أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - المروحة














المزيد.....

المروحة


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 8354 - 2025 / 5 / 26 - 00:16
المحور: سيرة ذاتية
    


هو طويل عريض احمر البشرة ، دائرى الوجه ربعة اصلع ولكنه وسيم ، ويميل الى الطول ، له كرش خفيف يمنحه هيبة ووقار، اصوله الشركسية نضحت عليه عكس ابى الذى ورث سمار امه وطولها الفارع .

عين عمى موظفا مدنيا بالداخلية بعد عودته من حرب اليمن ، اكتسب خبرة مهولة ومكان عمله منحة ثقة كبيرة فى نفسه وهى اصلا موجودة .

فى بداية السبعينات ومع ظهور البترول فى الكويت والسعودية نجح فى عمل علاقات مع شبكات عمل مكاتب السفر ونجح فى تسفير عشرات الاشخاص لهذه البلدان ، وفشل فى تسفير عشرات ايضا وفى كل الاحوال لم يكن يرد جنيها واحدا مما تقاضاه من راغب السفر سواء نجح فى تسفيره او فشل .

كان مسرفا للغاية انفق الاف الجنيهات على ملذاته ومأكله ومشربه وزوجاته الكثر

واخرتهم كانت تدعى أم محمد كان لديها فتيات من زوج أخر فى سن الزواج جميعهم اجمل من بعض ، واحدى فتياتها كانت تشبه زبيدة ثروت فى عيونها الجميلة فتنتى انا الفتى المراهق .

تذكرته يوم دعانى انا وابى لمنزله عند زوجته الجديدة ام محمد والتى رحبت بنا وطفقت اتفقد المكان الذى نجلس فيه وأبى كان مزروعا بالمراوح اليابانية الرائعة ذات الاطر الذهبية ، وبجوارها اكثر من جهاز كاست .

كانت صرعة لايعود احد الى ارض الوطن من ارض البترول سواء الكويت او السعودية الا ومعه مروحة كهربائية فى يد والاخرى تحمل كاست .

لاأعلم من أتى عمى بهذه العلاقات الواسعة كان يمشى فى شوارع ميت عقبة ولايكاد يتحرك من مكان إلى مكان الا وتلاحقة السلامات ، والتحيات من كل ركن ، اتفضل ياحاج ، قهوة ، شاى .

كان عمى بالنسبة لابى يلعب بالفلوس لعب وأعتقد انه كان يعتقد انه اذكى منه بمراحل ويستطيع ان يدارى أموره ويكسب الكثير من المال ، على النقيض من ابى الذى كان يتحرى الحرام والحلال مطعما لاولاده .

ولكن عمى لم يحدث ابدا ان اعطى لابى مساعدة ما ، بل انه لم يتورع عن اخذ نصيبه كاملا فى ميراث امه عندما سعى ابى لشراء نصيبه فى البيت المورث لهم واشترت امى نصيب عماتها اخوات ابى ليكون المنزل مناصفة بينهما .

كان عمى يمثل بسيارته الفولكس التى تقودها زوجته احيانا والمحمله بالهدايا قادما من القاهرة ليزور عمتى القابعة فى الريف كان يمثل الرجل متوسط العمر الذى نجح فى قهر مصر والاغتراف من خيراتها . ( تسمى القاهرة مصر عندنا ).

ولم يكن عمى يعود ابدا خالى الوفاض الى مصر بل محملا بالزبد والجبن والعيش الملدن والقرص وجميع خيرات الريف ، انها مجاملات الاخوة القادرين مع بعضهم والتى كان والدى خارجا منها .

لا اعلم كيف فكرعمى فى السفر الى الاردن والعراق ليكون هناك ايضا شيخ بلد ومعروفا للغاية ، هى ظروف غامضة دفعته للسفر وعاد بعد سنوات فى تابوت ودفن بمقابر اهل زوجته الاولى.

لم يستطع عمى رغم ثراءه ان يعلم اولاده تعليما راقيا فقد نشاوا فى بيئة مترفة واب لاه وزوجتة الاولى ربما لم تكن تقدر التعليم حق قدره فعملوا فى اعمال متواضعة مثل النقاشة والعمل فى محلات تجارة .

عمى كانت له فتاتان على قدر من الجمال عظيم، زوج الكبرى مجاملة لاحد اقارب ابن اخته ، كابدت معيشة مهينة وان اكرمها الله على كبر فتقربت من عمها الذى هو ابى فأحسن وفادها وكان معها بقدر المستطاع .

الاخرى الاجمل قدر لها ان تتزوج شابا تاجرا ثريا استطاع ان يبنى نفسه ويساعد اخوات زوجته قدر المستطاع .

تذكرت عمى وحكايته التى مر عليها اكثر من اربعون عاما ، وانا اُصلح مروحة فقدت اطارها ، فاعطانى صاحب محل الاصلاح فى ميت عقبة ، الذى يتجاوز عمره السبعين اطارا ذهبيا رائعا للمروحة كان ملقى فى محله المترع بكل ما هو قديم ، اعطانى غطأء للمروحة زهبيا يحمل نفس الاحرف الانجليزية تى دى كى.

فتذكرت فورا مراوح عمى المتناثرة فى اركان شقته والتى كانت تدور يمينا ويسار تنشر هوائها وتحمل احلامى فى شراء واحدة مثلها يوما ما .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الطرق مظلمة
- تكلمو أيها الكتاب عن أنفسكم
- السادسة والستين
- الذئب والشاة
- سطوة الجمال
- سر العمر ؟
- التصدق بالجمال
- النفاق الامريكى المفضوح
- فضفضة 2
- مصر وسوريا
- اين عمرى ؟
- فرار الأسد المخجل
- الأخوة الأعداء
- لقد وقعنا فى الفخ
- يا مستنى السمنة
- انها الحياة
- موسم تساقط الرجال
- المقدمة الرائعة لكتاب النثر الفنى للدكتور زكى مبارك 2
- المقدمة الرائعة لكتاب النثر الفنى للدكتور زكى مبارك 1
- امتثال من الماضى


المزيد.....




- مع سعي ترامب لضمّها.. الملك تشارلز: كندا تواجه لحظة حرجة
- المحكمة العليا في السعودية تعلن موعد الوقوف بجبل عرفة وعيد ا ...
- قديروف: مقاتلو قوات أحمد قاموا بتدمير -الجهاز العصبي- للقوات ...
- بعد 40 يوماً من العتمة.. اتفاق مصري سوداني ينهي أزمة الكهربا ...
- مصر تُعلن عن اكتشاف ثلاث مقابر أثرية في الأقصر
- الآلاف يقتحمون مركز توزيع المساعدات في غزة، والجيش الإسرائيل ...
- رئيس الحكومة اللبنانية من دبي: نريد بلدًا يمتلك قراره في الس ...
- الكوليرا تعصف بالسودان: 172 حالة وفاة خلال أسبوع وسط انهيار ...
- سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل س ...
- وقت إضافي لشركات صناعة السيارات.. فهل تتحقق أهداف المناخ الأ ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - المروحة