خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)
الحوار المتمدن-العدد: 8180 - 2024 / 12 / 3 - 22:47
المحور:
الادب والفن
هذه هى الوفاة الرابعة او الخامسة على التوالى خلال هذا العام لرجال تعدوا الستين من اعمارهم هم اصدقائنا ومعارفنا وجيراننا .
الا لعنة الله على الفيس بوك ، تطالعه فيفتتح يومك بانه انتقل الى رحمة مولاه فلان الفلانى، وتتوالى بعدها كلمات الرثاء ثم ينسى وينساه الناس ، الى ان تجدد دورة الموت نفسها مع شخص جديد .
الاسبوع الماضى كنت فى المحكمة على مدخل القاعة وصادفنى الزميل ا س ـ اهلا خلود عامل ايه ؟
وكعادتى اهلا ا ستاذ ، ايه يا خلود يابنى انت ناسى لما كنت قاعد جنبى بالفصل ؟
لا طبعا مش ناسى .... مسترسلا فى الكلام انا وقائلا له حتى لايهرتل بحوار لامعنى له ، انت حبيبى يا باشا .
واليوم قرات نعيه على الفيس بوك ، لم يكن يبدو عليه عندما التقيته للمرة الاخيرة اى علامات للمرض ، ولكن ترى هل الموت يحتاج لسبب ليخطف صاحبه .
كان الاستاذ ا س ، شخصا ماسخا للغاية لا طعم ولا لون ولا رائحة ، لا اذكر له موقفا جريئا واحد او قضية دراميتيكية حضر فيها ، ولم يصادفنى على الاطلاق فى ايا من القضايا التى حضرتها .
ولكنه شخص عاش بهدوء ومات بهدوء اشد ، وهكذا الحياة تنتابنا بالميلاد فنمُر بها ونقضى اعمارنا فيها ونتزوج وننجب او لا ننجب ،
ونقضيها طولا وعرضا ومعاناة ، ثم تبدوا الحياة فى ايامنا الأواخر ، وكأننا دخلنا من باب وخرجنا من الباب الاخر .
والغريب ان هذا الشعور العجيب بانقضاء العمر لايتسرب الى الأنسان ابدا حال عمره المديد ، طال ام قصر ، ولكنه يبدا فى الألحاح عقب تجاوز سن الستين.
اللهم ارحم ا س وادخله فسيح جناتك
#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)
Khalid_Goshan#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟