صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)
الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 00:38
المحور:
المجتمع المدني
في مشهدٍ طال انتظاره جاءت قطرات المطر لتبعث الأمل من جديد وتنعش الخزين المائي بعد فترة عصيبة كاد فيها الجفاف أن يهدد البلد في أمنه المائي والزراعي والبيئي فقد عانت البلاد خلال الأشهر الماضية من تراجع حاد في معدلات الأمطار ما أدى إلى انخفاض منسوب السدود والأنهار وتزايد المخاوف من شح المياه وتأثيراته المباشرة على حياة المواطنين.
ومع هطول الأمطار الأخيرة بدأت مؤشرات التعافي بالظهور تدريجياً إذ ساهمت هذه الأمطار في رفد الخزانات المائية وتحسين رطوبة التربة وإحياء الآمال لدى المزارعين بموسم زراعي أفضل بعد سنوات من القلق والخسائر كما أسهمت في تقليل الضغط على مصادر المياه الجوفية التي تعرضت للاستنزاف نتيجة الاعتماد المفرط عليها خلال فترة الجفاف.
ولا تقتصر أهمية هذه الأمطار على الجانب الزراعي فحسب بل تمتد لتشمل البعد البيئي والحد من التصحر الذي زحف على مساحات واسعة في الآونة الأخيرة كما أن تحسن الخزين المائي ينعكس إيجاباً على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ويخفف من حدة الأزمات المرتبطة بندرة المياه.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية يبقى الاعتماد على الأمطار وحدها أمراً غير كاف لمواجهة تحديات المستقبل وفي ظل التغيرات المناخية التي تجعل المواسم المطرية أكثر تقلبا ومن هنا تبرز الحاجة الملحة إلى اعتماد سياسات مائية مستدامة تشمل ترشيد الاستهلاك وتطوير تقنيات الري الحديثة والاستثمار في حصاد مياه الأمطار فضلاً عن تعزيز التعاون بين الجهات المعنية لضمان إدارة رشيدة للموارد المائية.
إن قطرات المطر التي لامست الأرض اليوم ليست مجرد ظاهرة طبيعية عابرة وإنما رسالة أمل وفرصة ثمينة يجب استثمارها بحكمة لضمان أمن مائي مستدام وحماية البلد من شبح الجفاف الذي قد يعود إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة من الآن وعلى الحكومة ان تهتم بذلك وتتهيأ لحل هذه الازمة التي تعتبر من اكثر الازمات وتكون جديه بحلها مهما كان الامر وحمى الله الجميع من الفاسدين .
#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)
Sadeq_Alnasseri#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟