أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبدالله الخولي - سردية الذات وقلق الهوية في قصيدة العامية المصرية ديوان- مخطوطات لحفيدي- ل محمد الشهاوي -أنموذجا-















المزيد.....

سردية الذات وقلق الهوية في قصيدة العامية المصرية ديوان- مخطوطات لحفيدي- ل محمد الشهاوي -أنموذجا-


محمد عبدالله الخولي
كاتب/ ناقد/ باحث

(Mohammed Elkhooly)


الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 21:18
المحور: الادب والفن
    


يتداخل السرد مع الشعر منذ ردح طويل من الزمن، ويظل الشعر – رغم هذا التداخل - متماهيا مع ذاته محتفظا بخصائصه؛ لينطمر السرد بآلياته في معمارية النص الشعري، ويفعّل الشعر سلطته على النص مهمينا على أدائية التمثيل اللغوي " فاللغة الشعرية يتحدد وجودها في ذاتها بعيدة عن أي وسيلة أو أداة للتواصل العادي، فتتحقق ذاتيتها وغنائيتها وهي مستغنية عن كل وجود خارجها." ومن هنا يختلف الشعر المتماهي مع ذاتيته الجنوسية عن السرد الذي يتوسّل بالعالم/ الواقع بوصفه أداة للتواصل بين السرديات – بشتى مستوياتها- والمتلقي "إلا أنّ ذلك لم يمنع من وجود مفارقة داخل بعض النصوص الشعريّة في حضور الفن السردي وانتظامه بشكل بارز وخاص، وكثيرة هي النصوص الشعرية التي أدمج فيها مبدعها بين السرد والشعر." ولكن اختلاف تقنيات الكتابة السردية والشعرية - في واقعنا المعاصر- سمح بالتداخل بين الجنسين: الشعر والسرد بصورة تشبه التماهي بينهما "فنرى القصيدة التي تعتمد على الحكاية اعتمادا كليّا، بحبكتها وشخوصها، وحواراتها، وأبعادها الزمنية والمكانية، مما يفتح للنص أبوابا كثيرة للتأويل الشعري.
لم يعد التداخل بين الشعر والسرد مناطا بأشراط/ حدود فنية تسمح ببروز أحدهما عن الآخر في البنية النصيّة، ولكن حدثت حالة من الانفتاح بين الجنسين سمحت لكليهما باستدخال الآخر في بنيته التركيبية، وهذا الانفتاح طوّر من آليات استدخال السرد في البناء الشعري، حيث أصبح السرد في كثير من القصائد مرتكزا تنبني عليه القصيدة في كليتها، بل يتجاوز هذا الانفتاح القصيدة ليهيمن على ديوان شعري بأكمله من بدايته حتى آخر جملة شعرية فيه، كما فعل الشاعر محمد الشهاوي في ديوانه: "مخطوطات لحفيدي" حيث ارتكز الديوان على السرد/ الحكي من أول سطر شعري فيه، وظل السرد متداخلا مع بنية الديوان حتى نهايته، وكأنك أمام سردية روائية يمارس فيها الروائي دور الشاعر، ويتحوّل الأخير إلى سارد يمهر فعل الحكي بلغة شعرية متعالية تحفظ للنص خصائصه الجنسيّة؛ ليبقى الشعر مهيمنا بسلطته على النص ولغته التي تفيض – أساسا- من فضاءات الجمالية الشعريّة، فاقتحام السرد جسد الديوان لم يفقد الأخير جوهره الفني الذي يرتكز عليه.
ينفرد ديوان: " مخطوطات لحفيدي" لــ محمد الشهاوي بواقع سردي مغاير ومخاتل؛ فبداية من العنوان: "مخطوطات لحفيدي" ينسرب إلى ذهن المتلقي أنه أمام سيرة ذاتية تمنح هذا الديوان خصوصية سردية، وهذا ما تؤكده مفردة (مخطوطات) و (الياء) في (حفيدي) فالأخير صورة مستقبليّة للذات الساردة/ الشاعرة، وامتداد له، ولذا يريد "الشهاوي" أن يخطّ مخطوطاته ويحمّلها تاريخين: الماضي بمستوياته المتعددة في النص، والحاضر/ الراهن الذي سيتحّول ذات يوم إلى ماض، فنحن أمام زمنين ماضويين، أحدهما منطمر في الفعل (كان) والثاني (كائن) ولكنه بفعل الزمن سيتحوّل إلى ماض يتلقّفه الحفيد من المخطوطات.
يبتدر محمد الشهاوي سرديته من حقبة تاريخية مقصودة لذاتها، بما يتسق مع مضامين الذات ورؤيتها للوجود، فيستدخل التاريخ الفرعوني لمصر، ويسلّط الضوء على تعاليم (بتاح حتب 2500 ق. م) وهذه التعاليم - التي سيتشكّل في أفقها الديوان في عموميته – تستدعي التاريخ الفرعوني لمصر وما صلت إليه الشخصية المصرية – آنذاك – من رقيٍّ إنسانيٍّ وحضاري لم ترق إليه أمّة من الأمم، فقد ارتكزت الشخصية المصرية/ الفرعونية على حضارة ضاربة بجذورها في أعمق نقطة للتاريخ البشري.
يستدعي الشهاويّ هذه التعاليم في بداية الديوان بوصفها الجوهر الذي تقوم عليه الحضارة وتتأسس في أفقها بنية الشخصية المصرية، وهنا تتحول السيرة الذاتيّة إلى سيرة جماعية تنقل لنا تاريخا مشرفا للذات المصرية ووعيها بالعالم والإنسانية "وبهذا المعنى، لا تشمل السيرة الذاتية (مثل الرواية) بناء الذات فقط، لكنها تشمل أيضاء بناء ثقافة المرء- كما يؤكد لنا جريتز (1988). فالشاعر هنا يستجلي الهوية المصرية من أفق التاريخ، وكأنه يقوم بعملية (تحصين) لهذه الهوية كي لا تنطمر بفعل القوى الخارجية التي تحاول تهشيم الهويات/ المركزيات/ المبادئ/ القيم؛ فهذه المخطوطات الشهاوية تأريخ للذات، يضمن لها ديموميتها عن طريق سردية الحكي المبطّنة في حركيّة المخطوطات عبر الزمن " فالسيرة الذاتيّة تقوم بوظيفة مزدوجة. إنها، من ناحية، فعل (تحصين) باستخدام مصطلح نيلسون جودمان. بمعنى أننا نتمنّى أن نقدم أنفسنا للآخرين (ولأنفسنا) بوصفنا توكيدا ثقافيا نموذجيا أو مميزا بشكل ما." وتضمن السيرة الذاتية ديمومة وجود الذات والحفاظ على هويتها التي تمثّلت في تعاليم (بتاح حتب) والتي جاء فيها: [وأنت أيها المرء، علّم ابنك الكلام المتوارث، علّمه أولاً كلمات وحكم الأولين ليجد الفهم والعدل] تتجلّى ذات (بتاح حتب) في شخصية السارد/ الشاعر، وكأنّه يؤدي نفس الدور الذي قام به جده من قبل (بتاح حتب)، فكما ترك الأخير تاريخه منقوشا على الحجر، أراد الشهاوي أن يترك لحفيده تاريخا مخطوطا في ديوان شعري، فالإنسان من وجهة نظر الشاعر أثر وإشارة، فيقول: [لإن الواحد آخر جهده/ يبقى في طريق أحبابه إشارة/ ويتبقّى منه على حيطة الدنيا عبارة/ قررت أكتب لك] فالشهاوي هنا ينقل لحفيده زمنين: الماضي والحاضر في آن واحد؛ بغية أن يحصّن ذاته/ هويته من التلاشي والضياع.
يتماهى السارد/ الشاعر مع وصايا (بتاح حتب) ويستنزلها من أفق التاريخ ناقلا إيّاها لحفيده، ففي قصيدة: "الكنز" يقول الشهاويّ:
حفيدي حبيبي
وارث حيرة بالي وهمّي
دوّرت كتير عن كلمة
تورّيك إزّاي هتعدي الجسر لبكره
ما لقيت أصدق من كلمة .. اقرأ
اقرأ؛ هي المفتاح اللي هتعرف بيه نفسك
وتخش بنورها زقاق عمرك
هتعديك من ضيق عينك
لبراح الرؤيا وبصيرتك
كلمة اقرأ كائن حي
وشربة ميّه في عز الضيقة تخضّر صبرك."
تنحصر وصيّة (بتاح حتب) الأولى في تعليم الكلام، والأخير يعني اللغة التي تعني الهوية أولا، وبها يرى الإنسان الوجود، فاللغة شرط حتمي لتحقق وجود هذا العالم، وهي الوسيط الذي من خلاله تكتشف الذات حقيقتها وماهيتها، "فاللغة هي مسكن الكائن الحي حسب رأي هايدغر." وهي شرط وجوده، ولذا ارتكزت عليها وصيّة (بتاح حتب)، "فكلّ شيء دال بحاجة إلى لغة تعبر عنه، وهنا يشير رولان بارت إلى أنه من الصعب جدا تصور إمكان وجود مدلولات نسق، صور، أو أشياء خارج اللغة." ولما كانت اللغة/ الكلام شرط الوجود علّمها الله لآدم في الأزل قبل نزوله إلى الأرض "فإذا كانت اللغة- بغاياتها، ومضامينها – ظاهرة إنسانيّة تواصلية، وعنصرا مهما من ماهيّة الإنسان، وموسومة بهوية ذويها، فإننا نعتقد أن كل ما عدا ذلك يعد انسلاخا من مرتكزات الهوية.
تنفتح وصيّة الشهاوي على ممارسة فعل القراءة عبر اللغة لينكشف العالم لحفيده فهي الكنز الحقيقي الذي يمنح الذات خصوصيتها العرفانية في الوجود، وما قيمة الذات الإنسانية دون معرفة ينكشف بها العالم أمامها، وهل تنكشف جوّانيات العالم إلا عن طريق اللغة، فيجب على الذات أن تمارس فعل القراءة على جسد اللغة لينكشف العالم من حولها، وهذا ما يشير إليه الشهاوي في قوله:
ولولا اقرأ إزاي كنت هعديلك فكرة!
وإزاي أصورلك حبي وغضبي
واكب ملامحي في حرف يورّيك صورتي..

تقاطع الأزمنة وانكشاف الذات:
تتقاطع الأزمنة في سردية هذا الديوان؛ لتشكل نسيج (الهويّة) في فضاءات زمنية مختلفة، فلم تنبن الأزمنة في الديوان بشكل تراتبي/ تصاعدي يضمن لسردية الذات تناميها بشكل منطقي، ولكن السارد/ الشاعر استدعى أزمنة بعينها تتجلى في فضاءاتها الذات، بل تنفتح الأخيرة على ذوات أخرى تتآزر فيما بينها لتشكّل هوية تتخطّى حاجز الذات المصرية مشكّلة هويّة عربية تنفتح بها السيرة الذاتية إلى فضاء أكبر أيقوني، فلم تتوقف السردية عند زمان بعينه، ولكنها استدعت من فضاءات التاريخ أزمنة مغايرة، ولكنها تشكل في النهاية هوية واحدة "فالسيرة الذاتية ترسم لنفسها خطا سرديا تصاعديا يضمن للأحداث تعالقاتها وتواليها. ويبدو أن الترتيب الزمني عامل مهم في السرد السيري، فهو الكفيل بوضع القارئ أمام صورة إجمالية تتضمن جلَّ التحولات التي عرفتها الشخصية." ولكن عبثية النسق الزمني في بنية الديوان هشَّمت نمطية التصاعد التراتبية، وخلقت لها زمنا محايثا يستطيع القارئ من خلاله أن يستجلي جوهر الذات التي يرتكز عليها الديوان "فعلى الرغم من هيمنة الخط الزمني التصاعدي للأحداث الرئيسة التي توجّه السرد في تناميه وتوالده، نصادف بين الحين والآخر بعض الانكسارات الزمنية(...) التي توقّف تنامي السرد الأولي." فمن (بتاح حتب) وحقبته الزمنية إلى الراهن الواقعي في قصيدتي: "الكنز" و "خطّي" وهما يمثلان زمن كتابة المخطوطات، ثم ينكسر الزمن مرة أخرى ويستدعي السارد القائد (وني) بحقبته الزمنية التي استدعى معها (كيمت/ مصر) وما حققه (وني) من انتصارات، يرصد لنا السارد/ الشاعر من خلالها النصر الحقيقي للإنسان، وهو الانتصاف للإنسانيّة فيقول في قصيدته: "نشيد القائد وني من كيمت لحد أمريكا":
عاد الجيش منتصرا
لم يسرق خبزا من أي مدينة
عاد الجيش في سلام
دون أن يقلع شجرة
دون أن يقتل أعزل
دون أن يسرق عنزة."
يقفز الزمن في بنية القصيدة السابقة من (وني) - وحقبته التاريخية التي يستجلي الشهاوي من خلالها إنسانية الحضارة المصرية – إلى حقيقة الغرب وما يمارسه من همجيّة ووحشية غير آبهٍ بقداسة الذات الإنسانيّة فيقول الشهاوي:
عاد الجيش منتصرا
ومعاه دهب أطنان
دون أن يترك خلفه
إلا سجون وغبار
وشموس ناشفه في الأطفال
وآبار جافة
وتلال مـ الجثث العريانة الزرقة
وأوصت في الأمم المتحدة
بضرورة فرض حصار...."
تنكسر تراتبية الزمن مرة أخرى، ويفرض الراهن سطوته على البنية السردية في قصيدتي : "التليفون التاتش" و "عضّامة البنك" لتكون هاتان القصيدتان علامتين على هيمنة الرقمنة وطغيان الواقع المادي، وانطمار كل المؤسسات تحت سطوة الرقمنة، ليتحول الإنسان من مقام الفاعلية إلى مقام المفعولية، حيث تسعى القوى العظمى إلى دحر الذات الإنسانية ومحق هويتها، فلم يكن مقصود القوى العالمية من رقمنة العالم سوى اندثار حقيقة الإنسان، وأن ينتقل من حاكميّة الآمر المؤثر في العالم إلى ذات خاملة خانعة تتأثر ولا تؤثر. ثم يعود الزمن عن طريق الاسترجاع إلى زمن ماضوي آخر في قصيدة: " هنيبال ع الباب" والتي يقول فيها:
هذا الشخص كريم الذكر
عزيز السيرة والاسم "هنيبال"
كان طيب زي إيدين الأب
حازم زي شريعة الرب
خد نص نصيبه في الدنيا قتال
والنص التاني خيال
وفـ كل صباح كان بيفكر نفسه بجدره
وبيتقوّت بمسيرة أهله."
يحرّك الشاعر الزمن وفق ما تقتضيه المضامين الموضوعاتية في النص، فتلاعب بأيقونية الزمن مهشما مركزية الحكي ونمطيته في أفق الشعرية بوصفها مرتكزا للتمثيل اللغوي، فالزمن الشعري أباح للشاعر أن يكسر قوانين زمن الحكي ويستعلي عليه بزمن الشعر خالقا فضاءات زمنية تتقاطع في الحيّز النصي؛ بغيّة أن يستقرئ المتلقي حقيقة الذات ويستجلي جوهرها المتخافي في بنية الزمن؛ ليتحقق الحفيد -عبر هذه المخطوطات التي تحمل أزمنة متقاطعة- من هويته التي انبثقت من تاريخ أجداده، وقد انبرت على هذا المعنى قصيدة: "هنيبال ع الباب"
مركزية الذات وأيقونية "كيمت":
استحوذ السارد/ الشاعر على النص، فهو القائم بفعل الحكي واستدعاء الزمن، وبيان الهوية، والكشف عن حقيقتها، وهو الراوي الوحيد الذي يملي تاريخ الذات على الحفيد عبر مخطوطاته وبرغم أن صوت الراوي (السارد) هو المستحوذ على تشكيلات النص، فإنّ الأصوات الأخرى والشخصيات والفضاء الحكائي، والتشكيلات الحواريّة الضمنية التي يزخر بها الديوان، نقلت السرد الحكائي في الشعر إلى أعلى مراحله وأكثرها نضجا وقربا من بنية الخطاب السردي بشكل عام." فالحكاية عندما استدخلها الشاعر في البنية النصية (الشعرية) حمّلها أبعادا ودلالات مغايرة في الفضاء الشعري؛ فالحكاية في ظلال السرد وقوانينه تختلف عندما تنطمر بنيتها في معمارية النص الشعري، حيث تنفتح السردية الحكائية على معان ومضامين شعورية، إذ اللغة الشعرية قادرة دون غيرها أن تحمَّل الحكاية شعوريات وجدانية تعبر عن مكنونات الذات، كما تنفتح الحكاية في البنية الشعرية على مسارب التأويل ومداراته اللامتناهية.
إنّ الهويّة القلقة التي يريد الشهاوي تحصينها والحفاظ على تاريخها وكينونتها، لابد أن ترتكز على مكان يضمن لها وجودها وتحققها، فلا هوية دون مكان يحتويها، ولا قيمة للمكان إلا بذات تضفي عليه بعدا نفسيا فيتحول معها وبها إلى فضاء متعالٍ يحمل شحونات ودلالات نفسية، فالمكان مستودع الذات، والذات سر مكانها، وقد ارتكزت الذات في هذا الديوان على أيقونة مكانية واحدة وهي (كيمت/ مصر) حاملة الهوية وحارسة الذات، وقد انبنى الديوان في كليّته على هذه الأيقونة المكانية، والتي يقول فيها الشهاويّ:
ويدور النيل
حامل مركب حضاراته من جيل ورا جيل
ويوصل زمني
أما الآن يا ابني
في متحف مصر
قرأ المرشد على فوج م السياح الصفر
أخبار المصري الأول
في قديم حكايات الصخر:
رجع الفارس مـ الحرب
طالعه من ورا ضهره الشمس
وصهيل الجند/ هتاف الخيل
حاشدين النور/ آسرين الشمس

مع تداخل السرد واقتحامه جسد الديوان، إلا أنّ الشعر ظل متعاليا في فضاءاته البعيدة، مهيمنا بسلطته الجمالية على فضاءات السرد، فلم يسمح الشعر بغنائيته وذاتيته أن يخبو ضوء الشعرية في الديوان أو أن يخفت نورها؛ فالسرد من طبيعته أنه يثبّط حركيّة الخيال، فالسرد يرتكز على الواقع، والأخير يتنافر منطقيا من جنوح الخيال داخل الحيز النصي، وقد استطاع السرد أن يوقّف ديناميّة الخيال في أجزاء بعينها هيمن عليها الواقع، ولكن الجماليّة الشعرية عند محمد الشهاوي ظلت مهيمنة على الديوان، واحتشد الأخير بتراكيب شعرية مبتكرة، وصور ليست بالمكرورة ولا النمطيّة وهذا يدل على خصوصية الشاعر وفرادة تجربته، فيقول:
وزي الخلق اما اتلمت حوالين النهر وعملت أمّة
الورق اتلم على المعنى وعملوا كتاب.
المصادر والمراجع:
- جينز بروكميير، دونال كربو، السرد والهوية، ت: عبدالمقصود عبدالكريم، المركز القومي للترجمة، ط1، مصر، 2015.
- سعيد جبار، من السردية إلى التخييلية، منشورات الاختلاف، ط1، الجزائر، 2012.
- عبد القادر فيدوح، تأويل المتخيّل – السرد والأنساق الثقافية -صفحات للدراسات والنشر، ط1، سورية، 2019.
- محمد زيدان، البنية السردية في النص الشعري، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ط1، مصر، 2004.
- محمد مصطفى على حسانين، استعادة المكان، نسخة إلكترونية.
- نسيبه مساعديه، المحاورة السردية الشعرية في الشعر العربي المعاصر، مجلة اللغة العربية، المجلد: 23، العدد: 2، الجزائر، 2021.



#محمد_عبدالله_الخولي (هاشتاغ)       Mohammed_Elkhooly#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر الفصحى: ديالكتيك الشكل وماهية الجنس الأدبي -دراسة تطبيقي ...
- قراءة نقديّة في كتاب -النقش على سطوح سائلة: مقالات في الثقاف ...
- تيارات الوعي وتفكيك المركزيات حلم الأنا وسلطة الواقع – دراسة ...
- رؤية نقدية شارحة لكتاب -بلاغة الحواس في الشعر العربي العربي ...
- إيقاع الزمن النفسي ودلالاته الشعورية في رواية -لازورد- ل عبي ...
- القصة القصيرة بناء الشخصية وترميز الواقع وتقنيات ما بعد الكل ...
- القصة القصيرة المتخيل الذاتي والتخييل المرجعي ورصد تحولات ال ...
- تَشَكُّلَاتُ الأنا صُوفِي بين عمق التجربة وسيولة التعبير قرا ...
- استراتيجيات التناص وآليات الخلاص من أزمة المصطلح -دراسة تحلي ...
- تَشَظِّي الخطابات وانكشاف النسق المضمر في رواية -حجر نفيسة ب ...
- سرديات (اللامرئي) بين الواقع والمتخيل في القصة القصيرة قراءة ...
- الرواية التاريخية: فانتازيا المصطلح وماهية التمثيل
- سردية الروح في مقامات البوح قراءة نقدية في المجموعة القصصية ...
- تجليات الذات الأنثوية ومكاشفة الأنساق المضمرة في الوعي الجمع ...
- شعر العامية المصرية بين إنسانية المعنى ودهشة التصوير ديوان - ...
- النيرفانا الشعرية وجماليات الانتهاك قراءة نقدية في ديوان -أن ...
- الشعر بين جمالية التركيب وعمق الرؤية قصيدة -ندبة زرقاء- لوسا ...
- انشطار الهويَّة بين فلسفة الرؤية وشاعرية البناء قراءة نقدية ...
- النص الشعري بين هيمنة المبدع وسلطة القارئ ديوان - من أحوالها ...
- الرواية والواقع وأيديولوجيا المجتمع قراءة نقدية في رواية - س ...


المزيد.....




- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...
- الممثل توني شلهوب يقدّم إكرامية بنسبة 340? إلى عربة طعام.. ش ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبدالله الخولي - سردية الذات وقلق الهوية في قصيدة العامية المصرية ديوان- مخطوطات لحفيدي- ل محمد الشهاوي -أنموذجا-