|
|
الواقع الرقمي وتمثيلاته السردية في فضاء القرية: مقاربة نقدية في -راوتر شيخ البلد- ل عاطف عبيد
محمد عبدالله الخولي
كاتب/ ناقد/ باحث
(Mohammed Elkhooly)
الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 18:50
المحور:
الادب والفن
تُبنى جميع الفنون – لا سيما الأدبي منها – على ركيزة المكان، فهو العنصر الأوحد الذي لا يخلو منه عمل فني. وفي حياة الإنسان يمثل المكان قيمة حاملة لجوهر الهوية، وإن كانت الأخيرة تنشأ على قاعدة المكان فهي تستدعي بالضرورة الإنسان الذي يمنح المكان قيمته الشعورية والوجدانية، إذن لا ينفصل الإنسان بحال من الأحوال عن مكانه الذي يسمح له بالوجود في العالم، ولا قيمة للمكان إلا بساكنيه وعمَّاره. هنا يتجاوز المكان طابعه الطوبوغرافي إلى فضاء إنساني يتجاوز حدود الخرائطـ، إذ "يعد المكان الرابط الذي يصل الإنسان بالوجود عبر رحلة تبدأ من لحظات الخلق الأولى، وتنتهي بالموت، فمن الرحم إلى القبر تزدحم حياته بأحداث ومواقف لا تنعزل عن أماكن تحتضنها، تتجاوز أبعادها الهندسية، لتتخلق وفق نظام من الدلالات تربط بين وجود الإنسان المادي وكيانه الفكري." فالمكان هو الذي يضفي القيمة الجمالية على العمل الإبداعي، إذ "يجعل المكان من تجربة صاحبه تجربة فريدة، يحمّلها أفكاره ورؤاه، ويصبح ناطقا بمشاعره، ومجملا لتجربته، بعد أن يبث الحياة في أرجائه، وعندما يتحقق هذا؛ فإنّ مفاتيح العملية الإبداعية تصبح حاضرة في يد الكاتب."، ولذا، قلنا بأنَّ المكان هو الركيزة الأساسية لكل الفنون، ليس هذا فحسب، ولكنه الباب الذي يلج من خلاله المؤلف لعالم الجمال الإبداعيّ، حيث يتحول المكان إلى نظام من الدلالات تدور حوله بقية العناصر المشكلة للجنس الأدبيّ. إن الدلالات التي يمنحها المؤلف للمكان تمكنه من أن يجعل من العمل الإبداعي عالما موازيا للحقيقة المادية التي ينبني عليها النص، ولذا يتوجب على الكاتب أن يغوص في أعماق المكان باحثا عن أيقوناته التي تجعل منه مكانا فريدا لتجربة نوعية تستلب القارئ وتحرك فيه شهوة التأويل فــ "الدلالات التي يمكن أن يمنحها الكاتب للمكان في القصة القصيرة، قادرة على خلق عالم جديد يوازي الكون الذي يعيشه، يختزله الكاتب في بضع صفحات تنطق بحيوية التجربة." إذن، تصبح المساحة المكانية التي يشغلها النص على الأوراق عالما/مكانا موازيا للعالم الحقيقي الذي يعالج المؤلف إشكالياته، فــ "المكان هنا قد يمثل الرؤية التي يشكلها الكاتب، لتتحول إلى الأرضية التي يشيد القاص عليها بناءه، ذلك أنّ المكان هنا يميل إلى أن يحوي بعض هوية البطل/الراوي، وبعض سمات الأسلوب، فيكون الواجهة التي تكشف ملامح القصة، والبوصلة التي تتحكم في توجيه بقية العناصر. ترتكز المجموعة القصصية "راوتر شيخ البلد" لــ عاطف عبيد على القرية المصرية، ولكنَّ المؤلف في مجموعته القصصية لا يقف عند الظاهر العياني للقرية المصرية، وتلك المشاهد الخلَّابة التي يندهش من رؤيتها أهل المدن، حيث الطبيعة الصافية والمساحات الخضراء التي تتجاوز حدود البصر، وينشغف الفؤاد لعذوبتها، ويتمايل الوجدان عصفورا متراقصا على أفانين رقتها. من زاوية مغايرة، وبأسلوب عصري، وبلغة تتواءم مع موضوعها وشخوصها، ينسج عاطف عبيد مجموعته القصصية "راوتر شيخ البلد". هذا العنوان الذي يحيل – وفق تركيبيته اللغوية – إلى دلالتين: الأولى، دلالة رقمية/عصرية، ونعني بها: الفضاء الإنترنتي الذي احتل العالم من أقصاه إلى أدناه، وهذا ما اختزله العنوان في مفردة راوتر. أما الثانية: فتحيل إلى الأصالة وتجذر الهوية في عمق القرية المصرية، وهذا ما يحمله التركيب الإضافي في مفردتي: "شيخ البلد"، هذا المسمى الشرفي يستحيل إلى أيقونة تختزل بداخلها تاريخ القرية المصرية وعمقها الهووي. ولكن مفردة "الراوتر" بما تحمله من دلالات ومضامين تحاول أن تفرغ التركيب الإضافي "شيخ البلد" من مضامينه ودلالاته، فإن كان العنوان "راوتر شيخ البلد" يحمل – وفق ترسيمة صفحة الغلاف، وقراءة الفاتحة على روح صاحب الراوتر- شيئا من السخرية، لكنه – في الحقيقة – يشير إلى صراع على الهوية، وكأنَّ كل مفردة بما تحمله من دلالات تحاول إزاحة الأخرى عن حيز العنوان لتبرز هويتها، فالصراع على الهوية – وإن غلفه المؤلف بشيء من السخرية – يتبدّى للقارئ من عنوان المجموعة القصصية. إنّ القرية بوصفها جزءًا من العالم، فهي في حركة دائمة ومستمرة، وعلى هذه الحركية والتغير الثقافي بنى عاطف عبيد مجموعته القصصية معتمدًا على المفارقات، والدهشة،، والنهايات المفتوحة، ومارس لعبه السردية مخاتلا بها القارئ بداية من العتبات النصية. فأول لعبة مارسها المؤلف على القارئ إيهامه في العتبة الثالثة، أنّ كلّ هذه القصص من وحي خيال المؤلف، وهذا غير الحقيقة المختزلة في عتبة الإهداء، حيث يقول: "إلى أخي أحمد: رحلتَ يا صديقي وتركت كلَّ الحكايات في صدري وحيدة."؛ فوجود أحمد يجعله راويا مشاركا للمؤلف في بنية الحكايات/ المتوالية القصصية، وأكبر دليل على ذلك: ارتكاز بعض النصوص على أحمد بوصفه شخصية مشاركة في بنية الحكاية. وهنا يؤدي السرد وظيفة إنسانية، فأحمد الذي غيبه الموت عن العالم، أوجد له المؤلف مكانا/ عالما موازيا في البنية السردية للمتوالية القصصية، فكما مارس الموت عنفه على أحمد وأخرجه من حيز العالم، يمارس المؤلف – هو الآخر – عنفه على الموت بأن يخلق مكانا موازيا(متخيلا) تنوجد فيه الشخصية التي غيبها الموت. "لا تبحث عن هذه القرية على خرائط جوجل، فكل الحكايات خرابيش مبعثرة على جدار روحي البحري. ولا تسأل عن طريقة ترتيب القصص في الكتاب.. فلا توجد خرابيش مرتبة." يحاول المؤلف تغييب قرية بعينها عن خيال القارئ، بيد أنّه مارس البحث عنها على خرائط جوجل في قصة "فوزية. وحدة المكان/ القرية جعلت من المجموعة متوالية قصصية تنشأ كلها على قاعدة مكان واحد، قرية بعينها. لكنّ المؤلف يضمّن العتبة الرابعة رسالة للقارئ: أنّ تلك القرية التي تدور فيها أحداث المتوالية القصصية، ليست هي التي تخمنها/تعتقدها، وهنا يضع المؤلف مسافة بين الواقعي والمتخيل. وإن كانت هذه الرسالة مشفرة، فلكل شفرة مفاتيحها/مؤولها السيميائي في النص، ومفتاح الرسالة المشفرة قوله: "على جدار روحي البحري"، تلك الجملة التي استلبها الشعر من السرد فكثف دلالتها وجعل منها مؤولا لمضمون الرسالة الفنية التي يبثها المؤلف للقارئ. إذن، نحن أمام قريتين: الأولى (حقيقية) تشغل حيزًا في الواقع، أما الثانية: (متخيلة) تتراءى على مرايا الذات، التي ترقب تحولات المكان/ القرية متتبعة تاريخها من المصطبة الطينية إلى المصطبة الفيسبوكية. وهنا يتحقق ما قاله بول ريكور عن "التراكم -والابتكار"، فالتراكم هو الصورة الحقيقية المختزلة في الذات الإنسانية، والتي تنعكس من الواقع على مرايا الذات بصورتها الحقيقية، ولكنها عند دخولها حيز العالم التخييلي تتحول من التراكم إلى الابتكار، ويعني الأخير أن البنية السردية التي يطالعنا بها المؤلف – وفق ما قاله ريكور – هي بنية متخيلة مبتكرة ومتحولة عن الصورة الحقيقية للواقع. وهذا ما فعله عاطف عبيد، فالحكايات التي تكونت منها المتوالية حفزها المؤلف وشحنها بمضامين تكشف لنا النقاب عن حقيقة القرية وتحولاتها، وتنقل لنا الأجواء النفسية والاجتماعية للشخوص... وفق العقد المشترك بين القارئ والمؤلف والذي ينص على" اللي أوله شرط آخره دهشه." تأويل الزمن الماضوي في أفق الحاضر: في قصته الأولى "نظارة طبية" والتي كان فيها الراوي طفلًا، لا يعي ماهية الأمر، ولا ما يعانيه والده من انكسار بعد أن ترامى إلى مسامعه أن ابنه يعاني ضعفا شديدًا في عينيه وتلزمه نظارة طبية. هذه الانكسارات التي نلحظها في جمل بعينها في القصة مثل: [رجع أبي وترك ذهنه في عيادة الطبيب/ دخلنا الدار وقد قرأت أمي كلَّ شيء من وجه أبي/ كنت أفتش عن موهبة تعوض له الشقاء الذي سيلقاه في دنياه/ دخل أبي في نوم مرة أخرى حتى الصباح]، هذه الجمل التي تدل على الشروخ التي تصدع منها قلب الوالد على ولده، لم يكن يفهمها الطفل آنذاك، ولكن عندما تماهى الراوي مع السارد/ المؤلف في الزمن الحاضر تم تأويل المشهد الماضوي في أفق اللحظة الراهنة... والذي يدفعنا إلى هذا القول، أنّ الطفل لم يكن يعرف لماذا دخل يوسف – عليه السلام – السجن، وعندما سأل أباه عن السبب تهرَّب منه قائلا: "اذهب ونم الآن، وعندما تكبر ستعرف." تنطوي قصة "نظارة طبية" على سؤال ظاهر وإجابة مضمرة ومنطمرة في بنية الحكاية. أما السؤال: هل تتميز عن زملائك بأي شيء؟ فلم أرد ولم ينتظر هو الرد. ولكن بعد أن حكى الأب لابنه قصة يوسف – عليه السلام – بشكل مسرحي، قلّد الولد أباه ومَسْرَح الحكاية هو الآخر أمام الأطفال، وغير نبرة صوته، كان يعلم أنَّ أباه يسمعه من وراء الشباك. هذا الحماس الذي انتاب الطفل يحمل إجابة سؤال أبيه: أنا حكَّاء/قصاص يا أبي، وهذا ما انماز به عن زملائي. التناص بين البناء السردي والاحالات المرجعية التراثية: ترصدت بعض النصوص في المجموعة القصصية "راوتر شيخ البلد"، فوجدت بها/فيها قواسم مشتركة بين قرى مصر، من حيث موضوعها وشخوصها وإحالاتها، بينما تنماز كل قصة بخصوصية تحفظ للمكان فرادته وتميزه عن غيره، وهذا يدل على مدى التشابه بين قرى مصر في نمطية المعيشة، وهذا يجعل من قرية الراوي/السارد نموذجا أيقونيا لكل قرى مصر، أو بالأحرى أن تلك التحولات التي يرقبها السارد على مرايا قريته تصدق على جميع القرى، وهذا ما يجعل من هذه النصوص قصصا شعبيا ينطلق من المخيال الجمعي التأويلي للفلاح المصري. "وما يميز الحكايات الشعبية أنها صادرة من فئة معينة، وهي فئة الفلاحين الذين برعوا في صياغة الحكايات ونسجها في قالب شفاهي من جهة، وفي سردها وحكايتها شفويا من جهة أخرى. ولا ريب أن العقلية المقترنة بالطبيعة والقوى الخارقة والمجتمع الزراعي والأسرة الممتدة، تستطيع أن تصوغ حكايات تتعلق بالأرض والعلاقات الاجتماعية المتبادلة بين أفراد المجتمع، ومن البدهي أن تلك العقلية تتمكن من نسج خرافيات يهيمن فيها البطل المطلق الذي ينتصر بمؤازرة القوى السحرية، مثل الأداة السحرية التي تجسد شكلا رمزيا ومادة لغوية، تتولد من علامات متحولة عن كينونتها وماهيتها، وفق القالب الحكائي، وتتضمن الحكايات الشعبية- كذلك- المعتقدات وطرق الشعوذة وقصص الحيوانات."، ومن هنا نستطيع القول: أنّ مثل هذه القصص عندما تتشظى في بنية سردية، فهذا يعني أنّ العمل الإبداعي الذي يستدعي هذا النمط من القصص تناص مع التراث في صورته الجمعية، ثم يتم تحوير الحكاية وتأويلها من – وفق سياقات خاصة – من مكان لآخر، ولكن تظل النواة السردية والمضامين واحدة في كل هذه النصوص. فقصة "البغل" التي تشي – في عموميتها – عن روح ساكنة في غرفة واسعة في البيت، وهي روح الجد الذي عصرت رأسه، واختلط دمه بالزيت، وظل البغل الأعمى يؤدي مهمته، يدور ولا يأبه أو يلتفت لهذه الرأس التي طحنت. نسجت حول هذه الغرفة حكايات وخيالات أسطورية، وحرِّمت هذه الغرفة على الجميع، وانفصلت عن البيت، فقد اعتقد الجميع – بفعل سحر الحكايا – أن كل من يقترب أو يبيت ليلة في هذه الغرفة – حتما – سيموت. لا ننكر أنّ قصص الجن والعفاريت والأرواح التي تسكن الأماكن وتحتلها، وتحرمها على الإنسان سردية منتشرة ومتشظية في التراث الشعبي المصري، ولكن هل استدعى عاطف عبيد هذه السردية الشعبية – بسياقها الخاص الذي يحفظ لقريته دورها في تحوير الحكاية – فحسب؟ أم وظَّف المؤلف هذه الحكاية لمقصدياته وحملها مضامينه وأفكاره ورؤاه؟ بالطبع، هذا ما فعله المؤلف- إذا اعتبرنا حكاية "البغل" في المتوالية القصصية تناصا مع التراث الشعبي – فقد جعل المؤلف من "البغل" رمزا للجهل، وأراد أن يفكك هذه السردية، بنوم الطفل في الغرفة، ولم يحدث له شيء، فهو هنا تناص مع السردية وفككها، وجعل من "البغل" رمزا للجهالة، ليس هذا وحسب، ولكنه حدد – عبر جملة السردية الواعية – المساحة الكبيرة التي تهيمن عليها مثل هذه السرديات، فقد بدأ القصة بجملة عبقرية "في دارنا الضيقة"، ثم يبتدر الفقرة الثانية بجملة أكثر عبقرية من الأولى: "غرفة البغل أوسع غرفة في دارنا"، والثانية تحيل إلى مدى تأثر الوعي الجمعي بمثل هذه السرديات من خلال علاقة التقابل بين: (ضيقة – أوسع). ليس هذا فقط ما فعله المؤلف، ولكنه استدعى عاطفة الأمومة، عندما تخطت الأم هذه المخاوف وتسللت ليلا لتؤنس طفلها في وحشة الليل عندما تناوشته الأوهام. بل جعلك عاطف عبيد – بوصف المتوالية القصصية بنية كبرى – أن تعقد مقارنة بين أبٍ تسلل الحزن إلى قلبه مخافة أن يفقد ابنه البصر، وأب ضحَّى بابنه ليختبر غرفة "البغل" وجعله عرضة للموت. إذن، التناص مع التراث الشعبي تيمة متحققة في مثل هذه السرديات، ووظيفة المؤلف أن يطوع هذه السرديات لقصدياته ومضامينه ورؤاه. لقصة "هلالة" صور مماثلة في الحكايات الشعبية/التراثية، فــ "هلالة" امرأة وحيدة لا سند لها ولا معين، ولا عائلة ترتكن إليها وقت الحاجة والنصرة، فهي تعيش على الهامش، ومثلها تنسج حوله الحكايات، وربما يوقعها القدر أن تكتشف سرا يهدد رؤوس القرية، فيلصقون بها التهم للخلاص منها. ولكن الجديد الذي فعله عاطف عبيد في قصة "هلالة" من الناحية الفنية أنه، جعل القصة تتضافر مع البنية السردية للمتوالية القصصية، لتكون "هلالة" رمزا للمهمَّشين الذين يمارس عليهم العنف السلطوي داخل القرية، ويتحملون أوزار غيرهم، حيث لا سند ولا نصير. اصطفى المؤلف للشخصية اسما مُرَمَّزًا يحمل سمتها الجسماني دون أن يكاشفنا به، فهي تشبه الهلال في تشكله وتقوّسه وضعفه وشحوبه، وهذه السمات الجسمانية تحيل – مباشرة – إلى الانكسارات النفسية التي تعانيها الشخصية. ثم تأتي المفارقة العجيبة – والتي ستحول قصة هلالة إلى منظومة من الرموز منفتحة على التأويل -: " من سطح البيت المجاور صرخت مسعدة المسيري أن هلالة ليست بالداخل...سألوها أين ذهبت؟.. قالت: قتلتوها ودفنتوها الأسبوع اللي فات، عايزين منها أيه تاني؟! إنّ المفارقة سمت ملازم لنهايات المجموعة القصصية "راوتر شيخ البلد"، فقد قطع المؤلف على نفسه عهدًا بذلك: "اللي أوله شرط آخره دهشة". في قصة "هلالة"، ينتظر القارئ (وفق سياقات الحكاية) لحظة هجوم أهل القرية على هلالة وقتلها، وهنا تحدث المفارقة الغريبة، أنهم قتلوها منذ أسبوع؛ هنا تتحول القصة عندي إلى مشهدية رمزية تنفتح على احتمالات تأويلية كثيرة: فربما تكون مسعدة المسيري رأت واقعة القتل حقيقة، فانتابها الخوف وتحطّم قلبها على جارتها، فيعاودها هذا المشهد المأسوي في الحلم. وربما هذه المفارقة تشير أنّ قصة هلالة لن تنتهي، فكل امرأة لا نصير ولا سند لها تصير هلالة تحت وطأة العنف الذكوري في القرى. تحولات القرية في الفضاء الرقمي: إنّ التحولات التي ترصدها المجموعة القصصية للقرية المصرية، لا تتوقف أو تكتفي بالعوالم الافتراضية وما صنعته من تحولات في الهوية القروية، فثمة إرهاصات وتحولات انتابت القرية قبل دخول الانترنت وعوالمه الافتراضية عليها. حيث تشير مجموعة من النصوص إلى هذه الإرهاصات ومنها: "طبلية فورمايكا"، و "الباب والسلك" و "تنظيم السيدة الشقراء" و"عمي حافظ". تشير -على سبيل التمثيل لا الحصر- قصة "عمي حافظ" سمكري البوابير إلى تحول من التحولات التي تعرضت لها القرية، فمن الفرن إلى البلدي، إلى البوابير، ثم الغاز، وكأنّ عاطف عبيد يؤسس بناء هندسيا أو بنية سردية ترصد تاريخ القرية المصرية وتحولاتها ليس في جانبها السلبي فحسب، ولكن في جانبها الإيجابي – أيضا- فليس كل دخيل على القرية يهدد هويتها. أما عن وسائل التواصل الاجتماعي – التي احتلت جزءًا كبيرا من جسد المتوالية القصصية- فقد تحولت معها القرية تحولا هائلا فرَّغ الأشياء والمعاني من مضامينها وقدسيتها. ففي قصة "راوتر شيخ البلد" يبتدر المؤلف النص بمنشور فيسبوكي يحمل خبر وفاة شيخ البلد على صفحة القرية. لم يخل المنشور من همز وغمز وتلميحات على المتوفى. بطريقته الساخرة يطلق المؤلف جملة على لسان المؤذن: "الأستاذ بكري العلواني مدير صفحة البلد على الفيس بوك: أغلق التعليقات بسرعة يا بكري!. انتهت مراسم العزاء في العاشرة مساء اليوم، اقترب محمود العيسوي من عثمان ابن المرحوم. همس في أذنه: وصلنا إلى 30000 مشاهدة لفيديو العزاء على صفحة البلد على الفيس بوك، واطمئن، كنا قافلين التعليقات وكله تمام. تغلف القصة روح الفكاهة والسخرية، وكأنّ عاطف عبيد اتخذ من أيقونة الفكاهة حركة مضادة يجابه بها مأساة الواقع، لتحدث حالة من التوازن في البنية السردية بين المأساة والملهاة. إنّ ما تنطوي عليه قصة "راوتر شيخ البلد" عملية تهشيم لكل ما هو مقدس في القرية المصرية؛ فالحزن له وقاره، والموت له هيبته وقدسيته، ولكنه استحال في فضاءات العوالم الرقمية إلى مجموعة من اللايكات والمشاهدات على صفحات الفيس بوك. قررت العائلة تركيب راوتر سريع على باب الدار يقدم خدمة الإنترنت مجانا دون كلمة سر، ويكتب بجانب الراوتر: "الفاتحة والدعاء للمرحوم صاحب الراوتر" حيث يتقاطع الفكاهي مع المأساوي مرة أخرى، ويجبرك عاطف عبيد أن تضحك وتبكي في آن، فلم يزل يعالج انكسار الهوية بمزيد من السخرية والفكاهة. لم تقف حدود التخييل المشهدي عند عاطف عبيد إلى هذا الحد، ولكنه صنع نهاية مأساوية... حيث خرج الراوتر عن دوره الوظيفي إلى آلة للتجسس على أخبار الناس وأحوالهم، وقد تكفلت جهة معينة بدفع قيمة الاشتراك وشحن الباقة، باتفاق مع شيخ البلد وولده عثمان: "نحن الذين ندفع تكلفة الإنترنت، بالاتفاق مع عثمان أخيك. والدك كتب لنا وصية أن يظل ينقل لنا أخبار البلد حتى بعد موته." من المتلاحظ عند عاطف عبيد، أن متواليته تنماز بما أسميه: "الجملة المؤسسة للنهاية" ومن هذا القبيل جملته: "وقد ظهر من ضمن المشيعين رجال من خارج البلد" فهذه الجملة جملة احترافية، إذا عقدت بينها وبين النهاية علاقة، لتصبح هذه الجملة – التي ربما يحسبها القارئ زائدة عن البنية – تمهيدا وتأسيسا لنهاية غير متوقعة، وهذه الجمل المؤسسة للنهاية متشظية في المجموعة القصصية "راوتر شيخ البلد" لعاطف عبيد. كما فقد الموت هيبته، فقدت العلاقة الزوجية قدسيتها، حيث تبادل المصلون مقاطع فيديو وصور لــ [كريم ومريم] مسربة من غرفة نومهما. تم التسريب بمعرفة الزوجين. لم يزل الكاتب يرتكز على المفارقة، ولكن الأخيرة في قصة جمعة مباركة- تنبني على جدلية المقدس والمدنس، فيقول: "فإنّ خطيب الجمعة تحدث في خطبته عن فضل شهر رمضان، وبينما أحاديث الصيام تطوف في سقف المسجد، كان المصلون يتبادلون فيما بينهم مقاطع الفيديو بين مريم وكريم. إيقاع الزمن في البنية السردية: بوصف المتوالية القصصية "راوتر شيخ البلد" بنية واحدة، فعلى هذا الأساس ارتكزنا في عملية التحليل منذ البداية، فالزمن يتوزع في البنية على نمطين: في القصص التي تخلو من الفضاء الرقمي يتخذ الزمن مسارا طبيعيا هادئا متوائما مع طبيعة القرية قبل أن تنكسر هويتها، كما في قصة "نظارة طبية" و "الشباك البحري" و "الحمير". وعندما تشتبك البنية مع الفضاءات الرقمية تتغير حركية الزمن ويمتد أفقيا بشكل متسارع، كما في قصة "العجل هد المصطبة" فقد بدأ الزمن هادئا بطيئا متناغما مع طبيعة القرية. فكان "جنكيز" ربيب عبد الصمد يلقح البهائم، حيث تأخذ كلّ بهمية ثلاث مرات ليتأكد صاحبها من تمام الأمر. ولكن عندما تولت ابنته نيفين – التي تدرس الأدب الفرنسي في آداب طنطا – وضعت شروطا مغايرة لما تعارف عليه الناس، وأصبحت تطلب مقابلا ماديا، ورفضت الهدايا العينية، وأعلنت على مجموعة واتساب سعر كل تعشيرة، ووضعت رقم فوادفون كاش وإنستاباي، ليدفع الفلاحون ثمن تعشير جنكيز العجل لبهائمهم الجديدة." فمن ثلاث مرات، والتفاف الصبية وتصفيقهم، وغمز النسوة، وفرحة صاحب البهيمة بتمام الأمر، ونصائح عبد الصمد المجانية، كل ما سبق كان يتم في نسق زمني هادئٍ يتناغم مع طبيعة الناس والقرية. وعندما تولت نيفين الأمر تغير إيقاع الزمن إلى حركية متسارعة مفرطة. في قصة "4 دراجات" يتجلى إيقاع الزمن بشكل تراتبي متصاعد، وما أعنيه هنا: الزمن الطبيعي (الخارجي) الذي تم استدخاله – بفعل الحكي واستعادة التاريخ – في القصة. فقد استعاد بل استنطق المؤلف هذه التواريخ: [1973/ 1978/ 1986] وأتمها بالراهن: [2024]. حمّل عاطف عبيد كل تاريخ قيمة معينة، لم يستظهرها، ولكنه أضمرها ثم أشار إليها من بعيد. فمع تاريخ: [1973] ذكر سقوط طائرة العدو في قرية سخا، ثم ركّز المؤلف على هذه الجملة السردية: "اتفقت جميع الحكايات أنّ الطيار الصهيوني خرج من غيط الأرز بأعين مكسورة."، ثم ألمح أنّ شباب القرية ذهبوا إلى "سخا" بدرَّاجات تحمل ماركة "نصر". ومن هنا يحمل تاريخ: [1973] -عند تفكيكه -قيمتين: النصر، والإنتاج. أما تاريخ: [1978] تضاعف فيه عدد الدراجات في القرية حتى وصل إلى ثمانين دراجة، ولم نزل في نشوة النصر، ولكن كلّ هذه الدراجات تتوجه إلى مقهى (توحة)؛ لتتذوق عصير اسمه "بست" بطعم التفاح. وهذه أيضا صناعة مصرية، إذن يحمل هذا التاريخ قيمة الانفتاح. وفي تاريخ: [1986]، دخلت سيارة نقل بصندوق مرسوم عليه قطعة شكولاته، تكاد تسيح من حر يوليو. تحمل السيارة دراجة فاز بها رفعت العمروسي من شركة "بم بم" تلك الشركة التي استحوذت عليها إحدى الشركات الأجنبية. يحمل هذا الزمن انكسارا وتراجعا... فمن الإنتاج إلى الانفتاح ثم الاستهلاك. في تاريخ: [2024]، وفي إحدى صباحات يوليو، كانت صفحة القرية على الفيس بوك تنقل بثّا مباشرا عن سباق به أكثر من مائتي دراجة يركبها فلاحون لم تشتبك ملابسهم مع التروس... فمن النصر إلى الإنتاج ثم الانفتاح إلى الاستهلاك والإلهاء. فالتاريخ الذي ابتدره المؤلف بــ 1973 يمتد أفقيا وفق حركية الزمن إلى 2024، ثم يتجلى زمن آخر، وهو الزمن النفسي الذي يحمل انكسارات الهوية، هذا الزمن يسير عكس اتجاه الزمن الطبيعي بحركة مضادة فهو يعود إلى الوراء ولا يتقدم، وهذا التوتر بين الزمنين ولّد إيقاعا يحمل انكسارات الهوية وتحولات المكان. لغة المتوالية القصصية بين المعيارية (الفصحى) والعامية: توزعت اللغة في "راوتر شيخ البلد" على نمطين: الأول، المعيارية (الفصحى)، وهذا النمط هيمن على جسد المتوالية القصصية إلا قليلا، لكن عاطف عبيد كان يعتمد من اللغة المعيارية أبسطها وأيسرها؛ لتحدث حالة من التوازن بين طبيعة القرية واللغة، كما في قصة: "جلابية فلاحي" حيث يقول: "بعد أن مرت سعدية بنصف ساعة، مر علي خضير ابن عمي، مرتديا جلابية فلاحي، طول عمري أحسد خضير على تمسكه بالغيط والأرض، واليوم ضحكت وأنا متلبس بحسد جلابيته الفاخرة. وبينما أنا مشغول في حسد الجلابية باغتني بسؤال." هذه اللغة لم تتخل عن معياريتها ولكنها تدلّت من عليائها وتنازلت عن أبهتها وامتزجت بطين القرية، كما كان يقول عمنا نجيب محفوظ عن لغته: "فصحى لابسة ملاية لف" بينما تتصاعد هذه اللغة في مواطن كثيرة في المتوالية القصصية، حينما يطلق العنان للسارد حال التوصيف والتأسيس، كما في قصة "الحمير" حيث أسس المؤلف لطائفتين من الناس، قبل دخوله على الحكاية فيقول: "قبل أن تزرع أعمدة الكهرباء في شوارع البلد كانت ليالي القمر محسوبة بدقة.. الذين يعملون في الظلام يعرفون متى يغيب القمر فتحبك الخطط وتدار المكايد، والذين يتعطشون لمنظر الشوارع وقد لعب القمر برأسها فجعلها نورا بلا شمس أو حرارة، أولئك أيضًا يعرفون متى يأتي القمر."، حيث يفرّق المؤلف بين طائفة تحسب ليالي القمر بدقة، وحال اختفائه يمارسون أفعالهم وينفذون خططهم، وطائفة أخرى تنتظر القمر حالما يتجلى بنوره: "في تلك الليالي القمرية تسمع الأصوات في كل الشوارع حتى أوقات متأخرة من الليل.. أي بعد العاشرة مساءً كأنّ الناس قد نسوا أعمالًا تنتظرهم بغيط كوم حسين أو الخمسات." وفي أحايين كثيرة في المتوالية القصصية تصل اللغة إلى حد الشعرية البسيطة، خاصة في حالات التوتر في الديالكتيك المتصاعد بين القرية والمدينة، فيقول في قصة طبلية فورمايكا "سيارة أبو المعاطي هي الرابط الوحيد بين بلدنا ومدينة كفر الشيخ. وكما تنقل عجلات سيارة أبو المعاطي بعض طين البلد إلى أسفلت كفر الشيخ، تعود العجلات من كفر الشيخ وبها بعض المدينة عالق في عجلاتها، حتى أصبحت المحطة في البلد أقرب ما تكون إلى المدينة." أما النمط الثاني: فهو استدخال المؤلف اللهجة العامية خاصة في الحوار بين الأشخاص الذين تعمد المؤلف أن تكون لغتهم في البنية السردية بالعامية المصرية. إذا كانت المعيارية الفصحى هي السقف الأعلى للغة، بل تصل إلى حد القداسة، ولم تكن عاجزة – ذات يوم – عن وظيفتها، بيد أن اللهجة المصرية تحمل نسقا ثقافيا خاصا يستبطن تاريخية هذا الشعب؛ ولذا كانت لغة الحوار (بالعامية المصرية) كاشفة عن مضمرات الشخصية المصرية، وهذا ما نلحظه في الحوار بين هلال وأمه، عندما عاد هلال ولم يتمكن من ركوب الباخرة، ودق الباب على أمه، فتوهمت أنه عفريت (سعداوي) المقتول، فتقول: "هلال مين يا ابن الكلب؟ أنت عفريت سعداوي...روح مكان ماجيت أحسن لك... قال: أبوس إيدك يا امّه افتحي...أنا والله هلال ابنك. برضو هتقولي هلال... روح دور على اللي قتلك ياكلب.. هلال ابني سافر ومش راجع غير أما يبني لنا دار في الواسع ويشتري لي تلاجة "إيديان" ببابين."، هذه اللغة كاشفة عن الشخصية وتأثرها بالمخيال الجماعي المؤطر في الخرافات، كاشفة هذه اللغة عن انكسار الشخصية وضعفها وعوزها وأمنياتها البسيطة. كما تكشف اللهجة العامية عن مضمرات جنسية وثقافية تخص الواقع القروي، كما جاء على لسان بهية عندما تلكّأ جنكيز (العجل) عن عملية التعشير:"هي الخيبة وصلت لجنكيز كمان". سير المهمَّشين في "راوتر شيخ البلد": رصدت المتوالية القصصية سير المهمَّشين في القرية، وهذا ما يجعلنا نقول: أن عاطف عبيد حاول أن يغطِّي القرية – قدر المستطاع – من زوايا مختلفة، وهذه ميزة أخرى تنضاف إلى جماليات هذا العمل. وهذا متلاحظ في قصص بعينها مثل: [هلالة/ صميدة/ زفارة/ الحذاء/ من يوميات عيسى مهدي]، فلم تكن هذه الشخصيات – بوصفها مهمشة – بعيدة عن التحولات التي لحقت القرية، فــ "عيسى مهدي" يعرض ابنه عليه الزواج فيرد عليه قائلا: "اشحن لي باقة نت محترمة، مفيش بعد اليوتيوب ونس يا عبد الحليم." كما ترصد المجموعة القصصية عذابات نفوس المهمَّشين، وقد رأينا هذا جليا في قصة "هلالة"، كما نلاحظه في قصة "الحذاء"، والتي يبتدرها المؤلف بخبر وفاة إبراهيم عسران على صفحة الفيس بوك. لاحظ المغسل تورم القدم بسبب الحذاء الضيق، فطلب من ابن إبراهيم عسران أن يأتيه بحذاء أبيه، فاكتشف المغسل أنه يرتدي حذاء أقل من مقاسه بنمرتين. يتحول الحذاء وصاحبه إلى حمولة رمزية مكثفة في بنية الحكاية البسيطة، فربما تكون الدنيا هي الحذاء الذي ضاق على صاحبه، وربما يكون التورم هو المعاناة، وهذا يعني أن إبراهيم عسران كان يعاني ألما وربما انكسارا وربما بخلا، وأعني بالأخير: أن يبخل على نفسه لضيق أفقه أو من أجل الآخرين، ولكنه في النهاية لم يكن يشكو ولا يتألم، وبهذه الجملة الشعرية المكثفة ختم عاطف عبيد القصة: "قال متولي باكيا: كان كتوما طوال حياته، قليل الشكوى، جاء إلى الدنيا ورحل منها، ولم يعرف أن البراح كان على قرب نمرتين زيادة في حذائه الضيق.
______________________ المصادر والمراجع: - أسامة عزت شحادة، تجليات المكان في قصص: "أحمد يوسف عقيلة"، مجلة كلية التربية-جامعة الأقصى، ع2، 2016. - خولة الوادي، السرد الحكائي في القصة القصيرة الفلسطينية، مجلة جامعة النجاح للأبحاث والعلوم الإنسانية، مج 27/10، 2013. - عاطف عبيد، راوتر شيخ البلد، بتانة للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 2025.
#محمد_عبدالله_الخولي (هاشتاغ)
Mohammed_Elkhooly#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجليات السريالية في الشعر العربي المعاصر: سلطوية اللاوعي وته
...
-
تفكيك البنية السردية في رواية -السيدة الكبرى-: ديالكتيك الظا
...
-
التمثيل التاريخي في فضاء الرواية العربية الحديثة
-
الإبداع السِّيَري الخروج على منطق السِّيرة -التحديق في الشرر
...
-
تجليات الشعر وفضاءات التجريب: تحولات الشعرية العربية
-
الحضور الشعري واشتغاله البلاغي في فن المقامة
-
قصيدة النثر من الحقيقة إلى التحقق -تحولات النص وفضاءات التجر
...
-
تيارات الوعي وتفكيك المركزيات حلم الأنا وسلطة الواقع – دراسة
...
-
اللُّغَةُ مَوْضُوعَاً شِعرِيَّاً- الشاعرُ مُحَمَّد عبدالسَّت
...
-
تجلياتُ السردِ في البناءِ الشعريّ- قصيدة -كُلْ بِعَقْلِي قطع
...
-
سردية الذات وقلق الهوية في قصيدة العامية المصرية ديوان- مخطو
...
-
شعر الفصحى: ديالكتيك الشكل وماهية الجنس الأدبي -دراسة تطبيقي
...
-
قراءة نقديّة في كتاب -النقش على سطوح سائلة: مقالات في الثقاف
...
-
تيارات الوعي وتفكيك المركزيات حلم الأنا وسلطة الواقع – دراسة
...
-
رؤية نقدية شارحة لكتاب -بلاغة الحواس في الشعر العربي العربي
...
-
إيقاع الزمن النفسي ودلالاته الشعورية في رواية -لازورد- ل عبي
...
-
القصة القصيرة بناء الشخصية وترميز الواقع وتقنيات ما بعد الكل
...
-
القصة القصيرة المتخيل الذاتي والتخييل المرجعي ورصد تحولات ال
...
-
تَشَكُّلَاتُ الأنا صُوفِي بين عمق التجربة وسيولة التعبير قرا
...
-
استراتيجيات التناص وآليات الخلاص من أزمة المصطلح -دراسة تحلي
...
المزيد.....
-
من فلسطين الى العراق..أفلام لعربية تطرق أبواب الأوسكار بقوة
...
-
فيلم -صوت هند رجب- يستعد للعرض في 167 دار سينما بالوطن العرب
...
-
شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود
...
-
ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
-
جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
-
مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم
...
-
-العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
-
اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
-
بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
-
رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس
...
المزيد.....
-
مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
زعموا أن
/ كمال التاغوتي
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
المزيد.....
|