أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - سحب الجنسية سلاح للاضطهاد















المزيد.....

سحب الجنسية سلاح للاضطهاد


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجنسية هو مفهوم قانوني يعبر عن انتماء الفرد الى اي دولة معينة ذات حدود وتعد الجنسية من أهم المسائل المتعلقة بسيادة الدولة بل هي قوام كيانها وعامل استقرارها وبقائها لأن مناط وجودها مرتبط بشعب مستقر يحيا فيها، والاعتراف القانونى به ومنحه أوراقا رسمية تثبت بياناته الشخصية، حق يكفله القانون وينظمه، ويحدد القانون شروط اكتساب الجنسية، بينما الهوية الوطنية هي شعور الفرد الى ثقافة وقيم مشتركة داخل هذا الوطن وتمنحه حقوقاً وواجبات تجاه العمل والدفاع عنه ، بمعنى اَخر، الجنسية هي إطار القانوني للعيش والتعريف ومصادق تطورات الأمم بوجود تنظيم سياسي وقانوني يحكمها والإنسان نفسه لم يطلق على مجامع عاش فيه وصف المدنية إلا بعد أن أوجد دستور أو نظام يسير عليه ولكن هل يكفي لأن يكون لكل دولة دستور ونظام سياسي ،"يذهب جانب من الفقه الفرنسي إلى ان حق الفرد في عدم ازالة الجنسية عنه يصفه قصيرة تتناسب مع ما أقرته المبادئ العالمية لحقوق الانسان وان ازالة الجنسية عن الفرد لا تتم إلا إذا كان الفرد يشكل خطرا على الدولة.، ويذهبون بالقول إلى أن الذي يضحي من أجل الدولة يجب أن تحترم جنسيته ولا تزول عنه إلا إذا كان يشكل خطرا على أمن تلك الدولة"..
ان الهوية الوطنية هي الإطار الثقافي والاجتماعي والتجريد من الجنسية هو فقدان المواطنة ضد إرادة الشخص المعني، غالباًما يطبق التجريد من الجنسية على الاقليات العراقية والمعارضين السياسيين. كما فعل نظام صدام حسين حينما جرد اكثر من 600 الف مواطن عراقي من جنسيته في عملية ارهابية مجرمة يندى لها الجبين والاستيلاء على ممتلكاتهم ورميهم خارج الحدود رغم حملهم كل المستمسكات القانونية التي تؤيد اصالتهم العراقية وباستخدام مواهبهم الاستثنائية وطاقاتهم واختصاصاتهم النادرة في خدمة وطنهم دون ارتكابهم أي مسوغ قانوني يبرر للنظام سحب الجنسية منهم وتسفيرهم خارج الحدود في حملة تطهير كارثية وفي أوضاع غير انسانية.
دولة الكويت اليوم تمارس نفس الصيغ وتخلع الدنسية عن اكثر من 50 الف مواطن لحد الان والحبل على الجراربينهم الكثير من الوجوه البارزة التي تحملت المسؤولية في الدفاع عن ارضها بكل شرف " سياسياً وثقافياً واجتماعياً "وبينهم من دافع عن الوحدة الوطنية بعد انسحاب الجيش العراقي وعودة الحياة الطبيعية له ويشهد الكويت مؤخراً حالة من الجدل المحتدم حول التعديلات المقترحة على قانون الجنسية ، حيث أثارت التعديلات نقاشات واسعة بين مؤيدين يرون فيها وسيلة لتعزيز الهوية الوطنية وأمن الدولة ، ومعارضين يعتبرونها خطوة تمييزية تهدد حقوق بعض الفئات المجتمعية ولاشك ان مثل هذه الممارسات سوف تقبع في اعماق ذاكرة كل انسان شريف،
سحب الجنسية هو مرضاًفي حد ذاته بالنسبة للدول والحكومات الاستبدادية قد يكون هو إجراء خلاف القانون قد تلجأ إليه بعض الدول في ظروف معينة اما في الأنظمة الديمقراطية، يتم سحب الجنسية في حالات نادرة جداً، وغالبا ما تكون مرتبطاً بجرائم خطيرة أو تهدد للامن القومي وغالبا ما فقد يستخدم سحب الجنسية كأداة لقمع المعارضة وتكميم الأفواه للمعارضة، في حالات أخرى يمكن التجريد من الجنسية عقوبة على الأفعال التي تعتبرها الدولة إجرامية، وغالبا ما يكون ذلك فقط بسبب الأخطاء في عملية التجنيس للمواطن ،الجنسية ليست مجرد جواز سفر أو هوية ، بل هي التزام ثقافي وحضاري واجتماعي لحامله.
المواطن الحقيقي هو الذي يعتز بتراثه الوطني ويسعى للحفاظ عليه ، لا الذي يحاول تغييره أو التقليل من شأنه، للمعايير الدولية دوراً هاما في مجال الصياغة التشريعية لقوانين الجنسية بشكل النصوص القانونية المتعلقة بتموين العلاقة بين الفرد الدولة بشكل خاص ويتم سحب الجنسية من حامله وحرمانه من حقوقه كمواطن في حالات محددة، وغالبا ما تتضمن هذه الحالات ارتكاب جرائم خطيرة تهدد أمن الدول كما ذكرنا سابقا،، تو الحصول عليه بطرق غير قانونية وغير مشروعة ، او الاخلال بواجب الولاء للدولة.
يمكن اعتبار التجريد من الجنسيةشكلاً جديداً من عادة النفي القديمة، والتي انخفض استخدامها بعد انشاء السجون وتقليص الأراضي التي تعتبر ارض مباحة ويمكن اعتبار الممارسة البريطانية للترحيل الدوائي إلى إرسال 380 الف شخص إلى المنفى في اجراء أخرى من الامبراطورية خلال منتصف القرن التاسع عشر او بعد ثورة العشرين التي حدثت في العراق حيث سيق الكثير من القادة وعلماء الدين الى المنافي المختلفة، ان تطوير الممارسة الحديثة لنزع الجنسية في أواخر القرن التاسع في الوقت نفسه تطورات فيه ضوابط الهجرة ، في أعقاب نمو دولة الرفاهية، اضافة العديد من البلدان الشرعية على الهجرة وسحب الجنسية لأسباب عملية لتجنب الاضطرار الى دعم المعدومين الفقراء من الطبقات الادنى،كذلك جردت الأمبراطورية الالمانية جميع المهاجرين الذين كانوا في الخارج لمدة عشر سنوات لتجنب عودة الغير ناجحين منهم، واجه المواطنون المتجنسين الذين عادوا إلى بلدهم الأصلي بفقدان جنسيتهم حيث اعتبروا انهم قطعوا علاقاتهم مع بلدهم في قانون الجنسية الكندي واستمر هذا العمل الى سنة 1974.
سمح في القانون الفرنسي بالتجريد من الجنسية منذ أواخر القرن التاسع عشرلكنه لم يستخدم الى في الحالات النادرة قبل الحرب العالمية الأولى لا لا يؤدي التجريد من الجنسية بالضرورة الى فقدان الفرد حق الاقامة القانونية في البلد الذي سحب جنسيته منه، لكنه يحدث في الكثير من الأحيان في بلدان معينة. كثيراً ما يضطر الاشخاص المجردين من الجنسية إلى العودة إلى بلدانهم لا ارتباطهم به سوى علاقات قليلة، الامر الذي يؤدي إلى عواقب بعيدة المدى على اسؤهم، وحياتهم المهنية والاجتماعية ورفاهيتهم, ومن هنا تسعى الاتفاقيات الدولية إلى منع حالات انعدام الجنسية، وتوفر الحماية للأشخاص الذين يُجردون منها، وتفرض على الدول معايير دنيا لمعاملتهم، وضمان حقهم في اللجوء إلى المحاكم لطلب الحماية والمادة 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للعام 1948، والتي تقضي بأن "لكل فرد حق التمتع بجنسية ما، وأنه لا يجوز، تعسفاً، حرمان أي شخص من جنسيته ولا من حقه في تغيير جنسيته ،أن سحب الجنسية يعد انتهاكاً خطيراً لحقوق الإنسان ومخالفاً لكافة القوانين الدولية، و الأخطر هو التداعيات المترتبة على كل قرار يتخذ في مثل هذه الحالات .



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والطائفية والمنطقة
- العمل النيابي ووهم الممارسات
- العراق ..النزاعات والصراعات الطائفية
- تعطيل عمل مجلس النواب..مؤامرة ===================
- العراق ... المواقف و الملاسنات
- العراق الانتخابي..الابيض ام الاسود...لمن القرار
- خور عبد الله ...عندما تغيب الوطنية
- ماراثون خلف رماد
- القلم : الرمز الخالد في التاريخ
- الاقلام الشريفة لا تنحني للمغريات
- العراق ..الوجوه السياسية و الصراع الانتخابي
- المشهداني واسقاطات اللسان
- نوبل سلام ترامب الدموي
- المنظمات الدولية وفقدان المصداقية
- فسحة من الذكريات
- العراق.. في ظلال البرامج الانتخابية
- الإعلام بين البناء والتدمير
- الفكر الإصلاحي ومستلزمات الوقت والظرف
- الصحوة والوعي والسلوك
- هل ترد روسيا لاعادت ماء وجهها


المزيد.....




- -كافية لقتل كل سكان فلوريدا-.. خفر السواحل الأمريكي يصادر كم ...
- -أنا رجل يتمتع بفطنة سليمة عظيمة وذكاء-.. رد فعل ترامب على م ...
- ماذا يحدث عند انفجار جهاز يحمله غالبية المسافرين على متن الط ...
- -استقبلت 18 طفلًا برصاص في الرأس-.. طبيبة مُنعت من العودة إل ...
- ألمانيا ـ قطاع السيارات يخسر أكثر من خمسين ألف وظيفة
- لبنان يتسلم الرد الإسرائيلي وحزب الله يكرر رفضه التخلي عن ال ...
- مجلس الأمن يرجئ البت بمصير قوة اليونيفيل في جنوب لبنان: ما ن ...
- برّاك ينقل رسائل من إسرائيل إلى لبنان
- في 10 أعوام.. الاحتلال يدمر 1986 بئرا وبركة وخزان مياه بالضف ...
- ترامب يقيل محافظة الاحتياطي الفدرالي ومخاوف من التداعيات


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - سحب الجنسية سلاح للاضطهاد