أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - صدق أبونا الشاعر زهير بن أبي سُلمى 🇸🇦 — ورحم الله الصحفي الراحل صالح الجعفراوي .. إيطاليا الفلسطينية














المزيد.....

صدق أبونا الشاعر زهير بن أبي سُلمى 🇸🇦 — ورحم الله الصحفي الراحل صالح الجعفراوي .. إيطاليا الفلسطينية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ التاريخ ، كما يبدو ، لا يكرر نفسه عبثاً ، بل يُعيد صياغة مآسيه كلّما غاب العقل وغلب الهوى ، من المؤكد ، وبما لا يدع مجالاً للشك ، أنّ إسرائيل 🇮🇱 بعد عجزها عن إنهاء المقاومة في غزة ، ستلجأ إلى خيارٍ أكثر خبثاً : تغذية الصراع الداخلي وتفعيل ملفّ «الاقتتال الأهلي» الذي أعدّت له ركائز منذ عقدين على الأقل ، فالتجارب تُظهر أنّ حين يعجز العدوّ عن كسر الإرادة في مواجهتها ، يحاول تفتيتها من الداخل ، وما يُخشى اليوم هو أن تتحوّل غزة 🇵🇸 إلى ساحة تشبه ما شهدناه في السودان 🇸🇩 ؛ صراعٌ بين أبناء الوطن الواحد ، تُغذّيه قوى خارجية وتدفع ثمنه الشعوب الضعيفة .

وإذا كُتب لهذا المخطط أن يجد طريقه إلى التنفيذ ، فإنّ الكارثة لن تقتصر على دمارٍ جديد فحسب ، بل ستتّسع لتشمل نزوحاً جماعياً ومجازر تُضاف إلى سجلّ الألم الفلسطيني ، وعندها لن يبقى أمام أهل غزة سوى خيارٍ واحد : الحوار الوطني ، بوصفه صمّام الأمان الأخير أمام إنهيارٍ شاملٍ قد يجعل من غزة أكبر مقبرةٍ مفتوحة على وجه الأرض .

بوصلة الحكمة أين لأبي سلمى ، قبل قرونٍ طويلة ، عبّر الشاعر زهير في معلقته الخالدة عن جوهر الحرب بوعيٍ لا يزال معاصراً ، فقال: “وما الحربُ إلّا ما علمتم وذقتمُ — وما هو عنها بالحديث المُرجَّمِ - متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً — وتضرُ إذا ضريتموها فتضرمِ…”

في هذه الأبيات تختزل التجربة الإنسانية كلَّها : الحرب ليست حكاية مجدٍ زائف ، بل دورة من الخراب تُفقد الناس ملامحهم وقيمهم ، ولعلّ هنا 👈 الفنّ يُعيد قول الشعر بلغةٍ أخرى ، فقد رسم أحد الفنانين الإسبان لوحةً شهيرة مُعلّقة اليوم في مدينة إشبيلية ، تُجسِّد فظائع الحرب الأهلية في بلاده ، فيها يتحوّل الرجل إلى كائنٍ أنثويّ بثديي امرأة ، والمرأةُ إلى رجلٍ بلحية وشاربين ، أراد الرسام ، كما يبدو ، أن يقول إنّ الحرب الأهلية تُفسد التكوين الإنساني ذاته ، فتطمس الحدود بين الخير والشرّ ، والذكورة والأنوثة ، والعقل والجنون .

يبقى الفرق كبير ، بل وجودي ، بين أن تُقاتل عدوّك الخارجي دفاعاً عن الأرض والكرامة ، وبين أن تُوجّه السلاح إلى صدور إخوتك في الوطن ، فالأولى فعلُ حياةٍ ومقاومة ، أمّا الثانية ففعلُ انتحارٍ جماعيّ .

وبالفعل ، لقد صدق زهير بن أبي سُلمى حين وصف الحرب بأنها «تضر إذا ضُريَت فتضرم»، فهي نارٌ لا تُبقي ولا تذر ، وغزة اليوم ، بكل ما تختزنه من صمودٍ وشجاعة ، مطالبةٌ بأن تختار وعيها لا جنونها ، وأن تحافظ على وحدتها الوطنية قبل أن تلتهمها أتون الفتنة .

و في زمن مضى ، كان فرانكو فونتانا ، أو كما عُرف باسمه الحركي جوزيف إبراهيم ، مثالاً نادراً لرجل غربي إختار أن يخلع عنه نعيم الحياة ليحمل بندقية الثورة الفلسطينية ، ترك أهله ، وأصدقاءه ، وثروته الواسعةً، ليقف في صفوف المقاتلين دفاعاً عن أرضٍ لا تمت له بصلة إلا بصلة الضمير الإنساني الحر 🗽.

واليوم ، تعيد إيطاليا 🇮🇹 سيرتها الأولى ، حين أنجبت امرأةً لا تقل شجاعة عن رجال التاريخ ، إنها فرانشيسكا ألبانيزي، الإيطالية الحرة التىّ نطقت بضمير العالم حين صمت الجميع ، لقد جسّدت القاعدة القديمة التي تقول :“ما يُقلق النساء الحقيقيات هو ما يتجاهله الرجال .”

لم تساوم ، ولم تتراجع أمام حملات التشويه والإسكات ، لأنها أدركت أن التزام الإنسان الأخلاقي لا يُقاس بالمصلحة ، بل بالقدرة على الوقوف في وجه الجريمة حين يُراد طمسها ، لقد اختارت أن تكون شاهدة على الحقيقة، وحارسة لذاكرة الفلسطينيين في غزة ، تلك الذاكرة التي يحاول القتلة دفنها بالنسيان ، لكنّها تصرّ وتشتغل على أن تبقى حيّة ، شاهدة على إنسانيتنا جميعاً .

سلامٌ عليها ، وعلى كلّ من آمن بأن الكلمة قد تكون أحيانًا أبلغ من الرصاص … والسلام 🙋‍♂



#مروان_صباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقتصاد الصين🇨🇳 وآثاره على ضربة الدوحة㇋ ...
- إسبانيا 🇪🇸 أوروبا العشق / حين يواجه الحقُّ ا ...
- غزة 🇵🇸: طروادة العصر : حصانها سفن المتضامنين ...
- براغماتية الرئيس ترمب🇺🇸الكامنة خلف انضباطه م ...
- إسرائيل🇮🇱بين نخبة عاجزة وشعب غائب …
- ردّ مشترك من البترو-نووي 🇵🇰 🇸㇊ ...
- وكيف لذاكرة قارئٍ مخلص أن تنسى الذكرى السنوية لإلياس خوري …
- المصالحة ضرورية🇸🇦 -البعد الاستراتيجي في فكر ...
- من جديد ، يشعلون نار المحرقة🔥التىّ وعدوا العالم بإخم ...
- إلى متى ستستمر العربدة الإسرائيلية🦹‍♂ 🦯 ...
- الإبادة الجماعية مثل الهولوكوست 🔥 – سيأتي الحريق بال ...
- قطع رأس المقاومة 🇵🇸 وساحر البيت الأبيض  ...
- البرمجيات والطاقة البديلة☀تصنعان الحاضر وتكتبان المستق ...
- الذهب الأخضر🌲🧑‍🌾كرافعة اقتصاديّة وثق ...
- البيت الأبيض إدارة الرئيس ترمب 🇺🇸 السلطة الف ...
- من لوثر إلى طه : تبرئة الإسخريوطي وابن سبأ🩸….
- العرب ودايان 🫤 …
- البيت الأبيض – إدارة الرئيس ترامب
- يُعَدّ جدَارا التكنولوجيا والتقدّم العلمي الركيزة التىّ تمنح ...
- الربيع العربي في سوريا يا صديقي شرفاً على صدر كل حرَّ …


المزيد.....




- إدارة ترامب تعلن إعادة النظر في بطاقات -غرين كارد- الممنوحة ...
- دول أوروبية تدين تصاعد عنف المستوطنين ضدّ الفلسطينيين في الض ...
- -لدي معطيات لن أكشفها حفاظا على البلد-.. رياض سلامة يخرج عن ...
- غينيا بيساو تدخل مرحلة انتقالية جديدة.. قائد القوات البرية ي ...
- تونس: رملة الدهماني شقيقة سنية الدهماني المفرج عنها تتحدث لف ...
- الاتحاد الدولي للجودو يسمح للرياضيين الروس بالمشاركة تحت علم ...
- تونس: هل يمهّد الإفراج عن المحامية سنية الدهماني للإفراج عن ...
- مقرّب من زيلينسكي من بين المشتبه بهم؟
- ماذا وراء التصعيد العسكري الإسرائيلي بالضفة الغربية؟
- خبير عسكري: إسرائيل تسعى لفرض حزام إستراتيجي بين الليطاني وا ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - صدق أبونا الشاعر زهير بن أبي سُلمى 🇸🇦 — ورحم الله الصحفي الراحل صالح الجعفراوي .. إيطاليا الفلسطينية