أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ازدواجية🇺🇸المعايير في التعامل مع العنف …














المزيد.....

ازدواجية🇺🇸المعايير في التعامل مع العنف …


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ من يتابع المشهد الأمريكي يدرك أن السياسة هناك لم تعد مجرّد إدارة دولة ، بل أصبحت عرضّاً على خشبة كبيرة تتقاطع فيها الدراما مع الخطاب العام ، ولعل الرئيس ترمب ، بما حمله من حضور إعلامي وشخصية مثيرة للجدل ، يمثل التجسيد الأوضح لهذه الظاهرة التىّ تجمع بين الأداء التلفزيوني والحسابات السياسية ، فالولايات المتحدة ، بلد الكوميديا الساخرة والبرامج الاجتماعية التىّ تصنع الرأي العام عبر الشاشات الصغيرة ، لقد قدّمت نموذجاً فريداً في تحويل الزعيم إلى نجم ، والجمهور إلى متابع دائم لعروض السياسة اليومية ، ومن بين هذه العروض ، يبرز برنامج ترمب التلفزيوني الذي غلبت عليه المساجلات والنكات والفضائح والرسائل المبطنة إلى الخصوم السياسيين ، وإذا كان تاريخ أمريكا قد عرف انقساماً شهيراً بين الشمال والجنوب ، فإنها اليوم تواجه انقساماً أكثر عمقاً بين الجمهوريين والديمقراطيين ، يتجاوز المواقف الاقتصادية والاجتماعية إلى إختلاف جذري في الرؤية والهوية ، وسط هذا الانقسام ، يجد الرئيس ترمب نفسه أحياناً أسيراً لخطاب شعبوي ، تغذيه معلومات مغلوطة يقدمها بعض المستشارين أو وسائل إعلام مضلّلة.

من المؤسف أن يكرر رئيس دولة تقود العالم ، مثل الولايات المتحدة ، روايات لا أساس لها من الدقة ، فادعاؤه بأن الإسرائيليين قتلوا 70 ألف مقاتل من حماس والمقاومة الفلسطينية ، لا يصمد أمام أي تدقيق موضوعي ، والحقيقة المؤلمة أن معظم هؤلاء الضحايا هم من المدنيين الأبرياء ، وخصوصاً النساء والأطفال الذين يدفعون ثمن آلة الحرب الإسرائيلية الوحشية .

لهذا ، أنصح الرئيس ترمب ومستشاريه بمشاهدة الفيلم الوثائقي «ما خفي أعظم» – حلقة إغتيال الطفلة هند رجب ، من إنتاج قناة الجزيرة بالتعاون مع مؤسسات دولية ، فهذه الحلقة تكشف بوضوح عقيدة جيش الإحتلال الإسرائيلي ، الذي يمارس القتل المنهجي ويزرع الكراهية والتطرف في الأراضي الفلسطينية ، فإن من يريد أن يفهم الشرق الأوسط حقّاً ، لا يحتاج إلى تقارير المستشارين منحازين بقدر ما يحتاج إلى عين ترى الواقع كما هو ، بلا زيف أو تبرير ، فالحقيقة ، مهما حاول البعض حجبها ، تبقى أصدق من كل رواية سياسية عابرة …

ومن المثير للدهشة ايضاً، أن يصغي البعض إلى تصريحات الرئيس الأمريكي ك ترمب بشأن ما يصفه بـ“عنف حركة حماس”، في الوقت الذي يتجاهل فيه بصره وبصيرته عن الإجرام الإسرائيلي المتواصل منذ 100عام كاملة وتعاظم الإجرام في العاميين السابقين ، حيث أودى بحياة أكثر من مئة ألف مدني ، جلّهم من النساء والأطفال الأبرياء .

يتحدث العالم طويلاً عن ضرورة مواجهة التطرف الديني في العالم العربي ، غير أنّه يغض الطرف عن التطرف الإسرائيلي الذي يجاهر على الملأ بمشروعه لإقامة “إسرائيل الكبرى”، على أنقاض القرى الفلسطينية ودماء أهلها واهدافه بالتمدد طول وعرض في المنطقة .

لقد بذل العرب والمسلمون جهوداً حثيثة في مقاومة مظاهر الغلو والتطرف بكل أشكاله ، لكنّ المجتمع الدولي ما زال عاجزاً عن إدراك حجم الفظائع التىّ ارتكبتها دولة الاحتلال في غزة وبسبب العرب والمسلمين ، فدماء الضحايا في غزة لا تعني له شيئاً ، أو كأنّ إنسانيتهم أدنى من غيرهم .

ويبقى السؤال الأشد إيلاماً : متى يستيقظ ضمير العالم ليحاسب إسرائيل على جرائمها ، كما يحاسب غيرها؟ ، فإنّ العالم اليوم لا يحتاج إلى مزيدٍ من الخطابات المزيّفة ، بل إلى قدرٍ من الصدق والشجاعة الأخلاقية في النظر إلى المأساة الفلسطينية بعيداً عن الروايات الانتقائية ، فالحقيقة لا تُقاس بما تروّجه القوى الكبرى ، بل بما يشهده الواقع من دماءٍ وأطفالٍ مكلومين وأحلامٍ تُدفن تحت الركام .

ومن هنا، فإنّ مسؤولية المواطن الأمريكي ، كما مسؤولية الإعلام والسياسي ، أن يتحرّك من منطلق إنساني قبل أن يكون سياسيًا ، لأن من يُبرّر الظلم لا يختلف كثيراً عمّن يُمارسه ، لقد آن الأوان لأن يُدرك العالم أنّ العدالة لا تتجزأ ، وأنّ حياة طفل فلسطيني تساوي حياة أي إنسانٍ على وجه هذه الأرض .

فربما آن للرئيس ترمب ، ومعه صانعي القرار في واشنطن ، أن يُنصتوا لا إلى ضجيج الدعاية ، بل إلى صوت الحقيقة… ذاك الصوت القادم من تحت الأنقاض ، حيث ما زال الفلسطيني يقاوم بالموقف ، ويؤمن بأنّ الكرامة لا تُقاس بالقوة ، بل بالإنسانية والحرية …والسلام 🙋‍♂ ✍



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من باطن الأرض🚇ينبض الصمود وتكتب الحكاية…شبكة الأنفاق ...
- المقاومة 🇵🇸 تتفوّق بذكاء على المنظومة الاستخ ...
- هل يحق له أن يتساءل : من هو الأحق بها؟ مايكل جاكسون🧑 ...
- الإستعمار والدم والتاريخ : من سيرث الهيمنة الإقليمية بعد الص ...
- صدق أبونا الشاعر زهير بن أبي سُلمى 🇸🇦 — ورحم ...
- إقتصاد الصين🇨🇳 وآثاره على ضربة الدوحة㇋ ...
- إسبانيا 🇪🇸 أوروبا العشق / حين يواجه الحقُّ ا ...
- غزة 🇵🇸: طروادة العصر : حصانها سفن المتضامنين ...
- براغماتية الرئيس ترمب🇺🇸الكامنة خلف انضباطه م ...
- إسرائيل🇮🇱بين نخبة عاجزة وشعب غائب …
- ردّ مشترك من البترو-نووي 🇵🇰 🇸㇊ ...
- وكيف لذاكرة قارئٍ مخلص أن تنسى الذكرى السنوية لإلياس خوري …
- المصالحة ضرورية🇸🇦 -البعد الاستراتيجي في فكر ...
- من جديد ، يشعلون نار المحرقة🔥التىّ وعدوا العالم بإخم ...
- إلى متى ستستمر العربدة الإسرائيلية🦹‍♂ 🦯 ...
- الإبادة الجماعية مثل الهولوكوست 🔥 – سيأتي الحريق بال ...
- قطع رأس المقاومة 🇵🇸 وساحر البيت الأبيض  ...
- البرمجيات والطاقة البديلة☀تصنعان الحاضر وتكتبان المستق ...
- الذهب الأخضر🌲🧑‍🌾كرافعة اقتصاديّة وثق ...
- البيت الأبيض إدارة الرئيس ترمب 🇺🇸 السلطة الف ...


المزيد.....




- بعد تصريحه عن السعودية.. سموتريتش يُعرب عن -أسفه-: -لم يكن م ...
- -لا ملوك، تعني لا ملوك- – مقال في نيويورك تايمز
- حكومة ستارمر تحت الضغط.. أكثر من 36 ألف مهاجر وصلوا إلى بريط ...
- جندي درزي يقاضي ضابطًا إسرائيليًا بعد نعته بـ-إرهابي من النخ ...
- -إسرائيل ستفقد دعمنا إذا ضمّت الضفة-.. ترامب متفائل بانضمام ...
- القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق بشار الأسد
- ?ابس : هل سيتمكن - جرير والفرزدق- من حل الأزمة البيئية ؟
- رغم مناخها البارد جدا.. طلائع البعوض تصل إلى إيسلندا
- حرب الزيتون.. ارتفاع وتيرة هجوم المستوطنين الإسرائيليين على ...
- الكنيست يقر مناقشة مشروع قانون لضم إسرائيل الضفة الغربية وفا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ازدواجية🇺🇸المعايير في التعامل مع العنف …