أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - مقتل ياسر أبو شباب وبقاء الظاهرة














المزيد.....

مقتل ياسر أبو شباب وبقاء الظاهرة


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 12:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن ياسر أبو شباب أول الراقصين في عرس الخراب، ولن يكون آخرهم. شاب من قطاع غزة، ينتمي الى عشائر "الترابين" الممتدة من رمال النقب إلى سيناء عبر القطاع، وجد نفسه مقتولاً في نزاع داخلي كما تقول الأخبار المتضاربة القادمة من غزة، أخبار بلا سند واضح، في أرض تتعرض لقصف أسرع من توثيقه.
لكن ما يهمنا ليس خبر موته، بل قصة حياته التي تكشف الوجه المحلي الأكثر انحطاطاً للفوضى: ذلك الصنف من الرجال الذين ينتظرون انشغال البنادق ليطلوا من الشقوق، متوشحين عباءة "فرض النظام"، بينما يلهثون وراء مصالحهم الصغيرة ككلاب حراسة مرتزقة.
أبو شباب، وفق شهادات مراقبين إسرائيليين، لم يكن مجرد شاب يحمل كلاشنيكوف، بل يتلقى دعماً مباشراً من إسرائيل: تسليح، مباركة، وتسهيل حركة داخل ما يعرف بالخط الأصفر، في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل داخل القطاع. وكل ذلك تحت عنوان مضحك: "استعادة النظام". وكأن النظام يُبنى على فوهة سلاح مستورد.
والأدهى أنّ رام الله كانت تعلم وتبارك. هذا الانزلاق السياسي ليس جديداً، لكنه بلغ هنا مستوى التحالف الميداني مع أدوات الاحتلال ضد خصم فلسطيني آخر، في ذروة الشقاق الوطني الممزق. مشهد يعكس انحداراً أخلاقياً لا يقل خطراً عن الحرب ذاتها.
أما ياسر أبو شباب نفسه، فكل ما خرج إلى السطح بعد مقتله يعيد رسم صورته الحقيقية: تاجر مخدرات، بلطجي، زعيم عصابة يفرض على الضعفاء ما يشاء، ويخوض صدامات متكررة مع حماس، لا لأنه "مصلح اجتماعي"، بل لأنه لم يجد لنفسه مكاناً واسعاً يكفي غروره في خارطة القوة داخل القطاع. رجل كان يعيش في هامش الفوضى ويقتات عليها، حتى وجد في الحرب فرصة عمره ليعيد تشكيل نفسه كقائد ميليشيا محلية على مقاس الاحتلال.
اليوم تخلص الغزيون من ياسر أبو شباب. انتهت القصة على ورق، لكن الحقيقة أن الظاهرة لا تنتهي. فالحرب لا تقتل هذا النموذج؛ هي تصنعه. تصنع وريثاً جديداً أشطر في التملق، وأبرع في تلقي التعليمات، وأكثر وقاحة في الارتماء في حضن المحتل طمعاً في دور "الحاكم المؤقت" لمرحلة ما بعد الخراب.
رحل أبو شباب، لكن الأزعر الوطني باقٍ. سيخرج غداً من يظن أن طريق زعامة غزة يبدأ من مكتب ضابط إسرائيلي، وأن شرعية القوة تُمنح بحجم الولاء للغريب لا بحجم الاحترام بين أبناء البلد. وما دام الاحتلال يوزع الأدوار، والسلطة تنتظر فرصة لتصفية الحسابات، والفوضى تفتح باب رزق لمن يتقن الانحناء، فإننا مقبلون على أجيال من النسخ المحسّنة من ياسر أبو شباب… حتى إشعار لا يأتي.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاشية التلال..!
- صوت ممداني يطرق جدران الدولة العميقة
- الحكومة الإسرائيلية على حافة السقوط
- هكذا يتبخر التضامن العالمي مع غزة
- نتيجة الحرب تقاس بحجم الخسارة
- حين تتحول جائزة نوبل إلى تهمة
- حتى التنهيدة باتت جريمة أمنية
- قراءة بعيون فلسطينية لخطة ترامب لوقف الحرب
- كولومبيا تصرخ... والعرب يبتلعون ألسنتهم
- عقوبات المستوطنين: تبرئة الدولة وتجاهل جوهر المشكلة
- مثقفون بسقف واطئ
- أهو دعاء أم عتاب لطيف؟
- العالم العربي: طفل تصفعه اسرائيل متى غضبت
- الحضارة بين الإنتاج والحضانة
- أمة بلا سؤال.. أمة بلا مستقبل
- كيف يصوت الناخب العربي في إسرائيل ولماذا؟
- راحة الإعتراف أمام الغرباء..
- نسير إلى الأمام وعيوننا نحو الخلف
- أخلاق بلا وحي
- غزة: مقبرة الصحافة وصمت العالم


المزيد.....




- شاهد كيف تحول إنقاذ حصان مصاب إلى ناد للفروسية في أبوظبي
- مصر تكشف عن أول مسيّرة انتحارية محلية الصنع، وجدل حول تشابهه ...
- كل قواعد السفر الجديدة في أوروبا لعام 2025: تفتيش الحدود-رسو ...
- رغم الانتقادات الحقوقية والدولية.. الجيش الأمريكي يستمر في ا ...
- أطعمة تملأ الرفوف وتفرغ الأجساد..منتجات فائقة المعالجة تهدد ...
- أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية... الهند تفرش السجاد الأحمر للرئي ...
- في لفتة نادرة... شي جينبينغ يرافق إيمانويل ماكرون إلى تشنغدو ...
- الاتحاد الأفريقي أمام اختبار الفراغ الأمني بعد الانسحابات ال ...
- خسائر بـ20 مليار دولار تُظهر تزايد مخاطر تغير المناخ في آسيا ...
- هل تسدّ المبادرة البرازيلية الفجوة في حماية غابات العالم؟


المزيد.....

- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - مقتل ياسر أبو شباب وبقاء الظاهرة