أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الغزو الفكري والتأثير في المجتمعات














المزيد.....

الغزو الفكري والتأثير في المجتمعات


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعّد الغزو الفكري أكثر وأعمق تأثيراً وخطورةً على المجتمعات لانه يستهدف سلوك وعقيدة الفرد وأفكاره وأخلاقه، في دس الأكاذيب والافتراءات لتشويه الثقافة الغير الغربية، وإقناع الشعوب على أنهم متخلّفون، وأنّ المنقذ لما يعانيه المسلمون من ضياع هو اتباع “حضارت الغزو” الغربية بكل ما فيها من تفاصيل، والترويج له بما يضمن ترسيخها واستمرارها في أذهان الاجيال الجديدة وخاصة الشابة،وبالتالي ضياع تلك الامم بأسرها نتيجة انتقالها اذا لم تكن هناك من مصدات او عوائق تقف امامهم وهو اخطر بكثير عن الغزو العسكري وهو السلاح الرائج بيد الاعداء والاسهل في التنفيذ وتلعب المادة الدور الاكبر في عملية غسل الادمغة لطلائع الشباب والاحداث و الغزو الفكري هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على شباب أمة أخرى أو التأثير عليهم حتى يتجهوا وجهة معينة أو تبني رأي ما.وهو مصلح خطير يفتك بالأمم، ويذهب شخصيتها، ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها أن الغزو الفكري الذي يقوم على مدى السنين بعملية غسل للأدمغة، وإعادة صياغة القيم في ثقافة المجتمع، هذا الغزو يكون قناعة لدى شريحة كبيرة من الناس تعارض الكثير من القيم الدينية التي تحافظ على استقرار المعتقد، بل قد تعارض تلك القناعة بعض الثوابت والمسلمات؛ كقضية الولاء والبراء، أو العلاقة مع الآخر. ان الانحرافات التي وصل إليها العديد من المجتمعات، حيث شملت المثقفين والأطفال والشباب والنساء في جملة ضحايا التطور التكنولوجي، والغزو الرقمي للثقافة والقيم، فقد استطاع العدو اختراق افكارها ومعتقداتها، فصارت الثقافة الغربية هي الثقافة الغالبة والمسيطرة؛ نظرًا لواقع التجهيل العام الذي نعيشه أمام الغرب في مجالات العلم والتكنولوجيا والسياسية والاقتصاد والعسكرة، ومن ثم نجد بعض المثقفين والنخبويين وبمساعدة الماكينة الإعلامية المحسوبة على العولمة الغربية يحاولون جاهدين إقناع المجتمع العربي بأنه متخلّف في جوهر فكره وتاريخه، بل أنه متخلف في صميم تكوينه، ومن ثَمَّ فلا بدَّ من الانسلاخ عن كل ما يربط المجتمع بماضيه، وإعادة تشكيل المجتمع على الطراز الغربي بحجة تصحيح الموروث الديني، وأن مجتمع الشرق الاوسط عبارة عن مذاهب وطوائف متناحرة ومجتمعات بدوية.
الغزو الفكري كان وسيلة بالسابق عند الغزوات الاستعمارية والهيمنة السياسة على اي منطقة معينة قاصدة الشباب بالذات و إخضاع الشعوب والسيطرة عليهم؛ و توسّعت فأصبحت تشمل الوسائل العسكرية وغير العسكرية التي تستخدمها الدول المستعمِرة في احتلال الدول الأخرى، ومن هذه الوسائل وسائل فكرية تُمهّد للغزو العسكري أو السياسي من خلال التمكّن من السيطرة على عقول الشعوب و يمكن أن يقتصر المستعمِر على الغزو الفكري كأسلوب من أساليب إبقاء الشعوب والدول تحت هيمنته الفكرية والثقافية. ورغم كونه أقل علنية الآن ولكنه أصبح أوسع انتشارًا مع ظاهرة العولمة ، واكثر الدراسات التي تظهر اليوم تشير الى ان أهم وسيلة لتغيير أي فكرة هي عن طريق التعرف على أفكار أكثر حداثة وانتشرًا عن فئة أفضل من أخرى بعدة مجالات، ولكون ذلك غير شائعٍ سابقًا لقلة الاختلاط العالمي بين الناس فلم يكن له الأثر الكبير، بينما في الوقت الحاضر ومع التطور التقني وانتشار الإعلام ووسائله ومنصاته فهو اصبح من الأسهل تغيير أي ثقافة أو فكر لو وجهت بالطريقة المناسبة . المجتمع الواعي اليوم مطلوب منه دعوة الشباب لحظر استخدام الوسائل التي أصبح من العبث بمكان، التي من البساطة تنحيتها عن الحياة جانباً، رغم انها أصبحت واقعاً مفروضاً لا يمكن الفكاك منه، وإنما أصبح من الواجب تطويعها وتوظيفها واستخدامها لغير الغرض الذي أنشئت من أجله، فلا مناص من حسن توظيفها، وذلك بأن تقوم الهيئات والمؤسسات الدولية بنشر مواقع تعنى بالتربية والتوجيه وبناء العقائد والرد على الشبهات بالحسنى والموعظة الحسنة ومواجهة الفكر بالفكر الصحيح حتى لا يجد الشباب نفسه منفرداً أمام حملات منظمة تحيط به ليل نهار ولا تيأس من استقطابه بكافة الوسائل

مركز الوعي الفكري للدراسات والابحاث



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير تصنعه الشعوب الحرة
- العراق...التبرج والتجميل في الإعلام
- ((إذا وُسِّدَ الأَمر لغير أهله فانتظروا الساعة))- ص -
- اللعبة الأمريكية في قطر
- النظرة التوسعة لتركية في المنطقة
- ايران و فشل الية الزناد والا عودة
- سحب الجنسية سلاح للاضطهاد
- العراق والطائفية والمنطقة
- العمل النيابي ووهم الممارسات
- العراق ..النزاعات والصراعات الطائفية
- تعطيل عمل مجلس النواب..مؤامرة ===================
- العراق ... المواقف و الملاسنات
- العراق الانتخابي..الابيض ام الاسود...لمن القرار
- خور عبد الله ...عندما تغيب الوطنية
- ماراثون خلف رماد
- القلم : الرمز الخالد في التاريخ
- الاقلام الشريفة لا تنحني للمغريات
- العراق ..الوجوه السياسية و الصراع الانتخابي
- المشهداني واسقاطات اللسان
- نوبل سلام ترامب الدموي


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يُعلق على تطورات مناقشات رد -حماس- على ...
- الدفاع المدني في غزة.. خط الدفاع الأخير بإمكانيات شبه معدومة ...
- بوتين يحذر من استفزاز روسيا ويتوعد بردٍّ ساحق: مرحلة الإملاء ...
- زهير الركاني يحرج رئاسة جماعة تطوان بمداخلة قوية حول احتجاجا ...
- ميرتس يهدد بوتين باستعمال أصول روسية لمساعدة أوكرانيا
- صلاح يثير جدلا على المنصات بعد -رفضه التوقيع- على قميص منتخب ...
- كيث أوربان يُغيّر كلمات أغنية مستوحاة من نيكول كيدمان
- هل سد النهضة هو السبب في فيضانات السودان؟
- بريطانيا تصنف الاعتداء على كنيس مانشستر بـ -الإرهابي-
- السجن 174 عاما لـ 7 رجال في بريطانيا بعد إدانتهم في قضية -ال ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الغزو الفكري والتأثير في المجتمعات