أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - ميلّر مايسترو بروباغاندا الفاشية بإدارة ترمي















المزيد.....

ميلّر مايسترو بروباغاندا الفاشية بإدارة ترمي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 15:35
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


هنري غيرو ترجمة سعيد مضيه
تلك هي الثقافة التي يراد لها ان تسود العالم
ستيفن ميللر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض في إدارة ترامب، داعية معروف لعنصرية التفوق العرقي للبيض، وأحد أبرز مهندسي سياسات ترامب العنصرية*. لطالما انحاز ميللر إلى وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة والشخصيات المتطرفة*. معارضته الصريحة لبرنامج داكا ودعواته لإنهاء وضع الحماية المؤقتة للفئات غير البيضاء ذات الأغلبية ، تكشف عن عنصريته عميقة الجذور. هجماته على الطلاب الدوليين، ومؤسسات التعليم العالي، والمهاجرين، وكل من يرفض الانصياع لفكرته عن عنصرية البيض القومية والمواطنة القائمة على العرق، تكشف عن سياسة انتقام، تُسخّر فيها الحكومة الفيدرالية كامل قوتها سلاحا ضد التنوع. بلغ تعصبه حدّ كريها* لدرجة التنديد به علانية من قبل أفراد عائلته*.

مهندسردولة بوليسية
نظرا لكونه لاعبًا محوريًا في هذا النظام القائم على إرهاب الدولة، والعنصرية الممنهجة، والاعتقالات الجماعية، والترحيل، وتجريم المعارضة، فإن ميللر كان ولم يزل القوة الدافعة خلف سياسات ترامب الأشد اضطهادا. خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، وضع* قانون حظر دخول المسلمين، وسياسة فصل العائلات، والهجوم على حق المواطنة بالولادة*، جميعها متجذرة في رؤية عالمية متعصبة لعنصرية تفوق البيض وتحسين النسل. في فترة ولاية ترامب الثانية، برز كمهندس لإجراءات أ أشد فظاعة، حيث سعى إلى الترحيل الجماعي، وإلغاء حق المواطنة بالولادة، وسحب الجنسية من المتجنسين غير البيض المسيحيين ممن لا يستحقون حمل لقب مواطن أميركي.
يستهين جوناثان بليتزر، الكاتب في مجلة النيويوركر، بعمق أيديولوجا ميللر، تفوق البيض العنصري وكراهيته الشديدة للمهاجرين، إذ يلاحظ أن "هوس ميللر بتقييد الهجرة ومعاقبة المهاجرين بات السمة المميزة للبيت الأبيض في عهد ترامب". وحيث أُدلي بليتزر تعليقه خلال رئاسة ترامب الأولى، فمن الواضح الآن أن ميللر بالفعل هو المهندس الرئيسي لدولة بوليسية ناشئة، مشروع غدا واضحًا تمامًا منذ ذلك الحين.
بتأثيره غدت آلية إدارة الهجرة والجمارك (ICE) أداةً تخويف وإرهاب عنصري. موظفو الهجرة، إذ تشحعوا بخطاباته، أقدموا على مضايقة واعتقال واختطاف المهاجرين ممن وُسموا بالبشرة السوداء والملونة، واعتُبر وجودهم بحد ذاته جريمة. السياسة تحورت إلى استعراض، وغدا الكلام طقوسا. تصاعد ما يُسمى بـ "عمليات إنفاذ القانون" تؤديها إدارة الهجرة والجمارك تحت درجة حرارة عالية مضبوطة بدقة، مُداهمةً المطاعم والمزارع وأماكن العمل في جميع أنحاء البلاد، مقرونة *باعتقالات تجاوزت أحيانًا ألفي شخص في اليوم الواحد.* ما بدأ كإنفاذ إداري تحول إلى سياسة ترويع واستعراض، عرض محسوب للقوة صمم لتجريم الضعف وإحاطة التعاطف بالارتياب.

شخصية مريضة نفسيا
لم تعكس هذه الوحشية المُدبّرة أيديولوجيا ميلر فحسب، بل شخصيته أيضًا. حتى زملاؤه السابقون وصفوه بأنه لا يُطاق، "وقح، متعجرف، ومخدوع بذاته إذ بشر بالتفوق"، كما اوردت ياهو نيوز في تقرير لها. في مبنى الكابيتول، كان محتقرًا على نطاق واسع، وكان كل تفاعل له يتسم بالاستخفاف والبغضاء، وما أظهره من ازدراء للآخرين في المحادثات يعكس الازدراء الذي دوّنه في القانون. غدت شخصية ميللر سياسة: الغطرسة تُرجمت استبدادًا، والازدراء قسوة، وشهوته للهيمنة إلى سقالة دولة بوليسية.

يستحضر كيان ميللر بالذات الميكنة الباردة للآلة، جسدًا استحال ضد ذاته، يتحرك بلا إيقاع أو تعاطف أو مهابة. يبدو وجوده مُصمّمًا: باردًا، مجروحًا، ومُجوّفًا، جسدًا جرى تصنيعه أداة أوامر، كما لو ان حربًا داخلية انتهت بالفشل منذ زمن، حربًا ضد الهشاشة والخيال والقدرة على الشعور، وما تبقى هو إنسان مُدرَّع ضد الحياة نفسها. كان عالم النفس الشهير فيلهلم رايش يتعرف في ميلر على الأعراض الكلاسيكية لما أسماه "درع الشخصية"، ذلك الدرع النفسي الذي يتشكل بفعل الكبت، ويتجلى في الجسد على شكل تصلب وتوتر وموت للتلقائية. حركاته متشنجة، وكلامه معدني، وسلوكه خالي من الدفء أو الإيقاع. هذه ليست مجرد سلوكيات؛ إنها ندوب ظاهرة لوعي معزول عن التعاطف ومتجمد بفعل الأيديولوجيا.
ليس استبداد ميللر فكريًا أو سياسيًا فحسب، بل هو جسدي، محفور في هيئته، جسد بات سجنًا للذات، والشكل الخارجي للخراب الداخلي. في نظر رايش ، فإن مصدر هذه المشكلة "لم يكن في المقام الأول في الأفراد، بل كان حالة مصطنعة فُرضت على الناس من خلال مؤسسات الرأسمالية". ما رآه رايش صناعةً اجتماعيةً للقمع، غدا في ميلّرتمثيلًا له. لم يعد جموده مخفيًا، بل أصبح مُعلنًا، مُدرَجًا، ومُسلَّحًا. يكشف هذا الدمج بين الشخصية والسلطة عن الجوهر المسرحي لسياسة ميللر، وهو مزاج استبدادي يزدهر بالتمثيل، بتحويل الوحشية إلى استعراض، والحكم إلى مسرح للهيمنة.

تربية السلوك الفاشي بالمجتمع
لم تكن سياسة العرض هذه تجريدا؛ كانت وسيلة تربية تعلم الأمة مساواة القسوة بالقوة، وذلك من خلال استعراضات الغارات والطرد.
ومع ذلك فالغارات كانت أكثر من تجارب بيروقراطية للتحكم، كانت كتصميمات رقص ترمز للإرهاب والهيمنة قدمت على مسرح السياسة كي تعلم الجمهور بأسلوب القسوة. تكمن بصيرة ميللر المنحرفة في الإقرار بأن الفاشية لا تفرض الطاعة وحسب، بل وترسيها.
ميلر معادٍ متعصب للشيوعية كذلك، يستخدم كلمة "شيوعي" شتيمة يوجهها لكل منتقد، سياسي أو مؤسسة تتحدى سياسات ترامب التسلطية. تجلى ذلك بوضوح خلال خطابه في م الاتحاد بواشنطن العاصمة في 20 أغسطس/آب 2025. توقف ميلر في مطعم "شيك شاك" مع نائب الرئيس جيه. دي. فانس ووزير الدفاع بيت هيجسيث أثناء زيارتهم لقوات الحرس الوطني، هاجم المتظاهرين الذين واجهوا الثلاثي، مُعلنًا:
إنهم من دافعوا ويدافعون عن الواحد بالمائة، مجرمون، قتلة، مغتصبون، وتجار مخدرات. ويسعدني وجودهم هنا اليوم، لأنني ووزير الدفاع، بيت، ونائب الرئيس سنغادر، وبإلهام منهم، ننوي إضافة آلاف المصادر (الأمنية) إلى هذه المدينة للقضاء على المجرمين وأعضاء العصابات. سنعطل هذه الشبكات، وسنثبت أن المدينة قادرة على خدمة المواطنين الملتزمين بالقانون. لن نسمح للشيوعيين بتدمير مدينة أمريكية عظيمة، ناهيك عن عاصمة البلاد... لذا سنتجاهل هؤلاء الهيبيين البيض الأغبياء، الذين يتوجب عليهم جميعًا ان يلزموا بيوتهم لآخذ غفوة لأنهم جميعا تجاوزوا التسعين من العمر، وسنعود لحماية الشعب الأمريكي ومواطني واشنطن العاصمة.
هنا، وصف "الشيوعيين" لا تنطبق على أيديولوجيا مُحددة، بل يُستخدم كنيةً، رمزًا للخيانة مُصممًا لتجريم الاحتجاج وشطب المعارضة بالذات. إن بعث ميللر الخطاب المكارثي يتخلل جزءًا كبيرًا من هجوم ترامب على من يزعم "أعداؤه في الداخل ". تُبرز هذه الخطب اللاذعة كيف يدمج خطاب ميللر التذمر الأخلاقي مع الاستراتيجيا السياسية، مُحوّلًا البروباغاندا واجهة علنية للاضطهاد.
عرف ميللر بهجماته الشرسة على المهاجرين، ومؤخرًا على المتحولين جنسيًا، وبذا *فميللر يقوم بدور المهندس الأيديولوجي لفاشية* ترامب؛ ليس متطرفًا في العداء للمهاجرين فقط، بل هو متعصب لعنصرية تفوق البيض. ليس مُستغربا أنه يدعم بقوة سلطوية ترامب الديكتاتورية، وقد صرّح علنًا أن *" حزبا واحدا فقط يجب السماح له بممارسة السلطة بالولايات المتحدة"*؛ وأضاف: "الحزب الديمقراطي ليس حزبًا سياسيًا، فهو منظمة محلية متطرفة".
بعد أن مأسس ميللر رؤيته الرجعية ّأقدم على تأسيس منظمة "أمريكا أولاً القانونية"، وهي منظمة يمينية أنشأها لتسليح المحاكم ضد السياسات التقدمية. وعبر سلسلة من الدعاوى القضائية، سعت المنظمة إلى تفكيك حماية الحقوق المدنية، ومهاجمة برامج التنوع والشمول، وإلغاء المكاسب التي تحققت بشق الأنفس للنساء ومجتمعات المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيًا وأصحاب البشرة الملونة. وبهذه الطريقة، خلال رئاسة بايدن، وسّع ميلّر نطاق استبداده ليتجاوز الخطاب والسياسات، ومنحه قوة قانونية، محولًا التعصب إلى حرب قانونية، ومرسّخًا أيديولوجيا القومية البيضاء في آليات الدولة ذاتها.

تحرك عنصرية ميلّر ونزعته القومية ثلاثة ركائز متشابكة في هذا المشروع. أولًا، يُصرّ على أن جميع المهاجرين مجرمون، لا يستحقون إلا الطرد أو السجن. ثانيًا، يُصوّر الهجوم على الهجرة كأساس لإقامة دولة بوليسية، دولة تُقوّض العدالة والحقيقة والأخلاق والحرية نفسها. * ثالثًا، أصبح قوةً رائدةً في الحرب على التعليم العام والعالي، واصفًا إياهما بـ"ثقافة سرطانية شيوعية واعية تُدمّر البلاد".* لغة كهذه، تُردد صدى سفسطة ترامب، هي شيفرةٌ لتفكيك إمكانيات التربية، فرصة مختلف انماط الطلبة للتعلم والتساؤل والتصرف كعناصر واعية في مجتمع ديمقراطي.
امتد منطق التطهير هذا إلى ما وراء الحدود واللغة؛ غزا المناهج الدراسية للصفوف المدرسية وهيئات قبول الطلبة. يرى ميلّر أنه يتوجب على المدارس ان لا تزرع الوعي النقدي، وبدلا من ذلك، تدرب الأطفال على الوطنية ، والتبجيل غير النقدي لأمريكا، والعداء تجاه "أيديولوجيا الشيوعية". تفاصيل هذا الهجوم الذي يمارس عبر أساليب التدريس مألوفة بشكل مُرعب: حظر الكتب، تبييض التاريخ وتحويله إلى أسطورة عنصرية، إلغاء التربية النقدية، وتجريف القدرة على التفكير المُستنير والأخلاقي. ما يظهر هنا أساليب تعليم تقوم على القهر الذي تمتد جذوره في القسوة، أساليب تسعى لشطب الذاكرة التاريخية، وإخماد القيم الديمقراطية، وتحويل التعليم إلى معمل أدلجة.

كلام ميللر الطنان حول " الأطفال سوف يتعلمون حب أمريكا" كان في الامكان ان ينضح من ثقافة ثلاثينات القرن الماضي الفاشية، تمور بالتعصب الأيديولوجي، بغضب يحط من إنسانية البشر، بجهل مُفرط، تصلب مرَضي ّ، معجونة كلها بسيل أكاذيب جارف. روح محمومة من الكراهية والخرافة والفساد الأخلاقي التي ينطوي عليها هذا الخطاب لا تذكرنا بالفاشية وحسب، انما هي تجسيدها الفعلي. ما نشهده ليس خطابًا سياسيًا، بل لغة التطهير والاختطاف والاخفاء والازدراء التي مهدت الطريق للدولة النازية.
ما يبعث الرعب الشديد في خطاب ميللر ليس فقط احتفاؤه بالتطهير السياسي للمنشطات، إنما كراهيته الشديدة للتربية بالذات، للفكر، التأمل، والفاعلية الأخلاقية؛ يبدي الازدراء تجاه أي مؤسسة أو فكرة قادرة على إنتاج وعي نقدي، الشجاعة المدنية، أو التعاطف القائم على المسؤولية تجاه الآخرين. كلماته تنبعث منها رائحة الخوف: الخوف من المعرفة، الخوف من الخيال، الخوف من العدالة، الخوف من الديمقراطية. يُجسد مزيجًا مُشينًا من غضب جورج والاس العنصري وحماسة بروباعاندا جوزيف غوبلز، شخصية تمتزج فيها التعصب بالكراهية، تبعث عنصرية تفوق البيض العرقي بأجلي صورها.
همجية مُجسّدة، اداء للقسوة في زي القناعة، جهلٌ يسخر سلاحا إيديولوجيا. ما يتوجب ان يثير المزيد من القلق كيف أن خطابا فاشيا، لم يكن في الحسبان ان يعمم في الوقت الحالي على المكشوف ويحظى بالإطراء، يُضخّم، ويُتردد صداه لدى أعلى مستويات السلطة. في هذا المناخ ّ المُسمّم، لم يعد الصمت حياداً؛ بل يغدو تواطؤاً. تآكل الثقافة الديمقراطية لا يتقدّم بمشهد الانقلابات أو البيانات، بل من خلال شيءٍ أبطأ وأكثر خبثاً، الثبات على اعتياد القسوة، تجريف الحقيقة، موت الضمير يتخفى تحت قناع الوطنية. الرعب الذي يُجسّده ميللر لا يقتصر على رجلٍ واحد أو أيديولوجيا واحدة. فقد بات مفردات حركةٍ سياسية، واللغةَ المشتركة للاستبداد في شكله الأمريكي الجديد.



إفراز نظام الليبرالية الجديدة
تتجاوز تداعيات خطاب ميللر قسوته الشخصية بكثير؛ إذ تكشف عن الآلية الثقافية التي تجعل هذه الهمجية تبدو امرا عاديا. يكتسب اهمية فائقة الإدراك أن لغة وسياسات ستيفن ميللر الرجعية لا يمكن رفضها باعتبارها عرضا مرَضيا او مزاج؛ إذ لا يكمن الخطأ في إدراك تزمته والتعصب العنصري لقومية البيض، ما يستدعي الاهتمام هي الظروف التاريخية والسياسية التي أتاحت لشخصية كهذه الوصول إلى السلطة، ومنحت انتقاداته اللاذعة شعبية واسعة، جعلت وجوده أمرًا طبيعيًا، ليس مجرد محرض سياسي، بل عرضا مرضيا ًورمزًا لمازق عميق تورط فيه الجسم السياسي الأمريكي. ميلر ليس مجرد متزمت فرد، إنه مرآة نصبت لأمة أدمنت طويلا زراعة التربة التي تتجذر فيها السلطوية.
بناءً عليه، فتسليط الضوء على ميللر تدقيق في إحدى القصص الكاشفة لرواية أوسع بكثير، رواية الموت البطيء لفكرة الديمقراطية الأمريكية، إن لم يكن ممارستها؛ فهو أكثر من عنصر منفرد في الثورة المضادة الجارية في الوقت الراهن؛ وأكثر من مجرد متطرف آخر يتنقل عبر ما يمكن ان يطلق عليه وهم ا نهاية الزمن. يمثل ميلر التجسيد للموضوع الفاشي للقرن الحادي والعشرين الذي طارد التاريخ الأمريكي منذ بدايته؛ شخصية وُلدت من الخوف والاستياء وتسليح الجهل.
ليس ميللر أحد المتزمتين أتباع ماغا "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، يدشن فانتازيا "الرايخ الموحد "الذي يحن اليه ترامب. إنه التجسيد لما تُخاطر بان تكونه الأمة. يقف ميللر عرضا ويافطة تكشف عن التآكل الأخلاقي والسياسي في آن واحد، كاشفًا عن الانحطاط الأخلاقي والسياسي الجاري في قلب الحياة الأمريكية المعاصرة. يذكرنا بأن الفاشية لا تنقضّ على مجتمع مكتمل التكوين، إنما الفاشية تنمو في ظلالات تاريخه المنسي، في قسوته غير المعترف بها، وصمته بوجه الظلم.
هكذا يزيح حضور ميللر وصوته الستار عما هو أكثر من موت الضمير؛ إنهما يفضحان خدعة مستقبل يتشكل، مستقبل يجب أن نعطيه الاسم ونتفهمه ونقاومه قبل أن يغدو مصيرنا الجماعي. أمريكا ميلّر ليست قدرًا؛ إنها تحذير. هل يغدو التحذير نبوءة تتحقق أو ذاكرة تقاوم؟ يتوقف على احتمال ان الضمير لم يزل يعثر على صوته والمقاومة الجماعية بمقدورها استعادة قدراتها من شجاعة مدنية في أمة نسيت كليهما.
"يقف ميللر عرضا ويافطة تكشف عن التآكل الأخلاقي والسياسي في آن واحد، كاشفًا عن الانحطاط الأخلاقي والسياسي الجاري في قلب الحياة الأمريكية المعاصرة." نائب ريس موظفي البيت الأبيض ، كما يصفه الأكاديمي الأميكير هنري أ. غيرو ح، رئيس كرسي جامعة ماكماستر للمنح الدراسية في المصلحة العامة بقسم الدراسات الإنجليزية والثقافية وهو باحث متميز في تراث باولو فريري في علم التربية النقدية.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟
- دولة العدوان تكرر لفنزويلا ما اقترفته ضد العراق
- إدارة ترمب تضطهد منتقدي إسرائيل ، خاصة الأساتذة والطلبة بالج ...
- يتكئون على الدعم الأمريكي:شارون و بوش الابن مثالا
- بين نارين على طريق الآلام
- صفقة ترامب جريمة حرب
- -لن يتكرر أبدا- لشعوب المعمورة كافة
- مكائد صهيو أمبريالية لتصفية الأنروا
- استغلال الاغتيال لفرض الفاشية ممارسة هتلر وموسوليني والآن تر ...
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني- ...
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني
- الحزب الديمقراطي: مهندسو الجبن متواطئون مع الفاشية
- قرار -الاتحاد من أجل السلام- والجمعية العامة للأمم المتحدة
- تسونامي زلزال نيويورك 2001 ماثل في الإبادة الجماعية وحروب ال ...
- مشكلة الأونروا انها تمثل حق العودة، والعودة حق راسخ
- ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي-2
- ترامب يشيع الفاشية في الحياة السياسية والوعي الاجتماعي


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية المجتمعة بالقاهرة تتفق على تشكيل لجنة مؤق ...
- لماذا لا يؤثر اليسار في حَراك جيل- زد وفي سواه من حركات النض ...
- حزب الشعب المعارض في تركيا يتنفس الصعداء بعد حكم قضائي
- لينين أم روزا لوكسمبورغ؟ تساؤل مغلوط، يطرحه الكثيرون بحسن ني ...
- بيان صادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة يوم 23-24 أك ...
- كلمة حزب النهج الديمقراطي العمالي في الذكرى الثانية لحراك فج ...
- The Unvanquished Will: Gaza’s Triumph of Spirit Against the ...
- مصدر فلسطيني: فتح تغيب عن اجتماعات الفصائل الفلسطينية في الق ...
- الفصائل الفلسطينية تتفق على تسليم إدارة غزة لتكنوقراط
- اتفاق الفصائل الفلسطينية في القاهرة بشأن إدارة غزة


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - ميلّر مايسترو بروباغاندا الفاشية بإدارة ترمي