أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - إحنا بتوع التحرير..!














المزيد.....

إحنا بتوع التحرير..!


إسلام حافظ
كاتب وباحث مصري

(Eslam Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قلب القاهرة، حيث لا تغيب الشمس إلا لتحمل معها أسرار الحلم والثورة، يقف ميدان التحرير كجرح مفتوح على ذاكرة مصر. هنا، حيث اختلطت الهتافات بالرصاص، والحب بالخوف، وقفنا، نحن الذين تحدينا المستحيل، نحمل على أكتافنا وطناً يتنفس بصعوبة لكنه لا يموت.

نحن الذين صرخنا بأعلى أصواتنا "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، كنا نعرف أن الثمن سيكون باهظاً، لكننا لم نكن نعبأ. كانت أرواحنا وقوداً، وكانت خطواتنا فوق الأرض كأنها توقيع على شهادة ميلاد جديدة للوطن. لم نكن مجرد متظاهرين؛ كنا جيشاً بلا سلاح، قلباً واحداً ينبض بالحلم.

محمد كان يقف هناك، في الصفوف الأولى، يحمل لافتته المهترئة ووجهه الذي لم يعرف الخوف. قال لي في إحدى الليالي: "لو متنا النهارده، إحنا بنخلق ألف حلم مابيموتش." محمد استشهد في يوم جمعة دام، لكنه لم يرحل، ترك لنا صوته، ترك لنا جملة واحدة تكررها جدران الميدان كل يوم.

سلمى، الفتاة التي كانت تبتسم وسط العاصفة، كانت تجري بين الجموع، تحمل زجاجات الماء والآمال. كانت تقول: "محدش هيكسرنا، اللي جابنا هنا، الحق." في إحدى الليالي، اختفت سلمى، لكن الميدان لم ينسَ صوتها، ولا وجهها الذي كان يشبه شمساً مشرقة وسط الغيم.

التحرير لم يكن مجرد ميدان؛ كان درساً في الحياة. تعلمنا فيه أن الحرية لا توهب، بل تنتزع. تعلمنا فيه أن الغريب قد يصبح أخاً، وأن الجوع قد يصبح أضعف شعور عندما تكون كرامتك على المحك. كنا ننام على الأرض ونستيقظ على أغاني الحلم، نحفر في قلب الظلام درباً للضوء.

نحن الذين واجهنا الجبروت بصدور عارية، ورفعنا رؤوسنا في وجه الرصاص. نحن الذين كتبنا التاريخ بدمائنا، وأعدنا تعريف معنى الوطن. قد يقول البعض إننا فشلنا، لكننا نعلم أننا انتصرنا. انتصرنا لأننا كسرنا جدار الصمت، ولأننا أثبتنا أن الحلم لا يموت، حتى وإن ظنوا أنهم دفنوه.

التحرير ليس حجراً أو ميداناً. التحرير هو نحن. هو دماؤنا التي اختلطت بتراب هذا المكان، هو أصواتنا التي ما زالت تتردد بين مبانيه، هو الحلم الذي رفض أن يموت. إحنا بتوع التحرير، نحن الذين لن ننكسر، ونحن الذين، مهما طال الزمن، سنعود لنكتب الفصل الأخير من الحكاية.



#إسلام_حافظ_عبد_السلام (هاشتاغ)       Eslam_Hafez#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الظلم لا يدوم... وصوت الحق أقوى من السجون-
- نظام السيسي: استغلال الضرائب لتكريس الفشل الاقتصادي
- -2024: عام القمع والإخفاء القسري في مصر-
- رسالة الي الوالي..
- ثورة يناير: الحلم الذي لن يموت
- خطر الجولاني على سوريا: هل ينتظر السوريون نفس مصير المصريين ...
- القصور الفاخرة مقابل العيش الكريم.. كيف يرسخ النظام فجوة الط ...
- -حين ينكر الواقع نفسه: عن الدم والمال... والأيدي البيضاء-
- شوارع المحروسة
- مصر السجن الكبير
- مصر .. السجن الكبير
- السيسي بين الحقيقة والخيال
- معاناة اللاجئين السودانين في مصر
- إنتهاكات حقوق اللاجئين في مصر


المزيد.....




- 2025: جولة في أروع أسواق عيد الميلاد الأوروبية
- إعصار يكشف الستار عن حطام سفينة اختفت لقرون في فيتنام
- ألمانيا: الائتلاف يتفق على تطبيق فرز عسكري وتوسيع الجيش
- أوكرانيا: هل لا يزال زيلينسكي قادرًا على كسب الحرب؟
- سونيا، البطلة التي أوقفت أباعود العقل المدبّر لهجمات باريس ا ...
- ائتلاف الإعمار والتنمية يتصدر النتائج الأولية لانتخابات العر ...
- أهالي مخيم نور شمس بالضفة الغربية يطالبون بالعودة إلى منازله ...
- اختتام اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع في مدينة أونتاريو ...
- أوضاع إنسانية متردية للنازحين عند الحدود السودانية التشادية ...
- ما مدى تأثر سوق الأسلحة بين إسرائيل وأوروبا في أعقاب الحرب ع ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - إحنا بتوع التحرير..!