب اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـﺔ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ عﺸﺮﻳﻨﺎت القرن العشرين ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا: مملكة دواد ﻫﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻔـﺎﺻـﻠـﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة؛إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود ﻧﺎﻓﺴﺖ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘديم ، دوﻟﺔ داود ﻛﺎﻧﺖ دوﻟﺔ دﻓﺎﻋﻴﺔ، وﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﻐﺮﻳﺐ ﻟﻠﻨﻈﺎم الملكي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، وﺗﺼﻮﻳﺮ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮﻫﺮﻳـﺎ ﻋـﻦ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ.

ﻳﺆﻛﺪ آلت، المؤرخ التوراتي، الماني الجنسية، (1966 :١٧٦ ( وبدون تقديم الأدلة ، شأن معظم المؤرخين التوراتيين، ان اﻻﺳـﺘـﻴـﻄـﺎن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ الحقيقة ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻌﺰﻟـﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ الحضارة. وﺑﻌﺪ اﻻﺣﺘﻼل ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﺼﻠﺖ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻲ المحلي مما وﻓﺮ ﻟﻬﻢ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻜﻲ ﻳﻄﻮروا ﺣﻀﺎرﺗﻬﻢ الخاﺻـﺔ ﻓـﻲ وﻃـﻨـﻬـﻢ الجديد ﺑـﺸـﻜـﻞ وﻃـﻴـﺪ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗﺪﻫﻮرت الحضارة اﻹﻳﺠﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ووﻗﻌﺖ تحت اﻻﺣﺘﻼل. واﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻣﻲ إﻟﻴﻬﺎ آﻟﺖ ﻫﻲ أن اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين ﻟﻢ ﻳﺴـﻴـﻄـﺮوا ﻓـﻘـﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷرض الخالية وإ نما ﻇﻠﻮا ﻣﻨﻌﺰﻟين ﻓﻠﻢ ﻳﻮاﺟﻬﻮا المصير ﻧـﻔـﺴـﻪ اﻟﺬي واﺟﻬﻪ اﻟﻔﻠﺴﺘﻴﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﻫﺒﻄﻮا إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻲ اﻷﺻﻠﻲ.
ﺗﻮﺣﻲ اﻟﻠﻐﺔ المستعملة(بل هندسة التخيلات) ﻫﻨﺎ ﺑﺄن ذﻟﻚ »اﻟﺘـﻔـﺎﻋـﻞ الحتمي « ﻣـﻊ الحضارة المحيطة ﺑﺎﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴين ﻛﺎن ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻐﻴﻀﺎ ، وكل ذلك مجرد افتراض وتخمين غير مسنود بمخرجات التنقيبات الأثرية . ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ أﻣـﺮا ﻻ يمكن تجنبه وﻗﺪ ﻫﺪد وﺟﻮد إﺳﺮاﺋﻴﻞ ذاﺗﻪ وﺧﺼﻮﺻﻴﺘﻬـﺎ ﻣـﺜـﻠـﻤـﺎ أدى إﻟـﻰ ﻓـﺴـﺎد اﻟﻔﻠﺴﺘﻴين . واﻟﻔﺮق الحاﺳﻢ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ إن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ، ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﺘﻴين وتفوقهم اﻟﻌﺴﻜﺮي، ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻈﺮوف المحيطةبها ﻟﻜﻲ ﺗﻬﺒﻂ بمستواﻫﺎ ، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ تمكنت ﻣﻦ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎ لمنطقة واﻟﻌﺎﻟﻢ.
أﻣﺎ اﻟﺴﻤﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﻼﻓﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺗﺼﻮر آﻟﺖ ﻟﺘﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، واﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺧﺬ ﺑﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻛﻴﺰه ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء » دوﻟﺔ ـ ﻗﻮﻣﻴﺔ« إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ.(1966 :١٨٦) ﻻﺣﻆ ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺻﻔﺤﺎت ﻗﻠﻴـﻠـﺔ ﻓـﻘـﻂ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ المزعومة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »أول دوﻟﺔ ﻗـﻮﻣـﻴـﺔ state) (national ﻣﻮﺣﺪة1966« :١٨٧ ( وﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »دوﻟﺔ ﻗﻮﻣﻴﺔ.(1966 :١٩١ ( وﻳﺴﺘﻤﺪ اﻻدﻋﺎء ﺑﺎﻣﺘﻼك » الجق اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ« ﻓﻲ اﻷرض ﺗﺪﻋﻴﻤﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﻦ اﻻدﻋﺎء ﺑﺄﺳﺒﻘﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟـﻰ وﺿـﻊ »اﻟـﺪوﻟـﺔ« statehood ﻓﻲ المنطقة واﻻﻧﻔـﺮاد ﺑـﻪ.(188)
واﻟﻔﻜﺮة اﻷﺧـﺮى اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎن ﻟـﻬـﺎ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ مماثل ﻫـﻲ رأﻳـﻪ اﻟـﻘـﺎﺋـﻞ إن اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻗﺪ أﺳﺴﺖ ﻷﻏﺮاض دﻓﺎﻋﻴﺔ ﻓﻘﻂ، »ﻛﺎﻧﺖ مملكة ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﺻﺪ ﻫﺠﻮم اﻟﻔﻠﺴﺘﻴين وﻛﺎﻧﺖ ﻓﻜﺮة ﻓﺮض اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ المناطق ﻏﻴﺮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪة تماما" ".(196:1966 ) . إن وﻫﻢ اﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ اﻟـﺪﻓـﺎﻋـﻴـﺔ ﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻫـﻮ ﻓﻜﺮة ﻣﺘﻐﻠﻐﻠﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻓﻴـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، وﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ تحاكي ﻋﻦ ﻗﺮب اﻻدﻋـﺎءات اﻟـﺼـﻬـﻴـﻮﻧـﻴـﺔ واﻟﺘﺒﺮﻳﺮات اﻻﻋﺘﺬارﻳﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻌﻴﺪ إﻧﺸﺎء دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة .(189)) ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻒ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ الحديثة ﺑﺄﻧﻬﺎ دوﻟﺔ دﻓﺎﻋﻴﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﺗﻠﻚ اﻟﻨﻈﺮة ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ » إﻋﻼن اﻻﺳﺘﻘﻼل Independence of Proclamationﻤ اﻟﺬي ﺟﺎء ﻓﻴﻪ: »ﻟﻘﺪ ﺳﻌﻮا ﻟﻠﺴﻼمﻤ وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ اﺳﺘﻌﺪوا ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ".(189)
واﻟﺴﻤﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﻼﻓﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻫﻲ ﺗﺸﺎﺑﻬﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻊ اﻟﻔﺘﺮة الحديثة اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄت ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟـﻘـﻮى اﻷوروﺑـﻴـﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ دوﻻ ﻗﻮﻣﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﺣﺪدت أوروﺑﺎ ﺣﺪود المنطقة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺼﻄﻨﻊ: وﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺸﻌﻮب اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ »ﻣﺘﺤﻀﺮة« ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ أي ﻣﻠﻜﺔ »إﺑﺪاﻋﻴﺔ« ، ذﻟﻚ اﻹﺑﺪاع اﻟﺬي ﻻﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻟﺘﻌﺎون. وﻛﻤﺎ ﻳﺮى آﻟﺖ ﻓﺈن اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﻤﺔ الحضارة،(190) وﻫﺬه ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ المنطقةﺣﺘﻰ أدﺧﻠﻬﺎ اﻷﺟﺎﻧﺐ ورﺛﺔ اﻷوروﺑﻴين .
اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻳﻘﻮل ﻫﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ وﻫﻮ أن اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺸﺄﻫﺎ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺄرﺟﺢ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺑﺸﺪة، وأﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺄرﺟﺤﻬﺎ ذﻫﺒﺖ أﺑﻌﺪ ﺑﻜﺜﻴـﺮ ﻣـﻦ الميول واﻟـﻘـﺪرات اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﻟﺪى ﺷﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄين ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ، مما ﺟﻌﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﺿﻊ لمدةأﻃﻮل، إن ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ. وﻫﻜﺬا ﻳﺘﻀﺢ أن ﻣﺒﺪأ اﻟﺪوﻟﺔ ـ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ، وﻫﻮ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺎﺋﺪا ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ واﻟﺬي ﻇﻬﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﺟﺪا،ﻫﻮ وﺣﺪه اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻔﻲ بمتطلبات اﻟﺸﻌﻮب المعنية ووﻓﺮ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮازن ﺑﻴﻨﻬﺎ.(191)
)آﻟﺖ(1966 :٢٣٧ (
ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻓﻜﺮة اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة الماﺿي ﻋﻨـﺪ آﻟـﺖ إﻟـﻰ درﺟﺔ أﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ المبدأ اﻟﺬي ﻳﺸـﻜـﻞ أﺳـﺎس اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ المنطقة، وإن ﻛـﺎن ﻣـﺒـﺪأ ﺗـﻌـﻴﱠﻦ جلبه ﻣﻦالخارج . ومما ﻳـﺜـﻴـﺮ ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻟﺪﻫﺸﺔ ادﻋﺎؤه أن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻛﺎن ﻣﺒﻜﺮا إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ "أﺳﺒﻖ« أﻧﻮاع اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟـﺒـﻠـﺪ، مما يـﻮﺣـﻲ ﺑـﺄن اﻟﺸﻌﻮب اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ اﻹﺗﻴﺎن ﺑﺄي ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﺘﻰ - إدﺧﺎل ﻓﻜﺮة اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ إﻟﻰ المنطقة ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟـﺒـﺪو المتسللين ﻣﻦ الخارج !(191). كلها مواصفات مدّعاة لإسرائيل الحديثة، تم إسقاطها على إسرائيل القديمة!
) وﻳﺮى ﻧﻮث أن اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻫﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ داود اﻟﺘﻲ ﺳﺎرت ﻓﻴﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻧﺤﻮ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ودﺧﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة تماﻣﺎ وﺣﺎﺳﻤﺔ.(192) واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻣﺎ ﻧﺮاه ﻫﻨﺎ ﻫﻮ رﻓﻊ ﻟﺸﺄن إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻰ درﺟﺔ إﺳﻜﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.
أﻣﺎ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ »إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻜﺒﺮى« ﻓﻬﻲ ﺷﻲء ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻤﺎ رأﻳﻨاه ﻋﻨﺪ ﺑﺤﺚ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ الخفي ﻟﻠـﺤـﺎﺿـﺮ ﻋﻠﻰ الماﺿﻲ المتخيل.(193) وﻗﺪ ﻛﺎن ﻟﻬﺬه اﻟﻌﺒﺎرة أﻫﻤﻴﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘـﻲ أﻋﻘﺒﺖ ﺳﻨﺔ ١٩٤٨، وغدت ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ.(194) ﻛﻤﺎ أن اﺣﺘﻼل اﻟﻘﺪس ﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ تحديد ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة. في نص للتوراة ما يفيد ان اليبوسيين رفضوا دخول الإسرائيليين الى مدينتهم باستثناء سبط بنيامين، وبقي محظورا عليهم حتى الوقت الراهن، أي تدوين التوراة في القرن الساددس ق.م.
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺪس ﺗﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ المواﺻﻼت الجديدة بين اﻟـﺸـﺮق واﻟﻐﺮب. وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣﻦ اﻷﺣﻮال المركز اﻟﻮاﺿﺢ ﻟﻠﺒﻠﺪ ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ لموقعها ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻌﺎﺻـﻤـﺔ. وﻫـﻲ ﻻ ﺗـﺪﻳـﻦ بما وﺻـﻠـﺖ إﻟـﻴـﻪ تحت ﺣـﻜـﻢ داود إﻟـﻰ ﻣـﻮﻗـﻌـﻬـﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ؛ إنما "ﻹرادة ذﻟﻚ اﻟﺮﺟﻞ وﺑﺼﻴﺮﺗﻪ، واﻟﺬي اﺗﺨﺬ ﻗﺮارا ـ دون ان ﻳﺄﺑﻪ ﺑﺎﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ـ ﻛﺎن ﺻﺎﺋﺒﺎ ﻓﻲ ﻇﺮف ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻌين ." )ﻧﻮث:١٩٠ ١٩٦٠ (
ﻣﺮة أﺧﺮى ﻧﻜﺮر أن المبدأ الموﺟﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﻠﻮن ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻫﻮ أن اﻟﺮﺟـﺎل اﻷﻓﺬاذ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺘﺒﻮن اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﻋﻠﻰ أن ﻫﺬا اﻟﺮأي ﻻ ﻳﻄﺎﺑﻖ أي ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻘﺪس وأﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ زﻣﻦ الجكمالمزﻋﻮم لمملكة داود؛ إﻻ أن ﻧﻮث ﻳﺮى أن أﻫﻤﻴﺘﻪ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺳﺎرﻳﺔ ﺣﺘـﻰ ﻳـﻮﻣـﻨـﺎ ﻫـﺬا 1960) :٧ (. وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺒﺎﺣﺜين اﻟﺘﻮراﺗﻴين واﳊﺮﻛﺔ اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮون اﺳﺘﻤـارﻳـﺔ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة ﺑـين دوﻟـﺔ داود ودوﻟـﺔ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ المعاصرة .(194) ﻓﺎﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﻘﺎ ﻻﻳﻨﻜﺮ ﻓﻲ اﻟـﻘـﺪس ﻛـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ ﻟـﺪوﻟـﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ذﻟﻚ اﻟﺰﻋﻢ اﻟﺬي ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺎﺧﺐ ﻣﻨﺎﺣﻴﻢ ﺑﻴـﻐـﻦ وزﻋـﻤـﺎء اﻟﻠﻴﻜﻮد اﻵﺧﺮون ، ﺗﺮﺟﻊ ﺟﺬوره إﻟﻰ ﺗﻠـﻚ اﻟـﻔـﺘـﺮة المتخيلة ﻣـﻦ ﻋـﺼـﺮ داود اﻟﺬﻫﺒﻲ.(194) وﺻﻔ ﻨﺘﺎﺋﺞ ١٩٦٧ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »ﺣﺪث ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻋﻈﻴﻢ« ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻋﻠﻢ اﻵﺛﺎر ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻣﺒﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ أﻛﺎديمي إذ ﺗﻮﺻﻒ اﻟﻘﺪس ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ »رﻣﺰ ذو ﻣﻐﺰى ﻋﺎﻃﻔﻲ ﻋﻤﻴﻖ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻴﻬﻮدي كما لمعظم اﻹﻧﺴﺎﻧية" (194) إنما يركز ﻋﻠﻰ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ واﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﻟﻠﻘﺪس ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟـﻴـﻬـﻮدي. ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ المباﺷـﺮة ﺑـين الماضي والحاﺿﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـﻮن، أو المعترضة ضمنيا ﻓـﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ وﻓﻲ ﺧﻀﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻌﻨﻲ أن ﻫﺬﻳﻦ اﻟمجالين ﻣﺮﺗﺒﻄﺎن ﺑﺸﻜﻞ وﺛﻴﻖ.(195)
إن وﻫﻢ المملكة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻛﻴﺎن ﻳﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲء، ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑالماضي وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻀﻔﻲ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ الحاﺿﺮ، ﻫﻮ اﻟﺬي تحكّم ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﻫﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻛﺎن رأي ﻧﻮث اﻟﻘﺎﺋﻞ إن المملكة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻜـﻮﻣـﺔ ﺣـﻜـﻤـﺎ ﺟﻴﺪا ﻣﺘﻌﺎرﺿﺎ ﻣﻊ اﻋﺘﺮاﻓﻪ(1960 :٢١٧ ( ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻹدارﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﻫﺎ داود وﻛﺬﻟﻚ ﻻﻧﻌﺮف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎن إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎلمباﻧﻲ اﻟﺘﻲ ﺷﻴﺪﻫﺎ وﺑﺎﻷﺳﺮة المالكة وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي دﻟﻴﻞ ﻳﺜـﺒـت ﺻﺤﺔ ﻫﺬه المعلومات المحدودة.
هﺬه اﻷﻓﻜﺎر تجد ﻟﻬﺎ ﺻﺪى ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ تماما ﻓﻲ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ لمعاﺻـﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺮى ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻣﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ اﻟﺜـﻘـﺎﻓـﻲ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ، وﻋـﺎﻣـﻼ ﻳﺠﻠﺐ الحضارة إﻟﻰ المنطقة ﻧﺘﻴﺠﺔ »ﻟﻠﻮﻋﻰ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ اﻟـﻔـﺮﻳـﺪ ﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ« اﻟﺬي ﻫﻮ وﺣﻲ إﻟﻬﻲ ، بالنظر لكون ﻣﻔﻬﻮم »اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ اﻟﺴﻠﻴﻤـﺎﻧـﻲ« Enlightenment Solomonic اﻟﺬي ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻓـﻮن راد Rad Vonيمثل ذروة اﻟﻨﻈﺮة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن المملكة اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻟﺬي ﺣﺪد ﻣـﻌـﺎﻟـﻢ ﻛـﻞ اﻟـﻔـﺘـﺮات اﻟـﻼﺣـﻘـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ المنطقة ؛ أﺻﺒﺢ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﺪاﻓﻊ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ واﻟﺘـﺮاث اﻟﺬي ﺷﻜﻞ اﳉﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻮراة اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ.
وﻫﺬه الخطط ﺗﻨﻌـﻜـﺲ ﻓـﻲ إﻋـﺎدة ﺑـﻨـﺎء ﻣـﻌـﺎﺻـﺮة »ﻟﻠﺘﻮارﻳﺦ اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ« واﻟﺘﻲ تفرض ﺑﺎﻟﻨﺘﻴـﺠـﺔ إﻣـﺒـﺮاﻃـﻮرﻳـﺔ داودﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻓـﺘـﺮة اﻟﻔﺮاغ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى ﻓﻲ ﺑﺪاﻳـﺔ اﻟـﻌـﺼـﺮ الحديدي. وﻳـﻌـﺪ اﻹﺧـﻔـﺎق ﻓـﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻫﻤﻴﺔ دﻳﻨﺎﻣﻴﻴﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎلمية وﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ المؤرخين وﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـين ﻟـﻮﺟـﻮد ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺪاودﻳﺔ.

والمثير ﻫﻮ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻧﻮث وﺑﺮاﻳﺖ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﻤﺎ ﺧﺼﻤﺎن ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌـﻠـﻖ ﺑـﺘـﺼـﻮرﻫـﻤـﺎ ﻟـﻨـﺸـﻮء إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﻓـﻲ ﻓﻠﺴﻄين، ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻳﺸﺘﺮﻛﺎن ﻣﻌﺎ ﻓﻲ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻏﻴﺮ ﻗـﻠـﻴـﻠـﺔ وﺑـﺸـﻜـﻞ ﻻﻓـﺖ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺎﻓﺘﺮاض ﻧﺸﻮء اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ. أﻣﺎ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻤﺎ ﺣﻮل اﺳﺘﺨﺪام ﻋﻠﻢ اﻵﺛﺎر ﻓﺘﺘﻼﺷﻰ ﻧﻈﺮا ﻟﻮﺟﻮد آﺛﺎر ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ ﺣـﻮل ﻣـﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻔﺘﺮة داود.
والمثير أﻳﻀﺎ أﻧﻬﻤﺎ ﻳﺴﻠﻤﺎن ﺑﺄن اﻟـﻨـﺼـﻮص اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻣﺼﺪر ﻣﻮﺛﻮق ﻣﻨﻪ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ، وﻳﺴﺘﺨـﺪﻣـﺎﻧـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ أﻧﻬﺎ المرﺟﻊ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻬﻤﺎ ﻟﻬﺬا لماﺿﻲ ﻣﻊ أن إﻋﺎدة اﻟﺒﻨﺎء ﻫﺬه ﻻ ﺗﻌﺪو أن ﺗﻜﻮن ﺗﻠﺨﻴﺼﺎ ﻟﻠﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﻓﻲ ﺳﻔﺮي ﺻمويل والملوك.
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺮى ﻫﻴﺮﻣﺎن أن ﻓﺘﺮة مملكتي داود وﺳﻠﻴﻤﺎن ﺗﺼﺒﺢ ﻫﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة وﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ »اﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻳﻬﻮدا« ١٩٧٥:١㿻) ﻛﻤﺎ ﺻﻮرﻫـﺎ اﻟـﻜـﺘـﺎب المقدس) في الملوك اﻷول ، وﻫﻮ اﻟنص ذاﺗﻪ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻮﺣﻲ ﻣﻨﻪ ﺑﻦ ﻏﻮرﻳﻮن ﻓﻜﺮة »إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻜﺒﺮى« .تكمن خصوصية مملكة داود ﻓﻲ أﻧﻬﺎ وﺣﺪت المنطقة» ﻷول وآﺧـﺮ ﻣـﺮة ﻓـﻲ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ.« وﻫﺬا ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺮة أﺧﺮى ـ وﻟﻮ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼـﺪ ـ ادﻋـﺎء »الحق اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ« ﻓـﻲ اﻷرض ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ اﻷﺳﺒﻘﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﺳﻮﻏﻦ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﺄن وﺟﻮد اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺆﻛﺪا ﻣـﻦ المصادر اﻷﺧﺮى ، لكنه ﺷﻲء »ﻣﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪا« إذا ﻣﺎ أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻧﻬﻴﺎر الحكم المصري وﻏﻴﺎب اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻵﺷﻮرﻳﺔ . أﻣﺎ لماذا ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ اﻟﻔﺮاغ ﻓﻲ ﻣﻴﺰان اﻟﻘﻮى اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎل ﻗﻴﺎم إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻋـﻤـﻮﻧـﻴـﺔ أو ﻣـﺆاﺑـﻴـﺔ وﻟﻜﻨﻪ ﺳﻤﺢ »ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻗﻴﺎم إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ« ﻓﻬـﺬه ﻣـﺴـﺄﻟـﺔ ﻻ ﻳـﺘـﻄـﺮق إﻟﻴﻬﺎ.
ﺗﻮﺿﺢ دراﺳﺔ ﻣﺎﻳﺮز Meyers (١٩٨٧) ﺣﻮل ﻓﺘﺮﺗﻲ داود وﺳﻠﻴﻤﺎن إﻟﻰ أي ﻣﺪى ﻳﻔﺮض الحاضر ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء الماضي وﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة ﻋﻨﻪ، ﺳﻮاء أﻛﺎن ذﻟﻚ ﻋﻦ وﻋﻲ أم ﺑﻐﻴﺮ وﻋﻲ. ﻣﻦ المثير ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ، أن ﺗﺪﻋـﻲ ﻣـﺎﻳـﺮز ﺑـﺄن اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺪرك أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر بما ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ . ﺗـﺬﻫـﺐ ﻣـﺎﻳـﺮز إﻟـﻰ أن اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ ﺣـﻮل اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت ﺗﻈﻬﺮ أﻧﻪ »ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻀﻊ دوﻟﺔ داود ﻓﻲ ﻓﺌﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻺﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺎت الحديثة empire Pre-modernﻤ أي أﻧﻬﺎ دوﻟﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ .
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻋﺘﺮاﻓﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ دﻻﺋﻞ أﺛﺮﻳﺔ ﻹﺛﺒﺎت وﺟﻮد ﻫﺬا اﻟﺮﻣﺰ[هيكل سليمان] المهم ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻓﺈن ﻣﻘﺎرﻧﺔ وﺻﻒ اﻟﺘﻮراة ﻟﻬﺬا اﻟﻬﻴـﻜـﻞ )ﺳـﻔـﺮ الملوكاﻷول مع ﻣﻌﺎﺑﺪ ﺳﻮرﻳﺎ وﻓﻠﺴﻄين ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﺎن »اﻷﻛﺒﺮ واﻷﻫـﻢ« ﻣـﻦ ﻧﻮﻋﻪ. (206)
الجدير بالملاحظة ﻓﻲ رؤﻳﺔ ﻣﺎﻳﺮز ﻟﻬﺬا الماضي المتخيل وﺗﺨﻴﻼت الماضي اﻷﺧﺮى، ﻛﻤﺎ تجلت ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆرﺧين اﻟﻜﺒﺎر ... ﻫﺬه اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت يجب أن ﺗﻘﺮأ ﻓﻲ ﺳـﻴـﺎق اﻟـﺼـﺮاع المعاصر ﺣـﻮل اﻷرض واﻟﻬﻮﻳﺔ واﻟﺬي ﻳﺘﻀﻤﻦ أﻳﻀﺎ ﺻﺮاﻋﺎ ﺣﻮل اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘديم .. إن ﻫـﺬه اﻟﻌﻴﻨﺔ الممثلة ﻟﻸﺑﺤﺎث اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ ﺗﺪل ﻋﻠـﻰ أن ﻫـﺬه اﻷﺑـﺤـﺎث ﻓـﺮﺿـﺖ رؤﻳـﺔ واﺣﺪة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ ـ وﻫﺬه اﻟﺮؤﻳﺔ أﺳﻜﺘﺖ أي ادﻋﺎء ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺎﻣـﺘـﻼك ذﻟﻚ الماضي. إن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات الخفية ﻻ ﻳﺴﻬﻞ إﺛﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺗﺮاﻛﻢ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻌﺒﺎرات المتكررة ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ.


شكوك متزايدة ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴلية


في مقال ﻣيللر وﻫﻴﺰ Hayes & Miller اﻷﺧﻴﺮ (١٩٨٦ يتحفظان ، إذ ﻳـﺴـﻠـﻤـﺎن ﺑـﺄن ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﻤﺎ ﻟﻔﻬﻢ ﻓﺘﺮة ﺣﻜﻢ ﺷﺎؤول ﺗﺨﻤﻴﻨﻴﺔ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ. ﻛﻤﺎ أن ﻣﻮﻗﻔﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺺ اﻟﺘﻮراﺗﻲ ﻧﻘﺪي أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت؛ وﻫﻤﺎ ﻳﺜﻴﺮان اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣﻮل اﻟﺼﺪﻗﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﺮواﻳﺎت المتعلقة ﺑـﺪاود إﻟـﻰ درﺟـﺔ أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ أي ﻣﻦ »اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺘﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـﺔ« اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ. وﻳﻈﻬﺮ ذﻟﻚ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﻳﺮز Meyers .ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ المثال ؛ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﻴﻠلﺮ وﻫﻴﺰ ﻋﻦ وﺟﻮ د اﺧﺘﻼﻓﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻊ المعتقدات اﻷﻛﺎديمية اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮى أن ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ المنطقة ﻫﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﺎﺳﻤﺔ.. ﻟﻴﺲ ﻣﻔﺎﺟﺄة إذن أن نجد أن اﻟﺘﺮاث اﻟﺘﻮراﺗﻲ ﻗﺪ اﻫﺘﻢ ﺑﺪاود ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺪر اﻟﻜﺒﻴﺮ ، أوأﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﺤﺎوﻟﺔ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺘﺮاث اﻟﻴﻬﻮد اﻟﻘﺪاﻣﻲ ﻟﻼﻫﺘﻤـﺎم ﺑـﻬـﺬه المواد (أي اﻟـﺘـﻮراة( ﻣـﻦ أﺟـﻞ إﻇﻬﺎر داود ﻓﻲ أﻓﻀﻞ ﺻﻮرة.(هيز وميللر 1986:149) (210)

يمكن أن نجادل ﺑﺄن ﻛﺘﺎب آﻟﺴﺘﺮوم Ahlstrom ـ ﺑﻌﻨﻮان: ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم
193 The History of Ancient Palestine يبطل مزاعم من هذا اﻟﻨﻮع. إذ ﻳﺒﺪو وﻛﺄﻧـﻪ ﻳـﻮﺟَﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺻﻮت ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴـﻄـﻴـﻨـﻲ ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﻫﻴﻤﻨﺔ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ داود. ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻳﺜﻴﺮ ﺑﺼﺮاﺣﺔ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت ﺣﻮل ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ (historicity) اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ لمملكة داود، وﻳﺬﻫﺐ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر داودي وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﻓﻲ ﻓﺘﺮات ﻻﺣﻘﺔ.(207) وﻫﻮ أﻳﻀﺎ ﻳﻌﻄﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻔﻜﺮة »اﻷﻓﺮاد اﻷﻓﺬاذ« ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺜﻞ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ وﺷﺎؤول وداود. وﺳﻠﻴﻤﺎن(207).

ﻛﻤﺎ رﻛﺰﻧﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻠﺴﻄين ﺑﻠﺪا ﻳﺸﺠﻊ ﻗﻴﺎم ﻛﻴﺎﻧﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﺗـﺎرﻳـﺨـﻴـﺎ، ﻓـﺈن المراكز اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻷﻧﺎﺿﻮل وﺑﻼد ﻣﺎ ﺑين اﻟـﻨـﻬـﺮﻳـﻦ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻤـﺎل وﻓـﻲ ﻣـﺼـﺮ اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ الجنوب. أﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ الجغرافية ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻠﺴﻄين ﺣﻠﻘﺔ اﻟﻮﺻﻞ. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻛﺎﻧﺖ داﺋﻤﺎ ﺑﺆرة ﺻﺮاع ﻓﻴﻤﺎ ﺑين اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ المنطقة.
يتبع لطفا



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبادة جماعية فصولها تجري بغواتيمالا..لكنها صامتة
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3
- بناء القوة لفلسطين ولنظام عالمي جديد
- تتمزق الأقنعة التنكرية-2
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
- ترامب يعاقب ألبانيز!!
- تقرير ألبانيز يتهم شركات عالمية بالمشاركة في الإبادة الجماعي ...
- مؤامرة العصر لاختطاف فلسطين
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-4
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى-3
- تسليك المعابر الى إسرائيل الكبرى – حلقة 2
- السيد المحترم طارق حجي صادم في أحكامه وتقييماته
- تسليك الدروب نحو دولة إسرائيل الكبرى (1من5)
- كيف نعرف إن كان رئيسنا غير متماسك عقليًا؟
- العدوان على إيران جولة لم تحسم الصراع
- الامبراطورية الامبريالية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب- حلقة ...
- لاإمبراطورية الأميركية.. دولتها العميقة ونزوية ترامب(1من 2)
- التقدميون بالولايات المتحدة: العدوان على إيران مواصلة للإباد ...


المزيد.....




- -أنت ترتدي نفس البدلة-.. رد مفاجىء من زيلينسكي على صحفي بالب ...
- شاهد.. ترامب يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض
- ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة و ...
- دون تعديلات.. حماس أبلغت الوسطاء بقبولها المقترح الأخير لوقف ...
- الآلاف في شوارع مكسيكو سيتي دعما لغزة ومطالبات بقطع العلاقات ...
- ما خسائر الجيش الإسرائيلي المحتملة إذا اجتاح غزة؟
- تضامن دولي رفضا لتجويع غزة ومغردون: نعيش في عالم بلا ضمير
- اضطرابات ترامب ومصير بوتين.. ادعاءات مثيرة رافقت قمة ألاسكا ...
- عثروا عليه بـ-درون-.. إنقاذ رجل علق خلف شلال كبير ليومين
- ترامب لا يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا.. ويؤكد تواص ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - امبراطورية داود حقيقة أم أسطورة ؟