أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق حسن الناصري - حين يصبح الفقير الحلقة الأضعف في معادلة العجز المالي














المزيد.....

حين يصبح الفقير الحلقة الأضعف في معادلة العجز المالي


صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)


الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 02:59
المحور: المجتمع المدني
    


كلما ارتفعت أصوات الحديث عن العجز في الموازنة نجد أن أول الحلول المطروحة هي تقليص المخصّصات التي يعتمد عليها الموظف البسيط لتأمين لقمة عيشه وذلك الموظف الذي يقف ساعات طوال خلف نافذة الدائرة أو يقضي يومه تحت ضغط العمل وراتبه في النهاية لا يكاد يغطي احتياجات شهر واحد ورغم ذلك يكون أوّل من يُطلب منه التضحية وكأنه سبب الأزمة أو مصدر الهدر

في المقابل تبقى الامتيازات الثقيلة الممنوحة لكبار المسؤولين بمنأى عن أي مساس النثريات والحمايات والمخصصات الخاصة والرواتب الفلكية للرئاسات الثلاث والنواب والدرجات العليا كلها تظل خطوطًا حمراء لا يقترب منها أحد رغم أنها تشكل جزءًا كبيرًا من الإنفاق غير الضروري الذي يثقل كاهل الموازنة.

كيف يمكن الحديث عن إصلاح أو ترشيد إنفاق بينما الفئات ذات الدخل المحدود تُستنزف يومًا بعد آخر فيما أصحاب المناصب العليا يتنعمون بامتيازات لم تعد موجودة في أغلب دول العالم؟ فكيف يُطلب من المواطن الفقير أن يضحي بينما المسؤول الذي يتقاضى الملايين لا يتنازل عن جزء من راتبه أو امتيازاته؟

إذا كان الهدف هو إنقاذ الموازنة فعلاً فالخطوة الأولى يجب أن تبدأ من الأعلى لا من الأسفل ومن غير المنطقي أن يُترك الموظف يواجه الغلاء بجيبه الفارغ بينما تُصرف ملايين الدنانير على نفقات يمكن الاستغناء عنها دون أن يشعر البلد بأي ضرر.

الإصلاح الحقيقي يبدأ حين تُلغى الامتيازات غير المبررة وتخفض الرواتب المبالغ بها ويُعاد النظر بكل ما يثقل الميزانية بلا نفع لقد آن الأوان لنهج عادل ينظر للمواطن البسيط بوصفه شريكًا في الوطن لا مصدرًا لسد ثقوب الموازنة.

وحين يشعر المواطن أن الدولة تبدأ بنفسها قبل أن تطالبه بالتضحية فعندها فقط يمكن أن يتقبل إجراءات إصلاحية أما أن يبقى الفقير هو الحلقة الأضعف والمسؤول هو الأكثر حصانة فهذه ليست وصفة إصلاح وإنما وصفة لإنتاج المزيد من الغضب وانعدام الثقة

إن العدل يقتضي أن يتحرك الإصلاح باتجاه المسؤول قبل المواطن وباتجاه أصحاب الرواتب الكبرى قبل الباحثين عن قوت يومهم فبلد يستنزف فقراؤه ويحصن امتيازات مسؤوليه لن ينهض بالإجراءات الورقية ولا بالخطابات بل بالإنصاف أولاً والإنصاف يبدأ من القمة ، حمى الله العراق والعراقيين من المنافقين والفاسدين.



#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)       Sadeq_Alnasseri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاطعون والمشاركون في الانتخابات العراقية
- اتفاق العراق وتركيا ..نفط مقابل ماء أم شراكة تنموية؟
- كثرة صور المرشحين.. ديمقراطية مشوهة أم استعراض انتخابي؟
- هل الدعاية الانتخابية طريق إلى الفوز أم مجرد تبذير؟
- مع انطلاق الحملات الانتخابية العراقيون بين الأمل والشك .
- مهند… قضية وطن
- غياب التيار الصدري عن البرلمان فراغ سياسي يعمّق أزمة الثقة .
- حين يُشترى الصوت يموت الاختيار .
- بين بيروت وبغداد أمريكا تدير الأزمات ولا تحلّها .
- الأهوار تقترب من فصل النهاية
- اليوم… أين سوريا من الدولة وهل أضاعوا الفرصة؟
- التشويه الإعلامي للحشد .. أداة جديدة في الحرب الناعمة
- مشروع قانون حرية التعبير ... رصاصة في قلب الديمقراطية العراق ...
- حرائق الكوت مأساة تتكرر وسؤال لا يُجاب …
- خور عبد الله عنوان جديد للخيانة السياسية!
- الصدر يُقاطع الانتخابات ، بيان جديد يضع شروط الإصلاح الحقيقي ...
- وعي الناخب مفتاح التغيير
- بين المقاطعة والمشاركة… من يرسم ملامح الأغلبية القادمة؟
- عِبرة من التاريخ … أين هم الآن؟
- نصيحة إلى المرشحين في الانتخابات المقبلة


المزيد.....




- لبنان: 13 قتيلا في هجوم إسرائيلي على مخيم للاجئين الفلسطينيي ...
- إيران: واضعو قرار مجلس الأمن حول غزة تجاهلوا دور الأمم المتح ...
- غزة تحت المطر والبرد.. الأمم المتحدة تطلق نداء عاجل لإيصال ا ...
- مجزرة إسرائيلية بقصف على مخيم عين الحلوة للاجئين جنوبي لبنان ...
- الأردن يدين تصريحات بن غفير الداعية لاعتقال عباس
- صحيفة روسية: سياسة ترامب تجاه المهاجرين قد توفّر 200 ألف مقا ...
- مئات آلاف النازحين في غزة تحت خيام مهترئة ودون أساسيات الحيا ...
- ممداني يلوّح باعتقال -نتنياهو-!
- قيود إسرائيلية مستمرة على عائلات الأسرى المحررين تعمّق معانا ...
- الأغذية العالمي: 318 مليون شخص سيواجهون الجوع بعام 2026


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق حسن الناصري - حين يصبح الفقير الحلقة الأضعف في معادلة العجز المالي