أمين بن سعيد
(Amine Ben Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 14:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جزء أول [https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=884171]
غريب جدا أن يكون الله في الإسلام شابا أمردا، إذ لا يمكن أن نتجاهل الإيحاء الجنسي الموجود! وبعدم تجاهل العاقل لذلك، سيأتيه سؤال أغرب وأبشع: هل الجنة الإسلامية أو الماخور البدوي المحمدي فيه شيء يخص ذلك الشاب الأمرد؟! وبعد العياذ بالله من الشيطان ومما وسوس به إلينا، نؤكد على مشروعية التساؤل ونقول: أي دين هذا؟!! وأي فكر بدوي منحط هذا الذي لم يستثن حتى إلهه من هوسه الجنسي؟!! (تذكّرْ مريم التي سيتزوجها الحبيب، سوق الجنة، الولدان المقرطون، المحارم!)
ذلك الوجه الأمرد، هو الذي سيبقى، فكل شيء فان إلا هو، يقال ذلك عند الكلام عن الموت والموتى. وأيضا، كل الأعمال التي لا يكون هدفها ذلك الوجه، لا قيمة لها ولا جزاء فيها! بل قد تكون وبالا على صاحبها، وتذكرة أبدية إلى جهنم وبئس المصير كـ "قزمان" يوم أحد!
قد يقول قارئ هنا، أن الكاتب ملحد يسخر من الإسلام. وأقول صبرا جميلا، لأنه ومهما كانت خلفيته، فالسخرية ستطاله لا محالة، إلا إذا كان ممن يشملهم الاستثناء...
ما قصة الوجه في الإسلام؟ يُزعم أن الهدف الإخلاص في العمل واتقانه، دون انتظار شكر أو مديح من أحد: إذا كانت الغايةُ الناسَ، فلن يكون العمل "كامل الأوصاف"، ولن يكون كذلك إلا إذا كان الله ووجهه الأمرد غايته. ولذلك، كان محمد ذكيا عندما طالب "المجاهدين" بأن يكون "جهادهم" لله، ثم بعد ذلك، ملذات وطيبات الدنيا ستأتي وحدها/ بطبيعتها/ بديهيا (المال، الجنس، السلطة...)[... فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.] . بفعله ذاك، قصد محمد الحصول على الـ 100 % من طاقة وقوة "المجاهد"، وليس ذاك الذي، ما إن يحصل على "جارية يطؤها" أو "مائة من الإبل"، حتى يوقف الذبح وجزّ الرقاب. ولذلك قال أيضا "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، والتهلكة مثلما نعرف، ويجهل عوام المسلمين، هي ترك "الجهاد" والتفرغ للزراعة! (الزراعة=الاستقرار=الحضارة!) وذلك أصل عظيم من أصول البداوة مثلما يعلم كل من "خبر حقيقتها" التي بالطبع لا تخص فقط العرب وإسلامهم في زمن نشأته، بل الأمر لا يزال متواصلا إلى اليوم، عندهم، وعند "العرب" المزيفين، وأيضا -وهذا الأهم عندي- في كل العالم العبراني وهنا سيكون اليهود من سيتصدرون المشهد... لمن له عينان ويرى بهما بالطبع!
[قوس أول: عندما تعرف حقيقة الأصول، لن يقف أمام موقفك الصحيح بأدلته، كل سكان الأرض ونخبهم و "مفكريهم" و "فلاسفتهم": في كل مكان على سطح الأرض، يسمونها "حضارة عربية إسلامية"!! وهكذا يُدرّسون في جامعاتهم: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" تجعلك تهزأ بهم وبجامعاتهم وبآلاف مؤلفاتهم! أصل قرآني بكل تفاسيره قال ما تَقَدَّمَ، فعن أي حضارة يتكلم أولئك الجهلة المغيبون والانتهازيون المنافقون؟! (=الجاهل المغيب هو الذي لا يعرف، أما الانتهازي المنافق فهو الذي يعرف)]
[قوس ثاني: قلتُها سابقا، وأكرّرها هنا: حذار ممن ينتقد الإسلام دون عروبته، وحذار ممن يجهل أو يتجاهل غيره من الأديان وخصوصا اليهودية، أما ذلك المطبل لليهود مدعيا "التنوير" و "الإنسانية" وغيرها من الشعارات الرنانة، فأنصحك بأن تُلقي كل ما يقول في أقرب حاوية نفايات: وكائنا من كان! همسة: هل مازلت تقول عن أولئك الذين ينتقدون الإسلام في الغرب ولا يقتربون من اليهود واليهودية، أنهم "تنويريون" و "علمانيون"؟ أكيد أنت ضد رغبة المسلمين في تطبيق شريعتهم، لكن هل تعلم أن الغرب وعلى رأسه أمريكا وإنكلترا وفرنسا، فيه محاكم رابينية تحكم بالهالاخا أي الشريعة اليهودية! اسأل نفسك لماذا أنت ضد شريعة الغاب الإسلامية ولماذا لم تسمع أصلا منهم بأن شريعة الغاب اليهودية تطبق في عقر دار الغرب "العلماني"؟! أنا هنا أعطيك دليلا لا يُرد عمّن يحكم في الغرب، وأقول لك لا أعلم المرة كم، أن المسلمين لا قوة ولا سلطة لهم: كل من يقول ذلك، إما جاهل وإما ذمي وإما شريك لمن يملكون السلطة حقيقةً! نكتة بعد الهمسة: لماذا يسمح الغرب بتواصل جرائم ختان المسلمين على أرضه؟ هل لأنه يخشى "قوتهم" وردة فعلهم؟ قطعا لا! بل لأنه سيصطدم بقوة الأنتلجنسيا اليهودية! عندما أقول أني أرفض العلمانية الفرنسية مثلا وأسميها "يهودية ماسونية"، ليس ذلك لأنها "متطرفة ضد الأديان" مثلما يقول السذج والجهلة، بل لأنها صنيعة غرباء عن ذلك البلد ولا علاقة لها لا بوطن ولا بشعب ولا بفصل الدين عن الدولة! الوطنية التي أتكلم عنها في مقالاتي تُغني عن كل الأوهام التي لا يزال يُتشدّق بها: كلها دون استثناء! هذا العالم عبراني واليهود حكام فيه، فكيف يكون شخص ما "مفكرا" و "فيلسوفا" و "تنويريا" و "مناضلا" و "ثائرا" ووو وهو يجهل أو يتجاهل أو يُطبع مع المستعمِر والبدوي واللص والغازي؟! فكر في خزعبلة الهولوكوست هنا: إذا كنت مؤمنا بالخرافة، هل أنت تتبع التاريخ "المثبت"؟ هل أنت إنسان "متحضر" و "ضد العنصرية"؟ أم أنت مجرد مخدوع وكل عالمك يمشي على رأسه مثلما أرادوا ذلك لك! ثم، هم يحكمون بذلك الوهم وغيره من أكاذيبهم، وأنت؟ ماذا جنيت؟!]
[قوس ثالث: البداوة تشمل كل فكر لا يعترف بالوطن/ بالوطنية، الوطن أرض قبل كل شيء، واستقرار عليها، الاستقرار=الحضارة، الوطن=استقرار=حضارة، البدوي يدمر الحضارة/ يسرقها/ ينسبها إلى نفسه: سؤال لا تستغرب منه وفكر فيه جيدا، كيف تُنسب الحضارة لليهود وهم بدو؟ البدوي يُدمّر ولا يؤسس حضارة فكيف يكون ذلك مع اليهود؟! مع ملاحظة لا يجب أن تُنسى: التقدم مقياسه كرامة الإنسان والشعوب وليس فقط العلوم والتكنولوجيا، انظر إلى الصين اليوم... اليهود المقصودون هم أولا الأنتلجنسيا التي تعيش في الغرب، وثانيا إسرائيل الدولة: انظر إلى تلك الدولة، أي دولة هذه التي لا تستطيع الحياة دون الحرب والقتل؟ انظر إلى تلك الأنتلجنسيا، كيف يُعقل أن يكون عملها السيطرة وتخريب المجتمعات التي تعيش فيها وكله لصالحها ولصالح إسرائيل؟ على رأس تلك الأنتلجنسيا يأتي اللوبي المالي المسيطر على الرأسمال المالي: وال ستريت، السيتي، والبنوك: البدوي لم يعد يركب على حمار ومعه إلهه على تابوت، بل يملك الرأسمال والإعلام والسينما والصحف والفضائيات وووو... برونو باور لم يكن "معاديا للسامية" ولا "غبيا جاهلا" عندما قال أن اليهودي لا يمكن أن يكون مواطنا دون تجاوز يهوديته، فتأمل...]
ذكرنا وجه الله في الإسلام، لكن علينا أن نتساءل وبموضوعية: هل الإسلام شذّ في ذلك عن غيره من الأديان؟ والجواب لا، فكلها رددت نفس القصة! وماذا عن الأيديولوجيات؟ بل ماذا عن الفكر؟ الفلسفات؟ ما الفرق؟ ألا تعاد نفس القصة وإن اختلفت التسميات؟
كل أيديولوجيا، فلسفة، منظومة، سياسة... أصلها فكرة، وتلك الفكرة لم تخرج من عقل صاحبها "لوجه الله"، بل خرجت وقيلت وكُتبت ورُوّج لها، لتسيطر على غيرها من الأفكار ولتحكم وجود البشر: هنا، نُسقط بسهولة وببساطة كل المبادئ الكبيرة التي يقولها صاحب الفكرة، الذي سينتظر أجر فكرته مهما زعم العكس، وأي أجر سيرضيه غير أن يحكم ويتزعّم ويُذكر على المنابر ويُخلَّد! هكذا فعل مؤسسو الأديان والأيديولوجيات والفلسفات: كله سياسة في سياسة، والسلطة تجلس دائما على عرش كل الغايات والأهداف! محمد يريد لك أن تربح في الدنيا والآخرة؟ يا راجل! يسوع يريد لك أن تعيش محبا مسالما ثم تربح الأبدية؟ يا راجل!! ماركس يريد أن يقضي على الطبقات ويحقق العدالة؟ يا راجل!!!
أغلب البشر يعملون بلونين، ولا يوجد شيء دون الأبيض والأسود، وهذا وهم عظيم أصّلته الأديان والأيديولوجيات، وأصل الوهم ادعاء حق واحد دون دليل عليه، ونفي كل شيء غيره: وحده العلم والحقيقي المثبت لا تنطبق عليه لغة الألوان هذه، فعندما أقول مثلا أن الملح يذوب في الماء، لست قائلا بلون، وأمنع وجود ألوان أخرى، لأن الدليل عندي والذي لا يستطيع أحد التشكيك فيه أو دحضه! وبرغم ذلك، ومن عظمة العلم الحقيقي، أنه يقول، هذه الحقيقة للجميع، وهي قائمة إلى أن يفندها أحد! وهذا لا يمكن أن يقوله وبثقة كل فكر وكل فلسفة وكل أيديولوجيا وكل دين، لأنهم جميعهم لا يملكون الحقيقة التي لا يمكن تفنيدها، ولذلك كلهم يعملون بالكذب والنفاق، وبأخس الأساليب وأوضعها: الترغيب والترهيب، وكلهم يُقصون غيرهم ممن لا يقبل ادعاءاتهم الكاذبة التي لا يسندها دليل. من أهم الأسئلة التي بها نستطيع اكتشاف كذب الأتباع، سؤال من يُمثّل تلك الفكرة؟ لا تنتظر أن تَجد! لأنهم كلهم سيجيبون ألا أحد يمثل "بحق" ذلك الدين أو تلك الأيديولوجيا!! أمريكا لا تمثل الرأسمالية، الإتحاد السوفياتي لم يمثل الاشتراكية، ولا أحد من كل الطوائف والفرق على مر التاريخ مثل حقيقة الإسلام والمسيحية واليهودية! يقولون أن الإرهاب لا دين له ليدافعوا عن الإسلام، وأقول أن الإرهاب فكره التوحيد، دينا كان أو ايديولوجيا، الفرق هو ما يعتقده الأتباع في المصدر: "سماوي" أو أرضي/ "إلهي" أو بشري... سؤال ومقارنة أتركها للماركسي الملحد، وأقصد الملحد حقيقة وليس "الرفيق الحاج": ما الفرق بين مكافحة الأزهر للإلحاد ونضالك/ كفاحك ضد الرأسمالية؟ وكفاح هتلر؟ تذكّر فقط أن الذي عندك ليس ملحا يذوب في الماء، بل مجرد أفكار لها ما لها وعليها ما عليها، أي الألوان أمامك كثيرة لكنك لا تر إلا لونين، وهذا يجعلك قنبلة موقوتة ومشروعَ إرهابي: من قال أن الإسلام وحده هو الإرهاب؟! ولماذا تُستثنى الأيديولوجيات اليوم من الإرهاب؟! الحقيقة أنها كلها إرهابية إجرامية ولا شيء يفرقها عن الأديان غير المصدر الذي يعتقد به الأتباع! إسلاموفوبيا ومعاداة سامية وكريستيانوفوبيا؟ أنا أضيف عليها الحق في الخوف والحذر بل و"كراهية" كل الأيديولوجيات: هل من حقي "كراهية" الأديان؟ الجواب بالتأكيد، ويتبعه الحذر من أتباع هذه الأديان: لا "أكره" المسلم والمسيحي واليهودي، لكني لا أعرف مدى قرابته وتطبيقه لنصوصه، كلما اقترب كلما كان خطره أكبر، وكلما كان من حقي أن أحذره. لم لا يُطبَّق الذي قيل على الماركسي والليبرالي والقومجي؟ أليسوا كلهم قنابل موقوتة ولا أحد يعرف متى تنفجر؟ مادام لا ير أي فكر غير فكره، ويعتقد دون أي شك أن فكره هو الوحيد الصالح والذي يجب أن يحكم البشر، فهو مشروعُ إرهابي لا محالة، محمد أو ستالين أو هتلر أو تشرتشل أو أو ما الفرق؟! غريب أن يقال هذا عن الماركسيين وفي "موقع ماركسي"؟ وأقول أن الموقع لا يمثل الماركسية الحقيقية!! لأنه لو كان كذلك، لمنع كل حرف يقال فيها، ولأنه أرقى من الماركسية التي يقول بتمثيلها ومن كل رموزها، فهو علماني وديمقراطي، ولذلك يسمح بأن أقول ما قلت: لاحظ! نفس الكلام نقوله عن المسلمين، فهم أرقى بكثير من إسلامهم ومحمدهم وأَلَّاهِهم! لا حرمة للفكر، بل للبشر! والبشر إذا كانوا مشاريع إرهابيين فمن حقنا الحذر منهم، وأعيد مرة أخرى هنا أن كل المصطلحات التي أستعملها كـ "أكره" و "أمقت" وغيرها هي لضرورة اللغة ولتوصيل الفكرة والتشديد عليها فقط: التوحيد مرض يجب القضاء عليه نقطة، كل فكر توحيدي هو مرض يجب القضاء عليه، أنا لا "أكره" ذلك الفكر الإرهابي دينا كان أو ايديولوجيا بل القصة طبيب ومرض: الطبيب لا "يكره" المرض بل عمله القضاء عليه.
#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)
Amine_Ben_Said#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟