أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - اين عمرى ؟














المزيد.....

اين عمرى ؟


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


منذ اربع سنوات بالضبط فى الثانى من يناير 2021 بدات تدوين ذكرياتى أو يومياتى او ما شابه ، ليس تدوين منتظما تماما ، بمعنى انه ليس يومى ولكنه مضطرد شبه اسبوعى .

حيث اننى تقريبا لايكاد يمر اسبوع ، الا واكون قد دونت فيه ملاحظاتى او مشاهداتى ، ويحدث احيانا ان ابدأ فى تدوين اليوميات وانسحب من التدوين لمناقشة الفكرة او الحكاية التى طرأت لى او كتابه قصة قصيرة كانت مخباة فى تلافيف العقل ، والكلام بيجيب كلام كما يقول رجال القانون .
كنت قبل ان ابدأ التدوين شبه المنظم اكتب ما قد يعن لى على ظهر ملف قضية او ورقة مسطرة داخل الملف او حتى فى نوته الحضور ، هى كتابات متفرقة وبعضها للاسف بدون تاريخ واحيانا اعجز عن تذكر مناسبة هذه الكتابة .

لذلك انا احتار كثيرا فيمن يدون مذكراته بعد الستين او السبعين ويقول انه شاهد على العصر ، عصر ايه بس ده الانسان بينسى اكل ايه بالامس
ما علينا.

ولكن فكرة التدوين هذه جرت عليا متاعب غريبة ، لاننى تقريبا لا ابدا كتابة جديدة سواء عن مشاهداتى او حتى الحياة اليومية او قصة او مقال الا واجتر هذه اليوميات من اول وجديد ، من بداية كتابتها فى يناير 2021 الى الوقت الذى اجلس فيه للكتابة .

حقيقة ليست قراءتى للمدونات اليومية التى خططتها من قبل عميقة ومتواصلة ، ولكنها قراءة شبه سريعة وكاننى استرجع شريط الذكريات .

وما يمنعنى من قراءة المدونات كاملة عندما ابدأ كتابة جديدة، هو لانها استغرقت حتى الان ما يقرب من مئتان صفحة وعدد كلماتها يتجاوز الخمسون الف كلمة وهنا يستحيل عليا قراءة اليوميات بالكامل كل كتابة حديثة .

ايضا لاننى عند بداية الكتابة تكون هناك فكرة عامة فى زهنى عن الموضوع الذى ساكتب فيه وتتجمع سحبها فى عقلى ، فابدأ فيها فورا وولو فى نصف قراءتى لليوميات، خوفا من فرار الفكرة .

ولذلك تجدنى ايدأ بقراءة اليوميات وعند مرحلة معينة ابدا فى كتابة المقال او القصة او الراوية او اليومية ، وعندما اجد انها تستحق النشر اجتزها من مكانها وانشرها .

ولو اننى كنبت كل ما يصطرع فى عقلى يوميا من مشاهدات ، لاصبح الامر عبئا ثقيلا ، لانه لايكاد يمر يوم دون ان افكر فى اشياء او موضوعات يمكن الكتابة عنها ، قد تكون طريقة مصافحة شخصا موضوعا للكتابة او حتى تعبيرات وجهها او تحدثه عن شيئا ما ، يريد ان يحققه .

الشارع نفسه ومرواح الناس وغدوهم أمامى تشكل موضوعات ثرية للغاية ، عن فيما يفكر فيه هؤلاء القوم ، كيف هى حياتهم ؟ أمالهم طموحاتهم ايضا القراءة اليومية لى فى شتى المجالات هى مضمار ثرى للكتابة
ان الحياة بتفصيلاتها لقصرها وطولها واحزانها وابتسامتها تشكل منبعا هائلا للكتابة .

الزمن هو بالنسبة لى احد الافكار العظيمة للكتابة ، اتجول فى الاسواق وارى اناس لم يكن لهم وجود على الاطلاق قبل اربعون عاما وثلاثون عاما وعشرون عاما وعشرة اعوام ، او اكثر او اقل ، اناس لم تكن موجودة قبلى على مسرح الحياة . واعجب كيف يروا الحياة الان ؟

يوما ما كنت احدث فتاة ، ولااتذكر حتى الموضوع الذى كنت احادثها فيه ولكنها قالت لى تعقيبا على كلامى ، ياه ده انت قديم قوى يا استاذ ، انا صاحب الخمسة وستون عاما عاما اصبحت قديم اوى، يالهوى إ لقد صدقتى ايتها الفتاة العينة ، ولكن من اين نحتى هذا التعبير الصادم ؟

تخوننى الذاكرة كثيرا عندما اقابل اشخاص ما ، ويقولون لى انهم قابلونى منذ عشرين عاما او حتى ثلاثون عاما او اكثر ، واننى انجزت لهم قضية ما ، او كتبت عقدا لهم ، او حتى هنأنونى فى مناسبة ما ، يا للهول ، اين ضاعت هذه الاشياء ؟ وكيف يتذكرها هؤلاء ولا وجود لها فى ذاكرتى على الاطلاق .

بصفة عامة احساسى بالزمن ضعيف للغاية ولا اصدق انه قد مر من عمرى خمسة وستون عاما ، لا اصدقها ابدا رغم انها حقيقة واقعة ورسمية وثابته فى دفاتر الحكومة .

لكن انا الوحيد الذى لا اصدقها ، وما زلت اتصرف فى ايامى وسنواتى وشهورى الحالية وكاننى اصرف من رصيد لا ينتهى ، لقد عجزت تماما عن تصديق عمرى الحقيقى واشعر ان هناك سنوات قد تم حسابها لى فى غفلة منى .والسؤال هو أين عمرى ؟
لا أملك اجابة الان ولكن اعدكم ان اجيب فور الوصل لها .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرار الأسد المخجل
- الأخوة الأعداء
- لقد وقعنا فى الفخ
- يا مستنى السمنة
- انها الحياة
- موسم تساقط الرجال
- المقدمة الرائعة لكتاب النثر الفنى للدكتور زكى مبارك 2
- المقدمة الرائعة لكتاب النثر الفنى للدكتور زكى مبارك 1
- امتثال من الماضى
- اماديوس
- غادة اوسكار
- الحرب غير الضرورية
- مدام سوسو
- غروب صديق
- العام الخامس والستون وما بعده
- أنا وهو
- زكى مبارك وطه حسين لمن الغلبة ( 1)
- المازق العربى
- فى وقته ( قصة قصيرة )
- من يفك شفرتها ؟


المزيد.....




- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - اين عمرى ؟