أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق حسن الناصري - شط أبو لحية… نهرٌ كان يروي الناس واليوم يروي حكاية وجع














المزيد.....

شط أبو لحية… نهرٌ كان يروي الناس واليوم يروي حكاية وجع


صادق حسن الناصري
(Sadeq Alnasseri)


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 16:11
المحور: المجتمع المدني
    


لم يكن نهر الإصلاح المعروف بشط أبو لحية مجرد مجرى ماء يمر وسط الأراضي الزراعية بل كان طوال عقود شريان الحياة الذي عليه قامت بيوت الناس وزراعتهم ورعيهم وكل تفاصيل معيشتهم. اليوم ومع جفافه الكامل تقريباً يقف القضاء أمام واقع قاسٍ لا تبدو له حلول قريبة.

كان النهر يغذي الحقول ويمنح الأرض خصوبتها ويخفف حرارة الصيف اللاهبة ويوفر مورداً أساسياً للشرب والسقي وتربية المواشي ومع اختفائه تغير كل شيء حيث انخفض منسوب المياه إلى الصفر تقريباً وتحول مسار النهر إلى أخاديد جافة تتراكم فيها الأملاح والتربة المتشققة واختفت الأسماك وهلكت مساحات واسعة من المزروعات كما أصبحت تربية المواشي عبئاً يومياً على الأهالي.

إن جفاف شط أبو لحية لم يجفف النهر فقط وإنما جفف معه موارد الرزق وطرق العيش وان سكان قضاء الإصلاح كانوا يعتمدون بشكل مباشر على هذا الشط واليوم يعيشون حالة من القلق اليومي وأزمة مياه شرب في كثير من المناطق باتت تعتمد على نقل المياه بالصهاريج بتكاليف تثقل العائلات وهناك تراجع الزراعة والبطالة واصبحت الهجرة تدريجية حيث ان بعض الأسر بدأت تغادر بحثاً عن حياة أكثر استقراراً إن هذا القضاء اليوم يواجه اختباراً وجودياً كيف يعيش بلا النهر الذي عاش عليه؟

الحديث عن الحلول أصبح مؤلماً لأهل المنطقة لأن الواقع يكشف أن الأسباب أكبر من إمكانياتهم وتشمل عوامل مثل سوء إدارة الموارد المائية وتوزيع الحصص بين المحافظات وتغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وتراجع الإطلاقات النهرية القادمة من الأنهار الكبرى .

ولذلك يشعر الناس أن لا حلول حقيقية مطروحة ولا مشاريع أعادت الحياة للنهر ولا خطط تضمن بقاءهم في أرضهم واصبحت المدينة تعيش على الذاكرة واليوم يقف كبار السن على ضفاف النهر الجاف ويتذكرون سنوات كان الماء يصل إلى أطراف البيوت وتصدح أصوات مضخات السقي وتزدحم الأسواق بمحاصيل الأرض تلك الذاكرة أصبحت عزاءً مؤلماً لجيل جديد يواجه واقعه بلا ماء ولا عمل.

إن جفاف نهر الإصلاح (شط أبو لحية) ليس مجرد حدث طبيعي عابر بل هو أزمة وجودية تمس حياة آلاف الناس من دون حلول واقعية ومسؤولة وسيظل القضاء منطقة تنكمش فيها الحياة يوماً بعد يوم ويبقى السؤال مفتوحاً كيف يمكن لسكان هذا المكان أن يستمروا إذا كان شريانهم الوحيد قد انقطع ولم يمتد بديل عنه .



#صادق_حسن_الناصري (هاشتاغ)       Sadeq_Alnasseri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يصبح الفقير الحلقة الأضعف في معادلة العجز المالي
- المقاطعون والمشاركون في الانتخابات العراقية
- اتفاق العراق وتركيا ..نفط مقابل ماء أم شراكة تنموية؟
- كثرة صور المرشحين.. ديمقراطية مشوهة أم استعراض انتخابي؟
- هل الدعاية الانتخابية طريق إلى الفوز أم مجرد تبذير؟
- مع انطلاق الحملات الانتخابية العراقيون بين الأمل والشك .
- مهند… قضية وطن
- غياب التيار الصدري عن البرلمان فراغ سياسي يعمّق أزمة الثقة .
- حين يُشترى الصوت يموت الاختيار .
- بين بيروت وبغداد أمريكا تدير الأزمات ولا تحلّها .
- الأهوار تقترب من فصل النهاية
- اليوم… أين سوريا من الدولة وهل أضاعوا الفرصة؟
- التشويه الإعلامي للحشد .. أداة جديدة في الحرب الناعمة
- مشروع قانون حرية التعبير ... رصاصة في قلب الديمقراطية العراق ...
- حرائق الكوت مأساة تتكرر وسؤال لا يُجاب …
- خور عبد الله عنوان جديد للخيانة السياسية!
- الصدر يُقاطع الانتخابات ، بيان جديد يضع شروط الإصلاح الحقيقي ...
- وعي الناخب مفتاح التغيير
- بين المقاطعة والمشاركة… من يرسم ملامح الأغلبية القادمة؟
- عِبرة من التاريخ … أين هم الآن؟


المزيد.....




- فيديو.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال لمصور قناة الغد خلال تغطيت ...
- بلغاريا: آلاف يتظاهرون في صوفيا واشتباكات بين محتجين والشرطة ...
- مدير شؤون الأونروا بالضفة: الجيش الإسرائيلي يواصل التدمير وا ...
- هيئة الأسرى توثق تصاعد الانتهاكات في سجون الاحتلال خلال نوفم ...
- الاحتلال يواصل استهداف العيزرية بالقدس ورئيس البلدية يحذّر م ...
- شاهد.. فعالية لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين من قبور الموت في غزة ...
- تجديد إدراج المحامي محمد الباقر على قوائم الإرهاب استمرار لل ...
- الاحتلال يواصل استهداف العيزرية بالقدس ورئيس البلدية يحذّر م ...
- هيئة الأسرى ونادي الأسير: تصاعد خطير في جرائم الاحتلال بحقّ ...
- حماس تطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف قتل المعتقلين الفلسطين ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صادق حسن الناصري - شط أبو لحية… نهرٌ كان يروي الناس واليوم يروي حكاية وجع