أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق حسن الناصري - بين المقاطعة والمشاركة… من يرسم ملامح الأغلبية القادمة؟














المزيد.....

بين المقاطعة والمشاركة… من يرسم ملامح الأغلبية القادمة؟


صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)


الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الجديدة في العراق تزداد وتيرة الجدل السياسي حول ظاهرة المقاطعة الانتخابية والتي أعلنت عنها عدة قوى رئيسية وهذا الموقف الذي يتكرر للمرة الثانية على الأقل خلال السنوات القليلة الماضية بات يثير تساؤلات حول انعكاساته المحتملة على موازين القوى داخل قبة البرلمان وتأثيره المباشر على الخريطة السياسية المقبلة.

أبرز ما يميز الانتخابات المرتقبة هو قرار التيار الصدري بعدم المشاركة وهو تيار يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة ويملك إرثاً برلمانياً لا يستهان به وإلى جانب الصدريين أعلنت أيضاً قوى مدنية أخرى مقاطعتها والاسباب متعددة .

في المقابل تصر قوى أخرى من أبرزها ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح على خوض السباق الانتخابي مدعومة بآليات حزبية وتنظيمية قادرة على تعبئة الناخبين حتى في ظل تراجع عام في نسب الحماسة الشعبية للمشاركة.

التجارب السابقة أثبتت أن المقاطعة الجزئية وخاصة من قوى تمتلك تمثيلاً شعبياً حقيقياً لا تمر مرور الكرام ففي انتخابات 2021 أدى انسحاب قوى رئيسية إلى إعادة توزيع المقاعد على أحزاب أخرى وبعضها لم يكن يحلم بمقاعد في البرلمان.

أن نظام الانتخابات العراقي المعمول به والذي يعتمد على الدوائر المتعددة والتصويت الفردي يجعل من انخفاض نسبة المشاركة فرصة للأحزاب المنظمة إذ كلما تراجع الإقبال الشعبي انخفضت نسبة الأصوات المطلوبة للفوز بالمقعد البرلماني وهناك مستفيدين من انخفاض نسبة التصويت؟

حيث وفق مراقبين فإن القوى التي تمتلك ماكينة انتخابية فعالة وقواعد تصويتية ثابتة ستكون هي المستفيد الأكبر من عزوف الناخبين وفي مقدمة هذه القوى تأتي التحالفات الشيعية التقليدية إضافة إلى بعض الأحزاب الكردية والسنية التي ما زالت تحافظ على كتلتها التصويتية .

وهذا الواقع قد يؤدي إلى برلمان يمثل أقلية من الناخبين فعلياً لكنه يمتلك كامل الشرعية الدستورية من الناحية القانونية لأن المقاطعة لا تعني بالضرورة أن القوى الصغيرة أو المستقلين خارج اللعبة على العكس من ذلك فإن تراجع المنافسة من القوى الكبرى قد يفتح الباب أمام المستقلين والأحزاب المدنية لتحقيق نتائج غير متوقعة وخاصة إذا ما نجحوا في تحفيز جمهورهم على كسر دائرة العزوف والمشاركة بكثافة.

لكن يبقى التحدي الأكبر أمامهم هو القدرة على التنظيم والحشد وهي نقطة ضعف تقليدية تعاني منها هذه القوى مقارنة بالأحزاب الكبيرة وعندما يكون هناك سائلا يسأل ؟ هل تعيد المقاطعة رسم الخريطة البرلمانية ستكون الإجابة الأقرب إلى الواقعية بنعم ولكن ليس بالضرورة لصالح المقاطعين لأن غياب كتلة بحجم التيار الصدري سيعيد توزيع عشرات المقاعد بين القوى الأخرى وهذا يعني أن التوازنات السياسية داخل البرلمان ستتغير وربما نشهد تحالفات أغلبية مختلفة عما كان عليه الحال في الدورة الماضية.

ومع ذلك فإن هذا التغيير لا يعني أن المشهد السياسي العراقي سيستقر بل على العكس قد يؤدي غياب أطراف رئيسية إلى زيادة الاستقطاب السياسي ويُدخل البلاد في مرحلة جديدة من التوتر خاصة إذا شعرت شريحة واسعة من المواطنين أن البرلمان القادم لا يمثل المزاج الشعبي العام.

وأخيراً فأن المقاطعة في العراق لم تعد مجرد خيار احتجاجي بل باتت أداة سياسية مؤثرة في رسم المشهد العام سواء داخل البرلمان أو في الشارع ويبقى الرهان الأكبر هل ينجح من قرروا البقاء خارج الصناديق الانتخابية في تحويل غيابهم إلى قوة ضغط حقيقية أم أن الساحة ستظل مفتوحة لمن يملك مفاتيح الحشد والتنظيم؟

الأيام والأسابيع المقبلة كفيلة بالإجابة … حمى الله العراق والعراقيين من كل سوء ومكروه.



#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)       Sadeq_Alnasseri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِبرة من التاريخ … أين هم الآن؟
- نصيحة إلى المرشحين في الانتخابات المقبلة
- خمسون عامًا في سراب الحداثة مراجعة فكرية لمثقف مخدوع
- المنافقون والخانعون بين التبعية والتضليل
- معركة الوعي وسقوط الأقنعة
- هل تغيرت موازين القوى بالمنطقة
- حين تصبح المأساة عادةً يومية
- هل ستعود القمة بفوائد على العراق
- بعد القمة هل سيكون العراق وحيداً
- اهمية الانتخابات والتنافس الديمقراطي
- مستقبل الأحزاب السياسية في العراق
- اضراب المعلمين في العراق
- التيار الصدري والانتخابات القادمة
- ماذا بعد… تأخير رواتب الموظفين!!
- الحكومة الفاسدة.. سرطان ينخر جسد الدولة والمجتمع
- الجفاف التحدي البيئي والاقتصادي والاجتماعي
- طريق الحسين طريق العزة والكرامة طريق الاحرار
- شحة المياه وتقصير المسؤول
- الامام علي الانسان .
- ما أشبه اليوم بالبارحة


المزيد.....




- مراسل فرانس24 في طهران في قلب مراسم تشييع قتلى الحرب بين إسر ...
- ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس ...
- موجة حر شديدة تضرب جنوب أوروبا، فهل تغيّر طقس القارة العجوز؟ ...
- Day at the Races 789club – Cu?c ?ua t?c ?? m? màn chu?i th?n ...
- عاجل | وزير الخارجية الفرنسي: نعتزم مع شركائنا الأوروبيين ال ...
- العقوبات تتجدد.. هل تنجح أوروبا في كسر شوكة بوتين؟
- فيديو.. عامل معلق رأسا على عقب في الهواء بعد صدمة مفاجئة
- وسط جدل داخلي.. سلاح حزب الله يشعل الجبهة الجنوبية مجددا
- نطنز من جديد.. هل يعيد اليورانيوم خلط أوراق التهدئة؟
- 150 لسعة.. طفل يصارع للبقاء بسبب هجوم دبابير -شرسة-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق حسن الناصري - بين المقاطعة والمشاركة… من يرسم ملامح الأغلبية القادمة؟