أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - الشخص الاسوء














المزيد.....

الشخص الاسوء


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


هو شخص غاية فى السخافة تقريبا ، انه يكاد يخلو من اى مزايا ، لدى انا شخصيا عيب قاتل ، اننى صبور للغاية وعندى أمل عظيم فى الناس واعتقد انه بسهولة يمكن اصلاحهم او على الاقل جعلهم فى مدار رفيق .

وهذا الامل ينبع من الشذرات الحسنة التى يبديها الشخص السيىء من اٌن لاخر ، فيصير حكمى لا على الاصل الثابت من كون الشخص سيىء ، بل على هذه النتف الصغيرة من التصرفات المعقولة التى تصدر منه من أن لأخر .

لدى شخص قضى جل عمره بعيدا عن زوجته واولاده فى احدى دول البترول ، وعاد اليهم وقد شب ولديه عن الطوق ، وصارت حياتهم مستمرة وامنة رفقة امهم التى تتباهى بمرتبها الضخم الذى تتقاضه من شركة تعمل بها خلفا لوالدها .

لقد صار زوجها بحكم البعد المترامى مصدر دخل تكمل بها مصروفاتها وليس زوجا ولا سكنا ، بل هو غير معترف به من قبل زوجته واولاده كصاحب حق كزوج واب اولاد يستشار فى شأنهم ، هو قال لى انهم لا يحترمونه ولا يثقون به ويعتبرون انه أب مقصر فى كل الاحوال .

ربما كل ذلك لا يهمنا على حال من الاحوال ، ولكنه يشكل معبرا لتحملى له وصبرى عليه ، ان صبرى عليه ربما ينبع من احساسى انه شخص وحيد ، وهو بالفعل كذلك فهو دائم الشكوى من زوجته واولاده وعقوقهم له .

قررت يوما من سنوات قريبة ان اتواجد معه فى مكتب صغير له اشبه بالعشة فنغص عليا حياتى ، ولم استفد منه بجنيه واحد فتركت مكتبه غير اسفا عليه ، وان استمرت علاقتى به .

دائما هو شاكيا باكيا انه فى حالة مالية ضيقة ، وليس معه ، ولديه مطلوبات وانه ،وإنه ، وللاسف كل ذلك كذب فهو غنى للغاية ، ولكنه غير راضى ، وقد بل بلغت به الوقاحه يوما ما ان احضر سندوش واحد له رغم اننا كنا معا ، هو كان مخططا ان يبقى معى فى المكتب ، دون ان يفكر او يعرض كيفية ترتيب اليوم معا ، فهدمت خطته وروحت الى بيتى .وتركته يضرب اخماسا فى اسداس .

هو معنا فى الحزب وعلى ما يبدوا يميل الى احدى العضوات ، ولا اعلم ان كان الميل حبا ام صداقة، او باعتبارها صدرا حنونا له تسمعه ، عوضا عن زوجته النكدية المتبرمه دائما منه ومن شكله بكرشه الضخم على حد قوله .

وهكذا بواقع هذه المشاعر التى تملاء جوانحه فانه يطاردها بالتليفونات بكل سخافة ووقاحة ، دون مراعاة وقت او ميعاد ، ودون ان تكون هى تبادله هذه المشاعر او حتى قادرة على مجاراته فى المشاعر تلك .

بل هى على ما اعتقد لاتستسيغه على الاطلاق وتعتبرا فقط احد الاعضاء الذين يمكن الاستفادة منهم من خلال سداد الاشتراكات والتبرعات لمجابهة المصاريف الطارئة للحزب ، ولكن حتى هذه فشلت بها ، فهو على ما يبدوا يربط مساهماته المالية بان ترتبط معه فى مشاعر والا تتردد فى مواصلة الحوار معه فى الوقت المناسب له .

لقد يأست منه وبلغ منى السيل الزبى من مخازية المتكررة واخرها فى فعلته الاخيرة .

حيث اقترح علينا المرور على الصديقة اياها ووافقته ذهبنا ، ولم يفلت دقيقة واحدة فى العتاب معها ، لماذا لاترد عليه ؟ كيف يمكن ان يتصل بها مرات عديدة ولا تكلمه ؟

تذرعت بانها مشغولة وانه كانت فى محاضرة فى الجامعة ، وانطلقنا فى الحديث فى موضوع اخر ، الا انه عاد مرة اخرى لنغمة العتاب والاسى وردت عليه الصديقة مبديا اسفها ، ومرة ثالثة كرر عتابه السمج لها ، وانتهزت فرصه ذهابها لاحضار مشروب لنا ، وعاتبته محدثا اياه بان تصرفه لايليق ، وانه يكفى ان قال شكواه مرة ومرتين ، وانه احرجها بتكار عتابه وشكواه ، وبهت الذى كفر ولم يستطع الرد ، حيث لم يعجبه كلامى ، وتاهب وافقا للمغادرة ولم اعره انتباها ، وقمنا جميعا بعدها ورحلنا من المكان .

ولكنى قد عقدت العزم على انهاء هذه العلاقة السخيفة معه ، ولا اعود لها فهو فى كل الاحوال غير مفيد على الاطلاق ومدعاة للتبرم وسوء الظن بالناس ودائم الشكوى .

وقد لفت انتباهى صديقنا الثالث لذلك ، عندما قال انه ليس له من حسنات سوى ان عرفنى عليك ، وطلب منى صراحة عدم التواصل معه وانا برفقة هذا الشخص السيىء وانه لا يقبل تواجده معنا .

حقا ان هذا الشخص السيىء مدعاة التبرم والقلق ، والباحث دائما عما يزعج ، لاعما يبهج ، لا يستحق ابدا الشفقة وليذهب الى الجحيم ولتكن هذه نهاية للعلاقة معه .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجر الضمير جيمس هنرى برستد 2
- موجز فجر الضمير لجيمس هنرى بريستد - 1
- الثعلب المكار
- حلم سخيف
- اعترافات 6
- اعترافات 5
- سقوط الغرب
- حلم غريب 3
- شجرة الفنباخيا
- الحورية الفاتكة
- انا الزعيم
- ماليش صاحب غير دراعى
- الكرامة الشخصية
- الأدب اليتيم
- مصرع الاحلام
- فتاة السلم
- خد لك غفوة
- الثلاثة منتصرين
- ذكى مبارك تانى
- مغامرة خطرة


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - الشخص الاسوء