أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تأثير💪القواعد العسكرية في إعادة تشكيل ميزان علاقات دول المنطقة مع إسرائيل …















المزيد.....

تأثير💪القواعد العسكرية في إعادة تشكيل ميزان علاقات دول المنطقة مع إسرائيل …


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ بيئة الأمن الداخلي أحد المؤشرات الأساسية على استقرار الدول وقدرتها على إدارة المجال العام بكفاءة ، وفي الحالة السورية ، يُشير رصد الواقع في العاصمة دمشق وريفها إلى بروز اختلالات عميقة في المشهد الأمني ، تتجلّى في تعدد القوى الفاعلة على الأرض ، وغياب منظومة موحدة تتولى ضبط الأمن وفق معايير مؤسساتية ، هذا الواقع أنتج ديناميات مجتمعية واقتصادية أثّرت في مختلف جوانب الحياة اليومية ، يُجمع الزائرون الخارجيون والفاعلون المحليون على أنّ المشهد الأمني في دمشق يميل إلى العشوائية ؛ إذ تتوزع المهام الأمنية بين جهات متعددة تختلف من حيث الشكل ، والزي ، والانتماء الإداري ، ما أدى إلى خلق مشهد غير منسجم يفتقر إلى وحدة القرار والمرجع ، هذه المظاهر تعكس غياب منظومة واضحة للضبط والسيطرة ، وتقوّض مبدأ احتكار القوة بيد الدولة ، تُشكل وحدة السلطة الأمنية في الدولة إطارًا أساسيًا لتشكيل الهوية الوطنية ، فغياب جهاز أمني موحد يخلق تشتتًا في المرجعيات التىّ يتماهى معها المجتمع ، ويتيح ظهور سرديات موازية تُنافس الدولة في وظيفتها الرمزية والمعنوية ، وتتمثل المخاطر في تعزيز الانقسامات الاجتماعية وتراجع الولاء للمؤسسات المركزية لصالح قوى محلية ذات نفوذ جزئي ، ما يضعف البناء الوطني ، تُسهم البيئة الأمنية غير المستقرة في إضعاف النشاطين السياحي والاقتصادي ، حيث تتراجع ثقة المستثمرين والزوار عند غياب بنية أمنية شفافة ومنظمة ، وتؤدي الحواجز المتعددة والممارسات العشوائية إلى تعطيل حركة الأفراد والبضائع ، ما يفاقم حالة الركود الاقتصادي ويقلّل جاذبية دمشق كوجهة سياحية ، ويُعدّ قطاع الخدمات من أكثر المتأثرين بهذه الفوضى ، نظرًا لاعتماده على استقرار المجال العام ، تنعكس الفوضى الأمنية بشكل مباشر على حياة المواطنين ، حيث تتزايد حالات الانتهاكات الفردية ، وتُضعف قدرة المواطنين على التنبؤ بسلوك القوى الأمنية بسبب تناقض المرجعيات والقوانين المطبقة ، ويؤدي هذا الواقع إلى بيئة اجتماعية غير مستقرة تزيد فيها مستويات الخطر ، وتضعف فيها الثقة المتبادلة بين الدولة والمجتمع .

يُظهر تحليل المشهد الأمني في دمشق أن تعدد الجهات الفاعلة وضعف الاندماج المؤسسي أسهما في توليد بيئة أمنية مضطربة ، انعكست سلبيًا على الهوية الوطنية ، والاقتصاد ، والسياحة ، والحياة الاجتماعية ، ومن ثَمّ ، فإنّ إعادة بناء منظومة أمنية مركزية موحدة تشكل خطوة جوهرية نحو ترسيخ استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي ، وتمهيد الطريق أمام إعادة تشكيل هوية وطنية جامعة …

يُعدّ الرئيس السوري احمد الشرع من أبرز الشخصيات السياسية التىّ تميّزت بمنهج عملي واضح في التعامل مع القوى الدولية ، وهي بصيرة تهدف لتغير المنهج الفكري والسياسي ، ولا سيّما خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا ، فقد اعتمد الشرع مبدأ ثابتًا مفاده أنّ الدولة السورية لا تقدّم تنازلات دون مقابل ، الأمر الذي شكّل إطارًا ناظمًا للمواقف السورية حيال ثلاثة ملفات محورية :(1) الحركات الانفصالية مثل “قسد”،(2) قضية الجولان ، (3) الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ، وفي هذا السياق ، قدّم الشرع جملة من المطالب في كل جلسة تفاوضية باسم دمشق ، إذ اشترط ، في المباحثات مع الجانب الأمريكي ، أن يُعدّ إنهاء الوجود العسكري لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” في شمال شرق البلاد شرطًا أساسيًا لأي تفاهمات استراتيجية مستقبلية مع واشنطن ، كما طالب بوقف الهجمات الإسرائيلية المتكررة ، والحد من أي تدخلات في الجنوب السوري ، إضافة إلى ضمان عدم دعم أي طائفة داخل البلادً، وشدّد ، في هذا الإطار ، على ضرورة التعامل مع الدولة السورية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري .

أما فيما يتعلق بالتنسيق مع الجانب الروسي ، فقد أكد الشرع أهمية إنهاء الدعم الذي تقدمه موسكو لفلول النظام السابق أو أي قوى أخرى في منطقة الساحل السوري ، بما يعزّز وحدة القرار السياسي والعسكري على المستوى الوطني …

تمثل القاعدة الجوية الأمريكية في سوريا إضافة استراتيجية مهمة ، لكنها لا تشكل وحدها عنصراً حاسماً في نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، فالانتشار العسكري الأمريكي في المنطقة يمتد إلى نحو 12 دولة ، مع سيطرة شبه كاملة على المياه الإقليمية عبر وحدات بحرية دائمة ، ما يعكس قدرة واشنطن على التحرك بسرعة ومرونة لمواجهة التحديات المختلفة ، غير أن هذا الواقع لا يعكس بالضرورة استباقية أمريكية تهدف إلى الحدّ من التدخل العسكري التركي ، إذ تمتلك الولايات المتحدة بالفعل قاعدتين عسكريتين كبيرتين في تركيا ، ورغم ذلك ، تبقى التهديدات الصادرة عن إيران والعراق واليمن ، إضافة إلى تصاعد القوة العسكرية المصرية ، عوامل أساسية تدفع واشنطن إلى تعزيز قدرتها على الانتشار متعدد المواقع من غير إغفال مقصدها الأعلى ، الساعي إلى إحكام السيطرة على الهرم الأكبر ؛ هذا الأثر الفريد الذي يُنظر إليه عبر التاريخ بوصفه مصدرًا للطاقة ، القوة المضادة للطاقة النارية ، وبيتًا ذا أصل سماوي وسكنًا نزل من علياء السماء ، ويستند هذا التصوّر إلى ظهوره على خلفية ورقة الدولار الأمريكي ، حيث يُشار إليه باعتباره السرّ الخفي وراء الوصول إلى طاقة الأنهار المعطلة ، ويمثّل في الوقت نفسه الختم الأعظم للجمهورية الأمريكية ، أما العين المتربعة فوق الهرم ، فتُفسَّر بأنها رمز للعناية الإلهية التىّ ترعى البشرية بنظرة لا تغفل ، على نحو يستحضر ما ورد في القرآن الكريم عند الحديث عن صناعة سفينة نوح عليه السلام ، في قوله تعالى : " وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا " ولضمان التعامل مع هذه التحديات بشكل متزامن وفعّال ، وعلى صعيد آخر ، تدرك الولايات المتحدة حجم القوة العسكرية التركية على حدود العراق ، حيث تمتلك أنقرة نحو 80 عاقدة عسكرية ، وفي السياق نفسه ، تُعد إسرائيل قاعدة عسكرية متكاملة للولايات المتحدة في المنطقة ، فيما ورث النظام السوري الحالي نحو 28 موقعًا عسكريًا أمريكياً عن النظام السابق ، وقد أنشئت هذه المواقع بموافقة ودعم من الأقليات المتحالفة مع نظام الاسد ، وعليه ، عندما أغلقت الولايات المتحدة بعض قواعدها العسكرية في دير الزور ، لم تُسَلّمها للنظام ، بل تم نقلها إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في خطوة تعكس اعتبارات استراتيجية عميقة ، تتعلق بالعمق الأمني الإسرائيلي وتأمين المناطق الحيوية على طول نهر الفرات وحدود العراق …

بالنسبة للسوريين ، لا تقتصر الأولويات اليوم على البقاء بعد سنوات من الصراع ، بل تتجاوز ذلك نحو إعادة دمج البلاد في الاقتصاد العالمي من خلال رفع العقوبات وفتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة (Lister, 2016) ، فطالما ظل المجتمع الدولي عاجزًا عن توفير الاحتياجات الأساسية ، مثل رغيف الخبز ، إلا بإذن واشنطن ، أصبح السوريون يتطلعون إلى شراكة استراتيجية تضمن استثمارات في قطاع الطاقة لدعم إعادة الإعمار على المدى الطويل (Phillips, 2018) ، غير أن البعد الاقتصادي ليس وحده المهم ؛ فالترتيبات الجديدة تحمل بعدًا أمنيًا إقليميًا حاسمًا ، فوجود القوات الأمريكية ، رغم محدوديته العدديّة ، يمتد تأثيره ليشمل إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل ومصر ، إضافة إلى مواجهة فقط الفكر المتطرف العربي دون شمل التطرف الاسرائيلي ، (Hinnebusch, 2019 International Crisis Group, 2022).

وعلى الرغم من انسحاب الولايات المتحدة غرب الفرات لصالح تركيا ، إلا أنها تؤسس لدور جديد في المنطقة ، إذ أصبح نفوذها يشكّل عنصر توازن محوري بين سوريا وتركيا وإيران والعراق وإسرائيل ، مما يجعلها لاعبًا أساسيًا في صياغة التحالفات الإقليمية المستقبلية (Lister, 2016 Phillips, 2018).

يمكن القول إن هذه الديناميات تؤكد أن المستقبل السوري والإقليمي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقدرة على إدارة العلاقات الدولية بذكاء ، وفي الوقت نفسه استثمار الفرص الاقتصادية والسياسية بطريقة تعزز الاستقرار والتنمية المستدام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُلمُ😤المرضى نفسيًّا بإقرار قانون الإعدام السياسي …
- الولايات المتحدة 🇺🇸 … صناديق الاقتراع ترسم م ...
- يقف الجندي الصهيوني على مشارف فيينا 🇦🇹 ، مثق ...
- شرق أوسط يصعب تشكيله اعتماداً على قاعدة عسكرية كبيرة على هيئ ...
- لا القصواء ولا عصا موسى …
- هتلر يحيي🙋الألمان 🇩🇪 في الشوارع من ج ...
- من لنكولن إلى كيري 🇺🇸 : الاغتيال السياسي كمر ...
- ازدواجية🇺🇸المعايير في التعامل مع العنف …
- من باطن الأرض🚇ينبض الصمود وتكتب الحكاية…شبكة الأنفاق ...
- المقاومة 🇵🇸 تتفوّق بذكاء على المنظومة الاستخ ...
- هل يحق له أن يتساءل : من هو الأحق بها؟ مايكل جاكسون🧑 ...
- الإستعمار والدم والتاريخ : من سيرث الهيمنة الإقليمية بعد الص ...
- صدق أبونا الشاعر زهير بن أبي سُلمى 🇸🇦 — ورحم ...
- إقتصاد الصين🇨🇳 وآثاره على ضربة الدوحة㇋ ...
- إسبانيا 🇪🇸 أوروبا العشق / حين يواجه الحقُّ ا ...
- غزة 🇵🇸: طروادة العصر : حصانها سفن المتضامنين ...
- براغماتية الرئيس ترمب🇺🇸الكامنة خلف انضباطه م ...
- إسرائيل🇮🇱بين نخبة عاجزة وشعب غائب …
- ردّ مشترك من البترو-نووي 🇵🇰 🇸㇊ ...
- وكيف لذاكرة قارئٍ مخلص أن تنسى الذكرى السنوية لإلياس خوري …


المزيد.....




- ظهور غير معتاد لدلفين يسبح بين القوارب في قنوات البندقية يحي ...
- -بسم الله-.. شاهد ما قاله ضابط أمريكي من أصول عربية ساعد سيد ...
- ترامب يطالب رئيس إسرائيل بمنح نتنياهو العفو في محاكمته الجار ...
- عازفو مزمار القربة في ملبورن يسجلون رقما قياسيا عالميا بعزف ...
- مأساة في البحر المتوسط.. 42 مهاجراً أغلبهم سودانيون يغرقون ق ...
- زين الدين زيدان: سأعود -قريبا- إلى عالم التدريب!
- هجمات 13 نوفمبر الدامية بباريس.. النيابة العامة تفتح تحقيقين ...
- هجمات باريس: -صلاح عبد السلام- يريد لقاء عائلات الضحايا.. ند ...
- الحياة الصعبة في مخيمات غزة.. لا كهرباء وطعام قليل والشتاء ع ...
- في مواجهة التغير المناخي.. مبادرات شبابية أردنية لتحويل الوع ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تأثير💪القواعد العسكرية في إعادة تشكيل ميزان علاقات دول المنطقة مع إسرائيل …