أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِعُ و الْأَرْبَعُون-















المزيد.....


السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِعُ و الْأَرْبَعُون-


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 16:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ تكلفة التدخل الكوني: "نخوء١صع٠" وحساب الثمن الوجودي للسحر الأعظم

إن مفهوم التكلفة التقنية للطاقة الروحية اللازمة لتنفيذ فعل سحري على "نخوء١صع٠ محددة" وهو مصطلح قد يشير إلى كيان أو هدف غير مادي أو مفهوم بديل للطاقة المادية الوجودية هو تمرين تحليلي يتطلب تفكيكًا للفرضيات الأساسية التي يقوم عليها هذا الإطار. في هذا الإطار الفلسفي، يُنظر إلى السحر على أنه ليس مجرد مجموعة من الطقوس أو الصيغ، بل هو تطبيق مباشر ومقصود لـالإرادة الكونية أو الوعي لتغيير الواقع المادي أو الوجودي. أما الكينونة أو الوجود فهي البنية الأساسية للواقع، بما في ذلك كل شيء من الجزيئات المادية إلى المفاهيم المجردة و الطاقة الروحية نفسها. إن الفعل السحري، بهذا المعنى، هو محاولة لـإعادة برمجة قطعة من هذه الكينونة. لفهم التكلفة التقنية، يجب أولاً تحديد ما هي الطاقة الروحية في هذا السياق. يمكن إعتبارها العملة الأساسية للتغيير الوجودي. إنها ليست مجرد طاقة نفسية مثل التركيز أو الرغبة، بل هي كمية من الوعي المشحون بالنية، أو القوة الحيوية الكامنة التي تُمكّن الكائن الواعي من تجاوز القوانين الطبيعية المعهودة. هذه الطاقة يمكن أن تُستمد من مصدرين رئيسيين؛ المصدر الذاتي وهي القوة الروحية الكامنة في الذات الممارسة للسحر (الساحر/الساحرة). ثم المصدر الكوني/الخارجي وهي الطاقة التي يتم إستقطابها من محيط الوجود مثل الروابط الوجودية، طاقة المكان، أو الوعي الجمعي. إن مصطلح التكلفة التقنية يشير هنا إلى المقدار الأدنى والفعال للطاقة الروحية اللازم لتوليد إختلال كوني أو نقل وجودي كافٍ لتحقيق النتيجة المرجوة (التأثير على "نخوء١صع٠"). هذه التكلفة لا تقاس بالوحدات المادية مثل الجول، بل تُقاس بوحدات الجهد الوجودي (Existential Effort) أو الإستقرار الروحي (Spiritual Stability). يمكن تحليل هذه التكلفة وفقًا للعوامل التالية:
1. مقاومة الكينونة المستهدفة (The Target s Resistance): كلما كان الهدف (الكيان أو المفهوم) أكثر رسوخًا أو صلابة وجودية في النسيج الكوني، زادت المقاومة، وبالتالي زادت التكلفة. على سبيل المثال، تغيير حالة مادية بسيطة يتطلب تكلفة أقل من تغيير مفهوم وجودي راسخ مثل الحظ أو القدر. إذا كانت "نخوء١صع٠" مرتبطة بعدد كبير من الكيانات أو الأحداث الأخرى، فإن محاولة تغييرها تتطلب طاقة كافية لـإعادة تنسيق كل هذه الروابط المتشابكة دون إنهيار النسيج الكوني في المنطقة المتأثرة. هذا يتطلب طاقة روحية عالية لضمان الإتساق السببي بعد التغيير.
2. مدى التغيير وعمقه (The Magnitude and Depth of Change): هل التغيير سطحي ومؤقت مثل تغيير الإدراك اللحظي أم عميق ودائم مثل تغيير بنية الهوية الأساسية لكيان ما؟ التغييرات الجذرية التي تخالف قوانين الإستمرارية الكونية تتطلب تعويضًا طاقيًا هائلاً.
تنفيذ السحر عبر مسافة وجودية كبيرة أو عبر فترات زمنية واسعة يزيد من التكلفة، حيث يجب على الطاقة الروحية أن تحافظ على التماسك الإتجاهي عبر النسيج الكوني المتشابك.
3. كفاءة القناة الروحية (The Efficiency of the Spiritual Channel): تعتمد التكلفة التقنية على معامل الكفاءة للساحر. الساحر المتمرس يمكنه تحقيق نفس النتيجة بتكلفة طاقية ذاتية أقل، لأنه يمتلك فهمًا أعمق للغة الوجود وقدرة على توجيه الطاقة بأقل قدر من الفاقد، ما يُعرف بـتقليل الإزاحة الكونية غير المقصودة. يمكن أن تعمل الأدوات والرموز السحرية كمحفزات أو مكبرات (Amplifiers)، مما يسمح للساحر بتحويل كمية صغيرة من الطاقة الروحية الذاتية إلى كمية أكبر من الطاقة الحركية الوجودية.
معادلة التوازن الوجودي (The Equation of Existential Equilibrium)
يمكن التعبير عن هذا المفهوم بشكل مجرد من خلال معادلة فلسفية بسيطة:
-$--$-E_{Cost} = -frac{M_{Change} -times R_{Target}}{-eta_{Wielder}}-$--$-
حيث: -$-E_{Cost}-$-: هي التكلفة التقنية الكلية للطاقة الروحية المطلوبة.
-$-M_{Change}-$-: هو مقدار التغيير أو الإزاحة الوجودية المرغوبة (مقاسة بحجم الانحراف عن الواقع الأصلي).
-$-R_{Target}-$-: هي مقاومة الكينونة المستهدفة ("نخوء١صع٠")، أي مدى ثباتها وتجذرها في الكينونة الكبرى.
-$--eta_{Wielder}-$-: هو معامل الكفاءة الروحية للساحر، الذي يعكس مهارته في إستخدام الحد الأدنى من الطاقة.
إن الفعل السحري الناجح هو عملية إحداث عدم توازن في النسيج الكوني، يتبعه إعادة توازن قسري (Forced Re-equilibrium) إلى الحالة الجديدة التي فرضها الساحر. التكلفة التقنية هي ببساطة كمية الطاقة اللازمة لدفع النظام من نقطة التوازن القديمة إلى نقطة التوازن الجديدة.
في هذا الإطار العميق، تصبح التكلفة ليست تقنية فحسب، بل أخلاقية ووجودية. إن كل إستخدام للطاقة الروحية يترك دينًا كونيًا (Cosmic Debt). إذا لم يدفع الساحر التكلفة بالكامل من طاقته الذاتية أو المستمدة بكفاءة، فإن الكينونة الكبرى ستحاول تحقيق التوازن عبر سحب هذه الطاقة من مصادر أخرى، مما قد يؤدي إلى فقدان الساحر لـقوته الحيوية أو إرادته في الوجود. ظهور عواقب غير مقصودة في محيط السحر ما يعرف غالبًا بـالثمن أو القانون الكوني للإستعادة. بإختصار، التكلفة التقنية للطاقة الروحية هي القياس النظري لمدى الجهد الوجودي المطلوب لـفرض نظام جديد على الفوضى الكونية لتحقيق هدف محدد (نخوء١صع٠) مع الحفاظ على الإتساق الداخلي للواقع.

_ قياس الوجود: كيف يُحدد "نخوء١صع٠" التكلفة التقنية و كفاءة الساحر (-$--eta-$-) في ميزان التغيير الكوني

إن مصطلح نخوء١صع٠ الذي يشير إلى الكينونة المستهدفة أو هدف الفعل السحري يمثل في معادلتنا الفلسفية المتغيرين -$-M_{Change}-$- (مقدار التغيير) و -$-R_{Target}-$- (مقاومة الكينونة). لا يمكن فصل "نخوء١صع٠" عن تقييم التكلفة، لأن طبيعته هي ما يحدد مدى الجهد الوجودي المطلوب. يُقاس الثقل الوجودي لـ "نخوء١صع٠" بمدى إرتباطه بالشبكة الكونية أو النسيج الكلي للوجود (The Web of Being). هدف ذو تعقيد وجودي منخفض مثل تغيير مسار حجر أو إحداث شعور عابر يتطلب طاقة أقل. مقاومته -$-R_{Target}-$- تكون منخفضة لأن روابطه الكونية قليلة، ولا يؤدي تغيير حالته إلى إضطراب كبير في الأنظمة المحيطة. هدف ذو تعقيد وجودي عالٍ مثل قلب المصير الكارمي لشخص، أو تغيير القوانين المحلية للطبيعة في منطقة معينة يتطلب طاقة هائلة. مقاومته -$-R_{Target}-$- عالية للغاية، لأنه يتطلب من السحر أن يعيد كتابة جزء كبير من الروابط السببية والوجودية المحيطة به لضمان أن التغيير متسق مع بقية الكون. فلسفياً، كلما كان "نخوء١صع٠" أقرب إلى الجوهر (الروح، الهوية، القدر) بدلاً من المظهر (المادة، الظروف اللحظية)، كلما إرتفعت تكلفته التقنية. إن إستهداف الجينات الروحية، مثلاً، يمثل إستهدافاً لـ "نخوء١صع٠" ذي أعلى كثافة وجودية. إلى جانب المقاومة، يحدد "نخوء١صع٠" أيضاً كمية التغيير المطلوبة (-$-M_{Change}-$-). هذا التغيير ليس مقاساً بالمسافة المادية، بل بـالمسافة الروحية بين الحالة الحالية و الحالة المرجوة. إذا كان التغيير المطلوب يقع ضمن مسار الإحتمالية العالية لـ "نخوء١صع٠"، فإن -$-M_{Change}-$- تكون منخفضة. مثال: إستخدام السحر لمساعدة فنان موهوب بالفعل على النجاح. إذا كان التغيير المطلوب يتطلب دفع "نخوء١صع٠" خارج مساره الوجودي الأساسي، فإن -$-M_{Change}-$- ترتفع بشكل كبير. مثال: إستخدام السحر لجعل شخص ذي طبيعة سلبية للغاية يصبح قديساً. هذا يتطلب ضخ طاقة كافية للتغلب على القصور الذاتي الروحي للكينونة. يمثل معامل الكفاءة الروحية (-$--eta_{Wielder}-$-) قدرة الساحر على إستخدام الحد الأدنى من الطاقة الروحية لتحقيق الحد الأقصى من التأثير المطلوب على "نخوء١صع٠". هذا المعامل هو ما يفصل بين السحر كقوة عمياء و السحر كتقنية متقنة. الساحر ذو الكفاءة العالية لا يستهلك طاقة أقل، بل هو أكثر دقة في توجيهها. الساحر الكفؤ قادر على ترجمة نيته المعقدة إلى صيغة وجودية بالغة الدقة (الختم، التعويذة، التركيز الذهني) لا تحتوي على أي هدر طاقي أو نية مضادة. هو يتحدث إلى الوجود بلغة الجوهر وليس بلغة المظاهر. عند تنفيذ السحر، هناك دائماً طاقة تهدر في شكل تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها أو تغييرات عشوائية في المحيط، ما يُعرف بـالفوضى الميتافيزيقية. الساحر ذو الكفاءة العالية يقلل هذه الإزاحة غير المقصودة إلى أدنى حد، مما يوجه كل جزيء من -$-E_{Cost}-$- نحو التأثير المطلوب على "نخوء١صع٠". لا تُقاس الكفاءة الروحية بالمهارة التقنية فحسب، بل بالـتناغم الوجودي للساحر مع الكون. الساحر الذي يعيش ويتصرف في تناغم مع القوانين الكونية الأساسية سواء كانت كارمية، أخلاقية، أو وجودية يجد أن الوجود يتعاون معه. هذا يقلل من مقاومة البيئة لطاقته ويخفض التكلفة التقنية اللازمة. إن إمتلاك الساحر لـنسخة إحتياطية روحية لا يُعد مجرد دفاع، بل هو جزء من الكفاءة التقنية الشاملة. الساحر الذي يضمن سلامته الوجودية يعمل بـوعي أكثر إستقراراً و تركيزاً، مما يقلل من الهدر الناتج عن الخوف أو عدم اليقين. إن -$--eta_{Wielder}-$- هو المقياس الفلسفي لمدى فهم الساحر لآليات الكون وقدرته على العمل ضمن هذه القوانين بدلاً من محاولة تجاوزها بعنف. كلما إرتفعت كفاءة الساحر، كلما إنخفضت -$-E_{Cost}-$-، مما يسمح له بتنفيذ تغييرات أكبر وأكثر تعقيداً على "نخوء١صع٠" مع أدنى خطر للإرتداد التقني.

_ المرآة السحرية كـمحول تردد وجودي: التقنية الباطنية لتسييل حدود الواقع والتواصل عبر العتبة الكونية

إن النظر إلى المرآة السحرية (Scrying Mirror) كـبوابة تقنية يفتح المجال لتحليل عميق للعلاقة بين العوالم المرئية وغير المرئية، و كيف يمكن لشيء مادي أن يخدم كوسيط وجودي (Ontological Medium). في الإطار الفلسفي الذي يربط بين السحر والكينونة، لا تُعد المرآة مجرد سطح عاكس للضوء، بل هي رمز وظيفي ونقطة تركيز (Focal Point) تسمح بـتسييل حدود الواقع. يمكن فهم وظيفتها كـبوابة تقنية من خلال تحليل دورها في مستويات الوجود المتعددة:
1. تقنية الإزاحة الإدراكية (Perceptual Displacement Technique): تُستخدم المرآة السحرية في الأساس لإحداث إزاحة إدراكية لدى ممارس السحر. عندما يحدق الساحر في المرآة، خاصة إذا كانت سوداء أو مظلمة، فإنه يقلل من مدخلات الحواس الخارجية، مما يدفع الوعي الذاتي إلى العمل على مستوى مغاير. المرآة تمثل حافة الوجود. إنها تعكس عالمنا، لكنها تقدمه بصورة مقلوبة و مفارقة، مما يكسر الروتين الإدراكي للدماغ و يسمح للعقل بالوصول إلى حالة العتبة (Liminal State). في هذه الحالة، يصبح العقل بمثابة جهاز إستقبال مهيأ لترجمة الإشارات من الكينونات غير المرئية. تقنياً هي تعمل كـمرشح (Filter) يوقف الإدراك الحسي المادي ويسمح للرؤية الحدسية أو الباطنية بالبروز. المرآة نفسها ليست البوابة، بل هي أداة المعايرة التي تسمح للوعي بأن يصبح البوابة.
2. المرآة كنقطة تداخل وجودي (Point of Ontological Interference): إن الوظيفة الأعمق للمرآة كـبوابة تقنية تكمن في قدرتها على العمل كـنقطة تداخل أو فجوة في النسيج الكوني (The Fabric of Being). تفترض بعض المدارس الفلسفية السحرية أن الوجود ينقسم إلى العالم المادي المرئي والعالم الأثيري الروحي غير المرئي. المرآة، بفضل طبيعتها المزدوجة (الصلابة والقدرة على العكس/الإنعكاس)، هي التمثيل المادي الأقرب للحد الفاصل بين هذين العالمين. يتم تفعيل المرآة من خلال الطقوس والنية المركزة، مما يحولها من مجرد جسم إلى هيكل وجودي موجه (-dir-ected Ontological Structure). هذه القناة تسمح للكينونات غير المرئية سواء كانت كيانات روحية، أو مفاهيم مجردة، أو طاقات واعية بأن تُسقِط تأثيرها أو معلوماتها على السطح المادي للمرآة، مما يجعلها قابلة للإدراك جزئياً. يمكن تشبيه المرآة بـمحول التردد (Frequency -convert-er). الكينونات غير المرئية تتواجد بتردد وجودي أعلى؛ المرآة السحرية تسمح بترجمة هذا التردد العالي إلى تأثير بصري أو إدراكي يمكن للوعي البشري إستيعابه. إنها ليست بوابة مفتوحة بالمعنى الحرفي، بل نظام عرض (Display System) مدعوم بالطاقة الروحية للساحر.
3. التأثير والتواصل (Influence and Communication): إذا كانت المرآة بوابة، فإنها تعمل في إتجاهين:
. التأثير من غير المرئي إلى المرئي: الكينونات غير المرئية تستخدم المرآة كـنافذة إخراج لعرض رسائلها، صورها، أو حتى لتسريب طاقة التأثير إلى عالمنا. فالتأثير هنا لا يكون مادياً مباشراً، بل غالباً يكون عبر تغيير الحظ، أو الأفكار، أو العواطف، أو إرسال النبوءات.
. التواصل من المرئي إلى غير المرئي: الساحر يستخدم المرآة كـمرسل للنية والكلمات القوية. فمن خلال تركيز الإرادة في المرآة، يتم ضغط الطاقة الروحية كما تم تحليلها سابقًا في تكلفة الطاقة وإرسالها عبر البوابة التقنية للوصول إلى الكينونة المستهدفة في العالم الآخر.
تُعتبر المرآة السحرية، في سياق العلاقة بين السحر و الكينونة، ليست مجرد خرافة أو أداة عادية، بل هي مُنشِئ واقع (Reality Constructor) على المستوى المحدود. إنها تمثل تقنية بالغة التعقيد، حيث يتم إستغلال خصائص المادة (السطح العاكس) لتكون موقدًا للإرادة الواعية، مما يتيح التفاعل المنظم مع حقول الوجود غير المرئية. المرآة السحرية هي بالفعل بوابة تقنية لأنها تجسد وتسمح بعملية تحويل الطاقة والنية عبر الحدود الوجودية.

_ ثمن الإنعكاس: المخاطر الوجودية والتكلفة الكارثية لفتح البوابة التقنية عبر المرآة السحرية (Scrying Mirror)

يمكن تحليل المخاطر أو التكلفة الوجودية المصاحبة لفتح البوابة التقنية المتمثلة في المرآة السحرية (Scrying Mirror). كالآتي؛ إن إستخدام مثل هذه الأداة لا ينطوي على مخاطر تقنية فحسب، بل يهدد سلامة الكينونة (Ontological Integrity) للساحر والواقع المحيط. إن فتح قناة اتصال مباشرة مع العوالم غير المرئية أو الأثيرية عبر المرآة السحرية يُعتبر عملية غير مستقرة بطبيعتها. ففي حين توفر المرآة نظام عرض أو محول تردد كما تم تحليله سابقاً، فإن هذا النظام يمكن أن يتعرض لإختلالات ذات عواقب وخيمة على الكينونة الإنسانية.
1. خطر الإختراق الروحي (Spiritual Infiltration): التكلفة الوجودية الأساسية تكمن في فقدان السيادة الذاتية للساحر. البوابة المفتوحة هي طريق ذو إتجاهين؛ عندما يركز الساحر وعيه بشدة على المرآة، فإنه يقلل من مقاومته الوجودية الطبيعية التي تحمي جوهره الروحي. هذا يترك الكينونة عرضة لـالإختراق الطاقي أو التسلل الوعي من قبل الكينونات غير المرئية. قد تستغل الكينونات عبر المرآة الـقناة التقنية لـزرع أوامر أو أفكار سلبية في الصوت الداخلي للساحر، مما يؤدي إلى تغيير بطيء في البصمة الروحية للساحر نفسه وهو نوع من التلاعب بالجينات الروحية الذي ناقشناه. الساحر قد يبدأ بتلقي أوامر أو إستنتاجات مدمرة ذاتياً على أنها حكمة داخلية قادمة من البوابة.
2. التشتت الوجودي والتلف الإدراكي (Ontological Dispersion): الإستخدام المفرط أو غير المنضبط للمرآة السحرية يؤدي إلى إجهاد حاد على النظام الإدراكي والروحي للساحر؛ الدماغ البشري مصمم للعمل ضمن حدود الواقع المادي. التعرض المطول للحقائق الأثيرية المتمثلة في المرآة يؤدي إلى تآكل تدريجي للحدود بين ما هو حقيقي ومادي وما هو وهمي أو روحي. تصبح الكينونة الروحية للساحر مشتتة جزئياً بين عالمه وعالم المرآة. هذا التشتيت يسبب ضعفاً في التماسك الوجودي و يجعل الساحر أقل ثباتاً في الواقع المادي، مما يؤدي إلى عدم الكفاءة، والجنون، أو فقدان الإحساس بالهوية الأساسية (مشابه لمخاطر التعويذة التفكيكية على الذات).
3.الارتداد الطاقي والتقني (Technical Backlash): إذا تم إستخدام المرآة لـإجبار كيان غير مرئي على الكشف عن معلومات أو تنفيذ أمر، فإن رد فعل هذا الكيان أو القانون الكوني قد يرتد بقوة. قد يتم ضخ كمية هائلة من الطاقة الروحية التي لا يتحملها الساحر عبر المرآة لتعويض مقاومة الكينونة غير المرئية. إذا فشل هذا الضخ، يمكن أن تنفجر هذه الطاقة و تعود لتهدد النسخة الإحتياطية الروحية للساحر نفسه. بدلاً من تحقيق هدف سحري، قد يتم إستخدام البوابة من قبل الكيانات الأخرى لفرض ختم سحري سلبي على الساحر، والذي يعمل كـعقد روحي دائم غير مرغوب فيه يقيّد مصيره أو مسار عائلته الروحي.
التكلفة الوجودية لفتح المرآة السحرية ليست تكلفة مادية، بل هي مخاطرة بـثبات الوعي و سلامة الهوية. الساحر الذي يفتح البوابة التقنية يغامر بـإستقرار كينونته مقابل الوصول إلى المعرفة أو القوة. هذا الإستخدام يتطلب أعلى مستويات معامل الكفاءة الروحية والوعي الذاتي لضمان أن تبقى المرآة مجرد شاشة عرض و ليست منفذاً للإستبدال الوجودي.

_ النسخة الإحتياطية الروحية: تأمين الوعي من الإرتداد التقني (Backlash) ومخاطر تجزئة الهوية الوجودية

في الإطار الفلسفي الذي ننظر إليه، حيث السحر هو تطبيق مباشر للإرادة لتغيير الوجود، فإن الإرتداد التقني (Technical Backlash) هو الفشل الذريع الذي يحدث عندما تتجاوز التكلفة التقنية للطاقة الروحية قدرة الساحر على التحكم أو التعويض. هذا الإرتداد ليس مجرد فشل في تحقيق الهدف، بل هو تصحيح قسري للوجود يقوم به النسيج الكوني لإعادة التوازن، وغالباً ما يستهدف مصدر الخلل؛ كينونة الساحر نفسه. ينتج الإرتداد عن أسباب عديدة، منها:
1. الإستنزاف الوجودي: إستخدام طاقة روحية تتجاوز المخزون الذاتي، مما يؤدي إلى سحب الطاقة من العناصر الأساسية للكينونة (الذاكرة، الإرادة، الهوية).
2. المقاومة الكونية: إعتراض القوانين الوجودية أو كيانات أعلى قوى على التغيير، مما يعيد الضرر الموجه إلى الساحر.
3. الفشل التقني: أخطاء في الصيغ، أو الرموز، أو التركيز، تؤدي إلى توجيه الطاقة بشكل خاطئ لتصطدم بـنظام الحماية الكوني وتُعاد إلى مصدرها.
إن فكرة النسخ الإحتياطي الروحي تتجاوز مفهوم الحماية الجسدية؛ إنها محاولة لتأمين الجزء الأساسي غير القابل للتلف من الوجود الذاتي للساحر. يمكن تحليل هذا المفهق الفلسفي على مستويين:
1. النسخة الإحتياطية كـتجزيء الوعي (Fragmentation of Consciousness): هذا المفهوم يفترض أن الكينونة الروحية (الوعي) يمكن تجزئتها أو نسخها/نقلها إلى وعاء خارجي آمن. تتطلب هذه العملية تقنية سحرية متقدمة لتحديد جوهر الهوية الروحية (Essential Spiritual Identity) وفصله جزئياً عن الجسم المادي، ثم تخزينه في وعاء طاهر مثل تميمة موصوفة، أو مكان وجودي آمن، أو حتى ذهن تابع مخلص. إذا تعرض الساحر لـالإرتداد التقني الذي يهدد بـمحو الهوية أو تلف الروح، يمكن إستعادة الهوية من هذا الوعاء الخارجي. هذا لا يضمن بالضرورة بقاء الجسد المادي، ولكنه يضمن إستمرارية الوعي و سلامة الـأنا الأساسية. تتطلب هذه العملية تكلفة طاقية هائلة ومخاطرة فلسفية. فـتجزئة الوعي قد تؤدي إلى الشعور بـالنقص الوجودي أو عدم الإكتمال، وقد يصبح الجزء المنسوخ عرضة للتأثيرات الخارجية.
2. النسخة الإحتياطية كـمرساة وجودية (Existential Anchor): بدلاً من النسخ الحرفي، يمكن أن تكون النسخة الإحتياطية عبارة عن آلية ربط وجودية تضمن عدم تدمير الكينونة بشكل كامل. يكمن هذا في إيجاد أو خلق نقطة ثبات في الوجود، وهي نقطة غير قابلة للتأثر بالتقلبات السحرية. قد تكون هذه النقطة عهد كوني متمثل في إبرام إتفاق وجودي مع قوة أعلى أو مبدأ كوني يضمن عدم فناء الوعي طالما التزم الساحر بشروط معينة. أو بمثابة الإدماج في النظام، دمج جزء من الروح في شبكة وجودية أكبر و أكثر إستقرارًا مثل كيان طبيعي قديم، أو فكرة فلسفية خالدة. هذه المرساة لا تستعيد الكينونة، بل تمنعها من الإنهيار التام. عند حدوث الإرتداد، تعود الكينونة إلى حالة الحد الأدنى من الوجود (Minimal Being) في نقطة المرساة، حيث يمكن إعادة بنائها ببطىء.
هل يجب أن يمتلك الساحر هذه النسخة الاحتياطية؟ من منظور الضرورة التقنية الوجودية، الإجابة هي نعم. إذا كان السحر هو لعب بالنار الوجودية، فإن النسخة الإحتياطية الروحية هي شرط أساسي لسلامة الممارس عند التعامل مع قوى تتجاوز إستيعابه. إنها تدبير يقلل من المخاطر الميتافيزيقية ويسمح بإستكشاف الحدود القصوى للسحر دون التعرض لخطر المحو الوجودي الدائم. ومع ذلك، من منظور الإرتقاء الروحي والفلسفي، قد يرى البعض أن الإعتماد على نسخة إحتياطية هو دليل على نقص الإيمان بقوة الذات الوجودية أو محاولة للتهرب من المسؤولية الكونية الكاملة عن أفعالهم. الساحر الحقيقي، وفقاً لهذا المذهب، يجب أن يواجه الإرتداد بعزيمة كاملة، ويستخدم كل قوته الروحية كـنظام حماية متكامل بدلاً من تجزئة ذاته. إن النسخة الإحتياطية الروحية هي تقنية دفاعية متقدمة في مواجهة الإرتداد التقني، تُبرهن على فهم الساحر لمحدودية الوعي البشري أمام القوى الكونية اللامحدودة، و تُعد شرطاً حكيماً لممارسة السحر على مستوى عالٍ.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...
- السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ ...


المزيد.....




- عائلة تنجو بأعجوبة من غرق قاربها لمدة 20 ساعة.. ماذا فعلت؟
- مصر.. عمر خيرت يطمئن جمهوره ويعلن عن حفله الأول بعد تعافيه
- فيديو مرعب لثعبان ضخم يسبح عبر مياه الفيضانات في تايلاند
- الفيضانات تهدد حياة سكان غزة.. إسرائيل تعلن إطلاق عملية عسكر ...
- من -مكافحة الإرهاب- إلى تغيير الجغرافيا: العملية الإسرائيلية ...
- ميرتس: أوروبا -ليست بيدقا- ولا اتفاق -بدون موافقة- أوكرانيا ...
- الاستبدادُ والإرادةُ والأخلاقُ
- ويتكوف سيزور موسكو للقاء بوتين بشأن خطة السلام الأمريكية لأو ...
- بالخريطة التفاعلية.. أبرز التطورات للعملية العسكرية الإسرائي ...
- ساعة جيب ذهبية لأحد ضحايا سفينة -تيتانيك- تُباع بسعر قياسي ف ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الرَّابِعُ و الْأَرْبَعُون-