صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)
الحوار المتمدن-العدد: 8521 - 2025 / 11 / 9 - 23:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع كل دورة انتخابية جديدة في العراق، ينقسم الشارع بين من يرى في المشاركة فرصة للتغيير وبين من يفضل المقاطعة تعبيراً عن رفضه للواقع السياسي القائم هذه الثنائية باتت سمة متكررة للمشهد العراقي منذ عام 2003 وحتى اليوم.
الذين يتجهون إلى صناديق الاقتراع يعتقدون أن الانتخابات ورغم كل ملاحظاتهم عليها تبقى الطريق الأقل كلفة للتغيير. بالنسبة لهم فالتصويت يعني فرصة لإيصال وجوه جديدة إلى البرلمان والمشاركة تضمن تمثيل مصالح شرائح اجتماعية ومناطق معينة والامتناع عن التصويت يُفسح المجال أكثر للأحزاب التقليدية المهيمنة.
وفي المقابل يرى كثيرون أن المقاطعة رسالة احتجاج قوية وهؤلاء فقدوا الثقة بالعملية السياسية ويعتقدون أن الانتخابات لا تغير شيئاً لأسباب منها تكرار نفس الوجوه والكتل في كل دورة والشكوك في نزاهة القوانين والنتائج وشعور واسع بأن الإصلاح يحتاج إلى تغيير جذري لا يتحقق عبر صناديق الاقتراع
وبين المشاركة والمقاطعة فأن ارتفاع نسبة المشاركة يعطي دفعة قوية لشرعية النظام السياسي ولكنه قد لا يضمن بالضرورة نتائج مرضية للجميع أما ارتفاع نسبة المقاطعة فيُعتبر رسالة غضب شعبي ولكنه عملياً قد يمنح القوى التقليدية فرصة أكبر للسيطرة بحكم امتلاكها قواعد انتخابية ثابتة.
وسواء قرر العراقي أن يشارك أو يقاطع تبقى القضية الجوهرية هي كيف يمكن استعادة الثقة بين المواطن والعملية السياسية؟ فالانتخابات وحدها لا تكفي إذا لم تترافق مع إصلاحات حقيقية يشعر الناس بثمارها في حياتهم اليومية
وبين المقاطعة والمشاركة يبقى التحدي الأكبر في العراق هو إعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة فالمشاركة وحدها لا تكفي من دون إصلاحات حقيقية كما أن المقاطعة وحدها لا تُنتج بديلاً ملموساً ما لم تقترن بمشروع سياسي واضح وهكذا فإن مستقبل الديمقراطية العراقية يتوقف على قدرة القوى السياسية في إقناع المواطنين بأن أصواتهم قادرة فعلاً على صناعة الفارق وحمى الله العراق والعراقيين من المنافقين والفاسدين.
#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)
Sadeq_Alnasseri#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟