أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المهجرون والمهاجرون ومسؤولية الدولة














المزيد.....

المهجرون والمهاجرون ومسؤولية الدولة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8093 - 2024 / 9 / 7 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أضحت قضايا اللجوء والنزوح من أشد التحديات تعقيداً و تهم المجتمع الدولي بُرَّمته سواء لارتباطها بحماية حقوق الإنسان أو لتعلقها بالمحافظة على السلم والأمن الدوليَّين، والتي تواجه الإنسانية في عصرنا هذا الذي يعدُّ بحق عصر اللاجئين والمضطهدين والمشردين، لأنّ العالم يمر بأحداث جسام وكوارث عظام، بعضها من فعل الطبيعة وكثير منها من صنع الإنسان. ولعل من أخطرها الهجرة من الأوطان التي تعد من الآفات التي ابتليت بها الشعوب التي وقعت ضحية الانظمة والحروب الداخلية، وضياع مفهوم الدولة، وغياب الحرية الفكرية، ولا أظن أن أمة ابتليت بمثل هذه الآفة بمثل ما مر به الشعب العراقي حيث ساهم النظام الصدامي المجرم بتهجير قرابة 600 الف من مواطنة بعد تجريدهم من كل وسائل المواطنة باتهامات مختلفة او اضطر الكثير من أهلها للهجرة للخلاص من ظلم النظام إلى المنافي القريبة والبعيدة للحفاظ على حياتهم وشرفهم، وادى ذلك ليس الى التدمير الروحي للمجتمع وفقط، بل والى الفتك بالأرواح وتدمير البلاد وعان المهجرون من العوز والفاقة والبطالة والمرض وتشرد الأطفال وضياع فرص التعليم وضعف في اللغة الام ومن الاحباطات النفسية والصحية.
لقد ظهرت مشكلة التمييز الطائفي والتهجير وقضية اللاجئين العراقيين مع انقلاب 17 تموز سنة 1968 رغم إنها تفاقمت واتسعت وشملت مئات الآلاف من المواطنين وابناء الشعب العراقي وأصبحت إحدى مظاهر مآزق النظام الممعن في إجراءاته القمعية المعادية للحريات والحقوق الإنسانية والتي أدت إلى أن يعيش قرابة خمسة ملايين مواطن عراقي مكرهين خارج وطنهم .
لقد أصبح التمييز الطائفي جزءا من الانظمة اثر تشكيل الدولة العراقية أوائل العشرينات "عام 1921 من القرن الماضي" والثغرات الشوفينية والتمييزية التي احتوتها صيغة أول قانون للجنسية العراقية رقم ( 42) لسنة 1924 وقانون الجنسية لسنة 1963 المرقم (243) .
ويتقسم مثل هؤلاء الى قسمين المهجرون من قبل حكومة البعث قبل سقوطها عامي 1970 و1980 والمهاجرون إلى دول العالم نجاة أنفسهم اثر المطاردات والسجن والقتل والعنف والمعاناة لانقاذ انفسهم من شر النظام وهم في حيرة من امرهم رغم انهم كانوا على امل بأن تقف الحكومات المتعاقبة " المسلفنة بالديمقراطية "التي جاءت بعد سقوط النظام البعثي الصدامي عام 2003 بعين الاعتبار و أن تنظر الدول العراقية الحقيقية اليهم بعين المواطنة والوقوف الى جانبهم وتقديم العون اللازم للعودة إلى أحضان الوطن، والخلاص من حالة الضياع الفكري والنفسي والجسدي و السعي لتوفير الأرضية الصالحة لعودتهم الى احضان الوطن بكل دفئ. وبخلاف ذلك، وخلاف ذلك بقى الملايين من العراقيين المهجرين في شتات الأرض في حالة ضياع تام وفقدانهم الهوية الوطنية كما نشاهده عند الاجيال الحالية التي عاشت في تلك البلدان وهناك نسبة ما منهم ذابت في المجتمعات التي هاجرت، أو هُجرت إليها وهي نسبة قليلة و مازل هناك اخرون حتى اليوم غير مندمجة في المجتمعات التي رحلوا إليها لأسباب سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية حيث لا تتناسب مع فطرته الاصيلة ولا توجد إحصائيات دقيقة لأعداد هم في الخارج، ويمكن تقديرهم، وبحسب إحصائيات سابقة لمفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، إن "هناك قرابة خمسة ملايين لاجئ عراقي في جميع أنحاء العالم؛،
ان الحد من الهجرة وتهجير يتطلب موقفا موحدا جادا من الدولة والقوى السياسية الوطنية العاملة في الساحة السياسية في سبيل الوفاق والمصالحة الوطنية وتهيئة الأرضية اللازمة لعودة هؤلاء الى أرض الوطن. ويعتبر النظام الوطني الديمقراطي الذي يرتضيه الشعب بالانتخابات الحرة النزيهة في ظل دستور متكامل يضمن المستقبل لكل افراد المجتمع مصوت عليه من قبلهم و الدور المهم لمجلس النواب المنفذ الوحيد لتأمين حياة الاستقرار والطمأنينة وإشاعة الحريات وفي توفير الحياة الكريمة لكل المواطنين دون تمييز على أساس الطائفة والعشيرة والمناطقية...
عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة مجموعة الغايات العليا للنهوض
- التمزق الفيلي الى متى
- السرقات والعصابات المنظمة في العراق
- الثقافة العامة والمؤسسية
- السلام كما يجب أن يفهم
- القراءة من أسباب رقي المجتمعات
- العمالة الاجنبية وبطالة الأيدي العاملة الوطنية
- نواقيس الخطر والايدي على الزناد
- غزة بين الخذلان والصمود والتحدي
- المنظمات في العراق ..الأهداف ..والأدوار
- لقاءات المخرجات البائسة في القضية الفلسطينية
- العلاقات العراقية الكويتية واتجاهاتها المختلفة
- تعليق على تصريح لوزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي
- الحوار والثقافة والسلوك
- الكرامة غذاء الفضائل
- الحب الحقيقي بين الناس
- تخبطات السفيرة الأمريكية الجديدة قبل اوانها
- خنجر الخيانة و فشل التحالفات
- الظواهر السلبية وانتشارها في المجتمع العراقي
- معضلة المراجعات لدوائر الدولة وفقدان الحلول


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - المهجرون والمهاجرون ومسؤولية الدولة