أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق حسن الناصري - حرائق الكوت مأساة تتكرر وسؤال لا يُجاب …














المزيد.....

حرائق الكوت مأساة تتكرر وسؤال لا يُجاب …


صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)


الحوار المتمدن-العدد: 8415 - 2025 / 7 / 26 - 22:14
المحور: المجتمع المدني
    


شهدت مدينة الكوت في العراق مؤخرًا حريقًا مأساويًا أودى بحياة عدد من الأبرياء وأدى إلى خسائر مادية جسيمة وتكررت المشاهد التي أصبحت للأسف مألوفة من سيارات الإطفاء المتأخرة ونداءات الاستغاثة وأهالي يبحثون عن ذويهم بين الأنقاض والدخان وبينما هدأت النيران تصاعدت الأسئلة لماذا لا تُطبق معايير السلامة؟ ولماذا لا نتحرك إلا بعد الكارثة؟

الحريق لم يكن الأول من نوعه فقد سبقه العديد من الحوادث في مؤسسات عامة مثل الأسواق والمستشفيات وقاعات مناسبات ومع كل حادث نسمع وعودًا بالإصلاح والتطوير والتدقيق ولكن سرعان ما تنطفئ جذوة الاهتمام بانطفاء آخر رماد من موقع الحريق.

التحقيقات الأولية غالبًا ما تشير إلى سبب مباشر مثل تماس كهربائي أو مواد قابلة للاشتعال وعدم وجود مخارج طوارئ أو عدم توفر أجهزة إنذار مبكر ولكن السبب الحقيقي أعمق من ذلك وهو غياب ثقافة السلامة وضعف الرقابة.

لماذا لا ننظر إلى السلامة إلا بعد الكارثة؟ هذا هو السؤال الجوهري في كل هذه المآسي لماذا ننتظر وقوع المصيبة حتى نلتفت إلى أساسيات الوقاية؟ هل لان هناك ثقافة التراخي حيث يُنظر إلى السلامة على أنها رفاهية ولا حاجة لها طالما الأمور تسير بشكل جيد حتى تقع الكارثة.

ام أن الفساد الإداري مستشري في كل مكان ونلاحظ في كثير من الأحيان بمنح التراخيص بدون تدقيق حقيقي على شروط السلامة مقابل منافع شخصية أو هناك قلة الوعي من المواطنون أنفسهم سواء كانوا أصحاب محال أو زبائن أو موظفين وغالبًا ما يجهلون إجراءات السلامة أو لا يلتزمون بها.

وبعد كل هذا الحديث والملاحظات اعتقد أن عدم وجود عقوبات صارمة وغياب الردع الحقيقي يشجع على التجاوزات وهناك ايضا ردود أفعال لا تتعدى التصريحات في كل كارثة تُقابل بسلسلة من الوعود والمطالبات بالتحقيق ولكن دون تنفيذ فعلي على الأرض.

والحل لا يكفي أن نحزن على الضحايا ونقيم مجالس العزاء وأنما الحل يبدأ من تطبيق صارم لقوانين السلامة في كل منشأة مهما كانت صغيرة وتدريب موظفي الدولة والقطاع الخاص على إجراءات الإخلاء والطوارئ ونشر الوعي المجتمعي بأهمية السلامة وجعلها جزءًا من الثقافة العامة والاهم من ذلك هو ربط التراخيص والتشغيل بالالتزام الكامل بمعايير الأمان وعدم منحها لمجرد ان هناك شخص فاسد في مؤسسة يتاجر بحياة المواطنين دون علم ودون ان يلتفت الى ماذا يفعل سوى ملىء جيبه فقط ولذلك لابد من ان تكون هناك محاسبة حقيقية لأي مسؤول أو جهة تتهاون في ذلك.

ولابد ان يلتفت الجميع بأن حرائق الكوت ليست مجرد حوادث منفصلة بل هي جرس إنذار يتكرر وإذا لم يتحول هذا الجرس إلى يقظة جماعية تُفضي إلى إصلاح حقيقي فسنبقى ندور في دوامة مأساوية وتكون هناك في كل مرة كارثة ودموع ووعود… ثم نسيان . حمى الله العراق والعراقيين من الفاسدين والمنافقين …



#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)       Sadeq_Alnasseri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خور عبد الله عنوان جديد للخيانة السياسية!
- الصدر يُقاطع الانتخابات ، بيان جديد يضع شروط الإصلاح الحقيقي ...
- وعي الناخب مفتاح التغيير
- بين المقاطعة والمشاركة… من يرسم ملامح الأغلبية القادمة؟
- عِبرة من التاريخ … أين هم الآن؟
- نصيحة إلى المرشحين في الانتخابات المقبلة
- خمسون عامًا في سراب الحداثة مراجعة فكرية لمثقف مخدوع
- المنافقون والخانعون بين التبعية والتضليل
- معركة الوعي وسقوط الأقنعة
- هل تغيرت موازين القوى بالمنطقة
- حين تصبح المأساة عادةً يومية
- هل ستعود القمة بفوائد على العراق
- بعد القمة هل سيكون العراق وحيداً
- اهمية الانتخابات والتنافس الديمقراطي
- مستقبل الأحزاب السياسية في العراق
- اضراب المعلمين في العراق
- التيار الصدري والانتخابات القادمة
- ماذا بعد… تأخير رواتب الموظفين!!
- الحكومة الفاسدة.. سرطان ينخر جسد الدولة والمجتمع
- الجفاف التحدي البيئي والاقتصادي والاجتماعي


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة بإعادة الأسرى
- مراسل الجزيرة يناشد منظمات إنسانية للتدخل لإطلاق ركاب حنظلة ...
- الداخلية السورية تعلن اعتقال قائد -غرفة عمليات الساحل- وإسرا ...
- آلاف الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى حتى لو توقفت الحرب
- آلاف الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى حتى لو توقفت الحرب
- -الوضع يائس-.. بريطانيا تدعو إسرائيل لإنهاء المجاعة في غزة
- تونس.. احتجاجات أمام السفارة الأمريكية تنديدا بحرب التجويع ف ...
- مراسل الجزيرة يناشد منظمات إنسانية للتدخل لإطلاق ركاب حنظلة ...
- اعتقال الاحتلال الأطفال خلال محاولتهم الحصول على الطعام وتعذ ...
- إسرائيل: إسقاط المساعدات في غزة يبدأ الليلة.. وإنشاء ممرات إ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق حسن الناصري - حرائق الكوت مأساة تتكرر وسؤال لا يُجاب …