أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2















المزيد.....



إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 20:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


ﺑﻨﺎء الماضي وﺗـﺼـﻮره ﻫـما ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴة



الدولة الصهيو امبريالية جادة في إلغاء الوجود الفلسطيني، عطفا على إنكار خطاب الدراسات التوراتية للتاريخ الفلسطيني بالمكان والزمان. وما يقوم به الصهيو امبريالي في غزة حرب إفناء. والاعترافات المتعاقبة لا توقف الإبادة؛ وإذا عجزت الأمم المتحدة على تطبيق ميثاقها بفرض السلم والأمن، نظرا لاعتراض الفيتو الأميركي، فلن تنجح في تفكيك المستوطنات وإعادة الشرعية للقانون الدولي الإنساني، كي تتشكل دولة فلسطينية قابلة للحياة.

بات سباق المسافات الطويلة جاريا بين الإبادة والدولة. نتنياهو مصر على ازدراء المطالبات من الداخل والخارج بوقف الإبادة الجماعية، مقتديا بالاسبارطيين، وهو يعلم ان أثينا وليست أسبارطة من دفعت عجلة الحضارة ورفدته بفكرة الديمقراطية وبالفلسفة والثقافة الهلينية التي أفادت الديانة اليهودية وطورتها لتكون مقبولة. نتنياهو كرر مرارا طلب التضامن معه لأنه يمثل الحضارة مقابل الهمجية!
يحظى نتنياهو بدعم ترامب وبقية شلة الفاشيين، ديكتاتور المجر ورئيس الأرجنتين وبولسونارو، الذي فاز برئاسة البرازيل بعد ان دبر مكيدة دنيئة لمنافسه لولا دا سيلفا، اودعته السجن قبل ان تنكشف الفضيحة. وكثيرون يتزعمون حركات التطرف اليميني المشارف على الفاشية الجديدة.

بلغت جسارة ترامب على الكذب ان يعلن أمام ممثلي دول العالم وفي خطاب منقول على شبكات تلفزيونية عديدة انه يفضل حياة البشر؛ وذلك بعد ان منع مندوبه، قبل أيام قليلة، وقف القتل الجماعي بغزة بفيتو هو السادس تتحدى به الولايات المتحدة دول العالم. وهو الفيتو الثاني تفرضه إدار ة ترامب، كان الأول في 4 حزيران 2025. مئات الأكاذيب وقلب الوقائع والافتراءات حفل بها الخطاب، شمل ببعضها الأمم المتحدة بسبب تصديها المباشر للإبادة الجماعية في غزة.
الإقرار شامل بان الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو بداية السباق؛ ” تعتبر جريدة الباييس الإسبانية ، في افتتاحية جديدة لها يوم الثلاثاء، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن، في الوقت الذي يقوم فيه الجيش الإسرائيلي بإبادة سكان غزة وتدمير ما تبقى من عاصمتها، “لن يكون له على الأرجح تأثير حقيقي على أرض الواقع، ولكنه شكل واضح من أشكال الضغط الدبلوماسي" .
وحسب تعبير النائبة عن الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني، ليلى موران: "لكن الأمر تطلب إبادة جماعية للوصول إلى هذه النقطة”. وأشار عضو البرلمان عن حزب العمال البريطاني الحاكم، أفضل خان، إلى أن هذه اللحظة طال انتظارها لما يقرب من 100 عام، لكنه شدد على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار كخطوة تالية.
النائب العمالي يزور الواقع، إذ يزعم انتظار الاعتراف طوال ما يقرب من مائة عام. المخابرات البريطانية بعد أسبوعين من قرار التقسيم (29 نوفمبر /تشرين ثاني 1947) كشفت عن الاتفاق المشترك لمنع تشكيل دولة فلسطينية؛ وحزب العمال البريطاني برئاسة غيتسكل هو الذي كان في سدة الحكم وأشرف على إدارة عملية التهجير الجماعي للشعب الفلسطيني. أبلغته المخابرات البريطانية أن الصهيونيين مصممون على عدم الالتزام بقرار التقسيم، وانهم سوف يحتفظون بما تستولي عليه ميليشياتهم، ولم يتخذ أي إجرء.
يسهم ستارمر، رئيس وزراء بريطانيا في التزييف كذلك؛ إذ يوهم في نص بيانه أن وعد بلفور اشترط حماية غير اليهود من مواطني فلسطين، أن حكومة الانتداب البريطاني راعت شرط بلفور هذا، ولم توفر لليهود فقط تطوير شروط الدولة القومية.

يستعرض تقرير للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) ان سلطات الاحتلال ممعنة في طمس الهوية الفلسطينية للضفة الغربية بتوظيف علم الآثار. يقول التقرير” إن مؤتمراً صهيونياً عقد في القدس المحتلة، في شباط المنصرم، حمل عنوان ’ المؤتمر الدولي الأول لعلم الآثار وحفظ المواقع في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)”. المؤتمر نُظّم برعاية “ضابط الآثار” في الإدارة المدنية، وكماهو معروف تابع لدائرة سموتريتش، بالإضافة إلى المجلس الإسرائيلي للحفاظ على مواقع التراث، وعدد من الجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية، منها جامعات تل أبيب، حيفا، بن غوريون، بار-إيلان، الجامعة العبرية، وجامعة “أريئيل” المقامة داخل مستوطنة. فالمؤتمر علاوة على انه مبادرة أولى لإخضاع البحث الأثري لمرامي سياسية، كان “فرصة” لمأسسة التعاون بين المؤسسات الإسرائيلية والإدارة المدنية والجامعات الإسرائيلية في خدمة التزييف الصهيوني لاستغلال جهودها في قضية الضم.

أثار انعقاد المؤتمر موجة واسعة من النقد والجدل، سواء في المجتمع الأكاديمي الدولي، أو في الساحة السياسية الإسرائيلية، بسبب مكان انعقاده وطبيعة النشاط الأثري في منطقة محتلة وفق القانون الدولي؛ نشر “صندوق اكتشاف فلسطين” ومقره لندن، إدانة شديدة، معتبراً أن استخدام تسمية “يهودا والسامرة” يمحو اسم الضفة الغربية، وأن الأبحاث المعروضة تنتهك القوانين الدولية الخاصة بحماية التراث في الأراضي المحتلة. وأدان المؤتمر البروفيسور غرينبرغ ، رئيس مجلس إدارة جمعية “عيمك شافيه”، وهي جمعية إسرائيلية تعارض الحفريات الأثرية الإسرائيلية في مواقع مركزية مثل مدينة داود وسلوان وتل شيلو، وتُموَّل بنسبة تقارب 97% من حكومات أجنبية مثل سويسرا، النرويج وفرنسا.
يضيف "مدار" ان غرينبرغ معروف بتصريحاته الحادة، إذ اتهم إسرائيل باستخدام الآثار كسلاح سياسي أطلق انتقادات حادة للمؤتمر؛ إذ اتهم إسرائيل باستخدام الآثار كسلاح سياسي وبممارسة “تطهير عرقي”، كما دعا إلى التوقف عن حفر “التاريخ اليهودي فقط” معتبراً أن الأرض ملك للجميع. ادان غرينبيرغ حرب الإبادة في غزة. هاجم بشدة العمليات الإسرائيلية في غزة مستخدماً لغة “التطهير العرقي” و”الإبادة الجماعية”. على المستوى الأكاديمي، تعاون غرينبرغ مع باحثين مثل البروفسور يانيس حملاكس، المعروف بدعمه العلني لحركة المقاطعة، وأكد بتصريحاته بأن إسرائيل تقترف إبادة جماعية في غزة. ومعاً نشرا أعمالاً وصفت الصهيونية بأنها حركة عنصرية، وأن علم الآثار في إسرائيل يخدم “الهيمنة اليهودية-الأشكنازية”. علاوة على ذلك، في شباط 2025 بعث غرينبرغ برسالة لزملائه في إسرائيل والخارج عبّر فيها عن “اشمئزازه” من نيتهم المشاركة في مؤتمر ترعاه وزارة التراث حول علم الآثار في الضفة الغربية. كانت رسالته هي التي دفعت جمعية بريطانية مرموقة مثل “صندوق استكشاف فلسطين” إلى تبني دعوته للمقاطعة، مبرّرة ذلك بغياب تمثيل المؤسسات الفلسطينية، وبأن المؤتمر ينتهك القانون الدولي ويجسد نزع الفلسطينيين من تراثهم.
يخلص “مدار” للقول إن هذا المسار جعل منتقديه يرون فيه شخصية تسعى إلى تقويض الرواية الرسمية لإسرائيل من الداخل، ويستغربون منحه منصة رسمية لإلقاء محاضرة في “المؤتمر الأثري التاسع والأربعين في إسرائيل”، الذي تنظمه سلطة الآثار، تحت رعاية وزارة التراث نفسها التي هاجمها وقاد حملة لمقاطعة أحد مؤتمراتها.

إسرائيل لم تزل تتمترس خلف خطاب الدراسات التوراتية. ينتهي استعراض وايتلام عام 1996، موعد ضدور كتابه باللغة الإنجليزية. في تلك الحقبة كان الإجماع قائما داخل الدراسات التوراتية على اعتماد امبراطورية داود واقعا تاريخيا. ﻓﻲ اﻓﺘﺘﺎﺣﻴﺔ ﻛﺘﺎﺑ جون برايت(توراتي أميركي) Israel of History A اﻟﺬي ﻧﺸﺮ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻋﺎم ١٩٦٠، واﻟﺬي ﻫﻴﻤـﻦ ﻋـﻠـﻰ أﻓـﻜـﺎر واﻓـﺘـﺮاﺿـﺎت أﺟﻴﺎل ﻣﻦ اﻟﺪارﺳين واﻟﺒﺎﺣـﺜين، ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﺑﺮاﻳﺖ، مؤكدا بدون إثباتات، أن ﻓﻠﺴﻄين ﻫﻲ ﻣﻠـﻚ اﻟـﻴـﻬـﻮد الخاص. يلاحظ ان دراسات برايت التي سارت على نهج أستاذه، وليم فوكسويل اولبرايت، مستلهما قيام الدولة الصهيونية ، إن اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻛﺘﺎب ﺑﺮاﻳﺖ ﻫﺬا ﻋﻠﻰ أﻧﻪ المرجع اﻟﺮﺋـﻴـﺴﻲ المعتمد ﻓـﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، واﻋﺘﻤﺎده ﻓﻲ الجامعات اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻠـﻘـﺎت اﻟـﺒـﺤـﺚ، ﻗـﺪ أﻛـﺪ أن آراءه أﺻـﺒـﺤـﺖ انموذجا ﻳـﺤـﺘـﺬى ﻓـﻲ ﻣـﻔـﻬـﻮم »ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ« إﺳﺮاﺋﻴﻞ، واﻧﻔﺼﺎﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ.(143).

ﺗﺨﻴﻞ آلت - توراتي الماني -(1966 : 237) في كتابه اﻟﺮاﺋﺪ ﻋﻦ مملكة إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺬي ﻧﺸﺮ ﻷول ﻣﺮة ﻋﺎم 1966، ﻛﻞ ﻓﻠﺴﻄين اتحدت ﻓﻲ ﻧﻈﺎم ﺷﺪﻳﺪ اﻟـﺘـﻌـﻘـﻴـﺪ واﻟـﺘـﺸـﺎﺑـﻚ، وﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﻨـﻘـﻄـﺔ المحورية اﻟـﻮﺣـﻴـﺪة ﻫـﻲ ﺷـﺨـﺺ ﻛـﻞ ﻣـﻦ داود وسـﻠـﻴـﻤــﺎن. أسقط الحاضر المتمثل في الطموح لاحتلال كامل فلسطين، على ماضي الدولة المختلقة .

كذلك جاء أسلوب ﻋﺮض ﻧﻮث (توراتي ألماني) ﻟﻬﺬا الماضي المتخيل ﺗﺆﻛﺪ اﻟﺮﺑﻂ ﺑين ﻧﺸﻮء ﻋﻠﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ الحديث واﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، ﻣﻊ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮد رﺟﺎل اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﻈﺎم وأﻫﻤﻴﺔ وﺟﻮد ﺳﺠﻞ )أرﺷﻴﻒ(ﻟﻠﺪوﻟﺔ.

ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮرة ﻋﻦ اﻟﺘـﺎرﻳـﺦ المبكر ﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ، ينثل وايتلام عن الباحثة مايرز قولها "أﺧـﺬ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن يبتعدون عنه ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﺑﻌﺪ ﻣﺠﺎدﻻت ﻃﻮﻳﻠﺔ أﻇﻬﺮت أن الموضوع المتنازع ﻋﻠﻴﻪ ﻣبني ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻒ ﻻ يمكن اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﻮء المعلومات الجديدة". (1985: ٤١٤ ٤١٥). يضيف وايتلام: وإذا ﻧﻈﺮﻧﺎ إﻟﻰ ﻫﺬا الخطاب ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﻏﻴﺮ ﻏﺮﺑﻲ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣـﻦ المنظور اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ، وﺟﺪﻧﺎ إﻧﻪ أﻳﻀﺎ ﺧﻄﺎب اﻛﺘﺴﺐ ﺛﻘﻼ ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗـﻌـﻪ المرﻛﺰي ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﻼﻫﻮت وﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ، وسلطة الجامعات في الغرب الامبريالي.(317) .
الجدير بالملاحظة ﻓﻲ رؤﻳﺔ ﻣﺎﻳﺮز ﻟﻬﺬا الماضي المتخيل وﺗﺨﻴﻼت الماضي اﻷﺧﺮى، ﻛﻤﺎ تجلت ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆرﺧين اﻟﻜﺒﺎر اﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻫﻮ اﻧﺴﺠﺎم ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺮؤى ﻣﻊ ﺣﻘﺎﺋﻖ الحاضر المتعلقة ﺑﺪوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ المعاصرة، اﻟﺘﻲ زﻋﻤﺖ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﻮض إﻻ ﺣﺮوﺑﺎ دﻓﺎﻋﻴﺔ وﻫﻮ اﻟﺰﻋﻢ اﻟﺬي ﻇﻠﺖ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ .

رﻓﻀﺖ اﻟﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ اﻻﻋﺘﺮاف بمشكلة اﻟﺼﺮاع اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻘﺮﻳﺮ المصيرأو ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ. فمن مسلمات خطاب الدراسات التوراتية ان الاستيطان في العصر البرونزي المتأخر يجب ان يكون إسرائيليا؛ ومنذ ذلك التاريخ تمت السيطرة للتاريخ الإسرائيلي على حساب التاريخ الفلسطيني، تاريخ السكان الأصليين. التاريخ الفلسطيني لا يسمح له بإسماع صوته. (265)
غير مسموح ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﺄن ﻳﺴﺮد وﺟﻬﺔ ﻧـﻈـﺮه ﺿـﻤـﻦ أﻗـﺴـﺎم اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ الجامعات؛ وﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ التغلب على الحقبة وﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟـﻔـﻜـﺮة، يقول كيث وايتلام، "ﺳـﻴـﻜـﻮن ﻣـﻦ اﶈﺘﻢ التحرر ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ وﻗﻴﻮد اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، وﻣﻦ ﺛﻢ المطاﻟﺒﺔ بموﻗﻊ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺿﻤﻦ اﳋﻄﺎب اﻷﻛﺎديمي ﻓـﻲ أﻗـﺴـﺎم اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ". ﻟﻜﻦ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ يكمن ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻛﺘﺸﺎف اﻟﺘﺮاث اﳊﻀﺎري واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻔﻨﻲ ﻟﻔﻠﺴﻄين القديمة، واﻟـﺬي ﻧـﺸـﻬـﺪه ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟـﻨـﺼـﻮص المكتوبة وأﺷﻜﺎل اﻟﺘﺮاث اﻷﺧﺮى، وﻣﻨﻬﺎ، علاوة على التوراة، اﻷواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ والمصنوعات اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺘﺬﻛﺎرﻳﺔ واﻵﺛﺎر المادية؛ وﻫﺬه كلها تـﺸـﻬـﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺠﺰات ﺳﻜﺎن ﻓﻠﺴﻄين . وﻫﺬه ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﻜﺮة ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﺴﻌﻲ وراءﻫﺎ.

بعد إنشاء الدولة واحتلال كامل فلسطين باتت إسرائيل تحتكر المطالبة بامتلاك الأرض والماضي، وهي التي تصمم الدراسات وتضع جدول اعمالها. (254) من المهم مجددا معرفة كيف يمكن تحديد موقع أبحاث أو فترة من فترات التاريخ القديم (255)
حكومات إسرائيل تعمدت خرق جميع القيم الأخلاقية والحقوقية والسياسية. القانون الدولي للتنقيب الأثري يلزم بالحفاظ على آثار المجموعات البشرية المقيمة في مواقع البحث، ولا يجيز التنقيب الأثري في المناطق المحتلة بدون إشراف مواطنيها.
نعود الى تقرير "مدار " للدراسات الإسرائيلية ، فنرى أن المنظمين طمعوا بجعل مؤتمر شباط محاولة لفرض السيادة اليهودية على الأرض المحتلة من مدخل “الجهود الأكاديمية والمهنية” عبر دراسة منطقة فلسطينية ثرية بالآثار ونسبها عنوة إلى المشروع الصهيوني، من خلال تبيين أن الحضور اليهودي ثابت في المنطقة، بينما المرور العربي (الإسلامي والمسيحي) هو الاستثناء.
علماء الآثار في العالم قاطعوا المؤتمر ؛ بالمقابل لم يخف المؤتمر مسألة المقاطعة المتوقعة له، بحيث قدّم المتحدثون “إضاءات” تتعلق بكيفية التعامل مع المقاطعة عبر فبركة دليل “أخلاقي” استثنائي ، خاص بهم يبرر هذه السرقة التاريخية، وفق نمط الفرادة الصهيوني.
لم توجه الدعوة للمشاركة لباحثين فلسطينيين يعملون بالتعاون مع مؤسسات، وانتقد آخرون من داخل حقل الأبحاث التراثية والأركيولوجية الإسرائيلي المؤتمر لأنه قد يضع المشاركين على “قوائم سوداء” غير رسمية في بعض الدوائر الأكاديمية الدولية.
من جهتها شنّت حركة المقاطعة حملة ضد مشاركة باحثين ومؤسسات مرتبطة بالمستوطنات، ودعت إلى عدم الاعتراف بجامعة “أريئيل”، واستبعاد من حضروا المؤتمر من محافل أكاديمية دولية.
وداخل إسرائيل، أثار المؤتمر أزمة كبيرة. ففي نيسان 2025، أُلغي المؤتمر الأثري السنوي الـ49 للجمعية الإسرائيلية لدراسة أرض إسرائيل بعد أن تدخّل وزير التراث لمنع مشاركة البروفسور رافي غرينبرغ بسبب انتقاداته الحادة لمؤتمر شباط. هذا الإلغاء اعتُبر حدثاً غير مسبوق، لأنه أظهر كيف يمكن للسياسة أن تفرض نفسها على المجال الأكاديمي، وان تحدّ من حرية البحث العلمي. لم يحدث هذا، وكذلك مؤتمر شباط، إلا بوحي الصهيونية الفاشية برئاسة سموتريتش وبن غفير.
النقاش سرعان ما خرج إلى العلن وأصبح أكثر حدّة، حيث وصفه البعض بأنه “تطبيع لجرائم الحرب”، بينما رآه آخرون “معركة ضد محاولات محو التاريخ”.

على الرغم من ان المكتشفات الأثرية المتزايدة، والأبحاث التي نظرت الى النصوص التوراتية بطريقة نقدية تاريخية، على الرغم من ان هذه العوامل أدت الى تحطيم النموذج المهيمن فإن هذا النموذج لا تزال له السيطرة القوية على مدارك ووعي الباحثين الغربيين والإسرائيليين ما يجعله يتشبث بطاقته بوجه التيار المعارض. ومن هنا شاع الإقرار بتسييس علم الآثار، وبروز علم الآثار المسيس.(277)

اثبتت اﻟﻜﺸﻮف "ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﺘﻌـﺪدة ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺮاث اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺮوﺣﻲ اﻟﻀﺨﻢ اﻟﺬي ﺧﻠﻔﺘﻪ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻘديمة (السامية) وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺘﻲ اﺳﺘﻘﺮت ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻣﻊ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ. وﻟﻜﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ المهيمنة اﻵن ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺸﻒ اﻷﺛﺮي، ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻃﻤﺲ ﻣﻌﺎﻟﻢ الحضارة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ".

أورد وايتلام الأدلة الثبوتية على الاختلاق القرصني والشطب الإجرامي. تتلخص أدلة وايتلام العيانية أولا في رصد عدم استناد الباحثين التوراتيين ومنهم أولبرايت،الى براهين وادلة، إذ وردت مقولاتهم نماذج من التخمين والتخيل؛ وثانيا ما رصده الباحث من ارتباط مساقات البحوث مع مجريات الأحوال بفلسطين في الأزمنة الراهنة، خاصة النصف الأول من القرن العشرين؛ وثالثا اختزال المكتشفات الأثرية او الاعتماد على مكتشفات او أفكار لم تصمد لتحولات التنقيب.

والمثير ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﺣﻮل ﺗﻜﻮﻳﻦ دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺼـﺮ الحديدي ﻫﻮ وﺟﻮد اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ المتعلقة بوجودها؛ أﺑﺮز ﺳﻤﺎت ﻫﺬا الخطاب ﻏﻴﺎب أي ﺳﺠﻞ أﺛﺮي ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة. ﻫﺬا اﻟﻐﻴﺎب ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻘﻮة ﻓﻲ تحقيق اﻹﺟﻤﺎع ﻋﻠﻰ إﺳﻘﺎط ﻫﺬا الماﺿﻲ المتخيل ﻷﻧﻪ دﻋﻢ الحكم المتحيز ﻟﻠﻤﺆرﺧين اﻟﺘﻮراﺗﻴين اﻟﺬي ﻳﻔﻴﺪ أن ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ المصادر المكتوبة، أي نص التوراة. ﻟﻜﻦ ﻣﺮة أﺧـﺮى، وﻛﻤﺎ ﺻﺮح ﻏـﺎرﺑـﻴـﻨـﻲ وﻟـﻴـﺘـﺶ Leach وﻓﻼﻧـﺎﻏـﻦ Flanagan ، إن اﻟﻐـﻴـﺎب ﻷي ﺳﺠﻞ أﺛﺮي ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ أﺧﻄﺮ اﻟﺸﻜﻮك ﺣﻮل ﺗﺼﻮر إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻋﻦ ﺣﻀﺎرة ﻧﻬﻮﺿﻴﺔ ﻣـﺠـﻴـﺪة مما ﻳـﻮﺣـﻲ ﺑـﺄﻧـﻨـﺎ ﺑـﺼـﺪد ﻣـﺎض ﻣﺘﺨﻴﻞ. (224)
يرفض وايتلام تبرير ألْْستروم، المؤرخ للتاريخ الفلسطيني، ﻋﺪم ذﻛﺮ مملكتي ﺳﻠﻴﻤﺎن وداود ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻮص القديمة والسجلات الحكومية للشرق الأدنى إﻟﻰ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ لمصر وآﺷﻮر مما يعني أﻧـﻬمـﺎ ﻟـﻢ ﺗـﻜـونا ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﻘﻮة المحلية ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين، يرفضه بالنظر "ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻓﻤﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﺼﻤﺖ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﺴﺠﻞ اﻷﺛﺮي إذ إن دوﻟﺔ ﻛـﺒـﺮى إﻟﻰ ﻫﺬا الحد، إن ﻟﻢ ﻧﻘﻞ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ، ﻻ ﺑﺪ أن تحدث ﺗﻐﻴﻴﺮات أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ بالمناطق المجاورة وﻫﻮ أﻣﺮٌ ﻛﺎن ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﺮك ﺑﻌﺾ اﻷﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ(225).

هذا لو تحققت بالفعل الإمبراطورية المدعاة.

يعترف فينكيلشتاين (توراتي إسرائيلي) ان الإثنية كانت في ذلك الحين لا تزال غير واضحة المعالم؛ لكنه لا يوضح للقارئ طبيعة الدلائل التي تشكل اساس فهمه لكيفية تفهم الجماعات المختلفة وتعريفها لهويتها. (271)
يتناول الموضوع توماس طومسون ﺿﻤﻦ ﻧﻘﺪ أﺷﻤﻞ: أن ﻛﺘﺎب ﻓﻴﻨﻜﻠﺸﺘﺎﻳﻦ ﻳﺆﺳﺲ ﻟﻘﺎﻋﺪة ﺻﻠﺒﺔ ﻟﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻧﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ أن ﻧﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎء ﺗﺎرﻳﺦ دﻗﻴﻖ وﻣﻔﺼﻞ وﺻﺎﺋﺐ ﻣﻨﻬﺠﻴﺎ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ(1992 :١٦١)؛ وﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺴﻨﻰ ذﻟﻚ، إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺔ »إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ« ﺳﻮف ﺗُﺴﺘﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ المعلومات، وإذا ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﺟـﻮد ﻓـﺮق ﺑين ﻫـﺬه الحضارة المادﻳﺔ ﻟﺸﻌﺐ ﻓﻠﺴﻄين المحلي وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ الحضارات المادية اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﻮﺟﻮدة منذ أواﺧﺮاﻟﻌﺼﺮاﻟﺒﺮوﻧﺰي ﺣﺘﻰ ﺑﺪاية اﻟﻌﺼﺮ الحديدي. "المهمةاﻷﻛـﺜـﺮ إلحاحا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ لنا ﻫﻲ اﻻﻋﺘـﺮاف ﺑـﺠـﻬـﻠـﻨـﺎ"، يستنتج طومسون.
ملاحـﻈة ذات أﻫﻤﻴﺔ عامة ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺪد ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻦ الباحثين؛ فكل شيء متخيل! وﻳﺒﺪو أن ذﻟﻚ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة ﻓﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻻﻧـﺘـﻘـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣـﻦ أواﺧـﺮ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺼﺮ الحديدي. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻳﻨﺒﻪ ﻟﻴﻤﺤﻲ ـ بحق ـ إﻟﻰ أن "ﻫـﺬا ﻻ ﻳﻮﻓﺮ أي ﻗﺎﻋﺪة. وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻮﻓﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻔـﺘـﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺒﺮوﻧﺰي المتأخر إﻟـﻰ ﺑـﺪاﻳـﺔ اﻟـﻌـﺼـﺮ الحديدي ﻓـﻲ ﻓﻠﺴﻄين، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳـﺦ المنطقة تتحرر ﻣـﻦ ﺧـﻄـﺎب اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﻘديمة.
اﻟﻜﻢ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻣﻦ لمعلومات اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﻃﻮﻣﺴﻮن بمراجعته ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻘـﻴـﻘـﺔ أﻧـﻨـﺎ ﻻ ﻧـﻌـﺮف ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺟﺬور إﺳﺮاﺋﻴﻞ. ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻃﻮﻣﺴﻮن ان اﻷﺑﺤﺎث اﻷﺧﻴﺮة ﻛﺎﻧﺖ بمنزلة "بناء اﻷﺳﺎس ﻟﻠﺘـﺎرﻳـﺦالجديد لإسرائيل القديمة"(1992: ١٦٩. (وﻳﻌﺘﺮف ﺑﺄن اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎلجها. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻳﻼﺣﻆ أن »اﻟﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻓـﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻲ المشترك ـﺑين ﻓـﺮوع ﻋـﻠـﻤـﻴـﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ Interdisciplinary ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄين ﻋﻠﻰ أﻣﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻓﻬﻢ ﻟﺘﺎرﻳﺦ »إﺳﺮاﺋﻴﻞ« ﻓﻲ إﻃﺎر ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻔﻠسطين"(1992:٢٠٤ ) إﻻ أن المشكلة اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻫﺬااﻟﻌﻤﻞ ان ﻜﻞ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻘﻴﺪة ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﻓـﻲ اﻹﻓﻼت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺸﻮﻳﺶ المتﺄﺻﻞ والمتعلق بمحاوﻟﺘﻬﺎ ﺑﻨﺎء ﺗﺼﻮرات ذهنية ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﻤﺎﺿﻲ. ﻓﻌﺪم اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻗﻴﻮد الخطاب المهيمن ﻳﺆﻛﺪ ﺳﻴﻄﺮة إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻫﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ الماضي.
يعيد وايتلام التطرق الى الموضوع: ﻳـﺠـﺐ أن ﻳُﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﺑﺸـﻜـﻞ ﺟـﺬري ﻓـﻲ ﻣـﺎ ﻳُﻌﺮف ﺑﻔـﺘـﺮة المملكة المتحدة. .. واﻟﺪراﺳﺔ الحاﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ إﻧﻜﺎرا لمملكتي إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻳﻬﻮدا: وانما ﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻮازن ﺑﻌﺪ أن تم ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ واﻟﻴﻬﻮدي ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺎرﻳﺦ المنطقة اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ، ﺑـﺪﻻ ﻣـﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻠﺴﻄين القديم اﻷﺷﻤﻞ.(319). أن ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ المبكر ﺳـﻮف ﻳُﻨﻘﻞ، ﻓﻲ أﻏﻠﺐ الظن، إﻟﻰ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎرﺳـﻴـﺔ.(319) . ﺳﻮف ﻳﻮﻓﺮ ﺧﻄﺎب اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻬﻤﺎ أﻛﺜﺮ إﻳﺠﺎﺑﻴـﺔ ﻟـﻠـﻤـﻨـﺠـﺰات المادية والحضارية ﻟﺴﻜﺎن ﻫﺬه المنطقة ﻛﻜﻞ. ﻓﺎﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻄﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﻓﺘﺮﺿﺖ ﺣﻠﻮل اﳊﻀﺎرة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻣﺤﻞ اﳊﻀﺎرة اﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻜﻴﺪة ﺗﺆدي إﻟﻰ اﳊﻂ ﻣﻦ ﻗﺪر المميزات الجمالية واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻵﺛﺎر اﻟﻔﻨﻴﺔ والأواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ والخزف المزخرف واﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺎت والحلي وﻏﻴﺮﻫﺎ، مما ا نراه ﻓﻲ آﺛﺎر ﻓﻠﺴﻄين .
يتوجب إلغاء تسمية حقبة ممتدة من التاريخ الفلسطيني بانها الحقبة التوراتية.
إن إﻋﺎدة اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ المرﻏﻮﺑﺔ ﻟﻠﻔﺘﺮة اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ واﻟﻬﻠﻴـﻨـﻴـﺔ ﺑـﻮﺻـﻔـﻬـﺎ اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻮر ﻓﻴﻬﺎ وﺗﺒﻠﻮر ﻛﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ المواد اﻟـﺘـﻮراﺗـﻴـﺔ ﻗـﺪ ﻓـﺘـﺤـﺖ اﻟﻤﺠﺎل أﻳﻀﺎ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻷﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺬاﺗﻴﺔ.. ﻓﺎﻻﺧﺘﺒﺎر اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﻤﺼﺎدر اﻟﻘديمة ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺪى ﺟﺪارﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟـﺜـﻘـﺔ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎره ـ أو ﲡﺎﻫﻞ ﻋﻦ ﻋﻤﺪ ـ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻓﻲ ﻃﺮق اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ المعاﺻﺮة. وﻫﺬا ﻣـﻦ وﺟـﻬـﺔ ﻧﻈﺮي ﻳﻠﺨﺺ المشكلة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺆرة اﻫﺘـﻤـﺎم ﻛِـﺘـﺎﺑـﻨـﺎ ﻫـﺬا: وﻫـﻲ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ اﻟﺼﺮاع المعاﺻﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض واﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑبن إسرائيل واﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨـﻴين واﻟﺘﻲ ﺗﻈﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻮراﺗﻴﺔ، أو ﻋﻠﻰ أﺣﺴﻦ اﻟﻔﺮوض ﻻ ﺗﺜﺎر إﻻ ﺑـﺼـﻮت ﻫـﺎﻣـﺲ ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻋﺒـﺎرة ﻃـﻮﻣـﺴـﻮن.
يتبع لطفا



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني- ...
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني
- الحزب الديمقراطي: مهندسو الجبن متواطئون مع الفاشية
- قرار -الاتحاد من أجل السلام- والجمعية العامة للأمم المتحدة
- تسونامي زلزال نيويورك 2001 ماثل في الإبادة الجماعية وحروب ال ...
- مشكلة الأونروا انها تمثل حق العودة، والعودة حق راسخ
- ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي-2
- ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي
- اسرائيل الكبرى استراتيجيا صهيو امبريالية
- أميركا وبريطانيا وطلعات الطيران التجسسية إسهام مباشر في الإب ...
- اغتيال الصحافيين الفلسطينيين ممارسة للأبارتهايد
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
- فلسطين لم تكسب عبر التتاريخ فائض قوة يؤهل للتوسع
- امبراطورية داود حقيقة أم أسطورة ؟
- إبادة جماعية فصولها تجري بغواتيمالا..لكنها صامتة
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3


المزيد.....




- أسعار السيارات في مصر تواصل هبوطها.. كم بلغت؟
- اللحظات الأولى لحادثة إطلاق النار داخل مركزٍ لشرطة الهجرة ال ...
- لحظة مخيفة.. حفرة عملاقة تبتلع عددًا من السيارات في تايلاند ...
- الأمير هشام العلوي يقاضي اليوتيوبر محمد رضا الطاوجني بعد تصر ...
- ترامب يهدد بمقاضاة -إيه بي سي- بعد إعادة برنامج جيمي كيميل
- فيديو - في طريقه إلى غزة.. -أسطول الصمود- يتعرّض لهجوم بمسيّ ...
- صور أقمار صناعية تكشف: إيران تعيد بناء مواقع صواريخها التي ا ...
- سفينة إنقاذ إيطالية لمرافقة -أسطول الصمود- عقب الإبلاغ عن تع ...
- محتجزة عند الحدود الأمريكية بعد فرارها من إيران... مليكة ماز ...
- ماكرون : أوكرانيا في الخطوط الأمامية لأمننا الجماعي


المزيد.....

- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2