صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)
الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع اقتراب موعد الانتخابات تمتلئ الشوارع والميادين بلافتات ضخمة وصور المرشحين التي تزين الجدران وأعمدة الإنارة وتتنافس الألوان والشعارات والوعود حتى يكاد المارّ لا يرى إلا صور المرشحين وشعاراتهم وهذا المشهد يثير تساؤلًا مهمًا لدى الكثيرين فهل كل هذه الدعاية والإعلانات تؤدي فعلًا إلى فوز المرشح أم أنها مجرد تبذير للأموال دون فائدة حقيقية؟
لا شك أن الدعاية الانتخابية وسيلة مهمة للتعريف بالمرشح وبرنامجه الانتخابي فهي تتيح له الوصول إلى فئات واسعة من الجمهور وخاصة في المجتمعات التي لا تتابع وسائل الإعلام أو الإنترنت بشكل منتظم ومن خلال اللافتات والبوسترات يتمكن المرشح من إيصال صورته واسمه إلى الناس وقد يكون ذلك كافيًا ليحفر مكانه في أذهان الناخبين.
لكن ومن جهة أخرى تحولت الدعاية في كثير من الأحيان إلى سباق مظهري أكثر من كونه تنافُسًا في الأفكار فبعض المرشحين ينفقون مبالغ طائلة على الإعلانات والملصقات دون أن يكون لديهم برنامج واقعي أو رؤية واضحة لخدمة المواطنين وهنا تصبح الدعاية مجرد وسيلة للفت الأنظار لا لبناء الثقة أو كسب القناعة.
ثم إن الوعي الانتخابي للناخبين يلعب الدور الأكبر فالمواطن الواعي لا يصوّت بناءً على صورة جميلة أو شعار جذاب وإنما على أساس الكفاءة والنزاهة والقدرة على تحقيق الوعود ومع ازدياد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بات كثير من الناس يفضلون متابعة مواقف المرشحين وأفكارهم الحقيقية عبر المنصات الرقمية بدلاً من النظر إلى صورهم في الشوارع.
لذلك يمكن القول إن الدعاية ليست ضمانًا للفوز بل أداة من أدوات التواصل تتوقف قيمتها على مدى صدق المرشح ومصداقية ما يقدمه من أفكار أما الإفراط في الإنفاق عليها دون مضمون حقيقي فهو تبذير لا طائل منه بل قد ينعكس سلبًا على صورة المرشح في نظر الناس.
ولكن في نهاية الأمر يبقى الحكم في يد الناخبين فالفوز الحقيقي لا يصنعه المال ولا كثرة الصور ولكن الصدق والعمل والثقة التي يضعها الناس في من يمثلهم . حمى الله العراق والعراقيين من المنافقين والفاسدين …
#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)
Sadeq_Alnasseri#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟