أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - غزة - اتفاقٍ على طريقة نتنياهو…قراءة في وهم الهدنة وواقع المقاومة














المزيد.....

غزة - اتفاقٍ على طريقة نتنياهو…قراءة في وهم الهدنة وواقع المقاومة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ من يتأمل المشهد الفلسطيني بكل زخمه وتعقيداته ، يدرك أن سؤال “هل سيتراجع الفلسطيني عن استئناف القتال؟” لا مكان له في الوعي الجمعي لهذا الشعب ، فالفلسطيني، الذي وُلد في بيئة يتداخل فيها التاريخ بالجراح والأمل بالمواجهة ، يعلم أن كل هدنة مع الاحتلال لم تكن يوماً سوى استراحة محارب لجيشٍ اعتاد أن يوقّع باليد ويغدر بالأخرى ، وطالما بقيت حكومة التطرف في تل أبيب ، تلك التىّ تحولت إلى مؤسسة ميليشيات قتل منظمة ، تمسك بمفاصل القرار ، فإن الحديث عن وقف إطلاق النار سيظل أقرب إلى ترفٍ سياسي منه إلى واقع يمكن التعويل عليه .

لقد كان مؤتمر شرم الشيخ مثالاً صارخاً على الفجوة بين الخطاب والواقع ؛ فالحضور الإقليمي والدولي ظنّ أنه قادر على وضع حدّ للإبادة الجماعية في غزة ، لكن الاحتلال أثبت مرة أخرى أنه لا يرى في الاتفاقات إلا مظلة لتأجيل إدانته الدولية ، ثم العودة إلى سلوكه المعتاد ، فما إن انتهت التصريحات ورفرفت الأعلام ، حتى بدأت سلسلة اغتيالات واسعة استهدفت نخبة من المقاتلين الفلسطينيين ، في رسالة تقول : “لا هدنة تقيدنا ، ولا عهد يلزمنا”.

أما البنود المتعلقة بفتح المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية ، فقد بقيت حبراً على ورق ، فحكومة نتنياهو تجاهلتها بالكامل ، وأدارتها بمنطق القوة : تُدخل ما تريد ، وتمنع ما تريد ، وتلتف على ما تعهّدت به ، وكأنها فوق كل قانون ، وهكذا وجدت المقاومة نفسها أمام معادلة مكشوفة : هدنة تُكبّلها وحدها ، واحتلال يتحرك بحرية بين غزة والضفة ولبنان وسوريا ، ويواصل لعبة العربدة دون أن يخشى رادعاً .

في هذا السياق ، يصبح قرار المقاومة باستئناف القتال ليس مجرد ردّ على خرقٍ أو اغتيال ، بل دفاعاً عن منطق الوجود ذاته ، فحين يتحول وقف إطلاق النار إلى فخّ ، وحين يصبح الصمت غطاءً لاغتيال رجال الساحات ، فإن العودة إلى الميدان تصبح الخيار الأقل كلفة ، لقد أدركت المقاومة أن الاحتلال لا يريد تهدئة ، بل يريد استهلاكها تدريجياً حتى تُصبح بلا قدرة ولا سند ، ثم يفرض عليها شروط الاستسلام الكامل .

على المستوى الإقليمي ، تتغير الخرائط بسرعة ، فالعلاقة العسكرية التىّ فرضتها ضرورات الميدان بين سوريا وتركيا ، مهما كانت محدودة أو معقدة ، أعادت تشكيل المشهد بصورة تجعل كثيراً من الاتهامات التاريخية التىّ طالت دول الطوق حول عدم دعم الفلسطينيين تنتمي لزمن آخر ، فتركيا اليوم باتت تمتلك حدوداً مباشرة مع الاحتلال ، وهذا يفتح الباب أمام احتمالات جديدة وفي مقدمتها التدخل العسكري المباشر ، ويمنح المقاومة خيارات كانت مستحيلة في مراحل سابقة ، إن المنطقة تدخل مرحلة إعادة تموضع كبرى ، والمقاومة ــ إن كانت يقظة ــ تستطيع أن تلتقط الفرص التىّ يولدها التغيير.

لكن خلف التحليل السياسي يكمن جوهر الصراع: الفلسطيني لا يقاتل من أجل السلاح ، بل من أجل معنى الحياة والحرية 🗽، فالأرض بلا مقاومة تصبح رقعة بلا هوية ، والشعب بلا قدرة على الرد يصبح مجرد رقم في سجلات الأمم ، ولهذا ، فإن الموت في ميدان القتال — دفاعاً عن الكرامة والأرض — يبقى أكرم من الموت تحت عنوان “هدنة” لا وظيفة لها إلا منح الاحتلال فرصة إضافية لتصفية من تبقّى من الرجال .

أما “اتفاق وقف إطلاق النار على طريقة نتنياهو”، فهو محاولة مكشوفة لتجميل وجه الاحتلال ، لا أكثر ، فهو لا يوقف الحرب ، بل يعيد توزيعها ، ولا يحمي المدنيين ، بل يرفع كلفة دمهم ، هدنة يريد العدو أن يجرد المقاومة من سلاحها المعنوي قبل الميداني ، وأن يحوّل الصمت إلى موافقة ضمنية على استمرار جرائمه .

لهذا ، ستبقى المقاومة قائمة ما دام الاحتلال قائماً ، وسيظل الفلسطيني يقاتل ما دام عدوه يرى في قتله مشروعاً سياسياً ، فالسلام الحقيقي لا يُصنع على طاولة يخدع فيها القوي الضعيف ، بل حين يصبح الاحتلال عبئاً على نفسه ، وحين ينكسر توازن الرعب لصالح أصحاب الأرض . والسلام 🙋‍♂ ✍



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تريليون ابن سلمان 🇸🇦 للأمريكيين 🇺 ...
- سباق النفوذ في القرن الأفريقي والبحر الأحمر : أنظمة إقليمية ...
- سياحة القنص لأثرياء أوروبا…القانونيون الإيطاليون يلاحقون مجر ...
- على السريع - 🏛 العراق 🇮🇶 بين ديمقراط ...
- تأثير💪القواعد العسكرية في إعادة تشكيل ميزان علاقات د ...
- حُلمُ😤المرضى نفسيًّا بإقرار قانون الإعدام السياسي …
- الولايات المتحدة 🇺🇸 … صناديق الاقتراع ترسم م ...
- يقف الجندي الصهيوني على مشارف فيينا 🇦🇹 ، مثق ...
- شرق أوسط يصعب تشكيله اعتماداً على قاعدة عسكرية كبيرة على هيئ ...
- لا القصواء ولا عصا موسى …
- هتلر يحيي🙋الألمان 🇩🇪 في الشوارع من ج ...
- من لنكولن إلى كيري 🇺🇸 : الاغتيال السياسي كمر ...
- ازدواجية🇺🇸المعايير في التعامل مع العنف …
- من باطن الأرض🚇ينبض الصمود وتكتب الحكاية…شبكة الأنفاق ...
- المقاومة 🇵🇸 تتفوّق بذكاء على المنظومة الاستخ ...
- هل يحق له أن يتساءل : من هو الأحق بها؟ مايكل جاكسون🧑 ...
- الإستعمار والدم والتاريخ : من سيرث الهيمنة الإقليمية بعد الص ...
- صدق أبونا الشاعر زهير بن أبي سُلمى 🇸🇦 — ورحم ...
- إقتصاد الصين🇨🇳 وآثاره على ضربة الدوحة㇋ ...
- إسبانيا 🇪🇸 أوروبا العشق / حين يواجه الحقُّ ا ...


المزيد.....




- بعد تسمم إثر تناول -فطر بري-.. حكم قضائي لفصل أطفال عن والدي ...
- الإعلان عن -تقدّم جيّد- في محادثات جنيف.. وترامب يتحدّث عن - ...
- إسرائيل تؤكد مقتل رئيس أركان حزب الله في قلب بيروت
- انقسام داخلي وحكومة معزولة في فرنسا بعد التصويت على الموازنة ...
- بنغلاديش تطالب الهند مجددا بتسليم الشيخة حسينة بعد الحكم بإع ...
- قمة العشرين تختتم أعمالها بأجندة لإصلاح النظام الدولي ورسائل ...
- العراق - خمسة أحزاب سنية توحد صفوفها بعد الانتخابات
- يوسف هزيمة: -إسرائيل تسعى الى اتفاق سياسي مع لبنان-
- أوكرانيا: تعديلات أوروبية على الخطة الأمريكية وروبيو يشيد بـ ...
- وفد من حماس يبحث بالقاهرة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - غزة - اتفاقٍ على طريقة نتنياهو…قراءة في وهم الهدنة وواقع المقاومة