أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبدالله الخولي - رؤية نقدية شارحة لكتاب -بلاغة الحواس في الشعر العربي العربي المعاصر مفاهيم البلاغة الجديدة بين النظرية والتطبيق- ل محمد زيدان















المزيد.....



رؤية نقدية شارحة لكتاب -بلاغة الحواس في الشعر العربي العربي المعاصر مفاهيم البلاغة الجديدة بين النظرية والتطبيق- ل محمد زيدان


محمد عبدالله الخولي
كاتب/ ناقد/ باحث

(Mohammed Elkhooly)


الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


لم تزل قضية البلاغة العربية الجديدة محل نظر لكثير من الباحثين، وقد خاض الروّاد الأوائل - بداية من أستاذنا أمين الخولي – رحمه الله – غمار هذه التجربة، وأعادوا النظر إلى البلاغة العربية ومستوياتها المختلفة تنظيرا وإجراءً، وظل هذا الحلم يمتدّ بظلاله حتى اشتبك مع هذه الرؤية الجديدة أعلام كثيرون، واتسعت رقعة التجريب حتى اخترقت فضاءات الوطن العربي، فلكل بلد من البلدان العربية روّادها في هذا الفضاء، ولكن يظل الفضل الأول في هذا المضمار لمصر وروّادها الأوائل، وليست المفاضلة بين هذا وذاك محكَّ هذه القراءة، ولكن المقصود هو الإلماح إلى فضاءات البلاغة العربية التي تنوعت واتسعت مضامينها، ولم نزل – إلى هذه اللحظة – نحاول القبض على ماهيّة البلاغة المتغياة، أو التأسيس لبلاغة جديدة تتسق مع النظرية الأدبية، وتتسع لفضاءات التجريب في العالم النصي.
ظلّت البلاغة العربية القديمة ردحا طويلا من الزمن مهيمنة بسلطويتها التراثية على النص الأدبي بشتى مستوياته وتعددية أجناسه، وظلّ كتاب مفتاح البلاغة للسكّاكي قاعدة ينطلق من خلالها النقد تنظيرًا وتحليلًا، حتى أطلق بعض الباحثين عليها مصطلح "البلاغة المستقرة". ووسمها آخرون بالتعقيد بدلا من التقعيد، وحاول كثيرون الخروج من عباءة السّكّاكي رافضين مفتاحه، يطرقون أبوابا أخرى، ويسلكون دروبا مغايرة في النظر إلى النص الأدبي، ومكاشفة الخطاب البلاغي العربي القديم، والبحث عن رؤى مغايرة تحاول جاهدة الخروج من قبضة سلطوية الخطاب البلاغي التراثي، كما نجده في مثلث البلاغة الفلسفي في المغرب العربي: (حازم القرطاجني، والسجلماسي، وابن البناء المراكشي).
ظلّ التّطلع إلى بلاغة جديدة – تتواءم مع الذات الإنسانية وتغيراتها – حلما يراود كثيرين من أهل البلاغة والنقد، الذين رأوا أنه من الضروري البحث/ الكشف عن آليات/ أدوات بلاغية جديدة تناسب طبيعة النص الأدبيّ وما طرأ عليه من تغيرات، وما انتاب الذات الإنسانية من تعقيد وتركّبيّة فكرية وفلسفيّة؛ فلم تعد البلاغة العربية القديمة قادرة على ملاحقة هذه الذات وتطلعاتها إبداعًا وتلقِّيًا، وهذا ما أشار إليه أحمد ضيف ودعوته إلى سلوك طريق مغاير وجديد في دراسة بلاغة العرب، لأن ما يحدث في العقول يماثل ما يحدث في المجتمعات من انقلاب." فهذه التغيرات التي لحقت النص والذات تستدعي بالضرورة بلاغة جديدة تحاول استقراء النص الأدبي وفق آلياته الجديدة.
أما سلامة موسى فقد أعلن عن ضرورة وجود بلاغة جديدة عصرية في اللغة العربية؛ فالبلاغة واللغة، والفكر عامة، كلها في خدمة الحياة؛ لأننا نمارس البلاغة من أجل الوصول إلى مستوى عال من الحياة؛ حيث تكون بلاغة الحياة أجدر من بلاغة اللغة." ولعلّ هذه النقطة المركزية في التناول البلاغي هي الأخطر، حيث تتحول البلاغة من نطاق اللغة متشظّية في جميع نواحي الحياة الإنسانية، وتصبح البلاغة نمطا من أنماط الحياة يمارسها المتلقي والمبدع على حد سواء، ولعلّ هذا ما أثاره أمين الخولي وحديثه عن إشكالية اللغة بين التفكير بها، والتعامل بآلياتها، فالناس يتعلمون لغة ويعيشون ويكتبون بلغة أخرى." وهذا يعني حالة من الانفصام تعيشها البلاغة بين التنظير والممارسة، وبين الإبداع والتلقي "وهذا ما وجدناه في كتابات مصطفى ناصف في بحث العلاقة المهيمنة بين الاستعارة والثقافة أو البلاغة والتعامل الاجتماعي، ودعوته إلى تحرير مفهوم البلاغة من قيودها التراثية، والبحث/ الكشف عن أدوات بلاغية أخرى قد تكون مضافة لما تعلمناها وعهدنا عليها، وصولا إلى وظائف البلاغة المرتبطة بنوعية الخطابات، والتخلص من هاجس وصف الخطاب بالمركزي أو النخبوي حتى نكون أمام بلاغة قادرة على إشغال موقعها في تحليل الخطاب.
إنّ ارتكاز النقد لفترة طويلة على البلاغة العربية القديمة، جعل النقد في مراحله الأولى لا يميز بين الأجناس الأدبيّة والوقوف على حدودها وأطرها وماهيتها، ولولا أنّ النقد في اللحظة الراهنة تخلّص بشكل كبير من سلطة الخطاب البلاغي القديم؛ لما استطاع أن يحفظ للأجناس الأدبية خصائصها التي ينماز بها كل جنس أدبي عن الآخر، وفي هذا الصدد "يرى صلاح فضل أن النقد العربي القديم غابت عنه فكرة التمييز بين الأجناس الأدبية؛ بسبب اختلاط قضايا البلاغة القديمة، ومجافاتها لروح التصنيف العلمي السديد في عدم التمييز في المستوى بين أجناس القول المختلفة، وعدم الاهتمام بفروقها النوعية، فلا فرق عند البلاغي بين الشعر والنثر في طبيعة اللغة، ولا في أشكالها الفنية، ومن ثم فإن التصورات البلاغية العربية لم تستطع تنمية نظرية محددة للأجناس الأدبية، ولم تقم بدورها في محاولة إثراء بعض هذه الأجناس بالكشف عن أشكالها، وخواصها المتميزة وتحديد مقوماتها الجوهرية." فكان لزاما أن تحدث هذه المحاولات لإيجاد نسق بلاغي جديد يضمن للبلاغة العربية ديموميتها ووجودها، ويوسّع من مضامينها؛ لتنفتح البلاغة على العالم النصي الجديد بملابساته وحيثياته، وفكّ عملية التشفير النصية المتعالية التي تقوم بها الذات ممارسة في عالم الإبداع؛ إذ السبب المباشر في هذه التغيرات النصية - في عالم الكتابة- الذات التي تهيمن بكل عنفوانها على العملية الإبداعيّة وتزيد من غموضها وتعاليها، ولذا تحاول البلاغة جاهدة الكشف عن آليات جديدة تبحث بها عن أدائية التمثيل اللغوي لسائر الأجناس الأدبية؛ لتنكشف الذات وطرائق تفكيرها وأنماطها الحياتية أمام المتلقي، الذي يتأثر هو الآخر بالتناول النقدي/ البلاغي الجديد في عمليتيّ التأويل والقراءة.
يرتكز كتاب: (بلاغة الحواس في الشعر المعاصر- مفاهيم البلاغة الجديدة بين التنظير والتطبيق) لــ محمد زيدان على مجموعة من التساؤلات الممكنة والمشروعة تسمح له بعملية تأسيس لبلاغة جديدة في تناول النص الشعري، ولعلّ هذه التساؤلات تستدعي مقولة ديستيوفيسكي:" ذكاء الرجل يكمن في سؤاله لا في أجوبته، فالسؤال مرتكز النظريات العلمية قاطبة، وهذه ما فعله محمد زيدان حيث بدأ تمهيده بمناوشة للقارئ عبر طرحه لعدة تساؤلات ممكنة ومنطقية تمهّد الطريق للمتلقي، وتفتح أمامه فضاءات أخرى يبحث فيها عن أجوبة للتساؤلات المنطرحة في بداية الكتاب.
لعلّ السؤال الأهمّ الذي تنسل منه وتدور حوله جميع الأسئلة: هل يمكن وضع تصورات لبلاغة عربية جديدة؟ أظن أنّه من الضروري البحث عن تصورات بلاغية جديدة، وهذا لا يعني الانفصال عن الأصل البلاغي، بل عملية توسيع يفرضها الواقع المعاصر على آلية التفكير البلاغي، والبحث عن رؤى جديدة وبلاغة أخرى نستطيع من خلالها الولوج إلى العالم النصي، وفي هذا الشأن يقول محمد زيدان: " البلاغة الجديدة تحرر الفكر العربي من تصور الجزئيات الصغيرة إلى تصور عقلي وفكري يأخذ بيد اللغة ومستخدميها إلى آفاق أوسع من الآفاق الجامدة التي ظلت حبيسةً قرابة ألف عام من جمود البحث البلاغي، فلا تقتصر ظلالها على اللغة، بقدر ما تتعداه إلى شكل من فلسفة اللغة العربية، أو فلسفة التصور اللغوي. وهي أيضا جزء من تفكير جديد يحول التصورات البلاغية إلى تصورات فلسفية." وهنا تنتقل البلاغة عند محمد زيدان من التلقي/ التناول الجزئي إلى تلقٍّ كليٍّ يجعل من النص الشعري كيانا واحدا مجسّدا عن طريق التمثيل اللغوي، فيقول: " هل يمكن للتفكير البلاغي أن يتحوّل عند العربي من إدراك خاص برؤية الكلمة والجملة، وهي تقوم في الأصل على علاقات جزئية تبحث عن تفاصيل الموقف اللغوي، إلى إدراك خاص برؤية النص أو رؤية سياق مؤسس له من خلال أدوات تحيل إلى رؤية كلية؟"
تكمن الجمالية الأدبيّة عند محمد زيدان في الفهم الكلي للعالم النصيّ، بأن تتوزّع الجمالية النصية على الموقف النصي بشكل عام، وتتحول رؤية التلقي من الجزء إلى الكل، بحيث تهيمن الجمالية الأدبيّة على كليّة النص، دون النظر إلى أجزاء بعينها تتخللها الجمالية الأدبيّة دون غيرها، فالنص الأدبيّ يتشكّل عند محمد زيدان من نسقين: النسق اللغوي والذي يتساوى تماما مع النسق الجمالي، أو بمعنى آخر تحدث حالة من التماهي بين النسق الفكري والنسق المادي والنسق الصوري بمستوياته المتعددة، حيث تتم عملية التحيين الموضوعاتي بداية من تشكل النسق الفكري، ثم يتحول النسق الفكرة إلى مادة نصية عبر أدائية التمثيل، وينولد من الأخيرة النسق التصوري/ الجمالي للفكرة الأولى التي انولدت في ذهن المبدع أولا.
التصور الأول:
بلاغة المنظور في النص الشعري المعاصر:
في حديثه عن بلاغة المنظور السردي – الذي يتخطّى حدود التداخل الأجناسي بين الشعر والسرد – يؤسس محمد زيدان لرؤية مغايرة عن المنظور، الذي يتخطى حدود وجهة النظر، ويتعالى على الفضاء والحيز في آن، فالمنظور السردي عندما ينخرط في النص الشعري يتجاوز حدود الحكاية، ولا يبحث عن المعنى، ولكنه يبحث عن تفصيلات المعنى والبعد الآخر للغة، نظرا لخصوصية النص الشعري، فإذا كان المنظور السردي في عالم الرواية يدور في فلك الحكاية، وما ينولد في فضاءاتها من مضامين، فهو على النقيض من ذلك في العالم الشعري، حيث يتجاوز المنظور السردي حدود الحكاية وفضاءاتها، ويخلق بلاغة جديدة في النص الشعري، تجعل الأخير يتجاوز بلاغته القديمة الكلاسيكية التي تنبني على المجازات وحدها، وتنولد الجمالية الشعرية في صورتها الكلية وهي مندغمة في المنظور السردي/ الحكائي المتماهي مع النص الشعري، فتقترب الجماليّة الشعرية من الصورة الذهنية/ الفكرية وتتماس مع الواقع، وهنا تقع الذات المبدعة في إشكالية المواءمة بين نص شعري يجنح إلى أقصى عمليات التخييل، ونص سردي يتماس مع الواقع والفكرة الذهنية، وهنا يطرح محمد زيدان السؤال الأهم في هذه العملية، فيقول: كيف يمكن الخروج من مأزق التوفيق بين الجماليات التقليدية للبلاغة العربية والاتساع الأفقي والرأسي للنص الحكائي ممثلا في النص الشعري؟
وإجابة عن هذا السؤال يقول: "وهنا يمكن أن نخرج من إطار المجازيّة الجزئية ذات الطابع المجرد إلى المنظور المادي ذي الطابع الملموس، وبجانب استخدام مجموعة كبيرة من المفردات التابعة للمنظور يمكن تطوير مفهوم الصورة في الشعر العربي الحديث، ليس فقط على مستوى التركيب، وإنما على مستوى النص، وبالأخص إذا كان المنظور مكونا بنائيا من مكونات القصيدة، وقريبا أو بعيدا من المجازات الصغيرة التي تصبح في ذلك الموقف من مكونات المنظور السردي على نحو يجعل منه أداة بلاغية ليس للنص الشعري فقط، ولكن للنص الأدبي بصفة أعم." وهنا تنولد بلاغة جديدة تجعل المنظور السردي أداة مكونة ومؤولة وبانية للنص الشعري، وتتحول معها الصور المجازية إلى أجزاء داخل البنية النصية.
تتوزّع المنظورات السردية (في القصيدة المعاصرة) بين الغيبة والحضور، والمنظور السردي الغيبي أكثر فاعلية من غيره في إثارة المتلقي وتحريك حواسه الظاهرية والباطنية، وتتحول الصورة الشعرية من مجال البصر والحواس الظاهرية إلى ما يشبه الكشف الباطني عن تمفصلات المعاني والموضوعات في بنية القصيدة المعاصرة، ففي قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي اعتمد الشاعر فيها على المنظور الغيبي، وتشكلت القصيدة في صورة سردية حكائية انبنت وفق هذا المنظور الغيبي المستتر في عالم الذات الباطنية للشاعر، حيث تحوّل الطلل المادي المركوز في ذهن المتلقي إلى صورة ذهنية غائبة في العالم الباطني للشاعر، وهذه الصورة الذهنية توزعت عن طريق السردية الحكائية على الجسد النصيّ كاملا واستحوذت في داخلها على الصور الجزئية(المجازية) والتي تنتمي إلى العالم النفسي للشاعر، ولكن عن طريق التمثيل الشعري المندغم في السردية الحكائية استطاع الشاعر أن يستنزل المنظور الغيبي مجسّدا في العالم النصي، فأصبح النص في عموميته واقعا بين ديالكتيك غياب الصورة الذهنية وحضور الماثول النصي/ اللغوي، " حيث جعل الشاعر المنظور الغيبي (السردي) هو المكون للصورة الكلية التي تمددت على جسد النص الشعري.
التصور الثاني:
بلاغة السياق في النص الشعري:
يتحوّل السياق عند محمد زيدان من كونه فضاء خارجيا عن الإطار النصي إلى مؤسس للنص ومُكَوِّنِ للبنية النصيّة ومؤولٍ لها، حيث يستدخل محمد زيدان السياق بوصفه مكونا بلاغيا وبنائيا في العملية الفنية، وبناء على ذلك تتغير نظرة المتلقي/ القارئ ويتعالى – بمنطق السياق البلاغي – على الوحدات التركيبية الصغرى للنص وينظر إليه بصورة شموليّة تتخطى حدود الجملة البسيطة والوحدات المجازيّة الصغرى، فيقول زيدان: "والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو اعتمد النص على جماليات الكلمة والجملة؟ والذي يمكن أن نقابله بسؤال آخر: وماذا لو اعتمد على جماليات الدلالة والفكرة والسياق؟ ففي الحالة الأولى سيضطر الناقد إلى البحث عن أسلوبية التركيب البسيط ومحاولة فهم النص عن طريقه بكل ما يحتويه من بلاغة الاستعارة والتشبيه والمجاز.، وبالتالي يتحول النص إلى جزر منعزلة، وفي الحالة الثانية يكون اللجوء إلى البلاغة الجديدة أمرا ضروريا، وبخاصة إذا انطلق النص من مكونات مختلفة عن المكونات التي ترتكز على جماليات الجملة العربية التقليدية...إن السياق في النظرية المعاصرة وبأشكاله التقليدية لا ينهض بعبء التفكير الجديد المقترح؛ لأنّ البحث يطرح تحولات السياق باعتباره مكونا بلاغيا يقوم مقام التفكير الاستعاري في النص، وذلك بطرحه أداة بدلا من أن يكون مجرد مفهوم شاهد خارج النص، أيضا يتحرك السياق من خارج الفكرة إلى داخلها، وبذلك يمكن أن يسهم في تكوين الجملة بعد أن كان يمثل خلفية لها." ومن هنا يتحول مفهوم السياق عند محمد زيدان من مجرد مفهوم فضائي خارج النص إلى مكون ومؤسس للنص ومؤول له.
من خلال الاحتكام إلى السياق بوصفه مكونا بلاغيا، يمايز زيدان بين النص الموغل في عمق التصوير البنائي القائم على المجازات المتعالية، وبين نص شكّل السياق النفسي بنيته الفنية، وهو في كليته يقترب من اللغة العاديّة البعيدة عن الإيغال والغموض؛ إذ السياق هو الذي تدخّل بشكل مباشر في عملية البناء النصي، فلو اعتبرنا السياق مكونا بلاغيا لاستطعنا أن نمايز بين نص تماهى مع جماليات اللغة مبتعدا عن سياقاته، ونص آخر تشكلت بنيته من سياقه النفسي، فليس شرط الجمالية الشعرية التماهي مع الرمزية الاستعارية والتعالي باللغة الشعرية، ولكن النص شرطه الجمالي مركوز في مواءمته للسياق النفسي المهيمن على ذات المبدع، ولعل هذا ما جعل النقاد قديما لا يتقبّلون قول المتنبي:
صلاة الله خالقنا حنوط على الوجه المكفّن بالجمال
لأنّ مفردة (المكفّن) تتنافر مع السياق النفسي للغرض الشعري. وكأنّ ما يفعله محمد زيدان عملية توسيع للرؤية العربية القديمة التي لفظت مثل هذه الصور التي تتنافى مع السياق النفسي للنص الشعري.
وفق منظوره تجاه السياق يعيد محمد زيدان النظر إلى التراث العربي، ويستدعي بشار بن برد الذي يمثّل العمى سياقا نوعيا خاصا به، حيث يتحوّل العمى إلى سياق مؤسس للخطاب الشعري عنده، وأصبح هذا السياق الموجّه الوحيد لعلاقاته الذاتية والاجتماعيّة وطرق التفكير التي لازمته في أزماته وفي مواقفه من العالم والواقع، كما استدعى ابن الرومي الذي شكّل الخطاب الشعري عنده سياق التشاؤم، فلو أعاد النقد الحديث النظر إلى بشار بن برد، وابن الرومي من خلال السياق بوصفه مؤسسا ومكونا ومؤولا؛ لاستطعنا أن نستجلي الكوامن النفسية والجمالية في نصيهما بصورة كلية تتآزر فيها الدلالة مع التركيب اللغوي.
التصور الثالث:
بلاغة الموقف الحكائي:
المعنى في السرد هو وظيفة حتميّة للعلاقة بين عالمين، العالم الخيالي الذي وجده المؤلف واستطاع من خلاله أن يقدم إجابات استثنائية عن الواقع، والثاني هو العالم الكائن الموجود، وعندما نقول أننا فهمنا سردا ما، فهذا يعني أننا وجدنا هذه العلاقة المرضية بين العالمين." ربما يتوهّم القارئ بعد هذه التقدمة أنّ محمد زيدان يتحدث عن الحكاية بوصفها استدخالا سرديًّا على البناء الشعري من باب تراسل الفنون، ولكن الأمر هنا يختلف كثيرا، حيث تتحول الحكاية إلى نمط بنائي يعتمده الشاعر (السارد)، وتصبح المكونات النصية الشعرية من كلمة وجملة وصورة ومقطع وصوت بُنى حكائية في نص غير حكائي، وهذه المكونات تؤدي دورا يتشابه مع دورها في النص الحكائي، ولكن الاختلاف يأتي من تحويل هذه البنى إلى مكونات أساسية في النص الشعري، ويظل للأخير سلطته التي تغير مسار هذه البني الحكائية من سردية محضة إلى شعرية خالصة؛ ليؤدي الشعر وظيفته الجمالية المتغياة.
إذا اعتمدنا بلاغة الحكاية في النص الشعري، سيتغير موقفنا من تلقي هذا الجنس، حيث لا ينتظر القارئ من النص الشعري مجازات جزئية ورعشات اندهاشية مبنية على صور جمالية قصيرة المدى، وتركيب شعري منظور إليه – وفق تركيبيته – وهو بمعزل عن الصورة الكلية للنص الشعري، فالبحث عن الجمالية الشعرية – وفق تصور زيدان – حالة من الإدراك الكليّ لا تتوقف عند حدود المجاز وصوره الجزئية، والغنائية المفرطة التي تجعل النص الشعريّ -دائما- ماثلا في أفق التخييل متعاليا على الوجود.
فبلاغة الحكاية التي ينشدها ويؤسس لها الناقد تخلق أفقا جماليا جديدا يتنافى مع الجمالية الموغلة في العالم الرمزي، فيقول: "فسوف نتجاوز ذلك إلى الاعتماد على الرؤية التي يقدمها النص عن اللغة والطرائق الجديدة التي يحاول أن يفتح بها صياغاته من خلال الموقف السردي؛ لأنّ هذه الرؤية نابعة من ثلاثة أبعاد تتصل بإدراك السارد للعالم الذي يقدمه على اعتبار أنّ الشاعر هنا سارد يبحث ويفكر بشكل حكائي: الأول، التصور الحكائي الذي يعج بمجموعة هائلة من الوظائف التي تتوزّع بدورها إلى علاقات وأدوات تشكل الفكرة. الثاني: الدمج بين الواقعي والتخييلي في الموقف السردي، وهذا هو البعد الذي يضعنا على أول عتبة من عتبات السلم البلاغي الجديد الذي يعتمد على الموقف السردي التخييلي، هنا "إعادة توازن" و "تمثيل" يقف فيه المجاز الجزئي بدور الرابط بين العالمين "الواقعي/ التخييلي". الثالث: تمكين اللغة منن الخروج من مأزق التداعيات والغنائية التي أثقلت العزف المنفرد على نغمة الذات، وتحويل الأدوات البلاغية الكلاسيكية من مجرد تزيين الأسلوب بأنماط من الصياغة الجامدة إلى تشكيل يمكن رده إلى مواقف وأفعال وذوات مختارة في النص."
هنا تتحول البلاغة عند محمد زيدان إلى بلاغة مدركة محسوسة بفعل الموقف السردي حيث تتحد الحواس - باختلاف مستوياتها وتوزعها بين الظاهر المدرك وبين العقلي/ النفسي- لإدراك المعنى الكلي وتمفصلاته في النص، بحيث يكون الأخير وسيطا بين عالمين: الواقعي بفعل الموقف السردي، والتخييلي بفعل الشعرية وهيمنتها على البناء التركيبي، وهنا تنولد بلاغة جديدة تتناول النص الشعري- المحاصر بالموقف السردي - تناولا نوعيا، وتبحث عن أدائيات تمثيلية مغايرة.
يرتكز محمد زيدان في كلّ تصور من تصوراته البلاغية الجديدة على النص القرآني بوصفه دليلا على ما يصبو إليه ويرجوه، فيتوسّل زيدان بالنص القرآني الذي وفق أسلوبه السماوي المقدس وخطابه للعالم، يدعو العرب إلى بلاغة جديدة تحاول أن تقترب ولو على مسافة بعيدة من هذا الفيض النوراني، والبحث عن تمثيلاته اللغوية المقدسة التي عجز العرب عن محاكاتها؛ نظرا لاختلاف أسلوبية القرآن عن أساليب العرب قاطبة، ومن هنا، وعن طريق الإشارة الأمرية، يتوجّب على العرب أن يطرقوا أبوابا جديدة وطرائق أخرى يتلمّسون بها بلاغة القرآن الكريم.
في تصوّره الثالث (بلاغة الموقف الحكاية) يستضيء محمد زيدان بقوله تعالى من سورة "طه": (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (9) إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لَّا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ (21)
ليس بالضرورة أن تبحث في الموقف القرآني السابق عن لفظ تشبيهي أو استعاري لندخل منه إلى لب الموضوع، ولكننا نبحث عن حركة تتواءم وتنسجم مع الفكرة، والتآلف الذي تحدثه هذه الحركة في الموقف، هذه الحركة هي التي تمدنا بفكرة الجمال في الموقف، دون أن يرتكز النص المقدس على تشبيهات أو استعارات أيقونية شارحة، ولكن جمال الموقف السردي هنا يحتكم إلى آليات جمالية مغايرة للخطاب البلاغي القديم. ولك أن تتخيل موقف موسى والعصا، ويده ترتجف، والنداء الإلهي: "خذها ولا تخف" ومن قبل هذا كله موقف النار الأول: "إني آنست نارا" كل هذه المفردات الحكائية تجعل الحواس تتضافر حتى تدرك، ومجرد تضافر الحواس نوع من الانسجام العقلي والفكري وجمال محض؛ لأن الاعتماد على اللحظة الجمالية المنولدة من العلاقات التشبيهية لا تجد امتدادا في النفس البشرية، فالعلاقات القائمة على المجازات التصويرية جمالها لحظي منقطع، لا يترك أثرا ممتدا في النفس البشرية، فهي لذة التلقي السريعة غير المستقرة في الذات، وهنا يبحث محمد زيدان عن بلاغة أكثر لصوقا بالنفس البشرية، مُحَرِّكَةً لجميع الحواس الظاهرة والباطنة، بل يبحث زيدان عن بلاغة الحفر التي ترسّخ المعاني/ المضامين في النفس البشرية؛ لتتحول البلاغة من بلاغة اللغة إلى بلاغة الذات على مستويي الإبداع والتلقي، فتكون البلاغة نمطا من أنماط حياتنا.
التصوّر الرابع:
بلاغة الصورة في الشعر المعاصر:
في التصور الرابع (بلاغة الصورة) نحن أمام طموح أكبر من طموح الاستعارة، وأكبر من طموح الصورة الثابتة والمتحركة، وأكبر من الفكر التصويري؛ وهذا يرجع بالضرورة لطموح النص الشعري الذي تجاوز كل الحدود وتأبّى على قوانين الشكل وحيثيات التلقي.. ويطرح زيدان فكرته الكلية عن النص الشعري المعاصر فيقول:" نحن في حاجة ماسّة إلى نوع من التفكير البلاغي المتكامل، يعتمد على السياق والمنظور والموقف السردي والصورة في آن واحد، متحدة أو غير متحدة، ليست العلاقات الجزئية الصغيرة المبثوثة في قلب المشهد، أو في ركن من أركان القصيدة أو الرواية أو المسرحيّة، وإنما البناء المتكامل للنص من خلال الأدوات البلاغية السالفة الذكر." إذن يرتكز محمد زيدان في بلاغته الجديدة على ما أسماه بــ "التفكير البلاغي المتكامل" وليست التكاملية النقدية والبلاغية التي ينشدها محمد زيدان، تعني التكامل بين المذاهب والمناهج النقدية والبلاغية في تناول النص الأدبي، ولكنها تكاملية بآليات بلاغية مغايرة، وأنماط مختلفة في تناول النص الأدبي متوزعة على السياق والمنظور والموقف السردي والصورة بمفهومها الجديد، ومن خلال ما سبق يتغيا محمد زيدان أن يصل إلى الحالة الجمالية لا عن طريق التعلم، ولكن عن طريق الإدراك حيث تتضافر العوالم الحسيّة الظاهرة مع العوالم الباطنية في إدراك المعنى الكلي للنص الأدبيّ.
يتسع مفهوم الصورة عند زيدان ليتجاوز كل التعاريف والرؤى التي تناولت الصورة الشعرية بالدراسة والتحليل، ووضع أطر بلاغية ونقدية لها؛ من أجل الإحاطة بماهيتها وكينونتها. ولكن الصورة بمفهومها العام كانت أكبر من جل هذه التعاريف، وأعلى من تلك الرؤى وعنها يقول زيدان: "لقد تحولت الآفاق الإنسانية مؤخرا إلى التفكير القائم على الصورة بشكل لافت للفكر، حتى أصبحت الصورة مكتفية بذاتها عن أيّة مصاحبات أخرى تعبيرية لتوصيل المعنى والارتقاء به، فنرى الفكرة المركزية في النصوص يمكن أن تعتمد على الصورة وحدها." فلم تعد الصورة كسابق عهدها هامشية، ولكنها مشتبكة حتى التواشج والتداخل مع النص، بل تتخطى الصورة البنية النصية وتتجلى بسلطتها على السطح، وتتخافى مضامينها في البنية العميقة، فيتجلى النص في عموميته في إطار الصورة وعليها يرتكز، وليس هذا على مستوى النص الأدبي/ الفني وحسب، ولكنّ الصورة اخترقت كلّ الفضاءات، وأصبحت دليلا ومرتكزا تتلاشى أمامه الأدلة الأخرى، فهي أداة لحسم القضايا الجنائية، يمكن أن يستغني بها القاضي عن كل ما يمكن أن تحدثه المرافعات الكلامية، وهنا تتراءى أمام القارئ أهمية الصورة عندما يرتكز عليها النص الأدبي، وعندما تتناولها البلاغة بمنظورها الجديد.
النص الذي يرتكز على الصورة بوصفها مكونا ومؤولا له مبثوث في العالم الشعري، ويصعب أن تعثر على نص شعري يتخذ من الصورة نسقا تكوينيا له، بحيث تتحول الصورة من كونها أداة جمالية إلى مرتكز بنائي لا يظهر النص إلا من خلاله، ولكننا لا نعدم أمثلة في شعرنا العربي ارتكزت على الصورة في بنائيتها الشعريّة، ففي قصيدة "الطلاسم" لــ إيليا أبو ماضي، والتي يقول فيها:
جئت لا أعلم من أين، ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقا... فمشيت
وسأبقى ماشيا إن شئت هذا، أم أبيت
كيف جئت، كيف أبصرت طريقي؟
لست أدري.
لم يعتمد الشاعر هنا على الصور المجازية المعتادة الشائعة في الشعر العربي، ولكنه استطاع أن يستنزل نسقه الفكري السابق للنص وجوديا عن طريق التصور التخييلي القائم على ربط أجزاء النص ببعضها، وكأنّ اللغة هنا خارج سلطة المجاز المعتاد، حيث الفكرة المعالجة نسق تفكيري في عالم غيبي يخص الشاعر وحده، فلو أراد الشاعر أن يستنزل هذه الرؤية الغيبية عن طريق المجاز؛ لانخرطت القصيدة في عالم رمزي موغل في الغموض، نظرا لغياب السياق المؤسس للنص، وهذا ما دفع الشاعر أن يجعل فكرته الغائبة في عالمها يتجلى حضورها عن طريق التصوير المادي لها، ليس عن طريق المجاز، ولكن عن طريق التساؤلات الوجودية التي تشكّلت من خلالها الصورة الشعرية، فليس شرطا أن تنبني الصورة الشعرية في أفق المجاز، وهنا يتسع معنى التخييل الشعري ليشمل كل انزياحات اللغة، ويحوي بداخله كل تراكيب النص لتتشكل الصورة الكلية التي تتماس مع الفكرة الغائبة في الذات المبدعة، ومثل هذه النصوص تدفعنا لمراجعة مفهوم الصورة والتخييل الشعري، ولزاما؛ تنتقل بعض القصائد التي بدت لنا - قبل رؤية محمد زيدان- ساذجة بسيطة إلى قصائد مركبّة تركيبا جماليا متعاليا، إذ احتكمنا إلى البلاغة الجديدة التي ينشدها كتاب "بلاغة الحواس" لـ محمد زيدان، حيث يتحول كل نص إلى عالم استعاري لا يتماس في بنيته الفكرية والنفسية مع نصوص أخرى، بل تصبح كل استعارة عالما قائما بذاته، وهنا نرجع للمحك الأول، أن البلاغة التي نطمح إليها، ليست البلاغة التي ظلت ردحا طويلا من الزمن منقهرة تحت سلطة القواعد العلمية، ومفتاح السكاكي، ولكنها البلاغة المحسوسة المدرِكة التي تعتمد على العرفانية الذوقية والإدراكيات العقلية والنفسية، تلك البلاغة التي تتحول الاستعارة فيها إلى عالم تتجلى فيها الذات الإنسانية بشتى مستوياتاها الإدراكية، كما ألمح جاك لاكان في تناوله للبعد النفسي للاستعارة إلى ما أطلق عليه (الاستعارة الحلمية) بوصفها شفرة نصية تكتسب تكثيفا خاصا، تدل دلالة واضحة على غياب الرقابة الصارمة للعقل... فالاستعارة لا تركن إلى استقرار الواقعي والحقيقي، ولكنها تتجاوزه لرؤية أرحب، ومن ثم تحمل مجازية الاستعارة خصائص توترها، وأسباب تلقيها، وربما دل هذا على عجز الواقع عن استيعاب الطموح الإنساني لرؤية مجازية تثري هذا الواقع بإعادة تشكيله."

المصادر والمراجع:
- أحمد ضيف، مقدمة لدراسة بلاغة العرب، مطبعة السفور، طا، القاهرة، 1921.
- أمين الخولي، فن القول، دار الكتب المصريّة بالقاهرة، 1996.
- سلامة موسى، البلاغة العصرية واللغة العربية، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2012.
- صلاح حسن حاوي، تحرير مفهوم البلاغة، مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مج (26/4)، ع (104)، خريف 2018.
- عيد بلبع، نشأة البلاغة العربية "قراءة أخرى" مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مج (26/4)، ع (104)، خريف 2018.
- فاضل عبود التميمي، كتاب الصناعتين لأبي هلال العسكري "قراءة جديدة"، مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مج (26/4)، ع (104)، خريف 2018.



#محمد_عبدالله_الخولي (هاشتاغ)       Mohammed_Elkhooly#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيقاع الزمن النفسي ودلالاته الشعورية في رواية -لازورد- ل عبي ...
- القصة القصيرة بناء الشخصية وترميز الواقع وتقنيات ما بعد الكل ...
- القصة القصيرة المتخيل الذاتي والتخييل المرجعي ورصد تحولات ال ...
- تَشَكُّلَاتُ الأنا صُوفِي بين عمق التجربة وسيولة التعبير قرا ...
- استراتيجيات التناص وآليات الخلاص من أزمة المصطلح -دراسة تحلي ...
- تَشَظِّي الخطابات وانكشاف النسق المضمر في رواية -حجر نفيسة ب ...
- سرديات (اللامرئي) بين الواقع والمتخيل في القصة القصيرة قراءة ...
- الرواية التاريخية: فانتازيا المصطلح وماهية التمثيل
- سردية الروح في مقامات البوح قراءة نقدية في المجموعة القصصية ...
- تجليات الذات الأنثوية ومكاشفة الأنساق المضمرة في الوعي الجمع ...
- شعر العامية المصرية بين إنسانية المعنى ودهشة التصوير ديوان - ...
- النيرفانا الشعرية وجماليات الانتهاك قراءة نقدية في ديوان -أن ...
- الشعر بين جمالية التركيب وعمق الرؤية قصيدة -ندبة زرقاء- لوسا ...
- انشطار الهويَّة بين فلسفة الرؤية وشاعرية البناء قراءة نقدية ...
- النص الشعري بين هيمنة المبدع وسلطة القارئ ديوان - من أحوالها ...
- الرواية والواقع وأيديولوجيا المجتمع قراءة نقدية في رواية - س ...
- السرد الروائي من التاريخ إلى الاستشراف جدلية الزمن واللازمن ...
- الرواية بين الواقعية والرمزية قراءة نقدية في رواية - بتوقيت ...
- ملائكيّة الرؤيةِ وفنيّةُ التشكيلِ – قراءةٌ نقديّةٌ في أعمالِ ...
- أحلام النوارس


المزيد.....




- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبدالله الخولي - رؤية نقدية شارحة لكتاب -بلاغة الحواس في الشعر العربي العربي المعاصر مفاهيم البلاغة الجديدة بين النظرية والتطبيق- ل محمد زيدان