أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - مغالطات عن الإسلام يسوّغ الغرب بها مغامراته العدوانية -2














المزيد.....

مغالطات عن الإسلام يسوّغ الغرب بها مغامراته العدوانية -2


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 10:41
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تعطيل التحديث في المجتمعات العربية والإسلامية
جوناثان كوك ترجمة سعيد مضيه

المفهوم المغلوط الثالث: الشرق الأوسط مليء بالمسلمين الذين تراودهم الرغبة لجز رؤوس "الكفار". لا يمكنك أن تخبرني عن ديانة تعلّم الناس ان الكراهية امر طبيعي.
يكرهوننا بسبب حرياتنا" - شعار جورج دبليو بوش الشهير- لبرير إشاعة الإسلاموفوبيا .
المشاريع السياسية المنسوبة بطرق متعددة إلى الإسلام تنتمي لأصول أحدث بكثير مما يفضله معظم الغربيين.
الحركات الإسلامية الأولى، التي ظهرت قبل مئة عام في أعقاب سقوط الإمبراطورية العثمانية، كانت تُكافح بشكل رئيسي بوسائل تعزز بها مجتمعاتها من خلال الأعمال الخيرية.
ظلت أعظم مشاريعها السياسية هامشية بالقياس الى التطلع الأعظم لقومية عربية علمانية دافع عنها مجموعة من الرجال الأقوياء الذين صعدوا إلى السلطة، عادةً بعد التخلص من القوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية.
بالفعل كانت حرب 1967، التي هزمت فيها إسرائيل بسرعة الجيوش العربية الرئيسية في مصر وسوريا والأردن، هي المحرك لتداعيات أفضت لظهور ما أطلق عليه الباحثون "الإسلام السياسي" بحلول سبعينيات القرن الماضي،
نزلت هزيمة 1967 إهانةً بالغةً للعالم العربي – اضافت إلى جرح نكبة عام 1948، حيث عجزت الدول العربية عن تقديم الدعم للشعب الفلسطيني ولم ترغب في إنقاذ وطنه من الاستعمار الأوروبي ومنع استبداله ب "دولة يهودية" صريحة.
كانت تذكيرًا مؤلمًا بأن العالم العربي لم يشهد تحديثًا جديًا في ظل حكم ا استبدادي يدعمه الغرب.
بل إن المنطقة عانت من تخلفٍ مفروضٍ تناقض مع المزايا المالية والتنظيمية والعسكرية والدبلوماسية التي أغدقها الغرب على إسرائيل- مزايا تواصلت باضطراد بدعم الغرب لإسرائيل وهي تنفذ مجزرتها الحالية في غزة.
ربما انذهل الغربيون بمشاهد شوارع المدن العربية العلمانية اواخر عقد الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي. غالبًا ما تُظهر الصور والأفلام في تلك الفترة بيئةً عصريةً ومتأرجحة - على الأقل بالنسبة لنخب المدن - حيث كانت النسوة يرتدين تنانير قصيرة وبلوزات بقبة مفتوحة. بدت أجزاء من دمشق (عام ١٩٧٠) وطهران أشبه بباريس أو لندن.
غير ان تغريب النخب العربية العلمانية، وفشلها الواضح في الدفاع عن بلدانها ضد إسرائيل في حرب ١٩٦٧، أثارا مطالبات بالإصلاح السياسي، لا سيما بين بعض الشباب المُحبَط والثوري. صدقوا وعود الغرب الكاذبة، كما ان الانحطاط المتواتر للنمط الغربي ترك المجتمعات الإسلامية في حالة من الرضا والتشرذم والضعف والتبعية.
كانت هناك حاجة إلى مشروع سياسي يُغيّر المنطقة، ويجعلها أكثر مرونة واحتراما للذات، ومستعدة للنضال من أجل التحرر من سيطرة الغرب، وضد دولة إسرائيل العميلة عالية التسلح،
لا عجب إذن أن تجد هذه الحركات الإصلاحية إلهامًا في إسلام مُسيّس يُميّز بوضوح برنامجه عن الغرب الاستعماري، ويُطهّر مجتمعاته من تأثيره المُفسد.
كذلك كان من الطبيعي صياغة حكاية أصلية تعزز القوة: سردية عن "عصر ذهبي" للإسلام المبكر، حين كافأ الله مجتمعًا مسلمًا أكثر تقوىً وتوحدا بالسيطرة السريعة على مساحات شاسعة من العالم. كان هدف الإسلامويين العودة إلى هذا العصر الأسطوري إلى حد كبير، وإعادة بناء العالم الإسلامي المشرذم في دولة خلافة، إمبراطورية سياسية تمد جذورها في تعاليم النبي بالذات.
لنلاحظ المفارقة في اشتراك الإسلام السياسي والحركة الصهيونية الأكثر علمانية بالعديد من المواضيع الأيديولوجية.
سعت الصهيونية صراحةً إلى إعادة ا ابتكار اليهودي الأوروبي، الذي عزا اليه الفكر الصهيوني ضعفا أحاله عرضة للاضطهاد، وفي نهاية المطاف للمحرقة النازية. يُفترض أن تعيد الدولة اليهودية الشعب اليهودي إلى أرض الأجداد وتجدد قواه، مُحاكيةً العصر الذهبي الأسطوري لبني إسرائيل. انتوت الدولة اليهودية إعادة بناء شخصية الشعب اليهودي يخدم نفسه بنفسه، يكدح في الأرض بعضلاته كمزارعين محاربين ذوي بشرة ملونة. وستضمن الدولة اليهودية أمن الشعب اليهودي من خلال قدرات عسكرية تمنع الآخرين من التدخل في شؤونه.
اما الإسلامويون فعلى عكس الصهاينة، بالطبع، لم تقدّم القوى الغربية أي مساعدة لهم في تحقيق حلمهم السياسي. بدلاً من ذلك، قدّمت رؤيتهم العزاء في زمن الفشل والجمود الذي عاشه العالم العربي. وعد الإسلامويون بتغيير جذري في مسار الأمور من خلال برنامج عمل واضح، مستخدمين لغة ومفاهيم دينية مألوفة لدى المسلمين.
و للإسلاموية ميزة إضافية تتمثل في صعوبة تزييفها.
ان فشل هذه الحركات في إزالة النفوذ الغربي من الشرق الأوسط، أو إلحاق الهزيمة بإسرائيل، لم يقوض بالضرورة نفوذها أو شعبيتها؛ بل أمكن استغلال الفشل لتعزيز حجتهم للتشدد في برامجهم: عبر صرامة أشد في تطبيق العقيدة، مقاربة أشد تطرفًا في الالتزام بالإسلام، وعمليات أشد عنفًا.
أفضى هذا المنطق بالذات في النهاية إلى تنظيم القاعدة وعبادة الموت في تنظيم الدولة الإسلامو ية.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات عن الإسلام يسوّغ الغرب بها مغامراته العدوانية
- كاتبة اميركية تفضح خدع إسرائيل
- مآلات وردود أفعال غير محسوبة لحروب التوسع والإلحاق
- هل إسرائيل على حافة انهيار؟ تساءل المؤرخ الإسرائيلي إيلان با ...
- إسرائيل مسلسل حروب وشواحن كراهية وتمييز عنصري
- إرادة لا تُقهر: انتصار روح غزة على عمارة الإبادة الجماعية
- ميلّر مايسترو بروباغاندا الفاشية بإدارة ترمي
- هل أجهزت حرب الإبادة على القانون الدولي كذلك؟
- دولة العدوان تكرر لفنزويلا ما اقترفته ضد العراق
- إدارة ترمب تضطهد منتقدي إسرائيل ، خاصة الأساتذة والطلبة بالج ...
- يتكئون على الدعم الأمريكي:شارون و بوش الابن مثالا
- بين نارين على طريق الآلام
- صفقة ترامب جريمة حرب
- -لن يتكرر أبدا- لشعوب المعمورة كافة
- مكائد صهيو أمبريالية لتصفية الأنروا
- استغلال الاغتيال لفرض الفاشية ممارسة هتلر وموسوليني والآن تر ...
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل
- فرادة اليهود وفرادة المحرقة النازية في صلب المشروع الصهيوني- ...


المزيد.....




- اغتيال قائد الجهاز العسكري للمقاومة اللبنانية بالضاحية الجنو ...
- صدور العدد 86 من جريدة المناضل-ة: قاعدة المجتمع مهيأة للتوجه ...
- كل الدعم.. لعمال مياه الشرب
- مناخ للبيع: من حماية الكوكب إلى حماية المصالح
- رؤيتنا.. درس الانتخابات: لا أمل في الإصلاح تحت حكم السيسي
- Own The Hell Out Of It: David Lidz On Co-ops, Recovery And R ...
- Declaration of the Peoples’ Summit Towards COP30
- ماذا يحمل مؤتمر حزب الشعب الجمهوري التركي المرتقب؟
- اتفاق يهدئ خلافات الأغنياء والفقراء بمؤتمر المناخ في البرازي ...
- م.م.ن.ص// مجلس الأمن يلقي بما تبقى من رماد حق الشعوب في تقر ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - مغالطات عن الإسلام يسوّغ الغرب بها مغامراته العدوانية -2