أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - مدام سوسو














المزيد.....

مدام سوسو


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 8047 - 2024 / 7 / 23 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


ست جميلة وعايقة جدا ، تقترب من الخمسة واربعون عاما ولكنها تبدوا اصغر من ذلك بكثير ، بالمقارنة بالسيدات جيرانها المدهولين ، هى تبدوا ملكة جمال .

تعتقد معظم النساء فى حارتنا ومعظم حارات وشوارع مصر ، ان اهتمام الانثى بنفسها وان تبدوا دائما فى ابهى زينة ، هو رفاهية ينبغى الترفع عنها لو تزوجت ، وعلى هذا كانت نساء الحارة تنظر الي سيدتنا الجميلة بنوع من الحسد الدفين والريبة فى مسلكها .

كانت السيدة اصلا من بلدة ريفية ولكن من أعيانها ، و تربت بشكل استقلالى نوعا ما وتزوجت وكيل محامى ، وهى مهنة كان لها شأن فيما مضى ، وكانت السيدة لها ايراد شهرى من سوق للمواشى تمتلك حصة فيه ميراثا من عائلتها .

السيدة لها اربع بنات غاية فى الجمال وخصوصا الكبرى ، وولدين اكبر من البنات ، ولكنهما عديمى الشخصية واقرب لاخلاق البنات من حيث الطراوة والنعومة ، ويبدوا ان شخصية امهم الجميلة القوية وتربيتهم وسط اخواتهم البنات كان له تاثير كبير عليهم .

السيدة كانت تعيش فى جو حُر ربما بسبب الغربة عن بلدتها ، وكان بيتها شبه مفتوح ، هو مزارا للاقارب والجيران ، واصدقاء ابنائها الذين كان وجودهم سببه الرئيسى القرب من بناتها الجميلات .

لا اذكر ابدا اننى وجدت باب شقتهم مغلق ، دائما الشقة مترعة بضيوف وجيران واصدقاء ، يتصرفون بكل اريحية وكانهم فى ناد ، أو بيتهم ، وقد ترى احدهم منفردا باحدى فتياتها الجميلات فى حديث هامس ، ولكن جميع ما يدور كان على الملاء وتراه ربة البيت الجميلة .

السيدة دائما تبدوا فى ابهى زينة وتجالس بكل اريحية كل الاقارب والضيوف والاصدقاء ، وخصوصا فتى وسيم كان محامى حديث وقد اتى مرة يتهادى مرتديا روب المحاماه الاسود من اول الشارع ، كان الفتى المبهر يأتى دائما لزيارتهم ويمضى الساعات فى شقتهم ، ونال البعض من سيرة السيدة الجميلة وان الفتى قد شغفها حبا .

كما العادة لم يكن هذا الجو المفتوح مثار حسد الجيران ، مرحبا به منهم ، وان كن يتمنينه فى قرارة انفسهم .

تزوجت البنات الاربع زيجات جميلة ، اقارب لهم ، وكنت اطمح فى الزواج باحداهما ونشات بيننا قصة حب عميق لن انساها ولكن حالت امور كثيرة بينى وبين زواجها .

فجاة داهم السيدة الجميلة مرض السكر ولكنها تعاملت معه بكل استهتار ففتك بها سريعا ، ولاانسى اننى رايتها تضع روج ومكياج على احسن ما تكون وهى فى اوج محنتها الصحية ، كانت عاشقة ومحبة للحياة .

مدام سوسو علمت حارتنا ، نسائها ورجالها الاساليب الحديثة فى اللبس والمكياج ،وفى الظهور دائما بالمظهر اللائق حتى لو كانوا داخل بيوتهم .

كانت وبناتها عقب فراغهن من عمل الببت ولوازم اليوم ومشاويره ، بعد العصر تقريبا ، يتحممن ويتعطرن ويرتدين لبس اخر غير ما كن يرتديينه والتسريحة الانيقة ومجلة الموعد اللبنانية فى يد الكبرى ، والاخريات ومنهم فتاتى الجميلة على سطح العقار المرتب ، الذى كان ملتقى لنا ، كما كان الشباك المطل على الشارع
موعدا للحضور .
كان لبيت السيدة الجميلة المفتوح دائما ، اثر غير عادى ، من خلال تصرفاتها وسلوك بناتها الجميلات وطريقة لبسهم واكلهم وتنظيمهم لبيتهم ونظافته وتصرفاتهم الشخصية واختلاط الكل به اثر كبير فى تغيير النمط العام الجلف لاهل حارتنا .

رحم الله مدام سوسو وطيب ثراها .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غروب صديق
- العام الخامس والستون وما بعده
- أنا وهو
- زكى مبارك وطه حسين لمن الغلبة ( 1)
- المازق العربى
- فى وقته ( قصة قصيرة )
- من يفك شفرتها ؟
- لا هندية
- لا ساميه
- أنسان الغاب
- رحيل مفاجىء
- المتاهة ( قصة سيريالية )
- الغرق فى الموبيل
- الجمال الأنثوى
- موسم الهجرة الى الرفيق الاعلى
- وفاة صديق
- يوم مولدى
- امة تخطف العالم
- أمتنا فى خطر
- المراة ولع دائم


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - مدام سوسو