خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 8329 - 2025 / 5 / 1 - 02:51
المحور:
الادب والفن
انه لامر محير تماما اين انا ؟ تائها كنت ولا أعلم أين أنا ؟
هل اتجول فى متاهة ام صحراء ام مدينة ام قرية ، يا للهول اننى لا استطيع الوصول الى بيتى .
أمشى فى شوارع مظلمة ، تسلمنى لاخرى مضيئة ولاخرى مظلمة ، الى ان قابلنى شخصا ما لا اعرفه ، قال لى مادمت تسير وحدك فلابد ان تمشى فى شوارع مضيئة ، ان المشى فى شوارع المظلمة يشكل خطورة عليك .
اتبعت نصيحته وفعلا مشيت فى الطريق المضيئة الا انها كانت تنتهى بى الى شوارع مظلمة ، ولم توصلنى مطلقا لبيتى فتوقفت اخيرا يائسا ، لا اعرف اين انا .
فى وسط الظلام ظهر لى فجاة شخص ، سحنته غير مريحة ، قال لى استطيع ان ادلك على طريق يوصلك الى بيتك بسهولة اتبعنى فقط .
وراء الشخص الذى ظهر من وسط الظلام مشيت ، عسى ان يهدينى وجدته يدخل بى من مكان لاخر وكلها اماكن وشوارع مظلمة ، شعرت بالقلق منه وشعرت انه يدفع بى الى اماكن مجهولة . ترى الى اين ياخذنى الرجل ؟
تحينت الفرصة وهو يواصل سيره وانا وراءه ، واختبأت منه فى مكان مهجور مملوء بالكراتين القديمة والصفائح الفارغة ، حاولت ان استخدمه لارتقى عليها واراقب من شباكه اين يذهب بى الرجل الذى يسحبنى الى هذه المنطقة المظلمة الموحشة .
وجدته يقف على البعد ويقول لرجال ظهروا له فجأة لقد احضرت الرجل الذى تريدونه ، وتلفت خلفه ليشير لهم عليا .
فوجىء اننى لست خلفه تلفت يمنة ويسرا ، وقال صائحا لهم لقد كان معى الان ، اين ذهب هذا الرجل المأفون ؟
وانطلق هو ومن معه يبحثون عنى فى الظلام وانا اراقبهم من على البعد فى قمة الخوف ، أذوب رعبا .
فجاة استداروا عائدين ومعهم الرجل الذى سحبنى ، وظهر ضوء مبهر فى المكان وتحول من حال موحش وكئيب الى منطقة منظمة يغمرها الضوء ، وبنايات عالية مضيئة ومترو يظهر غير بعيد . المترو يشكل لى دليلا يكاد يوصلنى الى بيتى ساتبعه قلت محدثا نفسى .
نظرت حولى وجدتنى نائما فى فراش وثير، يبدو انه كان حلم مرعب ، ترى اين كنت ؟ ولما تهت ؟ واين ذهب الرجل الذى سعى الى سحبى الى وكرهم المظلم ؟
اسئلة ستظل مفتوحة .
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟