أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - التغيير تصنعه الشعوب الحرة














المزيد.....

التغيير تصنعه الشعوب الحرة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ثبت في التاريخ أن الشعوب، بمختلف طبقاتها، لعبت الدور الأهم في تغيير المسارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي الميادين الاخرى ، لقد أثبتت بالتجربة وأكده لنا الماضي ويعاني منه الحاضر بأن استحكام الجهل وزيادة نسبة الأمية واتساع دائرة الفقر والبطالة عوامل تسهل من انقياد الناس وركضهم وراء المصالح الدائمة والمؤقتة.. وهو الأمر الذي يدفع بنا إلى استنهاض الوعي في عملية التغيير ورفض ثقافة الإقصاء والهيمنة والتخوين..
الشعوب اليوم محكومة بتصحيح المسارات من أجل كرامتها وعزتها، ولكي تكون رؤيتها مساهمة في توعية الشعوب المظلومة من الاستبداد والطغيان و مصدر إلهام للشعوب المضطهدة يستمدوا منها أسساً متكاملة في كافة ميادين الحياة وتحقيق المطالبة بالحقوق المدنية والحرية، وإن ما يحصل في بعض بلدان المنطقة من تحركات نهضوية حتى في الخفاء والسر ما هو إلا من أجل تحقيق تلك الأهداف النبيلة والعدالة الأخلاقية والإنسانية .
إن الحرية هي من تخلق الأحرار. وإن الأحرار هم القيادات الفاعلة لتحريك الأمم . والأمة الحرة هي الأمة الواعية بقيمها ، والقوية بوعيها ، والناظمة لحريتها والعادلة بحقها ، والمحقة لنيل اهدافها، والخيـّرة بجـمال نفسيتها ، والجميلة بوفرة انتاجها وابداعها .
علي مدي التاريخ صنعت الشعوب حاضرها ومستقبلها الحقيقي المسؤول ووظفته لأجل النهضة للوصول إلى واجهة تطلعات التغيير، والمجتمعات وأمم وشعوب تكتب تاريخها البشرية والحضارة الانسانية بقوانين وسنن تاريخية مميزة بالاستمرار والتقدم و الإرتفاع الى أعلى المستويات ،ومدى تأثير الذي حدث في الماضي على الحاضر الإنساني ومستقبله.
القراءة المركزة تنتج النظر ، والنظر في التاريخ تعني التأمل والتدبر في الأحداث ، وما من حدث هام إلا ووراءه شخصيات عظيمة أثرت التاريخ ، وما من شخصيات مؤثرة إلا ووراءها أفكار كبرى وطريق التكامل وصناعة المجد بيد الشعوب وهم يصنعون تاريخهم والأمم الحرة وهناك اسماء قليلة سجلها التاريخ بأحرف من ذهب وتظل مثالاً للدراسة والتحليل والعبرة ، ، ضمن سياق السنن التاريخية ، إما مشرقاً وإما مظلماً وهما بهما من يصل اما الى الأعلى او الاسفل في ظل قصص الثورة والنهضة ومحاربة الظلم للوصول المعالي. كثيرون صنعوا التاريخ وخلدهم التاريخ، ومازلنا نتغنى بإنجازاتهم الوطنية والقومية والعالمية، ومازالت تلك الإنجازات هي الشعلة التي تضيء الدرب أمام الأجيال.. اولئك الرجال كانوا يفعلون ما يقولون، ولا يقولون ما لا يفعلون ، وتستحضر الذاكرة الكثير من اولئك الرجال الذين استشرفوا المستقبل، فاقدموا على خطوات هي في عرف بعض ضيقي الأفق انتحار سياسي، ولكنها كانت درراً في جبين كل منهم، ومآثر تنقلها الأجيال للأجيال، تحكي رؤاهم ورغبتهم في ان ينهضوا ببلدانهم. ملاحظة جدير بالاهتمام والتمحيص هو ، يتعين على الشعوب التواقة إلى الحرية والعدالة وبناء الدولة المدنية لتكون قادرة على نيل ذلك الاستحقاق الذي يجسد معاني الحرية والقيم الإنسانية وهو الطموح الذي يأمله شعبنا ان ذلك لاياتي إلا بمزيد من تحصين الذات وبمزيد من الوعي والنضال الجاد والعمل على تغيير ثقافة الفرد من الرتابة وحالة التبعية وتجاوز عقبات الماضي ورفض حالة القهرية التي تفرض على تلك الشعوب بطريقة أو بأخرى من قبل القوى الظلامية ولان تلك الشعوب تدعي الحكمة ونفتخر بماضيها الحضاري وما حققه الأقدمون من أمجاد طيلة القرون الماضية وأكثر يتحتم عليهم اليوم أن قراءة الواقع بعيدا عن الإرث التاريخي المتخلف إنما بنظرة جديدة ثاقبة...
ان الذاكرة التاريخية مهمة للقادة السياسيين ، والدعاة المصلحين ، والمفكرين المؤثرين ، فمن لا تاريخ له لا ذاكرة له ، ومن لا ذاكرة له لا مستقبل له في الخريطة السياسية ، ولهذا يحاول أعداء الأوطان تشويه تاريخ الشعوب ، وتسفيه القادة ، وتضليل العامة ، وتضخيم قوة الأعداء ، وتقليل قوة الأمة ، وهي من الخطط التي تجعل الأمة في المربع المفعول بها ، ولا ترتقي بحال من الأحوال إلى موقع الفاعل .
لا يمكن إنكار التاريخ الذي سقط في خلاله العديد من الملوك رغم عظمتهم الظاهرية في زمانهم، في حين أن أشخاصًا من عامة الشعب ظلوا خالدين في ذاكرة الإنسانية بسبب أعمالهم وتأثيرهم العميق. فكم من ملك قُتل ولم يُذكر، وكم من إنسان عادي صنع بعفيته خيوط المجد وظل اسمه يُذكر لقرون.
ان قراءة التاريخ قراءة واعية تسمح لكل متدبر أن يقدّر حاضره مدركاً إنجازات الحضارة البشرية لا تتحمل التخريب وإن طريق التقدم لا يجوز تعطيله و إن عجلات السلام والتقدم البشري لا يمكن إيقافها ، وجميع قوى الشر والظلام والرجعية سيمحوها تماماً التيار القويم في التاريخ...
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق...التبرج والتجميل في الإعلام
- ((إذا وُسِّدَ الأَمر لغير أهله فانتظروا الساعة))- ص -
- اللعبة الأمريكية في قطر
- النظرة التوسعة لتركية في المنطقة
- ايران و فشل الية الزناد والا عودة
- سحب الجنسية سلاح للاضطهاد
- العراق والطائفية والمنطقة
- العمل النيابي ووهم الممارسات
- العراق ..النزاعات والصراعات الطائفية
- تعطيل عمل مجلس النواب..مؤامرة ===================
- العراق ... المواقف و الملاسنات
- العراق الانتخابي..الابيض ام الاسود...لمن القرار
- خور عبد الله ...عندما تغيب الوطنية
- ماراثون خلف رماد
- القلم : الرمز الخالد في التاريخ
- الاقلام الشريفة لا تنحني للمغريات
- العراق ..الوجوه السياسية و الصراع الانتخابي
- المشهداني واسقاطات اللسان
- نوبل سلام ترامب الدموي
- المنظمات الدولية وفقدان المصداقية


المزيد.....




- شاهد كيف رد ترامب على سؤال صحفي عن وفاقه مع أردوغان حول أزمة ...
- ترامب يعلن خلال لقائه بأردوغان استعداده لرفع العقوبات على قط ...
- فرنسا - ليبيا: نيكولا ساركوزي سيدخل السجن بعد إدانته في قضية ...
- فرنسا - ليبيا: ردود الفعل في ليبيا بعد الحكم 5 سنوات سجنا عل ...
- أزمة المسيّرة: ماذا بعد رفض الجزائر التماس مالي أمام محكمة ا ...
- لبنان: الآلاف من أنصار حزب الله يحيون الذكرى السنوية لمقتل ن ...
- بعد وصول الفرقاطة الإيطالية... -أسطول الصمود- ينتظر وصول الف ...
- إيطاليا وإسبانيا تنشران سفنا حربية لمساعدة أسطول الصمود المت ...
- صاروخ حوثي يوقف الحركة بمطار بن غوريون ويدخل ملايين الإسرائي ...
- إعلام إسرائيلي: واشنطن تخطط لتعيين توني بلير قائدا لإدارة مؤ ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - التغيير تصنعه الشعوب الحرة