شجرة الفنباخيا

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 15:20
المحور: الادب والفن
    

اليوم كنت تتجول فى الهايد بارك منطقة البزنس - فى التجمع الخامس هو مكان شيك جدا مكيف بالكامل خمسة ادوار ، اسانسيرات فخمة بموسيقى كلاسيك راقية

المبنى عبارة عن نمازج زجاجية مكيفة فى كل دور مئتان وخمسن متر تقريبا لكل نموزج كلها تحمل ارقام اجنبية و يتم ايجار كل نموزج ويقسم من خلال الشركات الراغبة فى الايجار الى مربعات بفواصل زجاجية بستائر مسدلة فى كل مربع مكتب وانترية بسيط

تقريبا كل الموظفين تحت المراقبة من قبل بعضهم البعض ومن قبل المدير الرابض بجوارهم والذى يخرج من مكتبه بين الفينة والاخرى

من وقت لاخر ربما يخرج موظف من مكانه للذهاب لدورة المياه الغارقة فى النظافة او يتمشى قليلا فى الممرات

دائما تصادف ناس شيك جدا وخصوصا الفتيات الجميلات التى لاتتجاوز اعمار معظمهم الثلاثينات ، شعورهم مسدلة فى اغلبهم تفوح منه رائحة تخلب اللب

تتمنى لو تسير وراء اى واحدة منهم لترى اين تعمل هذه الجميلة ، حاولت فعل ذلك عرضا وبحذر وجدتها تتحدث عن اقساط ودفع مقدمة وسنوات سداد فهمت فورا انه تعمل فى مجال المبيعات للعقارات

ركبت الاسانسير الذى يصعد وينزل الى الادوار الخمسة وتجولت في كل دور مراقبا الشباب والفتيات العاملين وقارئا للعناوين المكتوبة على المكاتب وكلها بالانجليزية ولايمكن ان تعرف منها النشاط الذى يمارسه اصحابها الا اذا كان فيه عبارة ريل ستيت فتفهم انه متعلق بالعقارات

فى احد الادوار وجدت شجرة بلاستيك زينة ضخمة تحاكى شجرة الفنباخيا

لايمكن ان تعرف انها صناعية الا اذا اقتربت منها ولمست اوراقها ، ان هذه الشجرة تعبيرا مثاليا عن جو المبنى ومظهره الانيق ، الشجرة الصناعية باوراقها الزاهية الخضراء المبرقشة تعبر هى بذاتها جو العمل وتصرفات الموظفين واناقتهم البالغة وافطارهم الكرواسون ومشروباتهم الاسبرسو واللاتية والموكا
عالم منفتح تمام بالواح زجاجية تكشف ماوراءها ولكنها تكشف عن نبات صناعى زاهى الالوان لايمت للحقيقة بصلة ما

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل