|
|
العلاقة بين مستوى السعادة ومستوى التدين في العالم!
مكسيم العراقي
كاتب وباحث يؤمن بعراق واحد قوي مسالم ديمقراطي علماني بلا عفن ديني طائفي قومي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 17:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
0. اقوال ماثورة 1. المنهجية العالمية للسعادة والسيادة الاسكندنافية 2. الثراء الاقتصادي ودولة الرفاهية الاسكندنافية 3. الحوكمة الرشيدة والثقة المؤسسية كآلية وسيطة 4. استنتاجات رئيسة للسياسات الوطنية 5. المصادر
(0) اقوال ماثورة "-يتطلب المجتمع الحديث ويستحق دولة علمانية حقيقية، ولا اعني بذلك دولة ملحدة، بل حيادية الدولة في جميع المسائل المتعلقة بالدين: وهو الاعتراف بان الايمان هو شان شخصي وليس من شان الدولة". ريتشارد دوكينز "-انا ملحد اسبح في بحر من الخرافات... وليس بوسعي الا ان اضحك." ب.ز. مايرز -"الفقر في الدنيا لايهم". سماحة الشيخ عبد المهدي الكهربائي -الدين أفيون الشعوب. كارل ماركس -الإله وهم، اخترعه الإنسان ليحتمي به من قسوة الواقع. سيغموند فرويد -الدين يعلّم الناس أن يرضوا بالجهل بدل البحث عن الحقيقة. برتراند راسل -كل الأديان من صنع البشر، والله ليس سوى فكرة وُلدت من الخوف. لودفيغ فيورباخ -الإيمان يعني ألا تريد أن تعرف ما هو صحيح. فريدريك نيتشه -الدين سمٌّ فكري، يوقف العقل عن طرح الأسئلة. كريستوفر هيتشنز -الإنسان لن يكون حرًا حقًا ما دام يركع أمام آلهة صنعها بنفسه. ميخائيل باكونين -كلما زاد علم الإنسان، تقلص مجال الإله. ريتشارد دوكينز -الدين لا يفسر العالم، بل يقدّم عزاءً عن عجزنا عن فهمه. ألبير كامو -ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. القرآن – البقرة 155 -أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. القرآن الكريم – آل عمران 142 -لأن الرب يؤدب من يحبه وكأب بابن يسر به. العهد القديم – سفر الأمثال 3:12 -لأنه من الضيق العظيم نمر إلى ملكوت الله. العهد الجديد – أعمال الرسل 14:22 -إن كنا نتألم معه فلكي نتمجد أيضًا معه. العهد الجديد – رسالة رومية 8:17 -الألم هو المدرسة التي يعلّم الله فيها الإنسان. القديس أوغسطينوس -الطريق إلى الله يمر عبر الألم والتجرد. القديس يوحنا الصليب
(1) المنهجية العالمية للسعادة والسيادة الاسكندنافية 1. قياس الرفاهية الذاتية والاطار المنهجي المعتمد تعتمد عملية قياس السعادة الوطنية، كما يتم تقديمها وتحليلها ضمن تقارير السعادة العالمية، على منهجية صارمة تستند على بيانات مسح غالوب العالمي. يستخدم المقياس الرئيسي المعروف باسم "سلم كانترل الذاتي"، والذي يركز على تقييم الحياة المعرفي. يتطلب هذا المقياس من المستجيبين تخيل سلم مدرج من صفر الى عشرة، حيث يمثل الرقم عشرة افضل حياة ممكنة، وتحديد الدرجة التي يشعرون بانهم يقفون عليها حاليا. يؤكد القائمون على التقرير ان الاعتماد على تقييمات الحياة يوفر مقياسا لجودة الحياة اكثر اكتمالا واستقرارا من القياسات القائمة على المشاعر اليومية او الحالات العاطفية المتقلبة. لضمان دقة التقديرات، يتم تجميع الاستجابات الماخوذة من السنوات الثلاث الاخيرة لتقدير متوسط الرفاهية لكل دولة، فمثلا استندت التصنيفات الاخيرة لعام 2025 الى بيانات مجمعة من الفترة 2022 الى 2024. هذا التحفظ المنهجي، بالاعتماد على عينة سنوية تقارب 1,000 شخص في معظم الدول، يرسخ ان النتائج تعكس الاستقرار الهيكلي لجودة الحياة. 2. الهيمنة المستدامة لدول الشمال الاوروبي تظهر النتائج الكمية استمرارية فائقة في هيمنة دول الشمال الاوروبي على قمة الترتيب. فقد احتفظت فنلندا بالمرتبة الاولى عالميا في مؤشر السعادة لثماني سنوات متتالية، وذلك اعتبارا من تقرير مارس 2025. تؤكد تصنيفات عام 2024 هذه الهيمنة من خلال الارقام المسجلة، حيث حصلت فنلندا على 7.736 نقطة على سلم كانترل (من اصل 10 نقاط)، تلتها الدنمارك بـ 7.521 نقطة، ثم آيسلندا بـ 7.515 نقطة. يشير هذا الاستقرار الممتد في تسجيل معدلات تقييم حياة عالية الى ان الرفاهية في هذه الدول ليست عشوائية، بل هي نتاج "مناعة اجتماعية" تنبع من قوة وفعالية المؤسسات القائمة. على النقيض، يظهر تباين حاد عند مقارنة هذه المستويات مع قاع الترتيب، فقد تذيلت افغانستان مؤشر السعادة باستمرار، مسجلة ادنى نقطة وهي 2.523 في تقرير 2022، وتُعزى هذه المستويات المتدنية الى عوامل هيكلية مدمرة تشمل عدم الاستقرار السياسي والقيود الصارمة على الحريات الأساسية.
(2) العلاقة بين اللادينية الوطنية والرفاهية المستدامة يُظهر التحليل الكمي علاقة ارتباط واضحة بين انخفاض مستويات التدين المؤسسي على المستوى الوطني والوصول الى مستويات مستدامة من السعادة والرفاهية. 1. التباين الاحصائي بين الدول المتصدرة والمتأخرة تقدم الاحصائيات المقارنة دليلا كميا صارخا على التناقض بين مستويات التدين في الدول الاسعد والاتعس. تظهر البيانات ان الدول العشر الاسعد عالميا تضم في المتوسط حوالي 36.5% فقط من الاشخاص الذين يعتبرون انفسهم "متدينين". هذا يعني ان غالبية مواطني الدول الاكثر سعادة هم اما غير متدينين او غير ناشطين دينيا. في المقابل، يرتفع متوسط نسبة "المتدينين" في الدول العشر الاتعس عالميا بشكل هائل ليبلغ حوالي 92.3%. هذا الفارق الكبير، الذي يتجاوز 55 نقطة مئوية، يشير الى ان تحقيق مستويات عالية من السعادة لا يتطلب بالضرورة مستويات مرتفعة من التدين بل هو على النقيض منه تماما. 2. المسار العلماني وعلاقته بالاستقرار الوطني تُعد الدول الرائدة في مؤشر السعادة، ولا سيما الاسكندنافية، من بين الاكثر علمانية في العالم. تُعد السويد واحدة من اكثر الامم علمانية. ويُظهر المسار التاريخي في فنلندا، التي احتلت المرتبة الاولى عالميا، تحولا جذريا نحو اللادينية؛ فقد ارتفعت نسبة "غير المنتسبين دينيا" من الصفر بالمائة في عام 1900 لتصل الى 30% اليوم. كما ان حوالي ثلث الفنلنديين فقط يعتقدون بوجود "اله"، وهو ادنى مستوى تاريخي مسجل. وتؤكد البيانات المتاحة حول دول الشمال الاوروبي الاخرى هذا التوجه العلماني، ففي النرويج، افاد 46% من السكان في استطلاع اجري عام 2017 بانهم لا يؤمنون بوجود اله، بينما تتراوح نسبة الملحدين الصريحين بين 9% و 12%. اما في السويد، فتميل نسبة تتراوح بين 40% و 55% الى تصنيف انفسهم كغير مؤمنين او لا ادريين. • اللادينية كمؤشر ثانوي للاكتفاء المؤسسي ان التركيز العالي للتدين في الدول الافقر (التي يقل نصيب الفرد من ناتجها المحلي الاجمالي عن 5,000 دولار) يشير الى ان اللادينية ليست سببا في السعادة بقدر ما هي مؤشر سوسيولوجي على نجاح الدولة في توفير الامن والاستقرار المادي. عندما تفشل المؤسسات المدنية في توفير شبكات الامان الاساسية والحماية من المصاعب الاقتصادية والنزاعات، يلجا الافراد الى الدين كآلية تعويض نفسية واجتماعية للتخفيف من مشاعر الياس والقلق. وبالتالي، فان انخفاض مستويات التدين المؤسسي في دول الشمال يدل على ان الدولة العلمانية اصبحت هي المصدر الرئيسي والموثوق للدعم الاجتماعي والامن والرفاهية، مما يقلل من الحاجة الى الاعتماد على الملاذ الروحي او شبكات الدعم الدينية التقليدية.
(3) الثراء الاقتصادي ودولة الرفاهية الاسكندنافية لا يمكن تحقيق السعادة الوطنية المستدامة بمعزل عن اساس اقتصادي متين يتسم بالثراء والعدالة في التوزيع، وهي خصائص تميز الدول المتصدرة للمؤشر بشكل حاسم عن الدول المتدينة المازومة بالفقر. 1. الثراء الفائق والدخل القومي المرتفع تتمتع الدول التي تتصدر مؤشر السعادة بمستويات مرتفعة للغاية من الثراء الاقتصادي، كما يُقاس بالناتج المحلي الاجمالي للفرد وفقا لتعادل القوة الشرائية (GDP PPP). تُظهر البيانات المالية العالمية، وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي لعام 2025، ان نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي في الدنمارك يبلغ 84.76 الف دولار. وتبرز دول اخرى ضمن المراكز العشرة الاولى مستويات ثراء قصوى، مثل لوكسمبورغ بنصيب فرد مقدر بـ 152.395 الف دولار، والسويد بنحو 73.07 الف دولار، وايسلندا بنحو 80.466 الف دولار. ويبرز التناقض الاقتصادي الحاد عند اجراء مقارنة مع الدول الاقل سعادة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي (PPP) في افغانستان، التي تتذيل الترتيب، 1,673 دولارا امريكيا فقط وفقا لبيانات عام 2022. 2. دولة الرفاهية والإنفاق الاجتماعي غير المسبوق السمة الاكثر اهمية للنموذج الاسكندنافي ليست مجرد الثراء الخام، بل الكفاءة الهيكلية في اعادة توزيع هذا الثراء. تُظهر الدول السعيدة التزاما غير مسبوق بالإنفاق الاجتماعي كنسبة من ناتجها المحلي الاجمالي لإنشاء شبكات امان اجتماعي شاملة. تتجاوز نسب الانفاق في دول الشمال بشكل كبير متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) الذي يبلغ 20% من الناتج المحلي الاجمالي. تخصص فنلندا، على سبيل المثال، ما يقرب من 29% من ناتجها المحلي الاجمالي للخدمات والمزايا الاجتماعية. كما تنفق الدنمارك والسويد والنرويج جميعها ما يزيد عن 25% من ناتجها المحلي الاجمالي على شبكات الامان الاجتماعي. هذا المستوى من الانفاق يغطي مجموعة واسعة من المخاطر الحياتية، مما يخلق بيئة من الامن الاقتصادي الشامل واليقين لدى المواطنين. 3. المساواة في الدخل كركيزة للرضا تُعد العدالة في توزيع الدخل متغيرا حاسما في تعزيز الرفاهية الجماعية. يُظهر معامل جيني (الذي يقيس التفاوت في الدخل) مستويات منخفضة جدا في الدول الاسعد، مما يشير الى توزيع عادل للموارد. تشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الى ان دول الشمال الاوروبي (بما في ذلك السويد والنرويج والدنمارك) لديها ادنى مستويات التفاوت في الدخل المتاح عالميا. تتراوح مستويات معامل جيني في هذه الدول حول 0.22. هذا الرقم، الذي يقترب من الصفر (الذي يمثل المساواة الكاملة)، يؤكد ان النموذج الاسكندنافي يعطي الاولوية للإنصاف الاجتماعي والاقتصادي. وعندما يضمن المواطن في فنلندا ان 29% من الناتج المحلي الاجمالي سيوجه لتوفير شبكة امان اجتماعي له، يصبح القلق الوجودي المتعلق بالبقاء المادي منخفضا جدا.
(4) الحوكمة الرشيدة والثقة المؤسسية كآلية وسيطة ان العامل الحاسم الذي يمكّن الدول الاسعد من تحويل ثروتها الى رفاهية جماعية مستدامة هو الجودة العالية لمؤسساتها المدنية العلمانية والنزاهة العامة غير القابلة للتفاوض. 1. الشفافية ومكافحة الفساد والنزاهة المؤسسية تتطابق مؤشرات السعادة المرتفعة بشكل شبه مثالي مع مؤشرات مدركات الفساد، مما يدل على ان انعدام الفساد يمثل شرطا مسبقا لا غنى عنه لتحقيق الرفاهية الوطنية. تُظهر الارقام القياسية في مكافحة الفساد لعام 2024 ان الدول السعيدة تحتل باستمرار اعلى المراكز في مؤشر مدركات الفساد، حيث سجلت الدنمارك المرتبة الاولى بـ 90 نقطة، تليها فنلندا بـ 88 نقطة. وسجلت دول اخرى متقدمة في مؤشر السعادة درجات عالية جدا، مثل النرويج وسويسرا بـ 81 نقطة لكل منهما، بينما سجلت السويد 80 نقطة. هذه الدرجات تعكس نزاهة شبه كاملة في القطاع العام، وهي تضمن ان اموال الضرائب المخصصة للإنفاق الاجتماعي (التي تتجاوز ربع الناتج المحلي الاجمالي) تصل الى المواطنين بكفاءة كاملة. 2. الثقة كنتاج للمؤسسات العلمانية الفعالة تُعد الثقة الاجتماعية والمؤسسية متغيرا حاسما يربط بين الحوكمة الجيدة والسعادة الذاتية. اكدت الابحاث المنهجية ان الافراد الذين يتمتعون بمستويات اعلى من الثقة – سواء في الاخرين او في المؤسسات – يبلغون عن مستويات اعلى من الرفاهية الذاتية، ويُعتقد ان الثقة والرفاهية يعززان بعضهما البعض بمرور الوقت. سجلت دول ذات دخل مرتفع، كالسويد وهولندا، اعلى مستويات الثقة الاجتماعية بين السكان. على النقيض من ذلك، يرتبط انعدام الثقة ارتباطا مباشرا بالتعاسة الوطنية وعدم المشاركة السياسية. اظهرت الدراسات ان الافراد غير الراضين عن حياتهم يظهرون مستويات منخفضة بشكل كبير من الثقة في المؤسسات. على سبيل المثال، كانت مستويات الثقة لدى هذه الفئة اقل في المحاكم (بفارق 39 نقطة مئوية)، وفي الحكومة (بفارق 30 نقطة مئوية). (5) نموذج التناقض في الدول المتدينة المازومة والصراع 1. الهاوية الاقتصادية والتكلفة البشرية للنزاعات تُظهر الدول الاقل سعادة مستويات تدين مرتفعة متزامنة مع انهيار اقتصادي وتفشي الصراع. تؤكد البيانات الكمية ان الشعوب الاكثر تدينا تقطن في افقر مناطق العالم. وتضم قائمة الدول ذات التدين المرتفع (اكثر من 90%) دولا مثل باكستان (94%)، والعراق (92%)، والتي تعاني العديد منها تاريخيا من تحديات اقتصادية او نزاعات مدمرة. يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي (PPP) في افغانستان، التي تتذيل الترتيب، 1,673 دولارا امريكيا. وتؤدي الصراعات الى تكاليف بشرية هائلة تتجاوز الوفيات المباشرة، فقد ادت النزاعات في مناطق مثل افغانستان واليمن وسوريا الى تقديرات مخيفة للخسائر البشرية. تشير الارقام الى ان الوفيات غير المباشرة المرتبطة بالنزاع (الناجمة عن انهيار البنية التحتية، ونقص الرعاية الصحية، والجوع) في مناطق الحرب بعد احداث سبتمبر 2001، تتراوح بين 3.6 الى 3.8 مليون شخص. 2. مستويات السعادة والتدين في دول النزاع العربية تتضح العلاقة العكسية بين التدين الشديد والرفاهية الاقتصادية في دول الشرق الاوسط المازومة بالنزاعات. وتتزامن مستويات التدين العالية في هذه الدول مع تصنيفها المتدني في مؤشر السعادة العالمي: • العراق: احتل المرتبة 90 عالميا في تقرير 2024 بمعدل سعادة منخفض بلغ 5.17 نقطة، ويصنف ضمن الدول الخمس الاكثر تدينا في العالم بنسبة 92%. اما نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي (PPP) فيبلغ 15.39 الف دولار (تقديرات 2025). • ايران: احتلت المرتبة 98 عالميا في تقرير 2024 بمعدل سعادة بلغ 4.92 نقطة. ويقدر نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي (PPP) بـ 21.47 الف دولار (تقديرات 2025). • اليمن: احتل مرتبة متدنية جدا بلغت 141 عالميا في تقرير 2024 بمعدل سعادة بلغ 3.561 نقطة. • لبنان: صنف لبنان كواحد من اتعس الدول في العالم، محتلا المرتبة 145 من اصل 147 دولة، وسجل 3.188 نقطة في تقرير 2024 (المستند الى بيانات 2021-2023). • سوريا: لا تتوفر بيانات حديثة عنها في تقارير السعادة العالمية الاخيرة، ولكن اخر قيمة مسجلة لها في عام 2019 كانت 3.46 نقطة، مما يضعها في قائمة الدول الاكثر تعاسة عالميا. 3. القيود الاجتماعية والدينية وتقويض التسامح على عكس البيئة العلمانية المتسامحة في دول الشمال، ترتفع مستويات القيود الحكومية والعداوات الاجتماعية المتعلقة بالدين في الدول الاقل سعادة. هذا الارتفاع في القيود يقوض الروابط الاجتماعية المدنية الضرورية لبناء الثقة والرفاهية. فقد ارتفعت مستويات العداوات الاجتماعية المتعلقة بالدين في 56 دولة، وارتفعت القيود الحكومية على المعتقدات والممارسات في 52 حكومة بين عامي 2007 و 2017. يخلق هذا الاستقطاب والقيود بيئة من الكراهية وعدم الثقة المجتمعية، مما يمنع تكوين راس المال الاجتماعي المدني ويقوض الاندماج.
(6) استنتاجات رئيسة للسياسات الوطنية يوفر هذا التحليل دليلا كميا على ان اللادينية الوطنية ليست سببا للسعادة، بل هي متغير مصاحب ونتيجة سوسيولوجية متأخرة لنجاح الدولة العلمانية في توفير الامن والعدالة واليقين الاقتصادي. ان السعادة المستدامة والمستقرة هي نتاج متكامل لنظام ثلاثي الابعاد: 1. اقتصاد عالي الدخل ومدعوم بنصيب فرد مرتفع (يتجاوز 80 الف دولار في الدنمارك). 2. مساواة عميقة ومؤسسات رفاهية سخية، مع معامل جيني منخفض يقترب من 0.22، وانفاق اجتماعي ضخم يتجاوز 25% من الناتج المحلي الاجمالي. 3. نزاهة مؤسسية لا تقبل المساومة، تتجسد في درجات عالية للغاية على مؤشر مدركات الفساد (تصل الى 90 نقطة في الدنمارك و 88 نقطة في فنلندا). في المقابل، في الدول التي تفتقر الى هذه المكونات، يتحول الدين الى شبكة امان نفسية، ولكنه لا يمكن ان يعوض عن الفشل الهيكلي للدولة في توفير الامن والثقة. ان وجود حكومة فعالة ونزيهة يوفر الضمانات اللازمة التي تدفع المواطن الى استبدال اعتماده على شبكات الولاء التقليدية او الدينية بالاعتماد على القانون المدني المحايد والحوكمة الرشيدة.
(7) المصادر 1. Wikipedia - World Happiness Report - https://en.wikipedia.org/wiki/World_Happiness_Report 2. World Happiness Report - Dashboard - https://data.worldhappiness.report/table 3. reddit - The top 10 happiest countries comprise ~36.5% "religious" people - https://www.reddit.com/r/atheism/comments/b7vhzn/the_top_10_happiest_countries_comprise_365 4. Gallup International - Two Decades of Change: Global Religiosity Declines While Atheism Rises - https://www.gallup-international.com/survey-results-and-news/survey-result/two-decades-of-change-global-religiosity-declines-while-atheism-rises
5. Wikipedia - List of countries by GDP (PPP) per capita - https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_countries_by_GDP_(PPP)_per_capita
6. Pew Research Center - A closer look at how religious restrictions have risen around the world - 15 يوليو 2019 https://www.pewresearch.org/religion/2019/07/15/a-closer-look-at-how-religious-restrictions-have-risen-around-the-world 7. Wikipedia - Corruption Perceptions Index - https://en.wikipedia.org/wiki/Corruption_Perceptions_Index
8. Times of India - 10 unhappiest countries in the world - https://timesofindia.indiatimes.com/life-style/travel/10-unhappiest-countries-in-the-world/photostory/125888744.cms 9. World Happiness Report - FAQ - https://www.worldhappiness.report/faq 10. American Psychological Association - Trust and subjective well-being reinforce each other - يونيو 2025 https://www.apa.org/news/press/releases/2025/06/trust-subjective-well-being 11. Cambridge University Press - Nordic and Baltic Countries - https://www.cambridge.org/core/books/cambridge-history-of-atheism/nordic-and-baltic-countries/E0974B10B797E0186E696F736D927776 12. Gallup News - Religiosity Is Highest in World s Poorest Nations - 10 سبتمبر 2010 https://news.gallup.com/poll/142727/religiosity-highest-world-poorest-nations.aspx 13. World Economic Forum - Which countries spend the most on social protection - فبراير 2021 https://www.weforum.org/stories/2021/02/social-spending-highest-lowest-country-comparison-oecd-france-economics-politics-welfare 14. OnlySky - The happiest nations on Earth are strongly secular - https://onlys.ky/the-happiest-nations-on-earth-are-strongly-secular 15. Pew Research Center - Where most people trust others and where they dont around the world - 1 ديسمبر 2025 https://www.pewresearch.org/short-reads/2025/12/01/where-most-people-trust-others-and-where-they-dont-around-the-world 16. OECD - Income and wealth inequalities - https://www.oecd.org/en/publications/society-at-a-glance-2024_918d8db3-en/full-report/income-and-wealth-inequalities_7ac4178f.html 17. The Global Economy - Happiness index - 2024 https://www.theglobaleconomy.com/rankings/happiness 18. L Orient Today - Ranked 145th out of 147 in a global report, Lebanon is one of the most unhappy countries in the world - 29 مارس 2024 https://today.lorientlejour.com/article/1453000/ranked-145th-out-of-147-in-a-global-report-lebanon-is-one-of-the-most-unhappy-countries-in-the-world.html 19. World Happiness Report - Table - https://en.wikipedia.org/wiki/World_Happiness_Report#2024_report 20. IMF - GDP per capita, current prices - https://www.imf.org/external/datamapper/PPPPC@WEO
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفكيك اللامساواة في العالم لاسباب دينية في ضوء نظرية رأس الم
...
-
أزمة الهوية الأطلسية بين صعود اليمين المسيحي الأمريكي وحزب ا
...
-
الفلسفة الألمانية المعاصرة والارث الثقيل وتحليل مفهوم التحول
...
-
نحو معاهدة ويستفاليا شرق اوسطية مضمونة دوليا ...اليات واهداف
...
-
مسارات الفلسفة الالمانية واتجاهاتها من التنوير الى النقد الم
...
-
اليسار الألماني بين حصار المؤسسات وصعود اليمين المتطرف في ظل
...
-
نحو تقييم الدول بشرعية الانجاز فقط لا بالانظمة او الدساتير ا
...
-
العراق واقتصاده من البلوتونومي الى خزانات البلوتونيوم واقتصا
...
-
4 سنوات كارثية قادمة بتامر ايراني امريكي بعد سيطرة امة الجبن
...
-
الانكفاء العلماني وصعود الثيوقراطية الفاشية الفاسدة في الشرق
...
-
نظرية النافذة المكسورة في بلد مكسر منتهب مدمر مثل العراق
-
الذكاء الصناعي الراسمالي والة الغباء الصناعي الديني الطائفي
...
-
تحليل ايديولوجي وسياسي لعداء الاسلام السياسي للحضارتين المصر
...
-
صعود اليسار الجديد في معاقل الراسمالية الغربية وافول نظيره ا
...
-
نظرية ناش وتوازن الفشل, في تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادي
...
-
ستراتيجيات قمع الثورة المضادة في مراحل التحول السياسي الحرجة
...
-
كيف استغل الاستعمار والإمبريالية الجديدة الإسلام السياسي لتح
...
-
تاثير شركات السلاح الغربية في صياغة واستدامة الحروب (1914-20
...
-
تاريخ وتطور الادعاءات الأمريكية الزائفة لتبرير العدوان والهي
...
-
الاقتصاد السياسي للاستدامة الحزبية - دروس الصين وفشل روسيا و
...
المزيد.....
-
بعد 11 عاما…عودة طفل عراقي خطفه تنظيم ما يُعرف بالـ-دولة الإ
...
-
ماذا فعل تنظيم الدولة الإسلامية في تدمر؟
-
نزلها وثبتها حالًا .. تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد عل
...
-
جرائم الاحتلال في غزة تزيد من الحوادث المناهضة لليهود في أست
...
-
سوريا - تنظيم الدولة الإسلامية يضرب من جديد، هل تصبح محاربة
...
-
الشرطة الأسترالية: منفذا هجوم بونداي استلهما فكر تنظيم الدول
...
-
نتنياهو يقتحم حائط البراق في المسجد الأقصى
-
مجموعة إسلامية دعوية في أستراليا تنأى بنفسها عن المشتبه به ف
...
-
رئيس وزراء أستراليا: اعتداء سيدني مدفوع بـ-أيديولوجية تنظيم
...
-
اليهود المتشددون يهددون نتنياهو بحل الكنيست والذهاب لانتخابا
...
المزيد.....
-
رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي
...
/ سامي الذيب
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
المزيد.....
|