أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - طارق فتحي - (اصلاح العربية)














المزيد.....

(اصلاح العربية)


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 00:17
المحور: قضايا ثقافية
    


لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

(نعرف اليوم، لماذا تموت لغة؟ عندما تستبد بها فكرة ثابتة، تخشّبها، فتعيق تطورها، برفض اضفاء الشرعية، على تطور قواعدها ومعجمها، فتصاب بالإنفصام إلى لغتين: فصحى الكتابة، وفصحى الحياة. دون أي تلاقح بينهما، كما يجري في اللغات الحية الأخرى).

نص قصير كتبه المفكر الراحل العفيف الأخضر 1934-2013، ضمن مشروع إصلاحي للدين واللغة، فبعد تحوله من الشيوعية الى الليبرالية في اخريات حياته، بدأ بكاتبة تلك النصوص الإصلاحية، رغم ذلك كانت جريئة جدا، فهي قد مست مقدسات دينية، فاللغة العربية يقف عليها حراس "الأصولية"، من يحاولون الحفاظ على نقائها، وقد نجحت تلك الاصولية في مسعاها نحو ثبات اللغة، بسبب كما يقول الأخضر اعتبارها "وحيا الهيا لا مسارا تطوريا"؛ "لغة اهل الجنة" و "علم ادم الأسماء كلها".

اللغة العربية هي أحد اعقد اللغات بسبب نحوها وقواعدها، هذا النحو والقواعد جعلها لغة متخشبة، متصلبة، غير مرنة، لا يمكن لها ان تتطور كبقية اللغات، أبدت عجزها امام اللغات الأخرى، حتى ترجمة اللغات الأخرى الى العربية يعاني من صعوبة كبيرة، فالقارئ لأي نص فلسفي او سياسي او اجتماعي او اقتصادي مترجم يعاني كثيرا من فهم ما يريد صاحب النص، أو يفهم لكن بشكل قاصر او مشوش.

قضية موت اللغات موجودة في العالم، وهي قضية طبيعية، فهناك الكثير من اللغات انقرضت أو أصبحت فولكلورا، وهناك أسباب كثيرة لموت اللغات، فمثلا قد تبدي عجزها عن ترجمة ما ينتجه العالم، وهذا السبب جوهري في النظر الى اللغة العربية، فاغلب قضايا الذكاء الاصطناعي تقال بلغاتها الام؛ وهناك قضية الاستعمار، فمثلا فرنسا تعتمد سياسة تغيير اللغة الاصلية للبلدان التي تحتلها باللغة الفرنسية؛ او ان يأتي حاكم يريد تغيير اللغة الام، مثلما فعل "اتاتورك" الذي غير اللغة التركية العثمانية الى ابجدية جديدة، بالتالي فموت اللعة العربية وارد جدا اذا لم يتزحزح "الاصوليون" الذين يجعلون العربية مرادفة للإسلام، هذا الحاجز الديني كفيل بموتها.

يكتب العفيف عن هذا الترادف بالقول:

"هذا الترابط بات اليوم يتطلب الفك. لكنه لن يقع بدون صراع مرير. في سبتمبر 1996، شكلت كل من ألمانيا، النمسا وسويسرا لجنة مشتركة، لإدخال إصلاح موحد على الألمانية، لإصلاح نحوها وصرفها وكتابتها"، وهذا حقيقي جدا، فالانفكاك يجب ان يحصل يوما ما، يجب ان تشكل لجنة مماثلة، تأخذ على عاتقها اجراء اصلاح جذري حقيقي للنحو والقواعد وغيرها التي تخشب اللغة وتجعلها في عداد الأموات.

الناطقين باللغة العربية يهربون منها، ففي الجامعات تكاد تخلو اقسام اللغة العربية من الطلبة، وفي المدارس أكثر درس مكروه لدى الطلاب هو درس اللغة العربية، بل ان دولا مثل دول الخليج هي في حالة فرار من هذه اللغة، فيقال إنك إذا لم تعرف اللغة الإنكليزية لا يمكنك ان تفهم شيئا في مطار دبي او الدوحة على سبيل المثال.

يطرح العفيف الأخضر هذه الحقيقة الصادمة، مع ملاحظة ان كتابه أعلاه صدر عام 1997، يقول ما نصه:

"المشكل الأول الذي يعيق إقلاع العربية من القدامة إلى الحداثة، هو فقرها المدقع في المصطلحات. تنتج الأمريكية، في الولايات المتحدة، نصف مليون مصطلح كل يوم؛ تعالج لجان المصطلحات التابعة للوزارات المختصة، التي شكلها شيراك في السبعينات، بالكمبيوتر 400 ألف مصطلح كل يوم، تعالج الألمانية بنفس الطريقة 400 ألف مصطلح كل يوم، تعالج العبرية 350مصطلح كل يوم. أما العربية فتعالج صفر مصطلح كل يوم".

لسنا مدافعين عن اللغة العربية، لكن مستقبلها على المحك، انها تعاني كثيرا على يد المتزمتين، الذين ازدادوها عزلة، لقد ربطوها بالدين، ما يعني موتها وانقراضها في المستقبل. وعذرا لأي خطأ لغوي في المقال.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الشيوعية والاعمال الخيرية
- صندوق النقد الدولي.... حزمة إصلاحات ام افقار أكثر للناس
- فائق زيدان يفتتح العهد الإسلامي الفاشي
- في -فن الزحف- لدى المثقفين
- بهدوء مع السيد رائد فهمي.... هل يمكن الحديث حقا عن تداول ديم ...
- لاجان.. انفال مصغرة
- فائق زيدان يفتتح معرض الكتاب
- (رفعة العلم) بين زمانين بائسين
- ما الجدوى من الفلسفة؟
- زمن جيفري إبستين
- منطق ليبرالي
- ذكريات محمد البدراوي والنقاء السياسي
- بضع كلمات في ذكرى الراحل نوري جعفر
- (الصالح الأمين)
- الأخلاق والانتخابات
- غزة، السودان، لبنان، سوريا، اليمن... الموت واحد
- في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر
- انحطاط الليبرالية في العراق.... قصي محبوبة نموذجاً
- هل ستنظف الانتخابات حظيرة العملية السياسية؟
- هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟


المزيد.....




- -غرين كارد-.. لماذا استهدف ترامب برنامج تأشيرة التنوع منذ ول ...
- الشرع يهنئ السوريين من جبل قاسيون على رفع العقوبات
- واشنطن تدعو لهدنة بالسودان في العام الجديد وتوعّد أفريقي للد ...
- رسالة جندي أميركي على قذيفة قبل إطلاقها على سوريا..ماذا كتب؟ ...
- فيديو.. الجيش الأميركي ينشر لقطات لضرباته في سوريا
- غارديان: شركات مسجلة في بريطانيا تجنّد مرتزقة كولومبيين في ا ...
- هل ستنفجر فقاعة الذكاء الاصطناعي قريبا؟
- الجيش الأميركي يعلن قصف أكثر من 70 هدفا -داعشيا- في سوريا
- مقتل 5 فلسطينيين بهجوم إسرائيلي على مدرسة نازحين في غزة
- سوريا بعد القصف الأميركي: ملتزمون بمكافحة -داعش-


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - طارق فتحي - (اصلاح العربية)