أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طارق فتحي - الأحزاب الشيوعية والاعمال الخيرية














المزيد.....

الأحزاب الشيوعية والاعمال الخيرية


طارق فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 17:42
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


وجهة نظر شخصية صرف

أحد أوجه التناقض التي تقع فيها الأحزاب الشيوعية هي عدم التفريق بين العمل السياسي الماركسي الطبقي وبين العمل الخيري، الذي هو بالنتيجة النهائية أحد الأنشطة التي تدفع وتحفز عليه الحكومات الرأسمالية.

الطبيعة قاسية في بعض الأحيان، خصوصا والكوكب يمر بتغيرات مناخية سريعة؛ النظام الرأسمالي هو من يتحكم بالحياة على هذا الكوكب، هذا العالم يزداد خرابا، مجاعات وكوارث طبيعية وحروب مؤلمة جدا، هذه هي الصورة العامة لعالم اليوم، ما ان يحدث شيء ما في أي مكان في العالم، سواء كارثة طبيعية "فيضان، زلزال، حرائق"، او كارثة بشرية "حروب، مجاعات، اوبئة، هجرات"، حتى تهرع القوى الرأسمالية الى الدفع باتجاه "توفير المساعدات"، وهذه سياسة دأبت عليها ورسختها هذه القوى الرأسمالية، للتنصل من المسؤولية.

في قضاء چمچال التابع لمدينة السليمانية، حدثت كارثة السيول في الأسبوع الماضي، فقد جرفت السيول اغلب مناطق القضاء، واحدثت اضرارا مأساوية، لم تتحرك السلطتين في المركز والاقليم لنجدة الناس المنكوبة، هنا انبرى بعض الافراد والقوى الشيوعية ل "توفير مساعدات" لأهالي القضاء، وبغض النظر عن النوايا الطيبة والأخلاقية لهذه القوى والافراد، لكنها ممارسة غير دقيقة أو مدروسة سياسيا.

عادة "العمل الخيري" تقوم به القوى الدينية "كنيسة، جامع، معبد"، وهذه القوى الدينية لها ارتباط قوي وفعال بالرأسمالية، وتقوم به أيضا القوى الليبرالية متمثلة بمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان، فهذه الممارسات مفصلة بالكامل لهذه القوى، وهي تليق بها، لأنها لا تبحث بجذر المشكلة او لا تريد، لكن لماذا الشيوعيين يفعلون ذلك؟

السيول كارثة طبيعية، لكن المشكلة تكمن في عدم تواجد بنية تحتية قوية تحتوي هذه السيول، اذن السلطة هي السبب في الاضرار التي لحقت بالناس. هنا يجب ان نتوقف عند سؤال: هل يجب علينا "توفير مساعدات" أم مساءلة السلطة؟ هل يجب "توفير مساعدات" ام تحريض الناس على السلطة والضغط عليها لبناء بنية تحتية كاملة وتوفير كل ما تحتاجه الناس وتعويض المتضررين؟ اليس هذا هو العمل الحقيقي والفعال للأفراد والقوى الشيوعية؟

"توفير المساعدات" يعني ان تبعد السلطة عن المسائلة، يعني ان تخفف الضغط عليها، وهذا عمل القوى الدينية والليبرالية التي تريد المحافظة على شكل النظام؛ الممارسة الحقيقية هي بالوقوف بالضد من السلطة، فمن يضمن عدم تكرار كارثة السيول او الحرائق او أي كارثة أخرى؛ فهل چمچال ستكون في العام القادم بمنأى عن السيول، اذن فلنستعد من الان ل "توفير المساعدات".

لا يمكن تعريف هذه الممارسات ومن خلال إطار سياسي صرف سوى انها -رغم نواياها الطيبة والأخلاقية- هي ابتعاد عن منهجية التفكير السياسي الطبقي الماركسي، سوى انها انزلاق نحو المواقع السياسية للطبقة البورجوازية الحاكمة.... مع جل احترامنا وتقديرنا العالي للرفاق من افراد وقوى، الذين سعوا بهذا النشاط.



#طارق_فتحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق النقد الدولي.... حزمة إصلاحات ام افقار أكثر للناس
- فائق زيدان يفتتح العهد الإسلامي الفاشي
- في -فن الزحف- لدى المثقفين
- بهدوء مع السيد رائد فهمي.... هل يمكن الحديث حقا عن تداول ديم ...
- لاجان.. انفال مصغرة
- فائق زيدان يفتتح معرض الكتاب
- (رفعة العلم) بين زمانين بائسين
- ما الجدوى من الفلسفة؟
- زمن جيفري إبستين
- منطق ليبرالي
- ذكريات محمد البدراوي والنقاء السياسي
- بضع كلمات في ذكرى الراحل نوري جعفر
- (الصالح الأمين)
- الأخلاق والانتخابات
- غزة، السودان، لبنان، سوريا، اليمن... الموت واحد
- في ذكرى انتفاضة الخامس والعشرين من أكتوبر
- انحطاط الليبرالية في العراق.... قصي محبوبة نموذجاً
- هل ستنظف الانتخابات حظيرة العملية السياسية؟
- هل صحيح ان البرلمان ساحة للنضال للقوى اليسارية؟
- ملاحظات مقتضبة على مقال الصديق رزكار عقراوي


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يتعهّد بمواجهة -سم معاداة السامية- بإجراءات ...
- ردود فعل جديدة من البيت الأبيض على مقابلة سوزي وايلز الصريحة ...
- كيليان مبابي ينتصر قضائيا على نادي باريس سان جيرمان بـ60 ملي ...
- باريس سان جيرمان يتصدر جوائز -الأفضل- لـ-فيفا- 2025
- بوتين: موسكو ستحقق أهدافها العسكرية في أوكرانيا
- -داعش- في الداخل الإسرائيلي: ما الذي كشفه التحقيق الأمني؟
- الموساد يحذّر من -طموح طهران-.. هل استهدفت -عملية الأخطبوط- ...
- هل تفضّل أوروبا وأوكرانيا الحرب على -سلام هش- مع روسيا؟
- كبيرة موظفي البيت الأبيض تتنصل من تصريحات هجومية على إدارة ت ...
- أفاتار3.. ملحمة بصرية تواصل جذب الجماهير حول العالم


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طارق فتحي - الأحزاب الشيوعية والاعمال الخيرية