صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)
الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 12:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في العاشر من كانون الأول من كل عام يستعيد العراقيون واحدة من أعظم صفحات تاريخهم المعاصر يوم النصر على عصابات داعش الإرهابية هذا اليوم الذي دوّى فيه صوت الحق عاليًا وأعلنت فيه نهاية مشروع الظلام الذي حاول أن يفتك بالعراق أرضًا وشعبًا وهوية.
لم يكن النصر الذي تحقق مجرد انتصار عسكري عابر ولكن كان تتويجا لتضحيات جسام سالت فيها دماء الشهداء الزكية من أبناء القوات المسلحة بمختلف صنوفها ومن الحشد الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر وكل من لبى نداء الوطن دفاعا عن مقدساته وأرضه وكرامته لقد وقف العراقيون آنذاك صفا واحدا متجاوزين الجراح والخلافات ليصنعوا بأيديهم معجزة الصمود والانتصار.
لقد حاول الإرهاب أن يزرع الخوف والفرقة وأن يطمس معالم الحضارة والإنسانية في مدن عريقة كالموصل وتكريت والفلوجة لكنه اصطدم بارادة لا تلين وعقيدة راسخة بأن العراق أكبر من كل المؤامرات فكانت المعارك ملحمية والبطولات لا تحصى سطرها جنود قدموا أرواحهم وهم يرددون اما النصر أو الشهادة .
ويمثل يوم النصر اليوم مناسبة وطنية جامعة نستحضر فيها معاني التضحية والفداء ونجدد العهد بأن تبقى دماء الشهداء أمانة في أعناقنا وأن نصون الوطن من كل خطر يهدد أمنه واستقراره كما أنه دعوة دائمة لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ قيم التعايش والسلم المجتمعي وبناء دولة قوية عادلة تليق بتضحيات أبنائها.
إن الانتصار على داعش لم يكن نهاية التحديات وانما بداية مرحلة جديدة تتطلب عملاً دؤوبا في إعادة الإعمار ومعالجة آثار الإرهاب ورعاية عوائل الشهداء والجرحى وبناء مستقبل ينعم فيه العراقيون بالأمن والاستقرار والازدهار.
في يوم النصر ننحني إجلالاً لأرواح من ضحوا بأغلى ما يملكون ليبقى العراق حرا أبيا ونؤكد أن هذا الوطن ولد من رحم المعاناة وسيبقى عصيا على الانكسار مهما تكالبت عليه قوى الظلام.
المجد للشهداء والنصر للعراق.
#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)
Sadeq_Alnasseri#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟