أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إسلام حافظ - حين يتكلّم العرق وتصمت الأرباح: لماذا يكره البعض صوت اليسار؟














المزيد.....

حين يتكلّم العرق وتصمت الأرباح: لماذا يكره البعض صوت اليسار؟


إسلام حافظ
كاتب وباحث مصري

(Eslam Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 22:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في هذا البلد، وفي بلدان كثيرة تشبهه في الفقر والقهر وتكدّس العرق فوق جبين الناس، الهجوم على اليسار بقى عادة روتينية. مش لأن اليسار مروّع أو مخيف، لكن لأنه ببساطة بيكشف الحقيقة العارية… الحقيقة اللي ناس كتير مش عايزة تبصّ لها، ولا مستعدة تتعامل مع مرارتها.
الحقيقة إن اللي بيخلق القيمة هو اللي بيشتغل، واللي بيشيل الدنيا على ظهره، واللي بيرجع بيته متهالك بعد يوم بيقطع الروح. مش اللي قاعد فوق يعدّ الأرباح، ولا اللي ورث سلطة أو منصب أو شركة أو نفوذ.
لكن مجتمع كامل اتبنى على إن الشغل يكون عذاب، والعدل يكون حلم، والعرق يتحوّل لثروة… بس عند غير صاحبه.

اللي بيهاجم اليسار غالبًا مش مضايق من “الفكر” قد ما هو مضايق من المرآة؛ المرآة اللي بتفضحه. اليسار مش خطاب فلسفي في فراغ، ده تاريخ ناس اتبهدلت واتظلمت واتسحبت قيمتها، من أيام العمال اللي أبناؤك كنت تشوفهم طالعين من الورشة بوشّ مليان جير وبقع دهان، لحد عمّال اليوم اللي لسه فاكرين إن الفتات قدر، وإن حياة الكفاف طبيعية، وإن صاحب الشغل “بيترزّق” برضه.

اليسار في جوهره صوت.
صوت اللي اتحشروا في زاوية، واتنسوا على هامش المدينة، واتحولوا لأجراء يعيشوا على أطراف الرغيف.
صوت بيقول: كرامة الإنسان مش رفاهية.
إن رغيف العيش مش منّة.
وإن تعب أبونا—اللي كان بيمسح وشه من المية قبل ما يدخل البيت عشان ما يخلّيناش نشوف اتعابه—مش حق لحد غيره.

ليه بيتضايقوا؟ لأن اليسار بيعرّي اللعبة.
بيفكّك الوهم اللي اتباع لنا طول السنين: إن “الطبيعي” إنك تتعب… وغيره يستفيد.
إنك تكبر في شغل بلا ضمان، وتشيخ بدون معاش محترم، وتمرض بلا تأمين، وتعافر لوحدك لأن المنظومة مصممة إنك تفضل تحت.
وبيكشف إن عدم المساواة مش قدر… دي سياسة.
والمسحوق مش ضعيف… ده مُستغَل.
والفقير مش غبي… ده مخنوق.

في نظر اللي فوق، اليسار مزعج لأنه بيسأل الأسئلة اللي محدش حابب يسمعها:
ليه الثروة تتركز فوق، والشقاء يتوزع تحت؟
ليه صوت العامل بيتحسب عليه، وصوت صاحب رأس المال بيتشال فوق الراس؟
ليه القوانين دايمًا تنزل على راس اللي بيشتغل، مش اللي بيلم المكسب؟

اليسار الحقيقي مش شعار ولا موضة.
هو ده الحلم اللي اتشكل في المصانع، واتولد في الورش، وكتب أول سطره عرق الصنايعية اللي رجعوا بيوتهم يوم ورا يوم وهم شايلين فوق ضهرهم بلد كاملة مش شايفة وجودهم.
هو الفكرة اللي تمشي في الشارع كأنها ريح ساخنة، تهزّ الغفلة من وسط الناس، وتنفض عنهم غبار السنين وتقول:
إنسانيتك مش قابلة للتقسيط.
وكرامتك مش ورقة تفاوض.
وتعبك مش مادة خام في مصنع غيرك.

اليسار مش دعوة للثورة بقدر ما هو رغبة بسيطة وواضحة:
إن اللي يتعب ياخد.
وإن اللي يبني يعيش.
وإن اللي يشيل البلد على كتافه يكون أول مَن يتمتع بخيرها، مش آخر مَن يذوقه.

واللي مضايق من ده… يتضايق.
لأن الحقّ بطبيعته يخدش اللي اتعود يعيش على حساب غيره.
ولأن الحقيقة مهما اتمنعت، بتفضل واقفة صلبة زي صخرة في وشّ الطوفان.
ولأن اليسار، بكل بساطته وعمقه، هو الاعتراف بأن الإنسان مش ظلّ يمشي على أطراف الحياة… ده صاحبها.

وده بالضبط اللي بيخوفهم.



#إسلام_حافظ_عبد_السلام (هاشتاغ)       Eslam_Hafez#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة الموت في الفاشر… حين يختبر الله ضمير العالم
- السودان المنسيّ: وطن يُحترق بصمت، ويُذبح بالإهمال
- -ماسبيرو.. حين دهس الوطن أبناءه وسار فوق الحلم-
- -نصف المجتمع....كل المأساة-
- في مملكة الرمل… حيث يُدار الخراب بأيدٍ ناعمة
- -مصر... الجرح الذي أحببناه-
- -حين يصبح الإنسان خبراً عابراً-
- -ميزان الإنسان في عالم بلا ميزان-
- نزيف خلف القضبان
- الفاجومي: شاعر لم يركع وكلمة لا تموت
- من البشير إلى البرهان وحميدتي: حكاية وطن مختطف -4/10-
- من البشير إلى البرهان وحميدتي: حكاية وطن مختطف -3/10-
- من البشير إلى البرهان وحميدتي: حكاية وطن مختطف -2/10-
- -من البشير إلى البرهان وحميدتي: حكاية وطن مختطف -1/10-
- الإمارات والسودان: كيف ساهم المال والسلاح في تمزيق وطن؟
- البلشي صوت المقاومة في وجه دولة القمع
- ٦ ابريل من شرارة الغضب الي قلب الثورة
- العيد جانا والمعتقلين مش معانا
- مصر بين القمع السياسي والانهيار الاقتصادي: شعبٌ يدفع الثمن و ...
- معاوية مؤسس الاستبداد الأول في تاريخ الإسلام


المزيد.....




- Converging Crises: Capitalism, Poverty, and the Failure of G ...
- We Need to Know How Corporate Democrats Made President Trump ...
- Iraq’s Sovereignty Cannot Grow While U.S. Power Only Changes ...
- Homo Stultus: The Case For Renaming Ourselves
- Socialism: Here, There, and Everywhere
- لا.. لإحالة معتقلي فلسطين للقضاء
- أزمة السكن: انحيازات الدولة وتناقضات السوق (1-2)
- اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تؤكد على وح ...
- بيان جماهيري صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غز ...
- بيان عائلة المختطف عمر الوسولي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق ا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - إسلام حافظ - حين يتكلّم العرق وتصمت الأرباح: لماذا يكره البعض صوت اليسار؟