أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الامة العربية والهزيمة بعد الاستبداد














المزيد.....

الامة العربية والهزيمة بعد الاستبداد


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت الدول العربية بعد مراحل الاستقلال المفترض سلسلة من الهزائم المتراكمة على مدار ما يقارب من سبعة عقود ماضية و التي تجاوزت المعارك العسكرية لتصل إلى عمق المشاريع القومية العربية . هذه الهزائم ليست مجرد انعكاس للمخططات الاستعمارية أو الهيمنة الإسرائيلية، بل هي أيضاً نتاج أزمات داخلية وإخفاقات سياسية واقتصادية أفرزتها النظم الحاكمة نفسها . فاليوم، نجد أنفسنا أمام واقع يتطلب الاعتراف بحجم المشكلة قبل التطلع إلى أي حلول.
فدول المشرق العربي تشهد ومنذ عقود امام اعيننا محاولات متواصلة لتفكيك بنيتها السياسية والأقتصادية والاجتماعية، في إطار مراحل متقدمة للمشروع الإستعماري القديم المتجدد تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل . هذا المشروع لا يستهدف فقط إعادة تشكيل خريطة المنطقة، بل يهدف إلى تقويض شكل ودور الدولة المدنية والقومية الحديثة بل وهزيمتها التي تأسست بعد استقلال بعض الدول العربية والتي عانت الحصار الغربي ومحاولات اخضاعها منذ ذلك التاريخ في غياب حركة معارضة عربية ديمقراطية موحدة ومسوؤلة بغض النظر عما تعرضت له ارهاصاتها من قمع .

وفي مراحل ما بعد الاستقلال، حملت الدولة القومية العربية ‘آمال الشعوب‘ في تحقيق الوحدة والاستقلال. ولكن سرعان ما تراجعت هذه الآمال بفعل عوامل عدة اهمها ،
يتقدمهم الاستبداد السياسي اولاَ، حيث أدت هيمنة الأحزاب الحاكمة، والانقلابات العسكرية المتكررة وتصفية الحسابات الشخصية والحزبية ، إلى تغييب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مما جعل الدول أكثر عرضة للضغوط الخارجية.
ثم تأتي الإخفاق في مواجهة إسرائيل ، فرغم الحروب والنزاعات المتكررة، فشلت الدول العربية في كبح جماح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ، الذي واصل ابتلاع الأراضي الفلسطينية وتحقيق أهدافه التوسعية الكولنيالية في فلسطين التاريخية ، بل وفي حدود أوسع .
اما الامر الثالث فهو غياب الاستقلالية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، حيث لم تكن الدولة القومية قادرة على بناء اقتصاد قوي ومستقل يحقق الكرامة لمواطنيها.
ففشلت في بناء قاعدة صناعية رغم الثروات الطبيعية والبشرية الهائلة، الا انها لم تتمكن من تحقيق استقلال اقتصادي يجعلها قادرة على الصمود في وجه الأزمات . كما أدى غياب العدالة وتفاقم الفقر والبطالة إلى إضعاف النسيج الاجتماعي وتراجع الثقة بين الدولة والمواطن.
وتأتي رابعاً غياب رؤية موحدة للصراع مع إسرائيل، وتقديم المصالح الفردية للنظم الحاكمة او احزابها على حساب المصالح القومية.
اما المصيبة الخامسة فهو التطبيع والانحياز السياسي الذي تمثل بهرولة بعض الدول نحو التطبيع مع إسرائيل أضعف الجبهة العربية الموحدة وأعطى الأحتلال شرعية إقليمية.
اما في هذه الفترة فيبدو وبشكل واضح ملامح ما يُسمى "الشرق الأوسط الجديد" والذي لاشك ان أشبه بمخطط مدروس يسعى لخلق كيانات ضعيفة وهشة، تفتقر إلى السيادة والقدرة على اتخاذ قرارات مستقلة، بما يضمن بقاء المنطقة تحت الهيمنة الغربية والإسرائيلية بما يمثله هؤلاء اليوم ممن "أعلنوا تحرير" المسجد الأموي وارتكبوا كل موبقات الإرهاب من خلال مسميات تنظيمات اسلاموية على مدار العقدين الماضيين ومن يأتون اليهم تباعا من الأمريكان الى هنالك بعد توجيه الضربات الإسرائيلية التي قاربت من خمسمائة هجمة واحتلال الأراضي السورية مجانا .
عبد الخالق الفلاح-



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهجرون والمهاجرون ومسؤولية الدولة
- الثقافة مجموعة الغايات العليا للنهوض
- التمزق الفيلي الى متى
- السرقات والعصابات المنظمة في العراق
- الثقافة العامة والمؤسسية
- السلام كما يجب أن يفهم
- القراءة من أسباب رقي المجتمعات
- العمالة الاجنبية وبطالة الأيدي العاملة الوطنية
- نواقيس الخطر والايدي على الزناد
- غزة بين الخذلان والصمود والتحدي
- المنظمات في العراق ..الأهداف ..والأدوار
- لقاءات المخرجات البائسة في القضية الفلسطينية
- العلاقات العراقية الكويتية واتجاهاتها المختلفة
- تعليق على تصريح لوزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي
- الحوار والثقافة والسلوك
- الكرامة غذاء الفضائل
- الحب الحقيقي بين الناس
- تخبطات السفيرة الأمريكية الجديدة قبل اوانها
- خنجر الخيانة و فشل التحالفات
- الظواهر السلبية وانتشارها في المجتمع العراقي


المزيد.....




- إيران توجه تهديدا لأي -طرف ثالث- يعتزم التدخل في الصراع مع إ ...
- كيف تجهل عدد سكان بلد تريد الإطاحة بحكومته؟-.. جدال حاد بين ...
- بيسكوف: الكرملين لا يعدل أجندته لتناسب الغرب
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ المضادة للد ...
- نتنياهو يعلق على تأجيل حفل زفاف ابنه
- ترامب: تعطيل منشأة -فوردو- الإيرانية أمر ضروري
- إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية تشغل طائرات مسيرة في ...
- مقتل 76 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع ...
- -ميتا- تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
- أمنستي تناشد الهند وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئي ا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الامة العربية والهزيمة بعد الاستبداد