إسلام حافظ
كاتب وباحث مصري
(Eslam Hafez)
الحوار المتمدن-العدد: 8328 - 2025 / 4 / 30 - 20:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مع اقتراب انتخابات نقابة الصحفيين المصرية، تعود الأسئلة الكبرى لتطرح نفسها بقوة: ما دور النقابة في مجتمع تُخنق فيه الكلمة، وتُسحق فيه الحقيقة تحت أحذية الأجهزة الأمنية؟ هل سنسمح بتحويل النقابة إلى غرفة فرعية في جهاز الدولة، أم سنستعيدها كمنبر نضال وكرامة؟ في مواجهة هذه اللحظة التاريخية، لا خيار أمام الصحفيين الحقيقيين، المنحازين لجوهر المهنة وحرية التعبير، سوى دعم خالد البلشي؛ لا كمرشح فقط، بل كصوت مقاوم لا يساوم ولا ينكسر.
خالد البلشي ليس ممن ينسجون الصفقات في الخفاء، ولا ممن يتحدثون عن حرية التعبير وهم يوقعون على بيانات الخضوع، بل هو من كان في قلب المعركة حين سكت الجميع، من حمل همّ المعتقلين، ووقف بجانب الصحفيين المهمشين، وقاد المواجهة ضد قوانين العار وتكميم الأفواه. هو من دافع عن الصحافة باعتبارها شرفًا لا وظيفة، رسالة لا مهنة خاضعة، مقاومة لا تابعة.
النقابة ليست مجرد مبنى قديم أو مجلس خدمات. النقابة اليوم هي معركة كاملة على استقلال الإرادة، على حماية الصحفيين من بطش الدولة، على استعادة كرامة المهنة من بين أنياب السلطة. من يختار البلشي، يختار أن تبقى النقابة صوتًا حرًا في وجه القمع، يدًا ممدودة لكل زميل مهدد، ولكل من فقد وظيفته بسبب رأيه، ولكل من يتعرض للتنكيل لأنه رفض أن يتحول إلى بوق للسلطة.
كفى خضوعًا. كفى إدعاء بأن المعركة "مهنية فقط". لا مهنية بدون حرية. لا نقابة بدون استقلال. لا صحافة بدون مقاومة. كل من يروّج لفصل العمل النقابي عن واقع القمع العام، إنما يخدع الناس، ويغسل أيدي النظام من جرائمه بحق المهنة. النقابة، في بلد يعاني ما نعانيه، لا يمكن أن تكون محايدة بين القاتل والمقتول، بين الجلاد والسجين، بين المستبد والناس.
خالد البلشي هو تجسيد لهذا الفهم. هو من يرى الصحافة بوصفها صوتًا للحق لا زينة للسلطة، درعًا للضعفاء لا سيفًا في يد الأقوياء. من يقف معه، لا يقف فقط ضد مرشحي الدولة، بل يقف من أجل نقابة قوية، مستقلة، شجاعة، نقابة تعرف موقعها الطبيعي في صفوف من يقاتلون من أجل وطن حر.
ادعموا خالد البلشي لأن الصحافة تستحق من يدافع عنها، لأن زملاءنا في السجون يستحقون صوتًا لا يخونهم، لأننا نستحق نقابة لا تدار بالتليفونات ولا تخضع للإملاءات. ادعموه لأن الوقت ليس وقت صمت، بل وقت فعل. لأننا إن لم نقف الآن، فلن يبقى من النقابة شيء يُدافع عنه. صوتوا للبلشي، فصوتكم بداية لصحوة، ولحظة نادرة نكتب فيها مستقبلًا لا نخجل منه.
#إسلام_حافظ (هاشتاغ)
Eslam_Hafez#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟