أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟















المزيد.....

هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 21:03
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


رشيد الخالدي وكريس هيدجز ترجمة سعيد مضيه

"ما أنا متأكد منه هو أن هذا سيحطم سلسلة كاملة من فكرة النظام القانوني الدولي، فكرة النظام الدولي القائم على القواعد. تبددت هذه الأمور في دخان غزة. وسندفع جميعًا ثمن ذلك في المستقبل، ليس الفلسطينيون فقط. الفلسطينيون هم كبش الفداء اليوم. لكن هذا سوف ينطبق الآن على كل من يقع ضحية معتدٍ مثلما هم الفلسطينيين الآن"، يستنتج رشيد الخالدي، المؤرخ والأكاديمي في حوار مع صحفي الاستقصاء، كريس هيدجز. وهذه هي الحلقة الأخيرة

إدارة ترمب تعين إسرائيليين لمراقبة الجامعات
رشيد الخالدي: حسنًا، كل هليل، أقصد، كانت الهليلات مستقلة في الماضي؛ كان لكل هليل بكل جامعة مجلسه المحلي الخاص من أعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحلي. عندما كنتُ أُدرّس في جامعة شيكاغو، كنتُ أذهب وألقي محاضرات في الهليل، وكان الحاخام آنذاك، رحمه الله، داني ليفر، يدعوني كل شهرين تقريبًا، وكنا نجري مناظرات ونقاشات.
والآن، بات هذا مستحيلا. إذا كنتَ قد دعمتَ، أو عُرف عنك دعم حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، فلا يمكنكَ اجتياز عتبة هليل أبدا. يوجد هليل وطني له قواعده الوطنية. كثير من الطلاب منزعجون من هذا، كثير من الطلبة اليهود، لكنه على ما هو عليه.
يوجد مسؤول للشؤون الإسرائيلية، على حد علمي، مُعيّن، لا أعرف مسمى وظيفته، ولكنه مُعيّن من قِبل الحكومة الإسرائيلية، بمهمة ضمان اتباع الخط، وترويج البروباغاندا الإسرائيلية حسب المطلوب.
نعم، لديكم، وهذا أقل ما يُقال. أعني، لديكم جميع أصناف المجموعات، [*أمهات ضد اللاسامية في الجامعات*]، ومجموعات أعضاء هيئة التدريس، ومجموعات قوية ممولة جيدًا من خارج الحرم الجامعي، بالإضافة إلى برامج الدراسات الإسرائيلية التي تنظمها الجامعات نفسها. هناك برنامج رئيسي للدراسات العليا بجامعة تل أبيب في كلية الدراسات العامة. وهناك برنامج جديد لاستقدام باحثي ما بعد الدكتوراه وأعضاء هيئة التدريس الإسرائيليين في إجازة دراسية بجامعة كولومبيا.
أصدرت الجامعة قرارًا بتعيين ثلاثة أعضاء هيئة تدريس جدد في قسم الدراسات الإسرائيلية. إذن لديك جميع أصناف الجهات لهذا الأمر، تشمل جهات فاعلة قوية جدًا، وممولة جيدًا، وذات علاقات قوية مع خارج الحرم الجامعي، والطلاب في هذا الجانب مجرد عامل ثانوي.
إذا نظرنا إلى الهيئة الطلابية بجامعة كولومبيا، نجد أن آراءها كانت واضحة جدًا قبل عدة سنوات عندما صوّتت الأغلبية في جامعة كولومبيا وجامعة برنارد لصالح سحب الاستثمارات من الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي. هذه هي وجهة نظر غالبية طلاب كولومبيا قبل بضع سنوات. أعتقد أنها ازدادت قوة.
لكن أقلية صغيرة من الطلاب، ربما أقلية بين الطلاب اليهود، يعارضون هذه الآراء، استقطبوا الاهتمام الهائل والدعم الكبير من الخارج. وقد حظوا، على وجه الخصوص، بدعم من مجلس الأمناء، ومن العديد من الخريجين والمانحين، بالإضافة إلى هذه المنظمات القوية خارج الحرم الجامعي.
كريس هيدجز: أتذكر حديثي مع بعض الطلاب اليهود في مخيم جامعة كولومبيا، وكيف كانوا يذهبون إلى معهد اللاهوت اليهودي لإعداد وجباتهم ليوم السبت، وتعرضوا لإهانات الصهاينة ومضايقاتهم. *في الحقيقة وباساليب عديدة، وحسب الروايات، فإن الطلبة اليهود ممن انضموا إلى هذه الاحتجاجات هم المستهدفون أكثرمن غيرهم داخل الحرم الجامعي*.
رشيد الخالدي: أقصد انهم واجهوا وقتا جد عصيب، في البيت أو في المجتمع حدث انقسام عميق. كبار السن، على وجه الخصوص، ملتزمون بشدة برؤية معينة لإسرائيل. في نظرهم ما فعله العديد من هؤلاء الطلاب يُعدّ هرطقة. وهذا أقل شيوعًا بين الشباب من مختلف الأطياف.
*الشباب أقل عرضة بكثير لرؤية الأوهام التي تروج لها وسائل الإعلام الرئيسية. فهم لا يكترثون لصحيفة نيويورك تايمز أو سي إن إن أو غيرها. يحصلون على أخبارهم من وسائل الإعلام البديلة والمستقلة ووسائل التواصل الاجتماعي*.
وعندما يشاهدون بثًا مباشرًا لإبادة جماعية، يدركون أن هذا صحيح. هذه هي الحقيقة. سي إن إن كاذبة. نيويورك تايمز كاذبة. هذا صحيح. إنهم يدركون ذلك. وبالتالي، فإن عددًا متزايدًا من الشباب الذين يشاهدون برامج مثل تلك التي تشاهدها أنت وكثيرون غيرك هذه الأيام، يحصلون على أخبارهم من البودكاست.
يحصلون على الأخبار، كما قلت، من أصحاب البث المباشر في غزة الذين يتعرضون للقتل الممنهج واحدًا تلو الآخر على يد الإسرائيليين، بالمناسبة اليوم، أصدروا تهديدًا ضد أحد هؤلاء الصحفيين المحليين قائلين إنه من حماس. هذا حكم بالإعدام. هناك أكثر من 200 صحفي قُتلوا في غزة. إنه أكبر عدد من الصحفيين في أي حرب أتذكرها. ويبدو أن وسائل الإعلام الرئيسية لا تولي أي اهتمام. هؤلاء هم أتباعهم. هؤلاء صحفيون. لكنهم صحفيون ذوو بشرة سمراء. إنهم فلسطينيون غير محسوبين من الجسم الصحفي .


الأساتذة تحت المراقبة المباشرة

كريس هيدجز: أجل. حسنًا، أود أيضًا أن أقول إنهم صحفيون يؤدون عملهم بالفعل بدلًا من الجلوس في فندق بالقدس يستمعون إلى إحاطات من جيش الدفاع الإسرائيلي. وبطريقة ما، يُخجلون الصحفيين لأنهم يُغطون الأحداث بدلًا من أن يكونوا مُختزلين للسلطة.
أريد أن أسأل عن معنى وضع هذه الإدارات تحت الحراسة القضائية. ماذا يعني ذلك؟
رشيد الخالدي: عمليا لم يحدث ذلك؛ لم نر بعدُ ما سيفعله المراقب، المُعيّن من قِبل الحكومة الفيدرالية، والذي ينتمي إلى شركة احتفلت بإسرائيل في احتفال يونيو؛ لذا نعرف موقفهم السياسي من هذه القضية. لم نر بعدُ ما سيفعله هذا المراقب فعليًا.
لم نر بعدُ ما سيفعله نائب العميد الأول المُعيّن حديثًا للدراسات الإقليمية، والذي يبدأ نطاق عمله بدراسات الشرق الأوسط، والتي تشمل كلًا من قسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، ومعهد الشرق الأوسط، ومركز دراسات فلسطين، ومعهد الدراسات الإسرائيلية واليهودية. نعلم أنه سيتم تعزيز هذا الأخير. لقد أعلنوا بالفعل عن تعيين ثلاثة أعضاء في قسم الدراسات الإسرائيلية. لذا، لن يفعل شيئًا لمعهد الدراسات الإسرائيلية واليهودية سوى إعطائهم ثلاثة أسطر. لكننا لم نر بعد ما سيفعله المراقب أو هذا العميد الكبير تجاه هذا القسم. أعتقد أن الأهم هو التأثير المُخيف.
لستَ بحاجة إلى بذل جهد كبير. يكفي اختيار عدد قليل من أعضاء هيئة التدريس مثل زميلتي في كلية الحقوق، كاثرين فرانك، أو زميلتي التي ذكرتها للتو، ماريان هيرش، التي قررت عدم تدريس مقرراتها بعد تعرضها للمضايقة بالطريقة التي ذكرتها عام ٢٠٢٣.
*"ما عليك سوى اختيار عدد قليل من الأهداف، ويكون التأثير التوضيحي مقصودًا ومستهدفا ، وينجح أحيانًا في ترويع الكلام وترويع المدرسين* . أعرف الكثيرين الذين لن يُدرّسوا مقرراتٍ لزملائي هذا الفصل الدراسي خوفًا من أنني إذا درّستُ عن الاستعمار الاستيطاني، أو عن الإبادة الجماعية، أو عن الشرق الأوسط، فسأُحال إلى محاكم صورية بناءً على شكوى من طالبٍ ربما يكون قد فسّر أو أساء تفسير ما قلتُه في الصف، أو فسّر أو أساء تفسير إحدى القراءات المُقررة.
وهذا يعني أن حياتك ستُدمر. ستضطر إلى توكيل محامين، والتعامل مع عملية غامضة تمامًا، وهي مصممة، بالمناسبة، من قِبل الجامعة التي اختارتها لإدارتها، لمعاقبة وتأديب أي شخص يتحدث عن فلسطين. أعني، هذه هي مهمة مجلس الأمناء. هذه هي مهمة الحكومة الفيدرالية. هذه هي مهمة لجان مجلس النواب التي تُجري تحقيقًا تلو الآخر، وتُضايق رؤساء الجامعات، وربما على وشك البدء بمضايقة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
كريس هيدجز: ويجب أن نكون واضحين بشأن كاثرين فرانك، التي أجريتُ معها مقابلة، وقدمتُ برنامجًا معها، وكانت في كلية الحقوق لمدة 25 عامًا، وهي باحثة دستورية مشهورة على المستوى الوطني، وأدانت مضايقة الطلاب، وأُجبرت على التقاعد. لا أعرف كيف تُريد أن تُعبّر عن ذلك، ولكنها فصلت.
رشيد الخالدي: بالضبط، بالضبط

ضباط استخبارت لرئاسة الكليات الجامعية
كريس هيدجز: لنتحدث عن كلية الشؤون الدولية والعامة (SIPA). أريد التحدث عنها، أعتقد أنها مهمة لأنها برئاسة إسرائيلية. وهذه كلية محمود خليل. إذن، قل لنا عن حفرة سفاح القربى الصغيرة تلك.
رشيد خالدي: حسنًا، مديرتها امرأة تُدعى كيرين يرحي-ميلو، عملت برتبة نقيب في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ثم عملت في البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة، وهي متخصصة في الدراسات الأمنية والإرهاب، وهو ما أسميه علم الإرهاب، تخصص ينطوي على غياب الخبرة حول ثقافة المجتمع وتاريخه ولغات من وصفتهم بالإرهابيين، لكن يركز على أمور أخرى.
وأقصد أن لدينا العديد من أعضاء هيئة التدريس الإسرائيليين الملتزمين بشدة بحقوق الفلسطينيين، والذين ينتقدون إسرائيل بقسوة. أود أن اساجل أن معظم أعضاء هيئة التدريس في الفنون والعلوم، وفي العلوم الاجتماعية والإنسانية، يندرجون ضمن هذه الفئات. على أقل تقدير، ليسوا رسل البروباغاندا الإسرائيلية.
هذه امرأة عملت في الدعاية لإسرائيل في بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة. وعملت، كما ذكرت، في الاستخبارات العسكرية. لا أعرف في أي فرع. وهي عميدة وكالة الاستخبارات والأمن الدولية.
كريس هيدجز: هذه، لمن لا يعرف، كلية الشؤون الدولية [والعامة].
رشيد الخالدي: صحيح، في جامعة كولومبيا. لقد جلبت أو أشرفت على مجموعة من المسؤولين الأمريكيين السابقين في التحريض على الحرب: وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ووزير الخارجية [مايك] بومبيو، والسفير السابق لدى إسرائيل، رجل يُدعى جاك ليو.
ما اسمها؟ فيكتوريا نولاند، التي كانت مساعدة وزير الخارجية لشؤون أوروبا الشرقية، ساعدت في الواقع في الإطاحة بالنظام الأوكراني السابق الذي كان يعمل في الميدان وقت الاضطرابات. تصور، دبلوماسي أمريكي رفيع كان موجودًا هناك أثناء تغيير النظام. إذن، هذه المجموعة منظمة في مركز، مركز جديد تديره باعتقادي وزيرة الخارجية كلينتون، ويارحي-ميلو، هما مركز الثقل الجديد.
حفنة من دعاة الحرب، وحفنة من المدافعين عن الإبادة الجماعية، إلى جانب ضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، يهيمنون إلى حد كبير على الخطاب السياسي الصادر هذه الأيام عن كلية الشؤون الدولية والعامة. أعتقد أن كلينتون ويارحي-ميلو نشرا مقال رأي هذا الصباح في صحيفة نيويورك تايمز. قدم لهما منبر بارز للتعبير عن آرائهما.

الاعتراف بدولة مع بقاء الاحتلال تواطؤ
كريس هيدجز: قبل أن نختتم، دعونا نتحدث عن غزة، ودعونا نتحدث عن كونها تقفز من رعب إلى آخر، مجاعة جماعية، أوما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية. عندما غطيت الحرب في السلفادور، شاركت شقتي مع طبيبة، ألينا مارغوليس، التي عاشت في غيتو وارسو. تزوجت ماريك إيدلمان، نائب قائد انتفاضة غيتو وارسو، الوحيد الذي بقي حيا.
كل قصة روتها لي عن الغيتو، بما في ذلك المجاعة الجماعية واستخدام الطعام كطُعم لخداع اليهود الجائعين وجذبهم إلى وسائل النقل. إنها تتوافق تمامًا مع ما يحدث في غزة. بالطبع، تدمير الغيتو، وتدمير غزة. ثم لدينا هذا الاعتراف التمثيلي بدولة فلسطينية من دول مثل المملكة المتحدة أو كندا، لكن الأسلحة لا تزال تصل إلى إسرائيل.
رشيد الخالدي: صحيح، أقصد سُئلت عن الاعتراف، وما هو آت في وقت من أشد جرائم الحرب في القرن الحادي والعشرين، ويأتي في وقت ربما أول إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين، من اللافت للنظر أن العديد من الدول بذلت جهودًا في ما هو في الواقع خيال، لأنه إذا تحدثت عن دولة فلسطينية ولم تتحدث عن إنهاء الاحتلال وإنهاء الاستعمار، فأنت تتحدث عن لا شيء.
أين ستكون هذه الدولة؟ حسنًا، ستكون بالضفة الغربية. حسناً، تسيطر إسرائيل بالفعل على 80-70% من الضفة الغربية. عمّ تتحدث تحديداً؟
أنت لا تتحدث عن إنهاء الاحتلال. أنت لا تتحدث عن 800 ألف مستوطن أدخلتهم إسرائيل بشكل غير قانوني إلى الضفة الغربية منذ عام 1967؛ بل تتحدث عن دولة فلسطينية. أين؟
في وقت، كما تقول، لا تستمر فيه هذه الأهوال فحسب، بل تتزايد. في وضع تكون فيه الدول المشاركة في هذا الاعتراف، باستثناء الولايات المتحدة، أكبرها وأهمها، الدول التي تُسلح إسرائيل، الدول التي، في حالة أوروبا، تشارك في ثلث التجارة الخارجية لإسرائيل.
أعني، كل ما عليهم فعله هو إغلاق هذا الصنبور، وإسرائيل تقع في ورطة حقيقية. محركات دبابات ميركافا الإسرائيلية وناقلات الجند المدرعة، نامير، تُصنع في ألمانيا الغربية. بريطانيا تُصنّع قطع غيار لطائرة إف-35 المقاتلة. هذه هي الأسلحة التي تُدمر غزة. الطائرات والدبابات والمدفعية، جميعها تأتي من أوروبا والولايات المتحدة، جميعها.
تصنع إسرائيل الكثير من الأشياء، ولكن معظم قذائف المدفعية عيار 155 ملم، ومعظم قذائف الدبابات عيار 120 ملم، ومعظم محركات جميع الدروع، وجميع الطائرات الحربية، وجميع طائرات الهليكوبتر الهجومية تأتي من الخارج. إذا لم تفعل شيئًا حيال ذلك وتحدثت عن دولة فلسطينية دون الحديث عن الشرط المسبق الضروري للدولة الفلسطينية، وهو إنهاء الاحتلال وإنهاء الاستعمار، فأنت مشارك في جرائم حرب. أنت أكثر من متواطئ. أود أن أدعي أن هذه الدول، المملكة المتحدة، أوقفت 10٪ من شحنات الأسلحة الخاصة بها. 90٪ لا تزال مستمرة. دول أخرى، ألمانيا، قلصت بعض صادراتها من الأسلحة. إسبانيا هي الدولة الوحيدة من بين دول أوروبا التي أوقفت جميع المشتريات والصادرات. هذه مجرد خطوة واحدة. لقد فعل الإسبان أيضًا شيئًا مهمًا للغاية. لن يسمحوا للسفن القادمة إلى موانئهم بالأسلحة المتجهة إلى إسرائيل.
لو فعلت كل دولة ما فعلته اسبانيا، لفرضت في الواقع عقبة أمام مذبحة الفلسطينيين. بدلًا من ذلك، يُدلون بتصريحات في الجمعية العامة حتى في هذا الوقت.

اندثرت سيادة القانون الدولي بين لأنقاض

كريس هيدجز: ليس لدي كبير أمل في إيقاف إسرائيل. أعني، الطريقتان الوحيدتان لوقف هذه الإبادة الجماعية والطرد الجماعي للفلسطينيين هما إما القيام بما فعلناه في شمال العراق، أي دفع الإسرائيليين مثلما دُفع العراقيون إلى ما دون خط العرض 38، وإنشاء منطقة حظر جوي واستخدام السفن الحربية لكسر الحصار الإنساني، أو قطع الأسلحة، لا أرى أيًا منهما يحدث.
الى اين تتجه الأمور في هذه اللحظة لان تسجل في التاريخ؟ إسرائيل والولايات المتحدة، بالتأكيد ضمن المجتمع الدولي، وخاصة في دول الجنوب، مارقتان؛ قضتا على كل مظهر لسيادة القانون، القانون الدولي. ما هي النتائج المترتبة على هذه الإبادة الجماعية؟
رشيد الخالدي: حسنًا، أعتقد أنك وضعت إصبعك على إحداها. أعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة تدمران في غزة كل البنية التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية، بعد المحرقة، بعد هيروشيما وناغازاكي، بعد دريزدن ولندن وهامبورغ، كل البنية، اتفاقية منع الإبادة الجماعية، والقيود المفروضة على استخدام أسلحة معينة، وما إلى ذلك. سيتمكن المعتدون في المستقبل من فعل كل شيء، أي شيء، دون عائق، دون وجود قانون يكبح جماحهم. أعني، قانون الحرب يتحدث عن التناسب والتمييز. تتحدث الإحصاءات الإسرائيلية الآن عن قتل عشوائي للمدنيين. 83% من القتلى، وفقًا لقاعدة بيانات إسرائيلية، قاعدة بيانات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هم مدنيون. هذا قتل عشوائي. إنه انتهاك لقواعد الحرب.
إذا استطعت الإفلات من العقاب وادعاء وجود دروع بشرية، وهو ما سعدت كل من إدارة بايدن وترامب بتكراره بعد أسياد جوقتهم الإسرائيلية.
كل ما تم إنشاؤه في أعقاب الحرب العالمية الثانية يحترق في لهيب غزة؛ ببساطة يختفي. هكذا سنحصل على عالم أكثر قبحًا وفظاعة. لقد كان قبيحًا وفظيعًا من قبل. لقد انتهكت هذه الأشياء بشكل منهجي من قبل دول مختلفة، قوية وصغيرة. لكن ما تفعله إسرائيل والولايات المتحدة، أقوى دولة في العالم، بدعم من أهم حلفائها، أو دعمها لأهم حلفائها، هو عرض للعالم بأن هذه الأشياء لم تعد لها أي قوة. افعل ما شئت بالمدنيين. افعل ما شئت بالأطباء، إفعل ما شئت بالصحفيين. افعل ما شئت بأي شخص، باي هيئة. ويمكنك الإفلات من العقاب، فقط ادّعِ وجود دروع بشرية أو أي ذريعة شفافة أخرى، وستكون بخير!
أعتقد أن هذه إحدى العواقب. ومن العواقب الأخرى أن يظل الشعب الفلسطيني مصدومًا تمامًا لفترة لا أعرف مدتها. ما الذي سيؤدي إليه ذلك من انتقام ورد فعل ومقاومة؟ لا أعرف. أو بالأحرى، اليأس. جيلٌ كجيل ما بعد عام ١٩٤٨، الذي كان صامتًا. أعني جيل والديّ، لم يتحدثوا عن الأمر. كما لم يتحدث عنه الناجون وأقارب الناجين من الهولوكوست لجيل كامل. أتذكر أنني نشأت في مدينة نيويورك. كان لدى بعض أصدقائي عائلات فقدت أفرادًا في الهولوكوست، وكانوا يسألون آباءهم عن الأمر، لكنهم لم يتحدثوا عنه. قد يكون هذا هو حال جيل كامل من الفلسطينيين، لكن ما أنا متأكد منه هو أن هذا سيحطم سلسلة كاملة من فكرة النظام القانوني الدولي، فكرة النظام الدولي القائم على القواعد.
تبددت هذه الأمور في الدخان بغزة. وسندفع جميعًا ثمن ذلك في المستقبل، ليس الفلسطينيون فقط. الفلسطينيون هم كبش الفداء اليوم. لكن هذا سوف ينطبق الآن على كل من يقع ضحية معتدٍ مثلما هم الفلسطينيين الآن.
كريس هيدجز: رائع، شكرًا لك، رشيد.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة العدوان تكرر لفنزويلا ما اقترفته ضد العراق
- إدارة ترمب تضطهد منتقدي إسرائيل ، خاصة الأساتذة والطلبة بالج ...
- يتكئون على الدعم الأمريكي:شارون و بوش الابن مثالا
- بين نارين على طريق الآلام
- صفقة ترامب جريمة حرب
- -لن يتكرر أبدا- لشعوب المعمورة كافة
- مكائد صهيو أمبريالية لتصفية الأنروا
- استغلال الاغتيال لفرض الفاشية ممارسة هتلر وموسوليني والآن تر ...
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني- ...
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني
- الحزب الديمقراطي: مهندسو الجبن متواطئون مع الفاشية
- قرار -الاتحاد من أجل السلام- والجمعية العامة للأمم المتحدة
- تسونامي زلزال نيويورك 2001 ماثل في الإبادة الجماعية وحروب ال ...
- مشكلة الأونروا انها تمثل حق العودة، والعودة حق راسخ
- ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي-2
- ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي
- اسرائيل الكبرى استراتيجيا صهيو امبريالية


المزيد.....




- «جيل زد» المغربي والبركان الإقليمي
- الصحراء الغربية: جبهة البوليساريو مستعدة للتفاوض مع المغرب و ...
- تونس .. آلاف المحتجين يطالبون بوضع حد للتلوث في قابس
- بيان مشترك من الحزبين الشيوعيين العمالي العراقي والكردستاني ...
- The Genocide Will Not End Unless the Palestinian Political L ...
- Cooperative Media: Building Democratic Voices in a Contracti ...
- NATO’s Nuclear Threats on Parade
- Democrats Have Let Republicans Become the “Peace” Party
- -You Cannot Fight the World’: The Hidden Meaning Behind Trum ...
- Trump’s Military Escalation Against Venezuela Repeats The Ir ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟