|
يتكئون على الدعم الأمريكي:شارون و بوش الابن مثالا
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 16:16
المحور:
القضية الفلسطينية
بين نارين على طريق الألام-2
ما من رئيس أميركي إلا ويتفوق على من سلف في تقديم الخدمات للكيان الصهيوني، ومن ثم يعد أعظم أصدقاء إسرائيل. المشروع الصهيو امبريالي يتمدد وتعظم أهدافه، مما يلقى الأعباء الإضافية على الامبريالية الأميركية والرئيس الجديد. كما خدم بوش الابن في العقد الأول من القرن الحالي خطة شارون لتصفية أوسلو وذيولها فإن ترامب موكل بدعم مشروع إسرائيل الكبرى، بالقوة المسلحة أو بالسبل السلمية . هكذا ظهر ترامب ظاهرة مميزة، خاصة في زيارته الأخيرة للمنطقة. خطابه في الكنيست قصد به "تطهير" إسرائيل من عار فضيحة ستلاحقها لأكثر من جيل، حسب تعبير رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك. أشاد بنتنياهو في لحظة ازدراء له أبداها الجمهور الإسرائيلي، "أتقن استخدام السلاح الذي قدمناه له". مديح صريح للإبادة الجماعية، اكدها بالتركيز على دور القوة في فرض السلام، قوة السلاح الأميركي بالطبع. وفي شرم الشيخ نال ما يريد رصيدَ مدائح يكفيه لعام قادم حتى موعد الانتخابات النصفية، حيث وقف على نبوة أعدت خصيصا كي يتلقى البيعة من رؤساء الدول على طريقة خلفاء العصر الوسيط في الشرق. بديلا لمشروع الشرق الأوسط الجديد وإنجاح "حروب نتنياهو السبعة". وجد ترامب ان مواصلة الحروب تشكل خطرا على مواقع الولايات المتحدة بالمنطقة والعالم، علاوة على نبذ إسرائيل كدولة مارقة، فتحول الى وقف الحرب والدعوة الى اتفاقات أبراهام من خلالها يظن ترامب انه ينقذ إسرائيل من عارها ويعيد اليها اعتبارها بالمنطقة والعالم. أما بوش الابن فكانت مهمته، في العقد الأول من القرن الحالي، تسهيل مهمة التخلص من عرفات؛ هو "المشكلة وليس الحل " وأعلن عدم التعامل معه ليتبعه شارون ودول المنطقة والغرب الامبريالي. استُهدِف عرفات لأنه مصمم على تطوير السلطة الوطنية الى دولة فلسطينية ذات سيادة، وهو ما ترفضه الصهيونية والدبلوماسية الأميركية. عام 2005 نفذ شارون خطة فصل القطاع عن الضفة، وذلك تحت ستار تفكيك المستعمرات بالقطاع وإعادة موضعة الجيش حول غزة لإحكام الحصار حولها. ومنذ ذلك الحين لم يتمكن الفلسطينيون من توحيد صفوفهم. كان بوش قد عبر عن اعتقاده في وقت مبكر ان شارون يخطط للتفريق بين الفلسطينيين عن طريق فصل القطاع عن الضفة. (132) صدر عن عرفات ومستشاره نبيل أبو اردينة رغبة بالمشاركة في إدارة غزة فجاء من واشنطون تحذير من مشاركة حماس بالسلطة في غزة!! باعتبارها منظمة إرهابية ينبغي نبذها وليس استيعابها. (293) تواطأ شارون والإدارة الأميركية على وضع العوائق بوجه الوحدة الوطنية الفلسطينية ثم راحوا يعيبون على الفلسطينيين عدم التفاهم فيما بيتهم. لدى زيارة عمر سليمان الى مقر عرفات بادر بالقول "جميع أجهزة المخابرات يقولون عنكم ’ عمرهم في حياتهم لن يتفقوا‘". واصلت حكومة شارون خطواتها التصعيدية ضد السلطة الفلسطينية، وأعلن سلام فياض، وزير المالية ان إسرائيل تواصل احتجاز 800 مليون شيكل من مستحقات السلطة. وكانت قد صادرت ملياري شيكل من أموال السلطة إبان ما سمي الانتفاضة الثانية. عرف شارون بضعف مواقع عرفات واشتط في الكيد عقابا على تمسكه بالثوابت الوطنية والتصميم عليها. تعديات عديدة من جانب حكومة شارون وأجهزتها الأمنية جرت في عهد السلطة تجرع مرارتها أبو عمار بالذات ولم تعرض على الجماهير، ولم تقل الجماهير كلمتها بشأنها. أيقن عرفات انه مستهدف، مما دفعه للاستحواذ على أكبر قدر من القوة ممثلة في الأجهزة الأمنية. اوغل عرفات في الفردية. "اعتقد عرفات ان اي اتفاق لوقف إطلاق النار لن يكون ذا فائدة كبيرة، وان الفائدة من وراء ذلك ستكون لصالح المرشح من جانب الأمريكان ليكون العنوان الذي يريدون التعامل معه، أي رئيس الوزراء القادم، وهذا ما كان يخشاه عرفات بالدرجة الأولى."(127) لم يرْشح عن اجتماعات واشنطون مع رئيس الوزراء الفلسطيني(محمود عباس)، التي وصفت فلسطينيا وكانها فتح مبين للساحة الأمريكية، سوى وعود برسم التنفيذ مرهونة بالعودة الى الإسرائيليين والتشاور معهم. (153) انتقل صائب عريقات، في أحد اجتماعات القيادة، للحديث عن الاجتماعات مع الأمريكان فقال، طلبنا منهما أن يقوموا بدور الحكم بيننا وبين الإسرائيليين، وأن يقرروا متى يتوجب الانتقال من مرحلة الى أخرى في خريطة الطريق، وأن يحددوا من الذي ينفذ التزاماته ومن الذي لا ينفذ، وأن يرسلوا فرقا الى الأرض. هنا نحن اصطدمنا بعقبة جديدة، وهي ان الأمريكان يريدون أولا قبل أي تدخل منهم حل مسألة من قتل الحراس الأمريكيين الثلاثة. (207) أوهام بصدد حياد الموقف الأميركي احالت مواقف السلطة انتظار الذي لن يأتي؛ مصيبة القضية الفلسطينية تكمن في جهل سدنتها للعلاقة العضوية بين ألصهيونية والامبريالية الأميركية. وهذا مصدر انتكاسات المقاومة الفلسطينية المتتالية؛ وأوهام أشد خطورة بتجميد الطاقة الكفاحية للجماهير في ظروف التآمر على السلطة. اندلعت مظاهرة في رام الله ليلة اول هجوم على المقاطعة شنه جيش الاحتلال. منع المتظاهرون، بدون بنادق، القوات المهاجمة من الوصول الى مكتب عرفات. كما "نفذ الفلسطينيون اضرابا عاما بالضفة، أيار 2003، احتجاجا على رفض وزير خارجية اميركا، كولن بأول، لقاء الرئيس الفلسطيني في مدينة رام الله"(133). مضى حوالي العام، وقال أبو عمار انه تلقى تقارير من جميع المناطق تفيد بأن الفعاليات الشعبية كانت جيدة جدا وان الجميع شارك بشكل جيد. وهذ ما حدث بالفعل يوم 23 شباط 2004، حيث عمت المظاهرات والمسيرات جميع انحاء المناطق الفلسطينية ولدى الجاليات الفلسطينية بالخارج تحت شعار واحد "لنقاوم الجدار حتى ينهار"، وكان يوما نضاليا توحيديا للكل الفلسطيني"(246). تجربة تلقي الضوء على دور تؤديه الجماهير في المقاومة الوطنية يترك تأثيرا لدى الأصدقاء والأعداء أكثر من جميع الاتصالات بالوفود الأميركية، وأنجع حتى من طلقات البندقية. ان إشراك الجماهير الشعبية في تقرير المصير الوطني من شانه ان يرفد المقاومة الوطنية بقوى كانت مجمدة، او معطلة؛ كذلك تصحو الجماهير، إذ تفرض مشيئتها، على شعور تلبسها بالدونية موروث عن قرون من الاستبداد والفتاوى الدينية ان اطيعوا اولي الأمر منكم. ربما كانت هذه الفعالية ثمرة قرار وحيد اقرته اللجنة التنفيذية وأشرفت على التحضير له وإنجاحه؛ فقد أحال عرفات التنفيذية تشكيلة موسعة وفضفاضة لن تكون لها أي صفة عملية ملزمة وإنما صفة استشارية فقط. (94) ويقول الكاتب، " لا اعتقد ان أحد منا في اللجنة التنفيذية يعرف المقياس لهكذا تركيبة [المشاركين في اجتماعات التنفيذية] "فالأعداد والأسماء في تغير مستمر. قاطع أبو مازن، سكرتير اللجنة التنفيذية، هذه الاجتماعات أحيانا لأنه رأى وجوب اقتصار الاجتماعات على اللجنة التنفيذية، باعتبارها المرجعية." قال عرفات انه لا بد من تحرك على صعيد مجلس الأمن ضد قرار الكونغرس حول القد س. القرار يتضمن ثلاثة بنود تلغى قرار الكنيست الحظر الأممي على استقلالية مدينة القدس عن دولة إسرائيل، أولها إخضاع القنصلية الأميركية بالقدس للسفير الأميركي بدل تلقي التعليمات مباشرة من الخارجية الأميركية؛ والبند الثاني النص على ان القدس عاصمة إسرائيل؛ والثالث يقضي بتسجيل الرعايا الأميركيين مواليد القدس بالوثائق الرسمية، مثل جواز السفر بأنهم مواليد إسرائيل. دعا عرفات الى اجتماع لجنة القدس برئاسة ملك المغرب واجتماع لجنة المتابعة العربية، واجتماع لجنة القدس في دول عدم الانحياز والى توجيه رسالة الى قداسة البابا وأخرى الى اليكسيس، بطريرك روسيا. وقع مرسوما يعتبر القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة. لم يطرح أبوعمار هذا القانون للنقاش بالتنفيذية. (82) لم يتوجه الى الجماهير يستنفرها للاحتجاج. في 11 /3/2003 استحدث منصب رئيس الوزراء بفلسطين، وبعد ذلك نشرت خارطة الطريق من قبل الرباعية الدولية في 1/5/2003؛ إضافة الى زيارة كولن بأول الى دمشق حاملا طلب وقف نشاط الفصائل الفلسطينية. لكن الأهم هو التناقض بين ما يجري على الأرض وما تتعهد به او تتبناه السلطة الفلسطينية على الصعيد الرسمي. وكذلك ما يجري في أروقة الحوار وما يجري من تفاهمات مع الإسرائيليين. وهذه التعارضات لم تخدم قط المصلحة الوطنية الفلسطينية، وأسهمت بشكل كبير في تأسيس سلطة بمقومات أخرى أكثر تجاوبا مع الاشتراطات الإسرائيلية، والاكتفاء بالمقابل بوعد مال-1،2 مليار دولار- لدعم الموازنة الفلسطينية عام2003، كما أعلن البنك الدولي في ذلك الحين. (124) كان أول مظاهر الخلاف بين عرفات وعباس ان اختار الثاني كرئيس للوزارة محمد دحلان وزيرا للأمن الداخلي، مع تكليفه كذلك بإعادة هيكلة وزارة الداخلية. فسر القرار بانه يجعل دحلان وزير داخلية من الناحية الفعلية دون تسمية رسمية واعترض عرفات. (130) وشارك أبو مازن في اجتماع عقد في شرم الشيخ وآخر في العقبة بحضور بوش ورؤساء عرب لم يسمح لعرفات بالحضور. ناقش المؤتمر وضع آليات تنفيذ خارطة الطريق. صرح بوش اننا انجزنا ما كنت آمل بإنجازه، وتم التجاوب مع كل التوقعات ". رشح بوش مسئولا بالخارجية، جون وولف، لمراقبة كل من إسرائيل والسلطة لتنفيذ الخطة. بعد قمة شرم الشيخ صدر تحذير بوقف المعونات المالية لأي طرف يعارض خطة السلام الأمريكية. وهذا ما أشار اليه أبو مازن بقوله ان المستقبل الوطني الفلسطيني على المحك، "ولن نسمح لأحد بتهديده". من جانبه تعهد شارون بالبدء فورا بتفكيك مستوطنات غير مرخص بها في الأراضي الفلسطينية، دون ذكر عددها وموعد إزالتها. (138) تبين ما أزاله ليس مستعمرات ولا بؤر استيطانية، بل عربات. ثم تلاعب بخارطة الطريق الى أن ألغاها، ولم يعاقب من قبل إدارة بوش. فور الانتهاء من القمتين اثار عرفات عاصفة، حيث أدان خطاب عباس وادان الإرهاب. هذا الموقف شجع كتائب الأقصى على معارضة نتائج قمة العقبة، ورفضتها كل من حماس والجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية، الممثلتان باللجنة التنفيذية. تراجع أبو عمار ودافع عن عباس في تصريح آخر قال فيه لم يسمحوا لإبي مازن إكمال خطابه في قمة العقبة. حقيقة الأمر لم تكن كذلك ولم يجر ذكر أي شيء عن "الخطاب المجتزأ في اجتماعات التنفيذية. (139) *أوائل تموز توترت العلاقة بين عرفات وعباس وتغيب الأخير عن اجتماع التنفيذية. ابدى عرفات الأسف " لا نزال نمر بأزمة، وهو مصر على الاستقالة التي تضعنا في موقف حرج. ليست بيننا خلافات على الهدنة ولا خارطة الطريق ولا على المفاوضات، وأضاف خطاب أبو مازن بالعقبة كان خطأ وكذلك اللقاء مع الإسرائيليين بالقدس. راجعنا أبو مازن. (146) الخلاف، كما فهمنا من النقاش مع عباس على الصلاحيات، وان أبو عمار يرفض مطلقا ان تكون صلاحياته اسمية؛ وفهمنا منه بالإيحاء وليس بالتصريح بان ما سيتنازل عنه عرفات من صلاحيات امنية لرئيس الوزراء سيستردها من خلال تشكيل المجلس الأعلى للأمن القومي والإشراف عليه. (148) جرت تسوية الخلاف بين عباس وعرفات خارج نطاق اجتماعات التنفيذية "دون إبلاغنا رسميا "(149) صدر بيان لخص اعمال الاجتماع (17/8/2002)، وبالاطلاع على ملخص البيان وما حدث فعلا في الاجتماع فرق كبير؛ إذ تجاهل مثلا أي ذكر لقانون التقاعد، [جرت حوله تقاشات وظهرت خلافات حادة] الأمر الذي يلقي الضوء على آلية اتخاذ القرارات في القيادة الفلسطينية. العادة ان يعهد لعضو كتابة ملخص الاجتماع ويرفع للرئيس يجري التعديل او الشطب] (168) صدر بيان بطلب من الرئيس باسم التنفيذية، بدون علم أعضائها، طالب برسالة ضمانات من الرباعية الدولية. كان واضحا ان البيان والمطالبة لا يتوافقان مع موقف التنفيذية كما جرى التعبير عنه في الاجتماع والمتمثل في رفض المطالبة بضمانات من الإدارة الأميركية. يقول الرفيق حنا عميرة في شهادته: أـشرْتُ في اجتماع للتنفيذية(9أغسطس2003) الى أهمية وضرورة استقلالية التنفيذية ماليا عن مالية السلطة وميزانيتها، وأن اللجنة التنفيذية هي مرجعية الحكومة، وعلى الأخيرة ان تنفذ قراراتها. طالب الجميع ابو عمار باتخاذ القرارات المناسبة للفصل بين دور ومهام التنفيذية ودور ومهام الحكومة، لأنه هو الذي دمج بينهما مما أفقد التنفيذية دورها واستقلاليتها. لم يعقب أبو عمار ونقل الحديث الى مواضيع أخرى. (163). في هذه الظروف ارتفعت وتيرة التهديدات الإسرائيلية، هدد شارون ان إسرائيل قد تتحرك ضد عرفات؛ ونقل التلفزيون الإسرائيلي عنه "ان عرفات لن يبقى حيث هو الى الأبد، وليس من المستحيل ان تتحرك إسرائيل ضده". دفع التصريح البطريرك ميشيل صباح الى التحذير من المس بعرفات؛ إلا ان تحذير الصباح لم يمنع وزير الصحة، داني نافيه، من القول ان عرفات وعصابته القادمين من تونس أخطر من احمد ياسين.[ كان قد اغتيل وهو عائد من صلاة الفجر.] ألم يلغ شارون كل ما ترتب على أوسلو؟! شمل التهديد أيضا الشيخ حسن نصر الله"لا أنصح شركات التأمين بالتأمين على حياة عرفات ونصر الله". في اجتماع التنفيذية17 كانون ثاني 2004تلا عرفات نص رسالة وصلته من نائب السفير الأميركي تضمن التهديد بوقف المعونات ما لم يتم اعتقال الذين نفذوا قتل الأميركيين الثلاثة. ا نفجر غضب عرفات وقال انها "وقاحة ما بعدها وقاحة، فالمنطقة التي قتل فيها الأمريكيون ليست تحت سيطرتنا الأمنية، تحت السيطرة الإسرائيلية، شكلْتُ لجنة تضم جميع قادة الأجهزة الأمنية.."(222) سريعا برزت العواقب الكارثية - فلتان. والسهام توجه لعرفات من أنصاره المفترضين. ردا على عملية تفجير وجّه شارون إنذارا للسلطة تلاه الحاج إسماعيل امام اجتماع التنفيذية في 24 شباط 2004، طلب من الشرطة الفلسطينية عدم حمل السلاح وعدم اعتراض مداهمة جيش الاحتلال لمقرات السلطة. اعتقلت السلطات الفلسطينية أحد المدبرين للعملية وهاجمت عناصر لإطلاق سراحه، تم التصدي لهم وهربوا.. بعد أربعة أيام أدلى محمد دحلان بتصريح لوكالة رويترز جاء فيه: ان حركة فتح ومجلسها الثوري ولجنتها المركزية عاجزون عن حل كتائب شهداء الأقصى. عبّر التصريح عن حجم الأزمة داخل فتح.(250) . فوضى وفلتان أمنى أرجعه أبو عمار الى حصاره ومنعه من التحرك. أستقالة الشكعة من رئاسة بلدية نابلس. مسلحون بالقطاع استولوا على مبنى الإذاعة والتلفزيون في خان يونس ومسلحون استولوا على دائرة تسجيل الأراضي في غزة. (255) في 3 إبريل2004 عقد اجتماع للتنفيذية نقل فيه استقالة غسان الشكعة من رئاسة البلدية (إثر تهديد من شهداء الأقصى الفتحاوية). قال عريقات انها مجموعات مسلحة تملي إرادتها على الجميع. مشكلة الفلتان الأمني منتشرة في جميع المحافظات. دخل أبو علاء غاضبا الى اجتماع التنفيذية. عرف ياسر عرفات مصدر غضبه؛ بيان وزع حمل توقيع"شرفاء فتح" استلهم ما قالته قناة تلفزيونية إسرائيلية: شركة القدس للإسمنت التي تمتلكها عائلة قريع أظهرت صور شاحنات الشركة تنقل الاسمنت الى مستوطنة معاليه ادوميم. كان البيان مصدر غضب أبو علاء. قام أبو عمار لأداء صلاة العشاء في زاوية، وواصل أبو علاء تنفيس غضبه رغم محاولات التهدئة، ثم غادر... لم يحدد أي اسم، حتى تسمية لجنة التحقيق في هذا الموضوع، مما يشير الى ان أبو عمار كان يعرف من هم وراء البيان، وكذلك ابو علاء. لكن الغريب ان أبو علاء، رئيس الوزراء، وهو المنصب الثاني بعد الرئيس، لم يكن يملك سلطة تمكنه من معالجة هذه القضية، وكان بحاجة لأبي عمار ليفعل ذك. "(249) في اجتماع التنفيذية 22/3/2004 صدر بيان رسمي غريب ومتناقض في نفس الوقت. اما وجه الغرابة فيكمن في قول البيان ان السلطة الفلسطينية هي الجهة المسئولة والمخولة دستوريا وسياسيا عن مستقبل الأراضي الفلسطينية في حدود 1967؛ لا أذكر ان التنفيذية ناقشت التقاسم بين المنظمة والسلطة. (275) في اجتماع 18 تموز 2003 قال عرفات انه عين موسى عرفات قائدا للأمن الوطني في غزة وأن الجنرال عبد الرزاق المجايدة لا يزال قائدا للأمن العام في غزة. (هنا قال صخر حبش ان هذا غير صحيح وغادر الاجتماع.) وقال مصدر آخر في فتح ان ما اتخذه ابوعمار هو توسيع صلاحيات موسى عرفات تحضيرا للمواجهة مع محمد دحلان. اعتقد عرفات ان شارون يريد اخذ غزة منه وتسليمها لدحلان. (364) وفي اجتماع4تموز2004 تحدث عرفات عن بيان صدر ضد بطريرك الروم الأرثوذوكس، إيرينوس ، باسم الفعاليات والقوى الوطنية والإسلامية في بيت المقدس وقال عرفات نحن نستنكر البيان وطلب ان يتوجه وفد الى البطريرك للاعتذار، وأوضح ان لا علاقة للقيادة بالبيان. [اختلف الموقف فيما بعد وطالبت السلطة، وكذلك جكومة الأردن بعزل البطريرك تجاوبا مع الموقف الشعبي.] (358) في اجتماع مع أبو مازن حضره رفاق من قيادة الحزب (حنا عميرة، نعيم الأشهب، حيدر عوض الله) برز في حديث أبو مازن امران رئيسيان: عتاب شديد على أبو عمار "بيده كل شيء، وانا متشائم جدا، وليس لدي امل بالإصلاح". والثاني اعتزازه الشديد بتجربته كرئيس للوزراء. كاد يحقق أشياء كثيرة ومنها كسب الموقف الأميركي الى جانبه، لكن شارون -على حد قوله- أفشل كل شيء، خاصة بعد عملية 19 آب. [,استشهاد أربعة مواطنين ينتمون لحماس بينهم قائدان لكتائب عز الدين القسام في مخيم عسكر.] عارض محمود عباس أسلوب ياسر عرفات، غير انه سلك نفس الأسلوب حين تسلم القيادة. أقدم على تجميد الفعاليات الشعبية؛ إذ استبدل المبادرات الشعبية التطوعية بإحداث إدارات رسمية تتولى شئون كل من الجدار والدفاع عن الأرض والأسرى الخ وعين عليها موظفين برتبة وزير او مدير عام. كان بالإمكان تطوير فعاليات شعبية كالتي درجت بالأراضي المحتلة قبل دخول قيادة المنظمة في مرحلة أوسلو. القيادة التطوعية باختيار القواعد صاحبة الشأن يحافظ على الصلة بالجماهير والتفاعل معها ويصعد الحراك الشعبي حتى عصيان مدني إن استدعت الضرورة. الداء مزمن واستشرى، حيث أغفلت قيادة فتح قضية التنظيم والتوعية؛ اقتصر الاهتمام على تدريب استعمال السلاح. وهي مشكلة لازمت فصائل الكفاح المسلح بدون استثناء. فعلى إثر معركة الكرامة، 21 آذار 2008، تدفقت جموع الشباب للانتساب الى الحركة، وبات متعذرا الانخراط في تثقيف الجموع وتربيتها سياسيا وفكريا. مضت عبارة ياسر عرفات "كل شيء يتقرر من فوهة البندقية" مادة دستورية لدى فتح وبقية التنظيمات. كل شيء يتقرر من فوهة البندقية، وماذا يحدث حين يعتقل الفدائي بعد ان تصادر منه البندقية ؟! اطلعت على العقدة بينما كنت بالسجن امضي فترة أول اعتقال في ظل الاحتلال. حينذاك في شهر أيلول 1967 دخل السجن خمسة عشر فتحاويا دفعة واحدة، عملوا ضمن خلية واحدة. اعتقل بعد ذلك قائد المجموعة، عبد العزيز علي شاهين (أبو علي) وأحضر الى سجن الخليل. التقينا في غرفة رقم 4 داخل السجن، وهناك طرحت عليه إشكالية إلحاق هذا العدد ضمن خلية فدائيين. أجاب أبو علي: في عمان دربونا على الكلاشن، هيك بتفكك، هيك بتركب، هيك يطلق النار؛ أما أمور التنظيم والتوعية فلم تذكر لنا. رددت: بهذه الكيفية تحتويكم أجهزة الاحتلال ولن تنجحوا في تحرير شارع! وفي ذهني استنتجت ان قيادة فتح لم تستشرف أفق التحرير، بل إثارة ضجيج يلزم بتدخل دولي. ولا شك ان أجهزة العدو توصلت لنفس الاستنتاج. التقيت في نفس الفترة أيضا بشاب قدم نفسه غازي عبد القادر الحسيني، طالب كان يدرس الهندسة في المانيا؛ وبصفته رئيس اتحاد طلبة فلسطين بات نجما تلفزيونيا وموضع سخرية من يقابله بالشارع بعد هزيمة حزيران. ترك المانيا والدراسة وتدرب على استعمال السلاح، استعمال السلاح بدون التحصن من أساليب امن الاحتلال. تسلل الى الضفة، حيث اعتقل واحضر الى السجن. نقل من سجن الخليل لقضاء ثمانية عشر شهرا في سجن الرملة، واعيد الى سجن الخليل، كي يفرج عنه ويرحّل الى الأردن. التقينا من جديد في نفس غرفة السجن، وسألته ماذا اكتسبت من خبرة السجن. قال نقص التربية السياسية للمناضلين، بينما النضال، خاصة السجن، يتطلب وعيا يعين على التصرف اللائق بشرف القضية. كان هذا في البدايات. انتخب ياسر عرفات رئيسا لمنظمة التحرير بقي رئيسا لحركة فتح، وحوّلها الى حزب حاكم. وبذلك وقفت معظم أحزاب وفصائل المقاومة مواقف نقدية معارضة لعرفات. وضع عرفات جميع الفعاليات الرئيسة للمنظمة تحت إشرافه ورهْن مشيئته. ميز الفتحاويين لدى التوظيف بدوائر المنظمة وأجهزتها الإدارية، خاصة الوظائف العليا. حظر الانتخابات للمجالس الإدارية للمنظمات الشعبية مثل الصحفيين والعمال والطلبة وأدخل مبدأ الكوتا بحيث يكون القرار منصاعا لمشيئة قيادة فتح. نظام الكوتا أوجد حالة قطيعة بين جماهير المنظمات الشعبية وقياداتها المفروضة بالتعيين. العادة ان يكتسب النقابي شعبيته لدى القواعد من خلال اكتساب الخبرة في التفاعل مع الجمهور والعمل الدؤوب لتحقيق مكاسب للقاعدة والتعبير عن تطلعاتها. ونظام الكوتا وضع قادة للمنظمات غير مؤهلين إلا الولاء لمن عينهم. ولدى قدومه الى فلسطين رئيسا للسلطة الوطنية ركز التفاوض على صلاحيات رئيس السلطة وتحكمه بالمالية. "تنفس شمعون بيرس، وزير الخارجية، الصعداء لأن الفلسطينيين وافقوا على ان يبقى المستوطنون في أماكنهم؛ وحسب بيرس ’ كنا نخشى ان يبدأوا بالاستيطان. ‘"(454) "ان رفض رابين وبيرس تجميد البناء الاستيطاني كان يعني وعلى نفس المستوى رفضهما المطلق لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران1967"(455) وهكذا تراكمت "الأقفاص" بالضفة حول السلطة الفلسطينية، حسب تعبير الرفيق حنا عميره، مستوطنات وحواجز وطرق التفافية. باتت بالنتيجة 11 منطقة جغرافية تضم 194 تجمعا سكنيا متناثرا وغير متواصل. واخذت الحلقات تضيق حول عرفات والسلطة. لم يتح للسلطة تعزيز القدرات الكفاحية للجماهير ولا مراكمة قوة تمكنها من انتزاع مكاسب او حتى فرض التعامل معها باحترام. أشار أبو مازن ، سكرتير اللجنة التنفيذية، لدى الحديث امام اجتماع عقد للقيادة أواخر عام 2002،عن اتصالاته مع الأمريكيين والإسرائيليين، الى"وقف العمل بجدار الفصل وبالنشاطات الاستيطانية وإزالة الحواجز والعقبات والسماح بحرية الحركة"، قضايا النقاش مع الاحتلال بصورة دورية روتينية. " وفي نفس السياق أشار الى مطالبة الولايات المتحدة لإسرائيل بالإفراج عن ملياري شيكل من أموال السلطة جمدتها حكومة إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة". (86) لم يذكر انها استرجعت. اضيف اليها 800 مليون شيكل جمدت و240 مليون شيكل صودرت للإنفاق على الشئون الأمنية، منها 200 مليون للاستحواذ على البسة واقية من الأسلحة البيولوجية والكيميائية. لم تملك السلطة إمكانات الضغط دفاعا عن حقوق او تخليصا لحقوق مصادرة.
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين نارين على طريق الآلام
-
صفقة ترامب جريمة حرب
-
-لن يتكرر أبدا- لشعوب المعمورة كافة
-
مكائد صهيو أمبريالية لتصفية الأنروا
-
استغلال الاغتيال لفرض الفاشية ممارسة هتلر وموسوليني والآن تر
...
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
-
فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني-
...
-
فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني
-
الحزب الديمقراطي: مهندسو الجبن متواطئون مع الفاشية
-
قرار -الاتحاد من أجل السلام- والجمعية العامة للأمم المتحدة
-
تسونامي زلزال نيويورك 2001 ماثل في الإبادة الجماعية وحروب ال
...
-
مشكلة الأونروا انها تمثل حق العودة، والعودة حق راسخ
-
ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي-2
-
ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي
-
اسرائيل الكبرى استراتيجيا صهيو امبريالية
-
أميركا وبريطانيا وطلعات الطيران التجسسية إسهام مباشر في الإب
...
-
اغتيال الصحافيين الفلسطينيين ممارسة للأبارتهايد
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
المزيد.....
-
-حياة جديدة في داخلي-.. دانييلا رحمة تحتفل بعيد ميلادها
-
وحدة طبية متخصصة وهدايا من نتنياهو.. كيف ستبدأ إسرائيل إعادة
...
-
زيارة أمريكية وتصريحات مثيرة للجدل.. إندونيسيا وماليزيا على
...
-
قافلة مساعدات أممية تتعرض لهجوم في خيرسون وأوكرانيا تتحدث عن
...
-
مدغشقر: وحدة النخبة في الجيش تعلن توليها السلطة بعد عزل -الج
...
-
لوكورنو يعلن في خطابه أمام الجمعية الوطنية الفرنسية تعليق إص
...
-
ما أهم ما جاء في خطاب لوكورنو أمام الجمعية الوطنية الفرنسية؟
...
-
النزوح والعودة: شمال غزة بلا حياة تقريبا.. دمار هائل ولا مكا
...
-
القضاء الإيراني يصدر حكما بسجن فرنسيين اثنين بتهمة التجسس
-
شاهد.. ذيل طائرة يرتطم بالمدرج أثناء الهبوط والطيار ينقذ الم
...
المزيد.....
-
بصدد دولة إسرائيل الكبرى
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
/ سعيد مضيه
-
إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
/ سعيد مضيه
-
البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
/ سعيد مضيه
-
فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
/ سعيد مضيه
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
/ سعيد مضيه
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
/ سعيد مضيه
المزيد.....
|