أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - السرقات والعصابات المنظمة في العراق














المزيد.....

السرقات والعصابات المنظمة في العراق


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكاد ان يمرّ يوم من دون ان نسمع خبر عن اكتشف جريمة سرقة وقعت في احدى الدوائر الحكومية ، مما يوحي لك أن البلد اصبح بمثابة أرض للعصابات . وتشير تقارير مدققي الحسابات، إلى أن السرقات كانت مدبرة من قبل شبكة واسعة من المسؤولين وموظفي الخدمة المدنية ورجال الأعمال. تحت ظل نظام المحسوبية المتجذر في العراق و غالبا ما يكون لهؤلاء الأفراد صلات بفصائل سياسية قوية و غالبًا ما تُستخدم المؤسسات التي يجب أن تحافظ على المساءلة لزعزعة استقرار الشعب كموارد لتلك العصابات ومن يقف ورائهم. ويقدر المسؤولون أن حجم الأموال التي اختفت من الخزانة العامة منذ سنة 2003 تتجاوز 300 مليار دولار. العراق شهد ما يمكن وصفه باغتيال للمال العام من خلال التهرب من دفع الضرائب والرسوم الجمركية وديون الدولة وما تم من هدر وفساد في النفقات العامة ويعد العراق من البلدان الغنية ، حيث يعد أحد أكبر منتجي النفط في العالم بتحقيق أرباح من الصادرات سنويا تقدر115 مليار دولار. ومع ذلك، لا يصل سوى القليل من هذه الأرباح إلى الناس العاديين . ان السرقات أصبحت من الاخبار المتداولة اليومية للعراقيين ومصدر قلق دائم مثل قضايا الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة، وهي عمليات سرقة مفتوحة على مصارعها و مستمرة، وإن كانت تخف في بعض الاحيان وبعض الشيء عندما يتم الكشف عن حالة جديدة نتيجة إجراءات هيئة النزاهة وتشديد عمليات الرقابة ولعل من اهم أسباب استمرار عمليات سرقة الأموال المخصصة لضحايا الإرهاب إلى اتباع نظام المحاصّة السياسية في إدارة المؤسسات الحكومية ومنها الحكومات المحلية والفساد المتفشي فيها طوال السنوات الماضية والحالية، وإلى سياسة النهب الممنهج للمال العام مما تسبب في ضياع الكثير من تلك الأموال و أن اللافت هو الاحترافية التي تُنفَّذ بها، والسرقات تؤكد أن عصابات منظّمة تقف خلفها شخصيات مسؤولة من الدرجات العليا من القادة وليست مجرد تصرفات عفوية بحجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة. فالسرقة هذه الأيام أشبه بمهنة، لكنها مهنة سيئة بطبيعة الحال ولا شك من ان سرقة القرن والذي اعلن عنها وزير المالية الاسبق قبل انفكاكه إحسان عبد الجبار عن أكبر سرقة في التاريخ العراقي المعاصر من أمانات التجار المتعاقدين مع الدولة والمودعة كتأمينات تسترد بعد استكمال المشاريع، بالذهول، فالأموال المسروقة من أموال التأمينات الدورية للتجار لدى هيئة الضرائب الرسمية بلغت 3.7 تريليون دينار عراقي (نحو مليارين ونصف المليون دولار) تم الاستحواذ عليها من قبل زمرة وصفت من قبل مراقبين بـ الفاسدة ، وبتواطؤ مكشوف من إدارات مالية في الهيئة المذكورة، وكذا إدارات مصرفية عليا، وأخرى لم تكشف هويتها.
ولم تنته كامل التحقيقات فيها في العراق منذ عام 2022، والخاصة بسرقة الأمانات الضريبية والتي اصبحت فضيحة كبرى و تمثل وصمة عار في جبين هؤلاء ، ويبدو ان من غير المحتمل أن أيًا من المستفيدين الحقيقيين من السرقة، أيًا كان، سيواجه العدالة بعد ان تم اطلاق سراح نورزهير وهو يعلل الاسباب من اجل عدم حضور المحكمة ويهدد بين حين واخر بكشف كل الافراد الذين استفادو من تقسيم الاموال اذا حضر المحاكمة . إن الشعور بالقدرة الذي يتملّك النخبة السياسية بأكملها يعني أن هناك القليل من مساءلة لهؤلاء السراق ومن يقف معهم.
تفاقم الأوضاع وبلوغها مرحلة مقلقة أصبحت فيها السرقات تحصل بكل وقاحة ودون مبالاة او خوف نهارا وجهاراً لان وسائل الردع مع الاسف غائبة وتسكت القوانين امام تحدي هؤلاء له، تغيير هذا الامر لا يكون في ليلة وضحاها.
أن اكثر من 300 مليار دولار سرقت من الاموال منذ العام 2003 على اقل تقدير في ظل غياب المحاسبة القانونية وحتى الان وهذا المبلغ يبني بها دول عدة، ان انفاق هذه الاموال لم يكن هدفه اقتصاديا وانما استفادة مالية لبعض الجهات السياسية العاملة على الساحة العراقية مما أدى إلى تراجع قدرات الدولة،
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي
مركز الوعي الفكري للدراسات والبحوث



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العامة والمؤسسية
- السلام كما يجب أن يفهم
- القراءة من أسباب رقي المجتمعات
- العمالة الاجنبية وبطالة الأيدي العاملة الوطنية
- نواقيس الخطر والايدي على الزناد
- غزة بين الخذلان والصمود والتحدي
- المنظمات في العراق ..الأهداف ..والأدوار
- لقاءات المخرجات البائسة في القضية الفلسطينية
- العلاقات العراقية الكويتية واتجاهاتها المختلفة
- تعليق على تصريح لوزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي
- الحوار والثقافة والسلوك
- الكرامة غذاء الفضائل
- الحب الحقيقي بين الناس
- تخبطات السفيرة الأمريكية الجديدة قبل اوانها
- خنجر الخيانة و فشل التحالفات
- الظواهر السلبية وانتشارها في المجتمع العراقي
- معضلة المراجعات لدوائر الدولة وفقدان الحلول
- مشتاكين الج يديار اهلنه
- مؤتمر الكفاءات والطاقات الفيلية والمسؤولية
- واشنطن والقرارات القيمية لمجمعنا


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - السرقات والعصابات المنظمة في العراق