| 
                    
                 | 
                
                    
                        
                        
                        
                            
                            
                                
                             
                            
                                
                                    إسرائيل مسلسل حروب وشواحن كراهية وتمييز عنصري
                                
                            
                            
                               
                                    
                               
                                
                                
                                   
                                     
 
                                         
                                        
                                            سعيد مضيه
                                        
                                            
                                                
                                        
                                        
                 
                
                 
                
                
                 
                 
              
                                        
                                        
                                      
                                         
                                        
                                            الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 09:45
                                        
                                         
                                        المحور:
                                            القضية الفلسطينية
                                        
                                         
                                            
                                        
                                         
                                     
                                      
                                        
                                        
                                        
                                        
                                            
    
    
 
                                       
                                         
                                         
                                 
                                
                                   
                                        
                                            
                                              "نحن لا نتناسب مع النمط العام للإنسانية...". ديفيد بن غوريون إسرائيل تشغل المنطقة بالحروب، تتجاهل القيم المرعية وتتحدى قرارات وقف الحرب لتواصل العدوان على كل من غزة وسوريا ولبنان، ولا توقف التهديدات الموجهة لإيران، كما تعلن اطماعها في أجزاء من دول عربية مجاورة، الأمر الذي ينذر المنطقة بحروب مضمرة.  العقل الصهيوني بارع في الإيقاع بالعدو وتوريطه في حروب غير متكافئة. استفزازات دامية استدرج ديفيد بن غوريون من خلالها حربا "متوحشة" حسب توصيفه كي يحصل على دولة نقية من سكانها الأصليين. واستفز شارون الجماهير الغاضبة، إذ تجول في رحاب الأقصى وبالغ في العنف ضد المتظاهرين لكي يعيد احتلال مناطق السلطة الفلسطينية، ويشرغ في إلغاء بنود أوسلو المنطوية على احتمالات الدولة الفلسطينية. وأستحضر نتنياهو 7أكتوبر 2023، موغلا في التعسف حصارا لقطاع غزة وهجمات مستوطنين على ارياف الضفة وانتهاك حرمة الأقصى، توطئة لحرب إبادة وتهجير جماعيين.
 
  عنزة ولو طارت تحدت الصهيونية جميع الحقائق والقيم والقوانين والخلاق في اندفاعة الاستعمار الاستيطاني بفلسطين. في الحروب والتجاوزات العدوانية الاستفزازية بعد اتفاقات وقف الحرب دأبت الولايات المتحدة على دعم حروب إسرائيل ماديا ومعنويا وسياسيا ثم نصبت نفسها وسيط تسوية سلمية؛ في نفس الوقت واصلت دعم التجاوزات العدوانية الإسرائيلية وتبريرها؛ لا تخفي تواطؤها مع العدوان. منذ أكتوبر 2023 تصرفت الإدارتان الأميركيتان بدور الوصي على إسرائيل، إذ تدخلت الإدارة الديمقراطية ثم الجمهورية في رسم قرارات إسرائيل الحربية لدرجة المشاركة في مداولات مجلس الحرب المصغر، علاوة على التزويد بالأسلحة وتعطيل قرارات وقف الحرب. منذ أواخر القرن التاسع عشر تكاثر الوجود اليهودي بالولايات المتحدة وتعاظمت قدراته المالية حتى وقف كتفا لكتف مع عمالقة الاحتكارات الامبريالية، قوة مقررة في الانتخابات وشريكا في وضع السياسات. في أربعينات القرن الماضي استكمل الييشوف اليهودي بفلسطين توطيد اركانه اقتصاديا وسياسيا وعسكريا؛ في رحم الانتداب البريطاني على فلسطين تطور الجنين وحان موعد الولادة، وكانت القابلة أميركية. كانت الولايات المتحدة في ذلك الحين تستشرف عهد قيادتها للعالم "الحر" على راس امبراطورية امبريالية بعد ان تزيح بريطانيا وفرنسا المنهكتين عن ممتلكاتهما في القارات التابعة.  تصميم المشروع الصهيوني بدأ جزءًا عضويا من حركة الاستشراق الأوروبي الممهدة لتوسع الامبريالية في بلاد الشرق ومنها الشرق العربي. بدأت الدراسات التوراتية جزءًا عضويا من الدراسات الاستشراقية وحملت أهدافها نزعات امبريالية. في كنف الدراسات الاستشراقية بزغ وتطور خطاب الدراسات التوراتية بمشاركة باحثين يهود ومسيحيين أصوليين (مسيحيين صهاينة) من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة ولاحقا في إسرائيل. انطلقت الدراسات التوراتية من حكاية التوراة ادعت قيام دولة داوود فوق تلال فلسطين الجنوبية بتاريخ لم تحدده التوراة، وحددته الدراسات التوراتية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. امتدت امبراطوريتها-تقول الحكاية التوراتة- وغدت أعظم قوة في زمنها، أخضعت لسيطرتها أراض مجاورة زعمت الدراسات شمولها المنطقة ما بين الفرات والنيل. ومع ان امبراطوريات نشأت حقا بدلالة آثارها العمرانية ومعالمها الحضارية على أحواض النهرين بالعراق وفي حوض النيل بمصر امتدت وأخضعت البلدان المجاورة، إلا ان مصر والعراق الحاليتين، وقد تقلصت سيطرتهما ودالت إمبراطورياتهما، لا تطالبان ببعث ما اندثر وتلاشى على مر القرون.  الامبراطوريات القديمة نشأت في أحواض الأنهار، حيث الإنتاج يفيض بما يزود الجيوش الجرارة. بناءًا عليه، تنكر الدراسات الإنثروبولوجية احتمال انطلاق امبراطورية من مدينة القدس ومحيطها، وهي منطقة لا تنتج ما ينهض بتكاليف جيوش امبراطورية؛ كما خذلت التنقيبات ما يسند حكاية التوراة، بل واثبتت عدم صحة حكايات توراتية.  كتب زئيف هرتسوغ، أستاذ الأثار بجامعة تل ابيب ومدير معهد الآثار فيها خلال الفترة 2005- 2010 في مقالة نشرها بصحيفة هآرتس تحت عنوان "تفكيك اسوار اريحا": "بعد سبعين عاما من الأحفار المكثفة في أرض إسرائيل، وجد علماء الآثار ما يلي: اعمال الآباء الأولين اسطورية، والإسرائيليون لم يسكنوا مصر ولم يخرجوا منها، ولم يغزوا الأرض. وليس هناك أي ذكر لإمبراطورية داود وسليمان، ولا هناك مصدر للاعتقاد باله إسرائيل. هذه الأمور باتت معروفة منذ سنين، لكن لا أحد يريد ان يسمع هذا". نقل هذا الإقرار الأكاديميُ والمؤرخ ُنور مصالحة في كتابه، "فلسطين أربعة آلاف عام في التاريخ"(الطبعة الثانية / إصدار مركز دراسات الوحدة العربية آب2022 -صفحة47). الباحث من مواليد الجليل، وعضو مركز دراسات فلسطين في "كلية الدراسات المشرقية والإفريقية " التابعة لجامعة لندن ومحرر مجلة الأرض المقدسة ودراسات فلسطين، أضاف: "هناك القليل جدا من علماء الآثار والمؤرخين في الغرب الذين يتناولون هذه القصص بحرفيتها، او على انها ’ وقائع تاريخية‘حقيقية".[48]   تميزت المدونات التوراتية بالمبالغة في التفاخر بعهود ذهبية ومنجزات حضارية مزعومة. أقر الكثير من الباحثين في تاريخ فلسطين القديم ان دولة داوود وسليمان مختلقة، إذ لم تعثر التنقيبات على آثار عيانيه لدولة مركزها القدس نشأت في التاريخ الذي أقرته - القرن الثاني عشر قبل الميلاد. يدفع الباحث بمنطق العلم: "من حق أصحاب الديانات ان يؤمنوا بمعتقداتهم وتقاليدهم الدينية، غير ان الأبحاث النقدية والأكاديمية ومناهج التاريخ المدرسية ونصوص الكتب ينبغي ان تؤسس على البحث العلمي، والمنهج النقدي، والوقائع والأبحاث التاريخية والأثرية المستندة الى الأدلة، عن فلسطين القديمة – لا عن سرديات شاملة او توجهات دبنية -عقائدية."[50] ومنطق العدوان الصهيوني "عنزة ولو طارت. الدراسات التوراتية لم تلتزم بالمنهجية العلمية ولا بالوقائع والأبحاث التاريخية والأثرية؛ فرضت خطابها المنحاز للمصالح الامبريالية التي تسيدت الأبحاث والسياسات والإيديولوجيات. ما إن فرضت الدراسات التوراتية الدولة الداوودية حتى اعتبرت تاريخ المنطقة إسرائيليا والتاريخ الفلسطيني تابعا.  هذا، مع ان "اسم فلسطين راسخ منذ اواخر العصر البرونزي.الاسم يظهر في الكثير من المصادر المختلفة عن الشرق الأدنى القديم في آخر 3300 سنة. اسم فلسطين بات متداولا بين قدماء المصريين والآشوريين والكلاسيكيين الإغريق والرومان والبيزنطيين المسيحيين وعرب القرون الوسطى. ويظهر اسم فلسطين في ما لا يحصى من الكتابات والتواريخ وخرائط العالم والتواريخ الكنسية والحوليات والرسائل والنقود والموسوعات منذ اواخر العصور الكلاسيكية القديمة والعصور الوسطى، حتى فلسطين المعاصرة. وعلى مدى1500 عام من العصور الكلاسيكية الأولى والمسيحية البيزنطية وفي العصر الإسلامي خلال العصر الوسيط كان اسم فلسطين يحظى بوضع اداري رسمي." [34]  السرديات التوراتية هي "تخيلات أدبية وتكييف ولاهوت وذاكرة معتمدة رسميا وليست تاريخا. "استنبطت قصصها من الحكمة التقليدية، التي أُنتِجت وصناع الرأي في ذلك الزمن، وانتشرت بواسطة النخب المتعلمة، وقد تحتوي او لا تحتوي على حوادث واقعية."[40]  بعيدا عن خطاب الدراسات التوراتية يعود "أصل يهودا الى الفترة ما بين القرن الثامن والقرن السادس قبل الميلاد. دمج سكان اليهودية بمن صاروا فيما بعد يسمون ’ الإسرائيليين‘، الذين ظهروا كجماعة في الكتابات الآشورية في وقت من العصر الحديدي الثاني (القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد). راى موسى بن ميمون ان ’ ’ألإسرائليين‘لم يكونوا عنصرا او اثنية – بل جماعة دينية. وفي يهودية ما بعد سبي بابل، وعلى مدى قرون قبل موسى بن ميمون وبعده كانت يهودية المرء تعني الانتماء الى دين، هو الدين اليهودي. بدا هذا يتغير راديكاليا في القرن التاسع عشر تحت تأثير النظريات العنصرية والدارونية الاجتماعية."[42] بذا خلص كيث وايتلام ، الباحث في تاريخ فلسطين القديمة ان الوجود الإسرائيلي خيط رفيع في نسيج الحضارة الفلسطينية. تبين كذلك ان المهاجرين اليهود من أوروبا الشرقية ينتمون الى عرق لم يعرف اجداده أرض فلسطين او المشرق. شكلوا دولة في العصر الوسيط بين روسيا المسيحية والخلافة الإسلامية فاعتنق ملكهم اليهودية؛ ثم دمر دولتَهم هولاكو أثناء زحفه الى بغداد. تشتتوا في روسيا وبولونيا ودول أوروبا الشرقية.   خطاب الدراسات التوراتية توخى إثبات حكاية دولة داوود ولم يكن موضوعيا، ولم يتبع المنهجية العلمية في البحوث الأثرية. وجد الرعاية والدعم من دراسات تاريخية في الغرب الرأسمالي، وأبحاث لاهوتية وجامعات احتضنت باحثين توراتيين في دول الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ولاحقا في إسرائيل، دعمت ادعاء الحركة الصهيونية بوراثة امبراطورية داوود وسليمان، وبعثها بعد آلاف السنين من اندثارها. تنكرت الحركة الصهيونية لكل الحقائق والوقائع؛ فقد تزامن بروزها مع تشكل الاحتكارات الامبريالية والنزعة الامبريالية لدول أوروبا الغربية للتوسع في القارات حيث المجتمعات متخلفة وضعيفة. 
  استعمار استيطاني في كنف الاستعمار الامبريالي العنصري الصهيونية بدأت أنشطتها الثقافية- خطاب الدراسات التوراتية- في كنف الدراسات الامبريالية ونشطت سياسيا واقتصاديا وإيديولوجيا بالارتباط العضوي بالإمبريالية الأوروبية والأميركية، خاصت تجربة الاستيطان الاستعماري، أو الاستعمار الاستيطاني، استمدت منها ما عزز نظرتها العنصرية وعداءها لأصحاب الأرض التي عليها انتوت إقامة مستعمراتها الاستيطانية.  أقيم المشروع الصهيوني بفلسطين وتطور على نسق الاستيطان الاستعماري الأوروبي بقارات إفريقيا وأسيا وأستراليا وأميركا الشمالية. ظروف نِشأة الصهيونية بالمنطقة فرضت إجراءاتها قدرا لا يرد وإرادة عليا؛ فوضعت بذلك حركة التحرر العربية امام تحد كبير.  وقائع عديدة أحدثت تحولات نوعية ما بين خطاب حاييم فايتسمن عام 1919، حيث كان فايتسمان موجودا بفلسطين على رأس الهيئة الصهيونية المشتركة التي نظمها البريطانيون؛ وفي 28 ابريل القى كلمة وصفتها وزارة الحرب بأنها "اعدت بعناية" أنكر فيها ان الصهيونية قامت تحمل نوايا إقامة دولة. وفي العام 1942 أعلن مؤتمر بالتيمور قرار التوجه لفرض إقامة الدولة الصهيونية على جميع أراضي فلسطين. تكفلت الأحداث، بتداعياتها المندفعة طبقا لجدل الضرورة والصدفة، تزامن تحفز الولايات المتحدة للقيادة وتعاظم النفوذ الصهيوني بالولايات المتحدة ونضج المشروع الصهيوني بفلسطين.  درج الصهيونيون قبل ان تطأ قدمهم الأرض الفلسطينية على التفوق العنصري وخصوصية مشروعهم " ادعاء الحركة الصهيونية بحق اليهود في فلسطين لا يخضع للمعايير التي تخضع لها بقية الأمم"، الأمر الذي أغراهم إباحة تلاوين الخروقات وتبريرها حسب مقتضيات التوسع. العنصرية الموروثة تعززت في المناخ الفكري للغزوات الامبريالية. ضرورات الاقتلاع عززت العنصرية بشطط الإقصاء تولدت طاقته تلقائيا. نظم المهاجرون الصهاينة عام 1907، ومنهم الشاب دافيد بن غوريون حملات مقاطعة لتجويع غير اليهود وتخليص البلاد منهم. كذلك الصندوق القومي اليهودي طبق سياسة "العمالة اليهودية فقط". خالفت تلك التصرفات قوانين الانتداب التي تمنع التمييز على أساس العرق والدين واللغة" لكن سلطات الانتداب غضت الطرف، وتكرر التواطؤ عبر السنوات اللاحقة.  ضرورات الاستعمار الاستيطاني فرض استهداف الجماهير الفلسطينية بالعداء.  تضم الوثائق ما يشير الى اجتماع دعا اليه حاييم فايتسمان وروتشيلد في آذار1919مع "مسئولين بريطانيين" نوقش فيه التطهير العرقي للفلسطينيين غير اليهود بوصفه موضوعا لا ينفصل عن خططهم، مع " خطة للهجرة الجماعية "، حسب تعبير روتشيلد، لنقلهم الى مصر وسوريا. لكن قيل ان الكتمان ضروري، فهذه مسألة لا يحسن التحدث فيها في باريس (المقصود مؤتمر فرساي)، بل يمكن متابعتها بعد انتهاء فترة الانتداب. ولم يعترض المندوبان عن حكومة بريطانيا، ت.أ.لورنس و غيرترود .   تم الاتفاق بين الصهيونيين والمشرفين على الوكالة اليهودية على تحديد العرب الفلسطينيين "أعداء اليهود "، وذك الى جانب اليهود غير الصهاينة والانتداب البريطاني الذي بات عائقا بوجه تشكل الدولة الصهيونية. والدولة التي أقامها صهيونيون هي دولة صهيونية لم تلتزم بالقيم اليهودية؛ غير ان الصهيونيين، خاصة بعد مؤتمر نيويورك والارتباط العضوي بالإمبريالية الأميركية، فرضوا التماهي بين الصهيونية واليهودية، وأنشأوا نظاما شموليا، يقصر الشرعية السياسية والثقافية على الصهيونيين.  اشتط بن غوريون وحاشيته في التزمت لدرجة رفع الفكر الصهيوني الى مرتبة المقدس لا يجوز الخروج عليه او التهاون في تطبيقه. شمل التشدد منحى الشمولية المنفتحة على الديكتاتورية والفاشية، حين أمر بن غوريون "بطرد كل أعضاء الوكالة اليهودية ممن كانت لهم آراء مخالفة، لاسيما أي شخص صوت لمصلحة هاشومير هتصعير الاشتراكي واعترافه بالحقوق الوطنية للفلسطينيين".  شغل بن غوريون منصب سكرتير عام منظمة الهستدروت، وبإشرافه اتخذت مواقف مناهضة لإشراك عمال عرب في التنظيم العمالي، والعمل بالمشاريع اليهودية، وذلك تمهيدا لإجبارهم على الهجرة. استعدى الصهاينة كل من لا يجاريهم في تشددهم. كانت تصدر بالألمانية جريدة ينشرها حزب المهاجرين من المانيا، عكست نبرة أخف من الخط الذي تنتهجه الوكالة. في 12 يوليو/تموز (1942) تعرضت نسخ الجريدة للحرق وفجرت مطبعتها منتصف الليل. أدت قوة التفجير الى تهديم منزل مجاور.  نقل سواريز كذلك تصريح بن غوريون في مايو 1948، منتشيا بالنجاح في تحويل الأسطورة الى واقع، "يجب أن نستعد للانتقال إلى الهجوم. هدفنا هو تحطيم لبنان وشرق الأردن وسوريا. نقطة الضعف هي لبنان، فالنظام الإسلامي مصطنع ومن السهل علينا تقويضه. سنقيم دولة مسيحية هناك، وبعد ذلك سنسحق الفيلق العربي، ونقضي على شرق الأردن؛ سوريا ستسقط في أيدينا. ثم نقصف ونتقدم ونحتل بورسعيد والإسكندرية وسيناء”.  فبلت عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة في 11مايو 1948، على رغم سلوكها " الوحشي" وتحديها للأمم المتحدة؛ لكنها نكثت بوعودها بالالتزام (من جملة الوعود قبول عودة اللاجئين). بعد أربع وعشرين ساعة نقلت مكاتب الحكومة الى القدس مباشرة بعد منع الأمم المتحدة هذا الأمر." (328).  اتخذ مجلس الأمن القرار رقم 194 يقضي بعودة اللاجئين الى ديارهم؛ ردت إسرائيل بأن "قتلت في سنواتها الأولى نحو خمسة آلاف فلسطيني حاولوا العودة. تحدث ضابط مخابرات إسرائيلي، في منتصف عام 1949 عن "مئات الفلسطينيين حاولوا العودة الى قراهم في الجليل الغربي (منطقة مخصصة لدولة فلسطين) فاعتقلوا و"جرت تصفيتهم بأوامر عسكرية “بعد ربطهم بالأشجار وإطلاق النار على رؤوسهم، وهي إحدى طرق التصفية الموثقة ... وتبين للمؤرخ بني موريس لدى دراسته للأرشيف الصهيوني المفرج عنه أن "الجنود الإسرائيليين اعتادوا ضرب المتسللين المقبوض عليهم وتعذيبهم واغتصابهم أحيانا ثم قتلهم". ساد الاعتقاد ان "حياة العربي رخيصة"، وبذا لم يتم التحقيق في اي من هذه التصرفات. (331)  داست قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود مع الأردن وهاجمت بالضفة الغربية قرى قبية ونحالين ويالو وريف طولكرم وشرفات قرب القدس. وفي الساعات الأولى من 9 فبراير1951تسللت دورية مسافة كيلومترين داخل الأراضي الأردنية وقتلت من صادفتهم، رجلا وابنه وابنته. من موبقات الحضارة الوافدة حسب البشارة الصهيونية، جريمة بيّنت ان الانحطاط الخلقي ليس له قاع. في 22اغسطس 1949 اختطف الجنود الإسرائيليون فتاة بدوية عروها تحت ماسورة مياه وغسلوها بالصابون ثم اغتصبها جنود ثلاثة. بعد وجبة يوم السبت امر قائد المجموعة بقص شعرها وغسلوا ما تبقى منه بالكاز وعرضت عارية امام الجنود تحت ماسورة مياه ثم اغتصبت لمدة ثلاثة ايام فقدت الوعي خلالها ثم امر القائد التناوب على اغتصابها، مجموعة "أ" في يوم ومجموعة "ب" في اليوم التالي ومجموعة "ج" في اليوم الثالث، وهكذا. حفروا قبرها على مرأى منها قبل ان يطلقوا النار عليها. عادت الجريمة النكراء الى الظهور عام 2003 في الصحف، خطأ يؤسف له من أخطاء الدولة الوليدة!! منظمة البالماخ اشتهرت كذلك بحوادث الاغتصاب والقتل الجماعيين استشهد الجنود بكون الضباط المثقفين "شديدي الرغبة بالمشاركة في هذه الجرائم البشعة". (332) أوصى آلون جنوده البالماخ بموافقة بن غوريون باستعمال الفؤوس بدل البنادق كلما كان ذلك ممكنا "كيلا يسمع" الموجودون في مراكز الشرطة البريطانية. كانت الأوامر تقضي "أن لا يتركوا أثرا"(291) اتهمت مذكرة عربية ردا على مذكرة الوكالة الصهاينة ب" إنشاء مختبرات الحرب الجرثومية"، وثبتت صحة التهمة؛ فمختبر بن غوريون العلمي المسمى " الفيلق العلمي التابع للهاغانا" مكن جيوشه من تلويث الآٍبار ومحطات المياه العربية بجراثيم الزحار والتيفوئيد في عكا وغزة، وهناك ألقى القبض على الفاعليْن في 27مايو / أيار وسلما الى المصريين (290). ثم حدثت مجزرة الدوايمة قضاء الخليل في 28 اكتوبر، وتعد مع مجزرة دير ياسين الرمز للوحشية العنصرية. لكن مذبحة الدوايمة من إخراج الكتيبة 89 للجيش، بعد إعلان الدولة، قتلوا في الشوارع وداخل البيوت وفي الجامع وداخل كهف هرب اليه عدد كبير. صرع مئات القتلى بينهم 175 امرأة وطفل. وفي 29 أكتوبر جاء دور قرية الصفصاف بالجليل، اول قرية تسوى بالأرض فيما عرف بعملية حيرام، رغم انها بقيت سرية حتى الأن، إلا ان ضابطا افاد ان اهالي القرية رفعوا اعلاما بيضاء. ربط 52 رجلا وقتلوا رميا بالرصاص، وجرى اغتصابات بين النساء قتلن على الفور. (307) حدثت إبادة جماعية لسكان القريتين، عيلبون والفراضية.بعد ان قتلوا ثلاثين شخصا حملوا الباقين على السير. وفي قرية صالحة حمل السكان الرايات البيضاء لكن قتل منهم 60-70 رجلا.
  وبعد إعلان الدولة الصهيونية " اعادت المخابرات المركزية تحذيراتها من ’ تزايد التصلب الإسرائيلي‘وتنامي الشعور بالاكتفاء الذاتي والثقة بالنفس لدى الإسرائيليين، وهو ما يشي باستعدادهم أخذ زمام الأمور بأيديهم من دون التزام بقوانين الأمم المتحدة‘، لا بل ان الدولة الجديدة بدأت تعد الأمم المتحدة مصدر إزعاج "يمنعها من التوسع. (302)
  تكشفت تقارير المخابرات البريطانية التي يعود تاريخها الى منتصف ديسمبر ان البريطانيين أنفسهم اعترفوا بعد وقت قصير من التصويت على التقسيم بأن وعد الأمم بإنشاء دولة للفلسطينيين كان من قبيل الخداع... وقال تقرير بريطاني آخر بصراحة، ولم يمض أسبوعان على قرار التقسيم ان الدولة الفلسطينية لن تظهر للوجود وانه " لا يبدو ان دولة عربية فلسطينية سيكون لها كيان". أكد هذه الوقائع الكاتب البريطاني توماس سواريز نقلا عن أرشيف المخابرات البريطانية. وأفادت تقارير المخابرات البريطانية والأميركية ان المسئولين في البلدين كانوا واثقين ان خروج بريطانيا من فلسطين سينتج عنه انشاء دولة يهودية ليس وفق قرار التقسيم، بل وفق مساحة الأراضي التي ستتمكن الميليشيات الصهيونية من السيطرة عليها بالقوة. أجل كانت الدولتان الامبرياليتان واثقتين ومطلعتين ومتواطئتين معجبتين ب " إقدام " الصهاينة على انتهاك القيم والقوانين والاتفاقيات، تماما على غرار الامبرياليين في تصرفاتهم تجاه الشعوب المضطَهَدة. استمرت دول الامبريالية تدعم ممارسات الدولة الصهيونية وتغض الطرف عن انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني.
                                                  
                                            
                                            
                                          
                                   
                                     
              
                                        
                         #سعيد_مضيه (هاشتاغ) 
                           
                          
                            
                          
                        
                           
                          
                         
                
                                           
                                            
                                             
                                              
                                            
                                            ترجم الموضوع 
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other 
languages
                                        
                                            
                                             
                                             
الحوار المتمدن مشروع 
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم 
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. 
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في 
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة 
في دعم هذا المشروع. 
  
  
                                                               
           
			
         
                                          
                                        
                                        
                                        
                                        
                                         
                                         
    
    
    
                                              
                                    
                                    
    
    
   
                                
    
    
                                    
   
   
                                         
			
			كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية 
			على الانترنت؟
     
      
                                 
                              
                              
    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                    
                                     
                               
                                  
                                  
 
                                
                          
                     
                    
                    
                    
                    
                        
                            
                                رأيكم مهم للجميع
                                - شارك في الحوار
                                والتعليق على الموضوع 
                                للاطلاع وإضافة
                                التعليقات من خلال
                                الموقع نرجو النقر
                                على - تعليقات الحوار
                                المتمدن -
                             | 
                         
                        
                            
                            
                            | 
                             | 
                         
                     
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                    
                     
                    | 
                        نسخة  قابلة  للطباعة
                         
                    | 
                        ارسل هذا الموضوع الى صديق
                         
                    | 
                        حفظ - ورد
                         
                     
                    | 
                        حفظ
                          |
                    
                        بحث
                         
                    | 
                          إضافة إلى المفضلة
                    | 
                         
                        للاتصال بالكاتب-ة
                     
                    
                             عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
                    
                    
                     
                    
                      	
                    
                    
               
                
                 | 
                
                    
                
                
                     - 
                    
                     
                        
                    إرادة لا تُقهر: انتصار روح غزة على عمارة الإبادة الجماعية
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ميلّر مايسترو بروباغاندا الفاشية بإدارة ترمي
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    دولة العدوان تكرر لفنزويلا ما اقترفته ضد العراق
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إدارة ترمب تضطهد منتقدي إسرائيل ، خاصة الأساتذة والطلبة بالج
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    يتكئون على الدعم الأمريكي:شارون و بوش الابن مثالا
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    بين نارين على طريق الآلام
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    صفقة ترامب جريمة حرب
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    -لن يتكرر أبدا- لشعوب المعمورة كافة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    مكائد صهيو أمبريالية لتصفية الأنروا
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    استغلال الاغتيال لفرض الفاشية ممارسة هتلر وموسوليني والآن تر
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    بصدد دولة إسرائيل الكبرى
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني-
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    الحزب الديمقراطي: مهندسو الجبن متواطئون مع الفاشية
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    قرار -الاتحاد من أجل السلام- والجمعية العامة للأمم المتحدة
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    تسونامي زلزال نيويورك 2001 ماثل في الإبادة الجماعية وحروب ال
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    مشكلة الأونروا انها تمثل حق العودة، والعودة حق راسخ
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
 
  
                        
                        
             
  
                
                
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    الملكة رانيا تختار إطلالة خضراء عصريّة بقمة -عالم شاب واحد- 
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    CNN تتحدث إلى زهران ممداني من داخل مترو الأنفاق قبل يوم الان
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    نبيه بري: مزاعم إسرائيل بشأن وصول الأسلحة إلى لبنان عبر سوري
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    -فتح أول سد تركي للمياه باتجاه العراق-.. ما حقيقة الفيديو ال
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    مالي: هل اقترب سقوط باماكو بين أيدي الجهاديين؟ وماذا عن كوال
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    بعد توقيف المدعية العامة العسكرية في إسرائيل: هل تقضي حكومة 
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    هل يستخدم ترامب ورقة مكافحة المخدرات ذريعة لتغيير النظام بفن
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    ماذا وراء مزاعم ترامب حول -الإبادة الجماعية- لمسيحيي نيجيريا
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    قتلى وجرحى جراء استهداف مسيرة للدعم السريع سرادق عزاء في الأ
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                      
                        
                    عاجل | شبكة أطباء السودان: عشرات الجثث مكدسة في منازل بمدينة
                        ...
                    
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
  
                
                
                     - 
                    
                     
                        
                    بصدد دولة إسرائيل الكبرى
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
                        ...
                    
                     / عبدالرؤوف بطيخ
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2].
                        ...
                    
                     / عبدالرؤوف بطيخ
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
                     - 
                    
                     
                        
                    رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
                     / سعيد مضيه
                     
                    
                     
                    
         
         
        
        المزيد.....
        
        
                    
                     
        
        
        
      
       
        
    
                 
                                
                                
                      
                 |