أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق يقاوم التدخلات الخارجية في شؤونه














المزيد.....

العراق يقاوم التدخلات الخارجية في شؤونه


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الأزمة السياسية في العراق هي نتيجة تراكم الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية ولاشك فان الحراك السياسي لتشكيل الحكومة المقبلة يجب أن يتجاوز الآليات التقليدية السابقة في تقاسم المناصب حتى لا يجعل الأداء الحكومي أقل من المطلوب بحكم طبيعة تشكيل الحكومة، وفق مبدأ المحاصصة التي تحولت من محاصصة مكونات إلى محاصصة حزبية داخل المكون الواحد وللهيمنة الأميركية على العراق تأثير كبير على الحراك الدائر اليوم من اجل تشكيل الحكومة ولكن معظم القوى مصرة على ايكون الفاعل الاصلي هي هذه القوى بعيداً عن التدخلات الخارجية ، فرغم انسحاب معظم القوات الدولية، إلا أنها تحاول على التأثير بحيث ينعكس على القضايا الأمنية والسياسية، خاصة في دعم بعض القوى السياسية أو تقديم المشورة المغايرة لمطالب الشعب وتقف الولايات المتحدة الأمريكية على رأس المتهمين من خلال التصريحات التي يطلقها ممثليهم في الاعلام بالتهديد والوعيد وهي حقيقة بالتحكم الكامل بالأجواء العراقية ومنع بغداد من الحصول على منظومات دفاع جوي متطورة، ما يجعل العراق مكشوفًا أمام الاعتداءات الخارجية، خاصة من قبل الكيان الصهيوني ، ما يُعد انتقاصًا واضحًا من السيادة الوطنية ويزداد القلق الشعبي والسياسي من استمرار هذه الهيمنة، خصوصًا بعد الحديث المتكرر عن منع العراق من تنويع مصادر تسليحه، وإبقائه مرتبطًا بصفقات وموافقات خارجية، تُخضع قدراته الدفاعية لإرادة دول لا تشارك العراق همومه الأمنية ولا تضع استقراره على رأس أولوياتها والحل الذي يمنع هذه التدخلات والقضاء على الانقسامات الطائفية والمشاكل طويلة الأمد نحتاج إلى عملية وطنية شاملة تجمع كافة الطوائف للتوصل إلى توافق بشأن مستقبل العراق وفضح العوامل الخارجية التي تهدد العراق، ويجب أن يكون الحوار جديا يهدف إلى إيجاد حلول دائمة للتحديات المشتركة وليس مجرد حلول مؤقتة، وتحقيق المصالحة الوطنية بين الطوائف المختلفة بعيدا عن السياسيين، السنة والشيعة والكورد والأقليات الأخرى و يجب التغلب على الانقسامات السياسية الهجينة التي يعاني منه المجتمع وهي نتيجة الاخطاء التي اوجدتها الحكومة السابقة ، العراق كما يعرف الجميع بلد يقوم على طوائف متعددة ومتحابة مدى التاريخ، من حيث الدين والطائفة والعرق، شيعة، سنة، مسيحيين، كورد، عرب، وتركمان، وآشوريين، والكلدان والصابئة والعديد من الطوائف الأخرى وبعيدة كل البعد عن الانزلاقات الطائفية التي اوجدها البعض لتضعيف المحبة والاخوة التي يعيشون عليها مدى التاريخ شعبنا، وهو ما يرتبط بتاريخ وحضارة هذا البلد، لأن الارتباطات لم تكن بإرادة الطوائف وخطط ابنائه انما نتيجة الحضارات المختلفة التي تميزة ومرت بهذا البلد والذي خلق هذا الواقع اليوم،العراق قادر على التعايش و حماية مصالحه وصياغة توجهاته و مستقبله يكتبه شعبه بجهود المخلصين من كوادره الوطنية المخلصة وهذا الاخلاص لا يقبل التأويل، وليس لأي جهة أجنبية الحق في رسم حدوده وتعطيل دور الدولة أو إعطاء أحكام مسبقة عن واقعها السياسي والأمني. ان العراق دولة لها تاريخ ودور ومسؤولية، ولا يقبل بأي خطاب يُقلّل من قدرته على إدارة شؤونه أو يُملي عليه شكل خياراته السياسية. ومن يقرأ تاريخ العراق جيداً سيجد أن الشعب العراقي ناضل من أجل الاستقلال وناله بعد 11 سنة من الكفاح امتدت من عام 1921 ولادة وتأسيس المملكة العراقية وصولاً إلى 3 تشرين الأول 1932 عبر الاعتراف الدولي بهذه الدولة التي كان لها دورٌ كبيرٌ فيما بعد الاعتراف بها بحكم السياسة الخارجية الناجحة وشبكة العلاقات الدولية الواسعة وحرص الحكومات العراقية آنذاك على وحدة العراق أرضًا وشعباً جعلها من الدول القليلة في المنطقة أن تلتزم الحياد ان طريقنا نحو الاستقرار واضح: سيادة كاملة، قرار وطني مستقل، واحترام صارم للقانون ومؤسسات الدولة، دون أي وصاية أو توجيه خارجي، وهو ليس بحاجة لمن يحدد له مسار مستقبله أو يضع له خطوطًا حمراء. قوة الدولة تُبنى بإرادة وطنية موحدة، وبعمل مؤسساتي مسؤول، وبحوار داخلي خالص بعيد عن الضغوط الخارجية ، ولا يمكن ان يقبل لتقييمات خارجية ولا ممرًا لخطابات تُصوِّر مستقبل البلاد وكأنه مرهون بإرادة غير عراقية. إن ما يحتاجه العراق اليوم هو دعم أبنائه له، لا تقييمات تُطلق من الخارج ، فالإصلاح نابع من داخل البلد، والقرار لا يصنعه إلا العراقيون أنفسهم. ، ومن لا يفهم ذلك لا يعرف شيئًا عن روح هذا الشعب ولا عن طبيعة هذه الأرض، أن الارادة الوطنية تطالب جميع ممثلي الدول الأجنبية بالامتناع المطلق عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، تمامًا كما لا تسمح تلك الدول لأي طرف خارجي بالتدخل في شؤونها. احترام السيادة ليس منّة، بل قاعدة ملزمة لكل علاقة دبلوماسية محترمة من أجل حماية المصالح الوطنية الكبرى.
عبد الخالق الفلاح - كاتب واعلامي
مركز الوعي الفكري للدراسات والابحاث



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومات ..الاستنهاض والمواكبة
- نزع سلاح المقاومة والسلام عبر القوة
- الانتخابات العراقية بين المشاركة والمقاطعة
- خيانة الوطن اشد فتكا
- الكيان الصهيوني و الهدنة الغير مطمئة
- ترامب ..الكنيست وقمة شرم الشيخ
- العراق..الانتحارالعوامل والاسباب والحلول
- العالم من القطب الواحد الى متعدد الأقطاب
- الغزو الفكري والتأثير في المجتمعات
- التغيير تصنعه الشعوب الحرة
- العراق...التبرج والتجميل في الإعلام
- ((إذا وُسِّدَ الأَمر لغير أهله فانتظروا الساعة))- ص -
- اللعبة الأمريكية في قطر
- النظرة التوسعة لتركية في المنطقة
- ايران و فشل الية الزناد والا عودة
- سحب الجنسية سلاح للاضطهاد
- العراق والطائفية والمنطقة
- العمل النيابي ووهم الممارسات
- العراق ..النزاعات والصراعات الطائفية
- تعطيل عمل مجلس النواب..مؤامرة ===================


المزيد.....




- زيلينسكي: أوكرانيا تريد ضمانات أمنية -مُؤكدة- قبل مغادرة ساح ...
- مصر.. لماذا ارتفع الدين الخارجي خلال 2025؟
- المغرب يبلغ نهائي كأس العرب بعد فوزه على الإمارات بثلاثية نظ ...
- إف بي آي: أحبطنا تهديدا إرهابيا وشيكا في لوس أنجلوس
- برّاك يلتقي نتنياهو خلال زيارة -بالغة الحساسية- لإسرائيل
- حركة -23 مارس- تأسر جنودا بورونديين بعد أيام من اتفاق واشنطن ...
- كاتب إيطالي: أوروبا تستعد جديا لحرب محتملة مع روسيا
- وفاة شاب تونسي عقب -مطاردة أمنية- تشعل احتجاجات بالقيروان
- فيضانات آسفي تودي بحياة العشرات وتغرق منازل ومحال تجارية
- تقدّم حذر في مفاوضات برلين.. زيلنسكي: نؤكد على أهمية الضمانا ...


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق يقاوم التدخلات الخارجية في شؤونه