أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - عن البشر بين القطيع و الفرد














المزيد.....

عن البشر بين القطيع و الفرد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 15:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الحديث عن الإنسانية بطريقة رومانسية هو شيء بلا معنى فالبشر مجرد جنس من الحيوانات منحته الطبيعة أسلحة أكثر فتكا لاصطياد سائر الحيوانات و حتى أبناء جنسه ، أن تكون إنسانا هذه منحة من الطبيعة و لا فضل لنا في ذلك ، أكثر من ذلك أن تكون إنسانا يعني أن تعيش في جماعة و أهم شرط لوجود هذه الجماعة هو سحق فردانية أفرادها و السيطرة على حياتهم و مصائرهم و حتى أفكارهم و وعيهم .... ليس الله وحده من لا يقبل بأقل من العبودية المطلقة أو الاستسلام الكامل من البشر ، كل شيء : الوطن الأمة الطائفة الخ كلها تضع مصلحتها فوق مصلحة أفرادها بل و تطالبهم بأقصى التضحيات في سبيلها ... الفرد أو الإنسان الذي يبحث عن مصلحته الشخصية و يفضلها على مصلحة الجماعة يعتبر خائنا أو متمردا أو خارجا عن الجماعة ، هكذا يمكن القول أن الإنسان إلى جانب صفاته الفيزيائية و الجسدية المعروفة التي تميزه عن غيره يمكن القول بأنه الكائن الأكثر عرضة للقمع في الكون المعروف ، صحيح أن وجوده في جماعة سهل عليه المضي قدماً في طريق "التطور" و منحه و يمنحه وعدا بحياة أفضل لكن هذا حدث عفوا بل إنه ليس الغرض من وجود تلك الجماعة بل إن وجود البشر في جماعات تحاول البقاء في حالة ثبات و جمود في مواجهة غيرها و مواجهة العالم كانت و ما تزال أهم عوائق هذا التطور ، في الحقيقة كل خطوة على طريق التطور كانت تتم على الضد من منطق و فكر الجماعة السائد و في وجه مقاومة هائلة جداً منها ، خذ مثلاً مسألة في منتهى البداهة كدوران الأرض حول الشمس ، ليس فقط أن البشر غالبيتهم العظمى قبلت بدون نقاش الفكرة الخاطئة عن مركزية الأرض لأغراض أنانية بل عملت على منع أي نقاش الفكرة و قمعت كل من قال بغير فكرتها السائدة وصولاً حتى قتل و إحراق كل من خالفها و كان انتصار فكرة بسيطة كهذه نتيجة تضحيات هائلة من أفراد خارجين على الجماعة و مقدساتها و كانت في نفس الوقت فاتحة لدفعة هائلة من التطور و التقدم المهددين في كل لحظة بهستيريا جماعية تعيد البشر إلى عصور الظلام مرة أخرى ..، بل إذا صدقنا ما يقوله البشر عن بعضهم البعض و عن أفكارهم و رغباتهم و مطامحهم لاعتقدنا أن نهاية البشرية قادمة لا محالة بل و وشيكة أيضاً ، يملك البشر أو لنكون أكثر دقة البشر المنضوون في جماعات صلبة ما يكفي من الكراهية و الجشع لينجزوا مثل هذا الانتحار الجماعي دون الحاجة لانتظار كارثة طبيعية تطيح بهم كغيرهم من الأجناس و الحيوانات بما فيها أعظمها على الإطلاق ... لكن أهم ميزات البشر إلى جانب ذكائهم المحكوم حتى اليوم بحالته القطيعية و الذي يمنعهم من استخدامه على النحو الأمثل ، هو مرونتهم فهم رغم صدقهم في كره الآخر و الرغبة في السيطرة عليه و نهبه و قتله كلما كان ذلك ممكناً دون عقاب ، قادرون على إخفاء مشاعرهم و غرائزهم المفترسة و تعديلها عند الضرورة لمشاعر حب و ود يطلقون عليها نزعة إنسانية ، لكنهم في الحقيقة ضباع تنتظر من خصمها أو فريستها أن تصاب بالوهن لتنقض عليها ، حتى مشاعر كالحب هي تعبير "راقي" عن غريزة جنسية بدائية ، لذلك لم يجد الفلاسفة والمفكرين في بحثهم عن جانب "إنساني" عند "إخوتهم من البشر" سوى الموسيقى مثلاً أو إبداعات فردية أخرى تقوم على علاقة خارج قطيعية فوق طبيعية بين البشر و الطبيعة أي خارج اشتراطات الغرائز البدائية كالطعام و الجنس ... هذه ليست دعوة لتقديس الموسيقى رغم قدرتها على إمتاع معظمنا و لا دعوة طوباوية لأنسنة الإنسان أو للي عنق الحياة أو حلم لتحويل القطيع إلى حالة أكثر عقلانية تعني في الواقع نهايته ، على العكس هي دعوة لقراءة واقعية لحال البشر و هم يدخلون مرحلة جديدة تماماً من تاريخهم و "تطورهم" ، حيث نجد ابن تيمية إلى جانب آينشتاين و نجد حبالا بل سلاسلا تقيد البشر و تدفعهم أجيالاً إلى الوراء و تحاول كما كان الحال دائماً منعهم من مساءلة مقدسات القطيع و تحولهم إلى أفراد ناضجين يملكون ناصية أنفسهم و عالمهم و يعيشون حياتهم بعيون مفتوحة بلا غشاوة و لا أوهام تافهة تمنحهم بعض السلام داخل القطيع بينما تزين عالمهم ليبدو مكرسا لهم وحدهم دون العالمين و في نفس الوقت تهددهم كجنس بفناء نهائي



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الآلهة و الأصنام التي تفتك بالأحلام و البشر
- نظام الجولاني
- الخطاب العنصري كخط دفاع أخير ضد الهمج
- خيام ادلب و الاقتصاد السياسي للمظلومية و بيزنس الثورة
- صورة الآخر و العدو عند المثقف العربي
- النبي
- هذا هو الإسلام
- ضرورة تحصين السويداء
- في حاجة سوريا اليوم إلى حافظ أسد جديد و مروان حديد آخر
- حفلة استمناء جماعي لشبيحة الجولاني
- المجتمع السوري نحو طهرانية عنيفة تكرس الفاشية الحاكمة
- إبطاء النمو Degrowth
- ماذا لو أن محمدًا ولد في عصرنا
- تحية إلى السويداء مرةً أخرى
- تعال اتفرج , سياسة ببلاش
- يحدث في سوريا
- عن الفاشية السنية
- مجزرة الكيماوي , إحدى أسس المظلومية السنية في سوريا
- تحية إلى السويداء
- المثقف السوري من الثورة على الأسد إلى التطبيل للجولاني ، دكت ...


المزيد.....




- الرئاسة اللبنانية: إسرائيل وافقت على ضمّ عضو غير عسكري إلى ا ...
- حماية مقابل 3.3 مليار: ألمانيا تفعّل منظومة آرو 3 الدفاعية ا ...
- خبراء ووزراء سابقون في نواكشوط: نحو إيقاظ الوعي المغاربي!
- مصر.. بركة مياه في المتحف الكبير تثير الجدل
- بعد أكثر من عقد على اختفائها... ماليزيا تعتزم استئناف البحث ...
- سرايا القدس تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي بشمال غزة
- محكمة أميركية تصدر حكمها الأول على طبيب باع الكيتامين لماثيو ...
- -كأنها الليلة الأولى للحرب-.. قصف مكثف ونزوح جديد من شرق غزة ...
- موسكو وواشنطن تواصلان اتصالاتهما بشأن خطة ترامب للتسوية في أ ...
- بينيت: قانون تجنيد الحريديم احتيال والنبي موسى أمر طلاب التو ...


المزيد.....

- كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم / تاج السر عثمان
- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - عن البشر بين القطيع و الفرد