أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق حسن الناصري - كثرة صور المرشحين.. ديمقراطية مشوهة أم استعراض انتخابي؟














المزيد.....

كثرة صور المرشحين.. ديمقراطية مشوهة أم استعراض انتخابي؟


صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع كل موسم انتخابي في العراق تتحول المدن إلى معارض مفتوحة لصور المرشحين ووجوه مبتسمة وشعارات براقة وألوان متنافرة ومئات اللافتات التي تغطي الجدران وأعمدة الكهرباء وحتى الجسور في مشهد يثير الجدل كل مرة فهل هذه مظاهر ديمقراطية صحية أم مجرد استعراضات انتخابية خالية من المضمون؟

ينتقل المواطن العراقي اليوم بين الشوارع وهو يبتسم تارةً ويسخر تارةً أخرى من طوفان الصور الذي يغزو مدينته فبين صورة المرشح المتواضع وهو يرتدي الزي الشعبي وآخر يرتدي بدلة رسمية فاخرة خلفها علم العراق وتتداخل الرسائل البصرية في محاولة لكسب قلوب الناخبين بأي وسيلة ممكنة ولكن أغلب المواطنين اليوم يتساءلون هل سننتخب الصورة أم صاحبها؟

وعند مشاهدتي لبعض الاستطلاعات الميدانية المحدودة التي أجراها عدد من الصحفيين المحليين تبين أن كثيراً من المواطنين لم يعودوا يثقون بالدعاية البصرية حتى انهم يرونها جزءاً من المسرحية الانتخابية التي تتكرر في كل دورة انتخابية .

وهذه الحملات الدعائية في العراق تكشف عن خلل في بنية الوعي الانتخابي إذ يركّز معظم المرشحين على الشكل لا الفكرة فبدلاً من أن نرى مناظرات علنية وبرامج تفصيلية حول الخدمات والاقتصاد والتعليم نرى منافسة في أحجام الصور ونوعية الطباعة ومواقع التعليق ولاحظت ان أحد الأكاديميين وصف المشهد بقوله: “نحن نعيش ديمقراطية اللافتات لا ديمقراطية الأفكار" وهذه هي الحقيقة والثقافة الانتخابية الغائبة عن البعض لذلك نرى بأن الصورة لا تصنع نائبًا

والواقع أن المواطن العراقي بات أكثر وعياً من ذي قبل فبعد تجارب متكررة مع الوعود الكاذبة والشعارات الفارغة أدرك أن من يملأ الشوارع بصوره ليس بالضرورة من سيملأ البرلمان بالأفكار والمشاريع ولذلك أصبح كثير من الناخبين يتعاملون مع الحملات الانتخابية كحملة إعلانات تجارية لا أكثر وهذا ما يقلل من تأثيرها الفعلي على قرار التصويت.

وأصبحت الفوضى البصرية بلا رقيب وإلى جانب الجانب السياسي هناك بُعد آخر لا يقل أهمية وهو المشهد الجمالي للمدن فبعد كل انتخابات تبقى اللافتات الممزقة معلقة على الجدران وتتحول الساحات العامة إلى مكبّات نفايات دعائية في غياب واضح للرقابة أو للمساءلة أليس من حق المواطن أن يرى شوارعه نظيفة مثلما يُطالب المرشحون بـ”خدمة المواطن” في شعاراتهم؟

للعلم شاهدنا كثيراً الحملات الانتخابية في دول متقدمة ولكن لم نشهد مثل هكذا دعاية حيث تبقى عالقة في كل مكان دون ان يرفعوها مثلما وضعوها وحتى ان كثرة الصور للمرشحين ليست دليلاً على ازدهار الديمقراطية ولكن ربما انعكاساً لضعفها فحين تتحول السياسة إلى منافسة في الطباعة والتصوير بدل التنافس في الفكر والبرامج تصبح الديمقراطية مجرد قشرة لواقع مشوه ولعلم الجميع فأن المواطن العراقي اليوم لا يحتاج إلى صور ضخمة بل يحتاج إلى مواقف صادقة ولا إلى شعارات منمّقة بل إلى حلول واقعية فالصورة الجميلة لا تصنع نائباً نزيهاً ولكن الوعي الحقيقي هو الذي يصنع التغيير .



#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)       Sadeq_Alnasseri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدعاية الانتخابية طريق إلى الفوز أم مجرد تبذير؟
- مع انطلاق الحملات الانتخابية العراقيون بين الأمل والشك .
- مهند… قضية وطن
- غياب التيار الصدري عن البرلمان فراغ سياسي يعمّق أزمة الثقة .
- حين يُشترى الصوت يموت الاختيار .
- بين بيروت وبغداد أمريكا تدير الأزمات ولا تحلّها .
- الأهوار تقترب من فصل النهاية
- اليوم… أين سوريا من الدولة وهل أضاعوا الفرصة؟
- التشويه الإعلامي للحشد .. أداة جديدة في الحرب الناعمة
- مشروع قانون حرية التعبير ... رصاصة في قلب الديمقراطية العراق ...
- حرائق الكوت مأساة تتكرر وسؤال لا يُجاب …
- خور عبد الله عنوان جديد للخيانة السياسية!
- الصدر يُقاطع الانتخابات ، بيان جديد يضع شروط الإصلاح الحقيقي ...
- وعي الناخب مفتاح التغيير
- بين المقاطعة والمشاركة… من يرسم ملامح الأغلبية القادمة؟
- عِبرة من التاريخ … أين هم الآن؟
- نصيحة إلى المرشحين في الانتخابات المقبلة
- خمسون عامًا في سراب الحداثة مراجعة فكرية لمثقف مخدوع
- المنافقون والخانعون بين التبعية والتضليل
- معركة الوعي وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- بيان أمريكي بشأن -فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع- في مدينة ...
- كيم كاردشيان وناسا: جدل حول هبوط أول إنسان على القمر
- الدوري الألماني: بايرن يقسو على ليفركوزن بثلاثية ويؤكد صدارت ...
- مقبرة توت عنخ آمون... أعظم أسرار مصر القديمة
- ما سر قناع توت عنخ آمون؟
- قصة المتحف المصري الكبير.. كيف يرويها مرمم الآثار؟
- -البيت الأبيض في المرآة- كيف يُعيد مسلسل -هيئة دبلوماسية- تع ...
- نتائج رسمية: سامية حسن تحتفظ برئاسة تنزانيا
- لماذا استماتت قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر؟
- أب يقتل ابنه بـ12 طلقة بعد شجار عائلي.. شاهد كيف عبّرت شقيقت ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق حسن الناصري - كثرة صور المرشحين.. ديمقراطية مشوهة أم استعراض انتخابي؟