أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق والطائفية والمنطقة














المزيد.....

العراق والطائفية والمنطقة


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 18:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفقا لتصنيفات النظم الاجتماعية المقارنة، يعد المجتمع العراقي من المجتمعات المتعدد الطوائف ، يعتقد الكثيرين من المتابعين ان في العراق حكم طائفي قائم على المحاصصة السياسية وهذا في الواقع صحيح أجبر عليه بعد الاحتلال عام 2003 نتيجة السياسات التي وضعت له من قبل العوامل الخارجية التي تسلطت عليه والمجتمع العراقي لا يختلف عن مجتمعات الدول في المنطقة بل يطابقها بأشکال کثيرة من التعدد سواء کان تعدد ديني ومذهبي، أو ثقافي ولغوى، أو اجتماعي قبلي وعائلى ومناطقية، أو تعدد أثنى ومن هنا عمدت الولايات المتحدة بعد عام 2003 تسييس المکونات والانتماءات الأولية الطائفية (دينية، عرقية، قبلية، عشائرية) لكي يسهل عليها ادارتها وفق ما رسمته وتخطط له، ورغم أن هذه التکوينات والانتماءات لها جذورها في المجتمع العراقى، إلا أنها عمقت الصراعات فيما بينها، وذلک من خلال سياسات وممارسات عديدة التي عملت عليها في توزيع المسؤوليات بموجبها عليهم .

ولم تخرج المجتمعات وخاصة العربية عن هذا النسق المجتمعى، بل هى من أکثر المجتمعات التى تزخر بالتعدد بکافة أشکاله وألوانه، وکان هذا التلاقى بين الثقافات والانتماءات الأولية يشکل عامل تقوية لمجتمعات هذه الدول حيث بنت من خلالها عدة حضارات عريقة، لکن نتيجة للحروب والصراعات السياسية وظاهرة الاستعمار المختلفة التي شهدها العالم العربى نشبت مفاهيم وقضايا الطائفية والأقليات، وقد أضحى هذا التنوع يشکل عائقاً أمام التماسک الاجتماعى مع ظهور مشاعر الاستبعاد التى يغذيها الإحساس بالمظلومية من التخصيص السلطوى للقيم وتفاوت أو عدم عدالة توزيع الموارد والثروة بين المکونات المجتمعية فى المدن والريف.

و باتت القوى العالمية تعمل على تشدد ظاهرة الطائفية لكي يكون تحديا لصالح قواها عالمياً وإقليمياً ومن خلال عوامل داخلية تغذى أزمتها ، حيث تصب هذه الظاهرة وتتحول المجتمعات من مجتمعات مواطنة إلى مجتمعات مذهبية فى خدمة مشروع الهيمنة التي تعمل عليها بعض الدول لتنشيط أدوار الأحزاب الطائفية التي تعمل معها في داخل تلك الدول ، لهذا السبب تعاني أكثر الدول في المنطقة من معوقات داخلية وتحديات خارجية لإحداث عملية التطور الديمقراطى نحو الدول المدنية الحديثة لا تقوم على علاقات وروابط الطائفية السياسية، وتنبع هذه المعوقات من البيئة الداخلية للنظام السياسى أو ما يعرف بالسياق المجتمعي للنظام السياسى، وأيضا تهديدات البيئة الخارجية إقليميا ودوليا ، مما ادى الى ضعف مردود التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي طالت مجتمعاته، فلم تکتمل خصائص النظم الديمقراطية فى النظام الإقليمى العربى، ولازالت الطائفية السياسية والاجتماعية مکون أصيل وقد اقترنت بعدم الاستقرار السياسى فى عدد من دول المنطقة.

لذلك من هنا فان من الاهمية فهم ظاهرة الطائفية ومحاصصة الحکم والحکومة والبرلمان وبما ينعکس على فاعلية الدولة وقدرتها ومدى نجاح أو إخفاق السياسات العامة، مع عدم إغفال دور العامل الخارجى وعلاقته بالداخل.

لقد نشطت الدراسات حول الطائفية الاجتماعية والسياسية في المنطقة منتصف سبعينات القرن الماضي ولم تحظي قبلها اهتمامات ظاهرة كثيراً و لم يتم تناول ارتباطها بتأخر المنطقة العربية عن مواکبة الموجة الثالثة للديمقراطية، والتأخر في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى المنطقة العربية ، کما أنه بعد زيادة دور المتغير الخارجى بنشر الديمقراطية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وارتباطها بجماعات سياسية معينة خاصة من الأقليات، وزرع النزاعات الأهلية والانقسام الاجتماعى فى بعض الدول العربية، وتنامي خطر الإرهاب والتيارات الراديکالية، وتفاقم تدهور الأحوال المعيشية والخدمية العامة في دولها، أدى إلى تأجيج الأوضاع الداخلية وتهديد الدولة العربية، والعودة إلى التمرکز حول أطياف الانتماءات الأولية وتهديد الانسجام الاجتماعى بين هذه المکونات وبالأخص فى منطقة الشرق الأوسط وبالأخص العربية منها.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل النيابي ووهم الممارسات
- العراق ..النزاعات والصراعات الطائفية
- تعطيل عمل مجلس النواب..مؤامرة ===================
- العراق ... المواقف و الملاسنات
- العراق الانتخابي..الابيض ام الاسود...لمن القرار
- خور عبد الله ...عندما تغيب الوطنية
- ماراثون خلف رماد
- القلم : الرمز الخالد في التاريخ
- الاقلام الشريفة لا تنحني للمغريات
- العراق ..الوجوه السياسية و الصراع الانتخابي
- المشهداني واسقاطات اللسان
- نوبل سلام ترامب الدموي
- المنظمات الدولية وفقدان المصداقية
- فسحة من الذكريات
- العراق.. في ظلال البرامج الانتخابية
- الإعلام بين البناء والتدمير
- الفكر الإصلاحي ومستلزمات الوقت والظرف
- الصحوة والوعي والسلوك
- هل ترد روسيا لاعادت ماء وجهها
- العراق ومستقبل الدولة القوية


المزيد.....




- وصفه بـ-المنحط-.. أول تعليق من ترامب على تفتيش منزل مستشاره ...
- اختفاء خيام ورصد مركبات إسرائيلية في مدينة غزة | بي بي سي تق ...
- جدل في الكويت بعد إغلاق صحيفة وقناة -الصباح- بسبب إسقاط جنسي ...
- كيف يؤثر اختيار الحذاء الخاطئ على صحة جسمك؟
- -لا أحد فوق القانون-.. مكتب التحقيقات الفيدرالي يدهم منزل بو ...
- اعتقاله أشعل السليمانية- من هو المعارض البارز لاهور شيخ جنكي ...
- من الكتابات الجدارية إلى عمليات القتل...كيف تجند إيران إسرائ ...
- سريلانكا: توقيف الرئيس السابق رانيل فيكريمسينجي على خلفية ته ...
- تحذير من استعمار أميركي جديد عبر الذكاء الاصطناعي
- أميركي يوثق فظائع ارتكبها متعاقدون مع مؤسسة -غزة الإنسانية- ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - العراق والطائفية والمنطقة