أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - القلم : الرمز الخالد في التاريخ














المزيد.....

القلم : الرمز الخالد في التاريخ


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 - 18:44
المحور: الادب والفن
    


ان الذي ترك لنا تراثًا ضخمًا من التاريخ والدين والأدب والثقافة وله دور كبير في تنوير العقول والأفكار هو القلم الصادق الذي يمثل الشراع الابدي وله دورًا أساسيًا في عملية البناء، سواء كان ذلك في البناء المادي أو المعنوي ، في البناء المادي، لتسجيل الأفكار والتخطيط للمستقبل، مما يسهل عملية التنفيذ ويضمن الدقة. أما في البناء المعنوي، للتعبير عن الأفكار والرؤى، وكتابة النصوص التي تشكل أساسًا للمعرفة والثقافة، وتساهم هذه المعرفيات في تطور المجتمعات،وهو الوسيلة الفكرية للتنفس، يخرجها من ظلمات الخواطر الصامتة إلى نور الكلمات المضيئة، وهنا تبدأ مرحلة أخرى من الترويض وبها كتبت على مر القرون و تكتب العشرات بل الألوف والملايين من الدواوين الشعرية والروايات ومجلدات ضخمة عن تاريخ الحضارة البشرية والملاحم الأسطورية والتفاسير . إن إنجازات القلم الكبيرة والرائعة تدفعنا لمعرفة ما قيل عنه في التراث العربي وفي الكتابات المعاصرة.
روت كتب التفسير عدداً كبيراً من الأحاديث التي تبين أن القلم هو أول مخلوقات الله، والمنقول عن النبي ص «إن أول شيء خلقه الله القلم، ثم خلق النون وهي الدواة، ثم قال له اكتب، قال وما أكتب؟ قال اكتب ما يكون، أو ما هو كائن من عمل أو رزق أو أثر أو أجل، فكتب ذلك إلى يوم القيامة .
فنجد علمًا خاصًا بتواريخ البلدان للدفاع عنها وإبراز قيمتها، بذكر رجالها ومفاخرها ورموزها، وما قدمته من العلوم للإنسانية، ولكل بلد مؤلفاته التاريخية التي تمثل ماضيه وليرتبط بحاضرة، مما يعبر عن ضرورة أداء القلم دوره في خدمة الوطن في كل زمان ومكان، نجد أن للقلم سحره وبيانه وألقه في تسطير أروع الأبيات وأجمل الروايات وأبدع المسرحيات وسجله سجل خالد عبر العصور والدهور.
ان الذي لا يمكن فصلهما هو السيف والقلم السلاحان المتلازمان لكل ذي سلطان، بهما تقام الدول، وتمهد سبل الحكم والرياسة، وتفرض النظم والقوانين، وتبنى الدول والمجتمعات. فالسيف رمز القوة والعزة والإباء، والقلم رمز العلم والثقافة والحضارة. قد يتقدم أحدهما على الآخر في فترة من الفترات، نتيجة لطبيعة المرحلة التي تمر بها الدولة، ولكنهما في النهاية سلاحان وأدان لا غنى عن أحدهما للسلطان في كل زمان ومكان
أجل إنه القلم تلك الوسيلة العظيمة، التي أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم، ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿۱﴾ سورة القلم ولا يقسم ربنا إلا على عظيم، وهل هناك من أحد ان يشك في عظمة القلم ومدى تأثيره ومنفعته ومقاصده ودوره؟! ناهيك بذلك القلم الذي يتحرك في سبيل الوطن، للذود والدفاع عنه عنه و ليست مهمة مقتصرة على البندقية والدبابة والأرواح والأجساد و والطائرة واسلحة الموت الجديدة التي دخلت الميادين فقط ، فلطالما كانت الأقلام والكلمات رماحًا وأسنة يتقي بها الوطن شر الأعداء،
في هذا المجال يرى ابن خلدون أنّ السيف والقلم سلاحانِ يُكمّلُ كلٌّ منهما الآخرَ ولا يستغني عنه، لكنّ الاهمية تختلفُ باختلافِ الأزمنة، فيرى أنّ السّيفَ هو الاهم في مرحلتينِ من مراحل تاريخِ الدّول، ففي مرحلةِ النشوءِ والتّكوين وكذلكَ في مرحلةِ الشّيخوخةِ لا بدّ من القوّةِ لإثباتِ هيبتِها وتثبيتِ أركانِها، خشيةَ التّصدُّعِ والانهيارِ، يقولُ ابنُ خلدون: إلّا أنّ الحاجةَ في أوّلِ الدّولة إلى السّيفِ ما دام أهلُها في تمهيدِ أمرِهم أشدَّ من الحاجةِ إلى القلم.. وكذلك في آخرِ الدّولة حيثُ تضعفُ عصبيّتُها كما ذكرْناه.. فيكونُ للسّيفِ مزيّةٌ على القلمِ في الحالتينِ ويكونُ أربابُ السّيف حينئذٍ أوسعَ جاهاً و أكثرَ نعمةً. أقوَى دليلٍ جاء به المتنبّي، ولم يتركْ للخصمِ شاهداً يستدلُّ به في تقدُّمِ القلمِ على السّيفِ:
حَتّى رَجَعتُ وَأَقلامي قَوائِلُ لي
المَجدُ لِلسَيفِ لَيسَ المَجدُ لِلقَلَمِ
اِكتُب بِنا أَبَـــداً بَعــدَ الكِتابِ بِهِ
فَإِنَّما نَحـــنُ لِلأَسيافِ كَالخَدَمِ
ويتعاظمُ دورُ القلمِ في تعزيزِ وتجميلِ هيبةِ الدّول وبيانِ خصالِها والمباهاةِ بها أمام العالمِ، مع بقاءِ السّيفِ في حالةِ الأهبة والاستعدادِ للنّوائبِ والمخاطرِ المفاجئة: وأمّا في وسطِ الدّول
فيستَغني صاحبُها بعضَ الشّيء عن السّيفِ
وبها تكتب العشرات بل الآلاف والملايين من الدواوين الشعرية والروايات ومجلدات ضخمة عن تاريخ الحضارة البشرية والملاحم الأسطورية. إن إنجازات القلم الكبيرة والرائعة تدفعنا لمعرفة ما قيل عنه في التراث العربي وفي الكتابات المعاصرة.
روت كتب الحديث والتفسير عدداً كبيراً من الأحاديث التي تبين أن القلم هو أول مخلوقات الله، والمنقول عن النبي ص «إن أول شيء خلقه الله القلم، ثم خلق النون وهي الدواة، ثم قال له اكتب، قال وما أكتب؟ قال اكتب ما يكون، أو ما هو كائن من عمل أو رزق أو أثر أو أجل، فكتب ذلك إلى يوم القيامة».
عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقلام الشريفة لا تنحني للمغريات
- العراق ..الوجوه السياسية و الصراع الانتخابي
- المشهداني واسقاطات اللسان
- نوبل سلام ترامب الدموي
- المنظمات الدولية وفقدان المصداقية
- فسحة من الذكريات
- العراق.. في ظلال البرامج الانتخابية
- الإعلام بين البناء والتدمير
- الفكر الإصلاحي ومستلزمات الوقت والظرف
- الصحوة والوعي والسلوك
- هل ترد روسيا لاعادت ماء وجهها
- العراق ومستقبل الدولة القوية
- الفساد يقوض القيم والعدالة
- العراق بين المواقد المشتعلة
- احداث سورية واثراتها على العراق والمنطقة
- الامة العربية والهزيمة بعد الاستبداد
- المهجرون والمهاجرون ومسؤولية الدولة
- الثقافة مجموعة الغايات العليا للنهوض
- التمزق الفيلي الى متى
- السرقات والعصابات المنظمة في العراق


المزيد.....




- فنانون بلجيكيون: لا نريد أن نربي أطفالنا في عالم يموت فيه ال ...
- المسرح الجامعي بالدار البيضاء.. ذاكرة تهجس بالحداثة والتجريب ...
- حماس: نرفض المسرحيات الهزلية التي تسمى عمليات الإنزال الجوي ...
- حكومة غزة: المجاعة تزداد شراسة وما يجري مسرحية هزلية
- موسيقى زياد الرحباني.. حين تتحول النغمات إلى منشور سياسي غاض ...
- تعازي الشيوعي العراقي للشيوعي اللبناني برحيل الفنان الكبير ز ...
- اختتام مسابقة الرواية حول الشهيد يحيى السنوار في مسقط
- في حرب السرد بين المقاومة والاحتلال. من يملك الرواية؟
- من بغداد إلى القاهرة.. دروس الروح الأدبية في منافسات الشعراء ...
- صدور (كوثرة متد حرجة) مجموعة قصصية للأديبة بلقيس خالدب


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق الفلاح - القلم : الرمز الخالد في التاريخ